تصاعدت التوترات مجددًا بين الهند وباكستان مع استمرار إغلاق المجال الجوي الباكستاني أمام الطيران الهندي، وسط تبادل اتهامات وتصريحات حادة تزيد من حدة النزاع بين الجارين النوويين في جنوب آسيا.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، اليوم الجمعة، أن المجال الجوي لبلاده لا يزال مغلقاً أمام الطيران الهندي، نافياً صحة الأخبار المتداولة حول فتحه أو تحديد موعد لذلك، مشيراً إلى أن المشاورات لا تزال جارية في هذا الشأن.

وفيما يتعلق بمعبر كارتاربور، أوضح المتحدث أن باكستان لم تغلق المعبر، وإنما الهند هي من تتخذ إجراءات أحادية تقيد حركة المسافرين منذ 7 مايو، مؤكداً بقاء المعبر مفتوحاً أمام الحجاج السيخ الذين يزورون باكستان لأداء مناسكهم، في حين تمنع الهند دخولهم من جانبها.

وحول تعليق الهند لمعاهدة مياه السند في أعقاب هجوم باهلجام في 23 أبريل، أكد شفقت علي خان أن باكستان تسعى لاستئناف العمل بالمعاهدة عبر تواصلها مع المجتمع الدولي لضمان حصولها على حصتها العادلة من المياه.

كما رفض المتحدث بشكل قاطع تصريحات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأخيرة، واصفاً إياها بأنها “ادعاءات باطلة وتحريضية تهدف لتأجيج التوترات الإقليمية لمكاسب سياسية ضيقة”.

وأكد أن باكستان تظل شريكاً ملتزماً في مكافحة الإرهاب ومصراً على السلام والاستقرار الإقليمي، مع استعداد كامل للدفاع عن سيادتها.

وكان مودي، هدد في خطاب ألقاه أمس في راجستان بأن استمرار باكستان في “تصدير الإرهابيين” سيجعلها “متسولة لكل قرش”، مشيراً إلى استمرار تعليق الهند لمعاهدة مياه السند وعدم منح باكستان أي مياه من أنهار الهند.

هذا وتعود جذور النزاع بين الهند وباكستان إلى تقسيم الهند البريطانية عام 1947، الذي أدى إلى نشوء دولتين مستقلتين على أساس ديني، مما تسبب في نزاعات إقليمية، أبرزها على منطقة كشمير التي ظلّت محور توترات متكررة وحروب عدة بين البلدين، ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بينهما فترات من التصعيد والتراجع، مع استمرار الخلافات السياسية والأمنية التي تؤثر على استقرار المنطقة.

والنزاع الأخير بين الهند وباكستان تصاعد بعد الهجوم في منطقة باهلجام في أبريل 2025، والذي اتهمت نيودلهي إسلام آباد بتدبيره، مما دفع الهند إلى تعليق معاهدة مياه نهر السند وفرض قيود على التنقل عبر معبر كارتاربور، وردّت باكستان بنفي الاتهامات وإبقاء معبر كارتاربور مفتوحًا أمام الحجاج، وسط توترات دبلوماسية متصاعدة وتصريحات حادة من قيادات البلدين، ما زاد من حدة التوترات الإقليمية وعرقل جهود السلام.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: التوتر بين الهند وباكستان الهند الهند وباكستان باكستان قصف متبادل بين الهند وباكستان الهند وباکستان

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء باكستان: المملكة موقع محايد ومناسب للحوار مع الهند .. فيديو

الرياض

أشاد رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، بالدور البارز الذي تلعبه المملكة في تهدئة التوتر بين بلاده والهند، معتبرًا أن الرياض تمثل موقعًا محايدًا ومناسبًا لاستضافة المحادثات بين الجارتين النوويتين.

وأوضح شريف أن الحوار المقترح سيتناول ملفات حساسة تشمل كشمير، والمياه، والتجارة، ومكافحة الإرهاب، مشددًا على ضرورة مناقشة جميع القضايا بشكل شامل، لا منفصل، من وجهة نظر إسلام آباد.

كما أشار إلى أن التوترات بدأت بالتراجع بعد اتصالات مباشرة بين مديري العمليات العسكرية في البلدين، مما أعاد الأمل بإمكانية استئناف الحوار.

وتأتي هذه التطورات بعد تصاعد التوتر إثر هجوم دموي في أبريل الماضي داخل الشطر الهندي من كشمير، أودى بحياة 26 شخصًا، وقد حملت نيودلهي باكستان مسؤولية الحادث، متهمة إياها بدعم المهاجمين، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة.

 

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/ssstwitter.com_1747928995678.mp4

مقالات مشابهة

  • ثمن الانفصال: من باكستان إلى السودان… ماذا فعل الهوس الديني بالأوطان؟
  • باكستان تمدد إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية حتى 24 يونيو المقبل
  • لماذا تحذّر باكستان الهند من استخدام المياه سلاحا ضدها؟
  • باكستان ترد على تصريحات مودي: "استفزازية وغير مسؤولة"
  • معاهدة مياه نهر السند تشعل التوتر بين الهند وباكستان
  • رئيس وزراء باكستان: المملكة موقع محايد ومناسب للحوار مع الهند .. فيديو
  • تصعيد هندي جديد ضد باكستان
  • الهند: لن تحصل باكستان على مياه أنهار نتمتع بحقوق استخدامها
  • تضليل بالذكاء الاصطناعي.. الانتصارات الزائفة في حرب باكستان والهند