في خطوة جديدة لتطوير التعليم قبل الجامعي في مصر، وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون التعليم الصادر بالقانون رقم 139 لسنة 1981، وهي خطوة لاقت ترحيبًا من قبل خبراء التربية، الذين رأوا أنها تعكس وعيًا حقيقيًا بضرورة الاستجابة السريعة للتغيرات المتلاحقة التي يشهدها العالم.

ورأى الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي، أن هذه التعديلات تمثل استجابة فعلية لمتطلبات العصر، وتهدف إلى منح التعليم المصري قدرًا أكبر من المرونة والقدرة على التنافس إقليميًا ودوليًا، خاصة فيما يتعلق بالثانوية العامة، التي ظلت لعقود حبيسة النمط الواحد والمصير الواحد.

القرارات الجديدة، والتي من أبرزها إدخال مسار التعليم الثانوي المهني، تعكس – حسب رأي حجازي – فهمًا عميقًا لضرورة تنوع المسارات التعليمية وتقديم بدائل حقيقية للطلاب تناسب قدراتهم المختلفة، وهو ما يسهم في تخفيف الضغط النفسي عليهم، ويقلل من معدلات التسرب، ويعزز مفهوم التعليم المرتبط بسوق العمل.

كما أشار إلى أن تخصيص سنة أو سنتين لمسار التعليم الثانوي المهني، وتحديد خمس سنوات للتعليم التكنولوجي المتقدم، يمثل نقلة نوعية، تؤكد أن النظام التعليمي الجديد لم يعد يقتصر على تخريج طلاب حاصلين على شهادات، بل يسعى لتأهيل كوادر قادرة على الإنتاج الفوري، وربط المخرجات التعليمية بالاحتياجات الحقيقية للاقتصاد الوطني.

ولفت حجازي إلى أن مد فترة الإلزام لـ12 سنة هو توجه تربوي منطقي وضروري في ظل العصر الحديث، حيث أصبحت المهارات والمعارف المطلوبة لدخول سوق العمل أكبر من أن يتم تحصيلها في تسع سنوات فقط. واعتبر أن هذه الخطوة تُعد واحدة من أهم الأدوات لتحقيق عدالة تعليمية حقيقية وضمان تعليم شامل ومتكامل.

وفي ما يتعلق بمد خدمة المعلمين حتى نهاية العام الدراسي إذا بلغوا سن التقاعد، أكد حجازي أن ذلك يضمن استقرار المنظومة التعليمية ويمنع حدوث فجوات تؤثر على التحصيل الدراسي للطلاب، كما أنه إجراء تربوي يصب في مصلحة استمرارية العملية التعليمية بشكل منضبط ومنتظم.

وأشاد الخبير التربوي كذلك بالتوجه نحو حوكمة المدارس التابعة للجمعيات التعاونية التعليمية، معتبرًا أن وضع ضوابط وآليات لهذه المدارس سيضمن تحسين جودة التعليم فيها، ومنع العشوائية، ويكفل تحقيق الأهداف التربوية التي تستهدفها الوزارة.

وفي جانب الابتكار، يرى حجازي أن السماح بإنشاء مدارس تجريبية وبرامج تعليمية تجريبية يمثل فتحًا مهمًا للتجديد والابتكار في التعليم المصري، ويُسهم في تعزيز التنافسية بين المدارس، بما ينعكس على جودة التعليم المقدّم ومخرجاته الفعلية.

ومن أبرز ما تضمنته التعديلات – حسب وصفه – اعتماد مقررات دراسية في الثانوية العامة تتكون من مواد أساسية وأخرى اختيارية، ما يُتيح للطالب فرصة الاختيار بما يتماشى مع قدراته وميوله. واعتبر حجازي أن ذلك سيسهم في تخفيف الضغوط الدراسية، وتحقيق متعة التعلم، ويجعل العملية التعليمية أكثر ارتباطًا بالواقع، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الاعتماد على الدروس الخصوصية والحد من ظاهرة الغش.

واختتم الدكتور عاصم حجازي تعليقه بالتأكيد على أهمية إعطاء وزير التربية والتعليم حق طرح رؤيته لتطوير التعليم، بشرط موافقة المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي والمجلس الأعلى للجامعات، معتبرًا أن هذا الإجراء يحقق التوازن بين الطموح التنفيذي والرؤية المؤسسية، ويضمن استقرار المنظومة وفي الوقت نفسه يفتح الباب للمرونة والتطوير.

وبهذا، تتجسد أهمية هذه التعديلات في كونها ليست فقط خطوات تنظيمية، بل رؤية شاملة تمس صميم العملية التعليمية، وتبني أسسًا قوية لنظام أكثر عدالة ومرونة وكفاءة، قادر على مواكبة الحاضر وصناعة المستقبل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قانون التعليم مجلس الوزراء التعليم قبل الجامعي التعليم التعليم الثانوى الثانوية العامة خبير تربوي التعليم المصري عاصم حجازي

إقرأ أيضاً:

محافظ المنوفية: الدولة تولي اهتماماً بالغاً بملف التعليم

أكد محافظ المنوفية إبراهيم أحمد أبو ليمون أن الدولة المصرية تولي اهتماماً بالغاً بملف التعليم باعتباره قاطرة التنمية وذلك من خلال خطة للنهوض بالبنية التحتية لقطاع التعليم وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب لتحسين جودة الحياة المعيشية.


جاء ذلك خلال جولة تفقدية موسعة للمحافظ إبراهيم أحمد أبو ليمون اليوم / الأحد / لمتابعة الموقف التنفيذي وحجم الأعمال المنفذة على أرض الواقع لعدد من المشروعات التنموية بمركز شبين الكوم لتقديم الدعم والتيسيرات اللازمة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، رافقه خلالها وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية الدكتور محمد صلاح والمهندسة وفاء صبحى مدير عام هيئة الأبنية التعليمية وياسر سالم رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة شبين الكوم.


وقال المحافظ إن المحافظة تعمل على تنفيذ خطة طموحة لإنشاء وتطوير المدارس في مختلف المراكز والقرى، بهدف توفير فرص تعليم مناسبة لجميع الطلاب والقضاء على ظاهرة تعدد الفترات الدراسية.
وتفقد المحافظ أعمال إنشاءات مجمع المدارس الجديد بالبتانون لإنشاء مدرستين علي مساحة 10 آلاف متر مربع ، أحدهما للتعليم الأساسي باستثمارات 27 مليون و 83 ألف جنيه وتضم 32 فصلا دراسيا ( 8 رياض أطفال و 24 إبتدائي ) والأخرى تجريبية للغات باستثمارات 33 مليونا و 771 ألف جنيه وتضم 28 فصلا دراسيا ( 4 رياض أطفال و 12 إبتدائي و 6 إعدادي وثانوي) ، بما يساهم فى خفض الكثافة الطلابية والنزول بالسن واستيعاب أكبر عدد من الطلاب وتقديم خدمة تعليمية متميزة وإتاحة الفرصة أمام أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بهذا النوع من التعليم.


وأشاد المحافظ بحجم الأعمال المنفذة على أرض الواقع حيث أن نسبة الأعمال الإنشائية 75%، ، موجها بالتنسيق مع وحدة التدخل السريع لرفع كافة نواتج الحفر المحيطة بمجمع المدارس لتهيئة الأعمال والارتقاء بالمظهر العام ، وذلك في إطار رؤية متكاملة تستهدف الارتقاء بالبنية التحتية التعليمية وتوفير مناخ تعليمي مناسب لأبناء المحافظة.


وشدد المحافظ على ضرورة الإلتزام بالمواصفات الفنية والمعايير القياسية أثناء التنفيذ، مع مراعاة أعلى معايير الجودة والسلامة الإنشائية، موجهاً بسرعة تذليل أية عقبات قد تواجه سير العمل و تكثيف الأعمال والمتابعة اليومية لنسب الإنجاز والدفع بمنظومة العمل وتذليل العقبات لسرعة الانتهاء منه في أقرب وقت. 
 

طباعة شارك محافظ المنوفية التعليم المشروعات التنموية

مقالات مشابهة

  • وزير التربية يتفقد سير العملية التعليمية بمدرسة في «طرابلس المركز»
  • وكيل تعليم بورسعيد يفاجئ مدارس جنوب المحافظة لمتابعة انتظام العملية التعليمية
  • تفعيل دور أولياء الأمور في دعم العملية التعليمية بالعوابي
  • محافظ المنوفية يتفقد انتظام سير العملية التعليمية بمدرسة حسين غراب الإعدادية
  • محافظ المنوفية: الدولة تولي اهتماماً بالغاً بملف التعليم
  • مع بداية رابع أسبوع دراسة| شاهد ارتفاع نسب الحضور وانتظام العملية التعليمية بالمدارس
  •  بدءًا من غد.. «التعليم» تطبق النمط المدمج وتلغي المدارس المسائية
  • «التعليم» تحذر من استخدام المدارس في دعاية انتخابات مجلس النواب 2025
  • علاء جودة: لا تهاون في انضباط العملية التعليمية وإحالة المقصريين للشئون القانونية
  • تعليم كفر الشيخ: لن نتهاون في ضبط العملية التعليمية ومحاسبة المقصرين