الثورة نت:
2025-05-29@01:40:05 GMT

لماذا اليمن الاستثناء؟

تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT

 

 

في مسار المواجهة مع العدو الإسرائيلي، كانت الحسابات تتجه إلى دول الطوق والدول التي تملك الأسلحة الحديثة والإمكانيات الهائلة؛ العراق مثلا دُمِّر واستحل الحلف الصهيوني الصليبي أرضه؛ وسوريا أيضاً، أما السعودية فتحولت بوصلة العداء إلى صداقة وشراكة ومثل ذلك الإمارات ومعظم أنظمة الخليج؛ مصر كان الرهان عليها، لكنها أيضا تحولت في مواقفها بعد اتفاقية (كامب ديفيد) إلى التطبيع ولعب دور الوسيط في معاونة الكيان المحتل لا إعانة المقاومة وإسنادها .


اليمن لم تكن في حسبان المهتمين بالسياسات الدولية وقد تمت السيطرة عليها بواسطة دول الجوار وأمريكا ودول أوروبا، خاصة انه تم منح السفير الأمريكي صلاحيات الحاكم الفعلي، فالقرارات المصيرية والهامة لا يتم إصدارها إلا بعد موافقته عليها، ووصل التنسيق الأمني إلى أرقى المستويات، حينما تم منح الخبراء الأمريكيين حرية شراء الأسلحة وسحبها من الأسواق وتدميرها وهي أسلحة هامة وضرورية.
لم يقف الأمر عند ذلك، بل سُمح للطيران الأمريكي بالتحليق في الأجواء اليمنية و قتل أبناء اليمن الذين يصنفهم تحت بند الإرهاب، وتم دعم شبكات التخريب والاغتيالات الممولة من وكلاء أمريكا واليهود لتدمير المشاريع الهامة والاستراتيجية، وكل ذلك من أجل التمهيد لإلحاق اليمن بقافلة التطبيع .
الأزمات الاقتصادية المتوالية واتباع سياسة الإفقار التي يمليها البنك وصندوق النقد الدوليان وغير ذلك من البرامج الإفسادية في السياسة والاقتصاد والثقافة والأخلاق والدين من أجل تكبيل اليمن وتسليمه ومصادرة قراراته السيادية، والاستيلاء على ثرواته وإمكانياته وتسخيرها لخدمة المصالح السعودية والإماراتية .
لقد كتب على اليمن في سياسات النفوذ الاستعماري السيطرة على مقدراته ومصادرة جهود أبنائه في الاغتراب، سواء داخل اليمن أو خارجه، لأن وصية المؤسس (لا تسمحوا لليمن بالاستقرار، ازدهاركم في خراب اليمن)، وفي حديث الشيخ سالم الحريزي عن التدخلات السعودية ومنع شركات النفط من التنقيب عن البترول اليمني لصالح عرقلة التنمية، ما يعرفه الجميع فلم يعد الأمر خافيا على أحد .
كانت إدارة الأزمات هي أهم ركائز إدارة الدولة، لم يُسمح للممارسة الديمقراطية أن يكتب لها النجاح، وكانت أعظم الإخفاقات والنكبات التي سعى إليها النظام –آنذاك- شن الحروب الست على محافظة صعدة بذريعة مواجهة الخطر الإيراني والتمدد الشيعي؛ والحقيقة أن ذلك لتنفيذ الأجندات الأمريكية الصهيونية التي استفزها شعار الصرخة الذي أعلنه الشهيد القائد ضد أمريكا وإسرائيل وتم تحريك النظام لشن الحروب من أجل القضاء على الدعوة في بدايتها.
لم يكتف النظام السعودي بتمويل الجماعات التي تعمل لحساب أيديولوجيته، ولا بالسيطرة على المشايخ والوجاهات الاجتماعية، ولا المسؤولين من خلال (اللجنة الخاصة) التي اعترف بها الرئيس السابق أنها تعمل لشراء ولاءات المسؤولين والوجاهات والمشايخ والعلماء والدعاة، بل إنه عمل على محاربة كل الآراء التي لا تتوافق مع توجهاته وسياساته، وقد رصد مؤلف كتاب (السعودية تبتلع اليمن) د.سعيد الهاجري بعضا مما وصل إليه التغلغل السعودي في سعيه للسيطرة على اليمن، وهو ما جعل السعودية في سباق محموم مع الإمارات أيهما تظفر بالنصيب الأوفر من السيطرة والنفوذ والاستقطاب والاستحواذ .
في مقارنة مخزية أجراها الإعلامي المصري معتز مطر حول الاغتيالات التي نفذتها السعودية ضد الكوادر اليمنية التي تعمل لصالح الإمارات والاغتيالات التي نفذتها الإمارات ضد الكوادر اليمنية التي تعمل لصالح السعودية، حيث أصبح أبناء اليمن ضحية لعبة النفوذ والاستقطاب لهما، وهي كوادر مؤهلة يتم استخدامها بالأموال اليمنية لحماية مصالحهما على حساب اليمن .
نادى كثير من عقلاء الخليج العربي والمفكرين والسياسيين إلى تغيير السياسات التي تتعامل بها أنظمة وكلاء الحلف الصهيوني الصليبي مع اليمن والاستفادة من اليمن وضمه إلى منظومة الخليج العربي، لكنهم قبلوه عضوا في اتحاد كرة القدم، لكي يثبتوا انهم متقدمون ولديهم إمكانيات تستطيع شراء أشهر اللاعبين وأشهر المدربين.
اليمن هو العمق الاستراتيجي للجزيرة العربية والأمتين العربية والإسلامية، خاصة أنه قادر على المحافظة على التفوق وحفظ التوازن السكاني في مواجهة التدفق السكاني للعمالة الوافدة التي اكتسحت دول الخليج، لكن قادة الأنظمة الخليجية فضلوا الاستسلام للتدفق لتلك العمالة على الاستعانة باليمن .
أبناء اليمن مشهود لهم في كل دول العالم باحترام الأنظمة والقوانين وقدرتهم على الإبداع والتفوق في كل المجالات، وليس ذلك من الآن، بل إنهم نشروا رسالة الإسلام في العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
إسهاماتهم في القضايا الإسلامية والعربية والإنسانية لا ينكرها أحد، قاتلوا في صفوف المجاهدين دفاعا عن أرض فلسطين ولبنان وغيرها وقدموا الشهداء، ولما تم إخراج المقاومين من فلسطين ولبنان استقبلهم اليمنيون .
ظل اليمن ولايزال المدد والسند للقضايا الفلسطينية واللبنانية والسورية وغيرها ولم يتراجع عن مواقفه الداعمة والمؤيدة، وهو ما أدى إلى أن يدفع أثمان مواقفه المبدئية والثابتة في دعم هذه القضايا، تارة بالسعي إلى إشعال الحروب الأهلية، والفتن الطائفية والمذهبية والجهوية والحزبية، رغم معرفة الجميع أن أبناء اليمن يتسمون بالتسامح والانفتاح وعدم التعصب والتزمت.
تحولت المواقف للأنظمة العربية والإسلامية من القضية الفلسطينية ومن المقاومة بناءً على العلاقات مع دول الغرب وخاصة أمريكا والكيان الصهيوني، ووصل بمعظمها إلى النقيض من دعم مظلومية الأشقاء في فلسطين ولبنان إلى دعم الإجرام والاحتلال ومحاربة المقاومة واتخاذ العقوبة ضدها، بعد أن انهارت القيم والمبادئ والدين والأخلاق والإنسانية لدى تلك الأنظمة وتحولت عن مبادئ الإسلام إلى مراتع الانحلال والتفلت، وكأن التقدم والتطور لا ينسجمان إلا مع الوثنية والشرك والإلحاد.
اليمن كان هو الاستثناء الذي أثبت أنه جدير بتلك الأوسمة التي منحها الله سبحانه وتعالى لليمن أرضا وإنسانا وحضارة وقيما ومبادئ، ودلل على ذلك في أكثر من آية في القرآن الكريم، وأكدها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من الأحاديث، منها قوله (الإيمان يمان والحكمة يمانية …) وأيضا (اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا وفي نجدنا؛ قال: اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا؛ قالوا وفي نجدنا قال: هناك الزلازل والفتن وبها أوقال منها يخرج قرن الشيطان )، وأيضا قوله صلى الله عليه وآله وسلم((اني لأجد نفس الرحمن من هنا-يشير إلى اليمن))، فاليمنيون كانوا وما زالوا جديرين بهذه الأوسمة.
حينما جبُن الكل وانكشفت الأقنعة وتعرّت المواقف، برز اليمن بمواقفه الداعمة والمناصرة والمؤيدة لمظلومية الأشقاء في أرض غزة وفلسطين، وأرسل الصواريخ والمسيَّرات ودافع عن شرف الأمة وكرامتها في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار والاستعمار الصهيوني الصليبي من واقع مسؤوليته الإيمانية لا يخاف إلا الله، لأنه يدرك عواقب التخاذل والانهزام، وعدم نصرة المظلومين سيكون خزيا وعارا في الدنيا قبل الآخرة وسيأتي اليوم الذى سيدفع فيه المجرمون والمتخاذلون ثمن ما اقترفته أيديهم وعمالتهم وتخاذلهم وإعانتهم للإجرام والمجرمين وعدم نصرة إخوانهم المستضعفين على أرض غزة وفلسطين ولبنان وسوريا وغيرها .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الهوية اليمنية .. عودة إلى الجذور وثبات على الأصالة

يمانيون / تقرير

التأكيدُ على ضرورةِ تمسك اليمنيينُ بالهوّية الإيمانيةِ هي مسألة حيوية مبنية على مكانة اليمنيين في الإسلام وما اتصفوا به على مدى التاريخ من صفات شكلت قواما أصيلا لهذه الهوية، وإنما يأتي التحفيز لإحياء مظاهرها تذكيرا لهم بأنهم لا يزالون المؤهلين لحمل راية الإسلام كما كانوا منذ بزغ نوره وشع على الأرض.

اليمنيون يتعرضون اليوم لأ بشع هجمة بسبب ثباتهم على أصالتهم وقيمهم، وثباتهم على هويتهم المتصلة بالله تعالى وكتبه ورسله.

هوّية إيمانية شاملةُ تتجاوز الهويّات الضيّقة الصّغيرة القبليّة والمناطقّية والعرقية والعصبوية، لا تعبر عن حقيقة اليمنيين وانتمائهم، باتت اليوم مطلباً حتمياً لمواجهة هذه المخاطر التي يحاول الواقفون على تأجيجها سلب إرادة الأمم والشعوب وإبقائها في حالة (المستضعفين).

هي مسألة ليست ببعيدة عن تعاليمنا الإسلامية ولا بغريبة على معتقداتنا، إنها تحفيز للعودة إلى الأصول والثوابت الدينية والثقافة القرآنية، لنكون جميعاً في خندق واحد بالقول وبمعية العمل، وبملازمة الفعل الذي يعكس القناعة والإيمان بهذه الثوابت وهذا الإيمان.

الهوية الإيمانية هي معرّف موضوعي لطبيعتنا كمسلمين، والتعاطي معها ينبغي أن يحتكم إلى عقلانية النقاش بروحية عالية مهيأة للتفهم والقبول بالطرح.

كثير من الأفكار نجحت للأسف الشديد في تسميم ثقافة شريحة لا يمكن الاستهانة بها من المثقفين، أدخلتهم في دائرة الشك التي طالت حتى الشك في المعتقدات يدخلون في جدال يضعفهم أكثر مما يوصلهم إلى الحقيقة، زعزعت ثقتهم بهويتهم فباتوا في حالة استلاب عن تحديد الحقائق بل حتى عن تمكين الذات فرصة للتأملّ في خلفيات المفهوم.

علماء الأمة، من حملوا على عاتقهم مسؤولية كبيرة في تصحيح الثقافات المغلوطة والوقوف بالناس على البينات بالاستناد على قاعدة متينة ثابتة قوامها المنهج الرباني ومضامينه آيات الله وأحاديث رسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والاجتهادات الخالصة عن من ساروا على هديه.

في ذات مناسبة التقى عدد من هؤلاء العلماء وجعلوا من (الهوية الإيمانية) محورا للنقاش وخلصوا إلى أن الاحتفال بذكرى دخول اليمنيين في الإسلام هو بذاته تعبير صادق عن أصالة الهوية لليمنيين وارتباطهم المباشر بالمصادر الأصيلة في الإسلام من صحابة المصطفى وأهل بيته من الإمام علي ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما.

واعتبروا، جمعة رجب يوماً فارقاً في تاريخ الشعب اليمني الذي أسلم طواعيةَ واستجابةً لرسول الله عليه الصلاة والسلام .. مبينة أن الهوية الإيمانية هي الهوية الأصيلة للشعب اليمني التي تعبر عن ارتباط اليمنيين الوثيق بالإيمان وانتمائه العملي للإسلام.

وأشاروا إلى أن صمود وثبات اليمنيين خلال سنوات العدوان هو دليل ارتباطهم بالهوية الإيمانية، إذ أثبتوا بذلك أنهم عند عند شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال عنه “الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”.

وشددوا على أهمية العناية بالمساجد التي بنيت بأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام في اليمن ومن ذلك الجامع الكبير بصنعاء وجامع الجند بتعز وإحياء دورها التنويري .. لافتة إلى ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي وقيم الإيثار والإحسان.

أصالة الهوية

الباحث حمود الأهنومي في ورقة عمل يشير إلى أن الاحتفال بذكرى دخول أهل اليمن الإسلام تعبير عن أصالة الهوية لليمنيين وارتباطهم المباشر بالمصادر الأصيلة في الإسلام من صحابة المصطفى عليه الصلاة والسلام وأهل بيته، من الإمام علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضوان الله عليهما.

وتطرق العلامة الأهنومي إلى فضائل أهل اليمن في القرآن الكريم قال تعالى “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.

كما لفت إلى فضائل أهل اليمن أيضا في السنة المطهرة قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه بن عباس رضي الله عنه “يأتيكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة يريد القوم أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم”، وقوله “الإيمان يمانٍ وهم منّي وإليّ وإن بعُد منهم المربع ويوشك أن يأتوكم أنصاراً وأعواناً فآمركم بهم خيراً”.

وبشأن أولئك الذين باعوا أنفسهم لأعداء الأمة جاء للباحث “إن ما يعيشونه اليوم هو حالةٌ من التنكُّر للهُوِيَّة اليمانية الإيمانية، وهو نتيجة من نتائج بُعْدِهم عن الهُوِيَّة الإيمانية اليمانية.. إن المسألة غاية في الأهمية، وهنا أقتبس بعض العبارات من كلام السيد القائد حفظه الله وهي أنه قال: “يجب أن ننظر لهذه المسألة مسألة الهُوِيَّة على أنها غاية في الأهمية”، وقال عن الهُوِيَّة الإيمانية بأنها تنتمي للإيمان، وأن “الإيمان مبادئ، وقيم، وأخلاق، والتزامات، ومفاهيم تَنزِل إلى واقع الحياة، وتُبْنَى عليها الحياة، وهو مواقف، وسلوكيات، وأعمال، ومسار حياة، ومشروع حياة”، وذكر أن: “القيمة الإنسانية قيمة عظيمة في الهُوِيَّة الإيمانية”، وذكر أن “أسوأ عملية مسخ للإنسان اليمني أن يخرج من الحالة الإيجابية الراقية التي عُرِفَ بها الإنسانُ اليمني الإسلامي وهويته، والتي توارثها منذ فجر الإسلام، ومنذ الصدر الأول للإسلام على يد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى يد تلامذته العظماء، وفي طليعتهم الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام، ومعاذ بن جبل، وغيرهما”.

وفي استعراضه لشواهد تاريخية تدل على الهوية الإيمانية لليمنيين.. أشار الباحث إلى أن “إسلام أهل اليمن إسلام قوي وقويم، ودائما، وبشكل سريع، ومن دون معارك كبيرة، بل بالحوار والإقناع”.. وقال “واليمنيون اليوم يقدمون نموذجا رائدا للإيمان النقي والمواجه والمحمدي الأصيل على مستوى العالم الإسلامي؛ ولهذا ليس بعيدا أن تكون اليمن هي رائدة العمل الإيماني والجهاد الإيماني في زمن الارتداد”.. ويضيف الباحث “وأظهرت الأحداث المعاصرة والمواقف اليوم في آخر الزمان، أن إيمان المؤمنين في اليمن علماء ومجاهدين وقادة ومواطنين “على نحو راق، ومتميز، وهم في طليعة الأمة بكل ما يمثله إيمانها من مبادئ وقيم وأخلاق وروحية” على حد وصف السيد القائد سلام الله عليه”.

الباحث أوصى في نهاية حديثه بأن تكون استجابتُنا مُعبِّرة عن هذه الهُوِيَّة، علما وجهادا وأخلاقا وفكرا وثقافة وتحركا وانطلاقة، وتُضَمَّين هذه الهُوِيَّة في الدستور والقوانين، وأن تُشتق منها فلسفة الدولة اليمنية العادلة، ومناهجها التعليمية والإرشادية والتثقيفية، وأولوياتها، وغاياتها.

الكتاب المهيمن

يبين العلامة عبدالرحمن شمس الدين “أن الهوية الإيمانية هي العلاقة والانتماء للإيمان بكل ما يعنيه ويشمله الإيمان من جوانب عبادية وفق ما أمر به الله ووجه إليه ونهى عنه وهي البطاقة التعريفية التي يعرف بها الإنسان المؤمن”

ويلفت العلامة شمس الدين في تناوله لهذا الموضوع: “أن الهوية الإيمانية قد عرفها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رحمة الله وسلامه عليه في ملزمة الهوية الإيمانية وهو يتحدث حول قول الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أو أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وارحمنا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم.. وأردف الشهيد القائد قائلاً:- إن هذه الآية الكريمة، هي الهوية الإيمانية لأنبياء الله ورسله وللمؤمنين جميعاً، هي البطاقة الكاملة العناوين لأنبياء الله ورسله, والسائرين على طريقه من المؤمنين بهم، هي تقرير للمؤمنين أنه هكذا يجب أن يكون إيمانهم، هي تعريف بالمسيرة الإلهية لأنبياء الله ورسله والصالحين من عباده جيلاً بعد جيل.”

وقال العلامة شمس الدين: لهذا نلاحظ أن الهوية الإيمانية أسمى وأشرف هوية يمكن أن ينالها ويتحلى بها الإنسان كيف لا وهي ترتبط بالعلاقة بالله سبحانه وتعالى والعلاقة بكتبه وفي مقدمتهم الكتاب المهيمن وهو القرآن الكريم والرسل والأنبياء جميعاً من عند نبي الله آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله.

وأشار إلى أن الهوية الإيمانية ليست مجرد اسم أو مصطلح أو شعار فقط بل هي عبارة عن مضامين عملية تتجسد في بناء النفوس إيمانيا وهذا الإيمان يتجسد في واقع الحياة قولاً وعملاً استجابة لله سبحانه وتعالى على شكل أعمال ومواقف تنبع من قيم ومبادئ الإيمان، وقيم الدين كفيلة بأن ترتقي بالإنسان المؤمن وأن تجعله يحقق أعمالا قوية وناجحة سواء في مجال العبادة والطاعة لله أو في مجال الصراع بين الحق والباطل، ولا يمكن للأمة أن تنتصر على الطاغوت والاستكبار إلا إذا جسدت معنى الهوية الإيمانية في واقعها بالشكل الذي يرتضيه الله ويتوافق مع قيم ومبادئ الإيمان.

ويؤكد العلامة شمس الدين- على أنه إذا حصل التزام بما تحويه القيم الإيمانية من أوامر ونواهي فأن ذلك سوف ينعكس بشكل إيجابي كبير في واقع الأمة الإسلامية ويحصنها من الاختراقات الهجمات المتعددة التي تستهدفها وكذلك الحال بالنسبة لتأثير الهوية الإيمانية في الآخرة إذا كان الإنسان المؤمن يجسد مبادئ وقيم الهوية الإيمانية في واقع حياته هنا في الدنيا بالشكل الذي يريده الله تعإلى فبالتأكيد أنها سوف تجعل له مكانة رفيعة عند الله في الآخرة وتجعله من المفلحين والفائزين ويحظى برضوان الله وجنته.

واعتبر أن الهوية الإيمانية هي وقاية من الجراثيم الفكرية المسمومة والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة.. لافتا إلى أن أهم وأقوى الطرق للوقاية من أي اختراق أو استهداف لهويتنا الإيمانية هي معرفة من نحن ومعرفة من هم أعداؤنا والتمسك بقوة بما جاء من عند الله، والتذكير بالقرآن الكريم وبالأحاديث النبوية الشريفة وفي مقدمتها ( الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية).

هم المدد

رئيس ملتقى التصوف الإسلامي عدنان الجنيد في ورقة عمل بعنوان “الهوية اليمنية في مرمى الاستهداف الصهيو – وهابي”.. أشار فيها إلى التعايش المذهبي بين أبناء الشعب اليمني وأبرزهما هما المذهبا الزيدي والشافعي على مر التاريخ.

وأرجع استهداف الهوية اليمنية، إلى أن اليمنيين هم أوائل الذين أسلموا ولحقوا بركب المصطفى عليه الصلاة والسلام أفرادا وجماعات إلى جانب أن الإسلام انتشر عبر أبناء اليمن في أنحاء المعمورة وهم المدد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ولفت الجنيد إلى خطوات استهداف الهوية اليمنية عبر الفكر الوهابي الذي عمل على إنشاء المعاهد الدينية والجمعيات الخيرية بغرض طمس الهوية الإيمانية والمعالم الدينية.. لافتا إلى أن هذه المعاهد والجمعيات ساهمت في تفريخ المراكز الوهابية وتوسع انتشارها خلال الفترة الماضية، في محاولة لضرب الهوية اليمنية بكافة شرائحها ومكوناتها.

برامج تفعيل

المعلم في الجامع الكبير محيي الدين علي محمد الحكمي قال “نركز في الجامع الكبير ومن خلال حلقات التعليم كيف تعمق الهوية الإيمانية في نفسية الطالب وكيف ننقلها إلى الآخر من خلال الطالب الذي يخرج خطيباً أو قاضياً الخ، وعندما يعايش المجتمع ينقل صورة عن تحديد الهوية”.. وأضاف “الجامع يرسل أيضا الخطباء والمرشدين والوعاظ إلى المساجد وإلى القرى والمناطق المختلفة لتوعية الناس بمعنى الهوية الإيمانية الحقيقية التي كادت أن تُطمس منطلقين من صنعاء القديمة التي هي الحاضنة الأساسية للجامع، طبعا منذ فترة مع دخول بعض الأفكار انطمست بعض المعالم والمظاهر ونحاول إحياءها ولكن سوف يكون ذلك إن شاء الله من خلال العديد من البرامج”.

المصدر / الثقافة القرآنية

مقالات مشابهة

  • الحكومة اليمنية: الحوثيون يغامرون بمقدرات اليمن خدمة لأجندات إيران
  • الهوية اليمنية .. عودة إلى الجذور وثبات على الأصالة
  • لماذا هذه الهجمة اللافتة على اليونيفيل؟
  • صحيفة صهيونية: لماذا لم تستطع “إسرائيل” ولا الولايات المتحدة هزيمة اليمنيين في اليمن؟
  • هآرتس: لماذا لا تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الحوثيين في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. الإفتاء توضح
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (….. لماذا جاء الخراب)
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م