صنعاء- استهدفت إسرائيل، اليوم الأربعاء، مطار صنعاء الدولي في اليمن، بعد أن شنّت سلسلة غارات جوية، أدت إلى توقف تام للرحلات الجوية في المنفذ الحيوي لليمنيين.

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قال مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، إن "العدوان الإسرائيلي طال عبر 5 غارات جوية ساحة الطيران في المطار، وشلَّ حركة الطيران".

وأضاف "دمَّرت إسرائيل الطائرة الوحيدة للخطوط الجوية اليمنية العاملة في مطار صنعاء، والتي تُستخدم في نقل الحجاج والرحلات التجارية إلى الوجهة الوحيدة المتاحة وهي الأردن"، كما استهدف طائرة "خاصة" معطلة تابعة لطيران "السعيدة".

وحذر الشايف من تداعيات "كبيرة جدا" للعدوان، "حيث حرم المرضى والعالقين والحجاج (800 حاج) من السفر، وأعاد المطار إلى نقطة الصفر بتوقف الحركة تماما فيه".

لا ضحايا

وفي السياق، نفى مصدر ملاحي يمني للجزيرة نت وقوع إصابات في الأرواح جرّاء العدوان الإسرائيلي على المطار، "رغم أن الحُجاج كانوا في صالة المغادرة الأخيرة متأهبين لصعود الطائرة التي كانت ستقلهم إلى الديار الحجازية"، مبينا أنه وبقصف الطائرة الوحيدة المتبقية لم يعد هناك وسيلة للسفر من مطار صنعاء الدولي.

بدورها، أكدت الخطوط الجوية اليمنية -في بيان لها- تعرض طائرة تابعة لها في مطار صنعاء لاستهداف "مباشر وجبان من العدو الصهيوني".

إعلان

وأضافت أن القصف الإسرائيلي وقع قبل لحظات فقط من صعود الحجاج، "ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة للهبوط والتشغيل والإقلاع من جميع الجهات المعنية".

وأعلنت الشركة للرأي العام اليمني والعالمي "توقّف كامل لرحلات الخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، نتيجة لهذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف طائرة مدنية يمنية".

وفي المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له، إنه نفّذ، اليوم الأربعاء، "غارات في مطار صنعاء المركزي على قطع جوية تابعة لجماعة الحوثيين".

وادعى أن الحوثيين "استخدموا القطع الجوية لنقل مسلحين دفعوا باعتداءات ضد دولة إسرائيل"، وهو ما نفاه الحوثي الذي سبق أن شدد في أكثر من مناسبة على الاستخدام المدني البحت للمطار.

وتأتي غارات اليوم، غداة إعلان الحوثي تنفيذ عمليتين عسكريتين -أمس الثلاثاء- استهدفت أحدهما مطار بن غوريون وسط إسرائيل، في حين هاجمت الأخرى هدفا حيويا شرقي تل أبيب، بينما أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخين أطلقا من اليمن.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الحوثيون شنّ هجمات على إسرائيل "إسنادا لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان وحصار إسرائيلي غير مسبوق" حسب الجماعة. في حين سبق أن هاجمت إسرائيل عبر سلسلة غارات مرافق ومواقع حيوية خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.

مكان سقوط صاروخ يمني في استهداف سابق لمطار بن غوريون الإسرائيلي  (مكتب الصحافة الحكومي) تهديد وتحذير

وتعليقا على الهجوم، توعَّد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط إسرائيل قائلا إن "العدوان الإجرامي في مطار صنعاء لن يثنينا مهما كان، بل سيدفعنا للمزيد من العمليات ضد إسرائيل".

ونقلت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين عن المشاط قوله -خلال زيارته للمطار مطلعا على حجم الأضرار- "نقول للعدو الصهيوني لن نتراجع ولن نستسلم ولن تُكسر إرادتنا أو نتراجع عن قرارنا في إسناد أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار".

إعلان

وخاطب المشاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن تستطيع أن تحمي قطعان الصهاينة من صواريخنا، محذرا الشركات التي تواصل السفر إلى مطار بن غوريون بأنها معرضة للخطورة في أي لحظة".

من جهته، حذّر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ من أن المواجهة العسكرية الجارية بين الحوثيين وإسرائيل تفاقم هشاشة الأوضاع في اليمن والمنطقة.

وأضاف -في بيان- أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء، وما نتج عنها من تدمير لطائرة مدنية يمنية، تحرم العديد من اليمنيين من وسيلة أساسية للسفر لأغراض علاجية أو تعليمية أو عائلية أو دينية، خاصة في وقت يستعد فيه الآلاف لأداء مناسك الحج.

وشدد على أن استهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مطار صنعاء في اليمن ومطار بن غوريون في إسرائيل، أمر غير مقبول.

ودعا غروندبرغ جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وضرورة العودة إلى حوار يمني-يمني، بدعم من الأطراف الإقليمية، باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو تحقيق الأمن والسلامة الدائمين في اليمن والمنطقة.

استهداف سابق

وسبق أن شنت إسرائيل غارات على مطار صنعاء، حيث استهدفته بضربات مكثفة في السادس من مايو/أيار الجاري، وعطّلته وأوقفت الرحلات فيه 10 أيام.

وأعلن حينها مدير المطار صنعاء خالد الشايف، في تصريح صحفي، أن خسائر الهجوم الإسرائيلي على المطار تقدر بنحو 500 مليون دولار، مضيفا أن إسرائيل دمّرت الصالات بكل ما تحويه من أجهزة ومعدات، إضافة لمبنى التموين بالكامل، كما حطمت 6 طائرات، 3 منها تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية.

وكانت السلطات التابعة للحوثي قد تمكنت من إعادة الرحلات الجوية بعد صيانة المطار، قبل أن يتوقف من جديد بفعل عدوان اليوم.

إعلان

ويستخدم المطار في نقل الركاب عبر الخطوط الجوية اليمنية إلى وجهة واحدة فقط هي الأردن، إضافة لنقل الحجاج إلى مطار جدة السعودي، فضلا عن الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى كاللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود وغيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخطوط الجویة الیمنیة مطار صنعاء الدولی مطار بن غوریون فی مطار صنعاء فی الیمن

إقرأ أيضاً:

كيف علّق يمنيون على تدمير إسرائيل آخر طائرة بمطار صنعاء؟

 

وجاء القصف الإسرائيلي الجديد بعد نحو أسبوع من إعلان جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) فتح المطار وإعادة تأهيله، في وقت قالت فيه وسائل إعلام تابعة للجماعة إن المقاتلات الإسرائيلية شنت 4 غارات استهدفت مدرج المطار وطائرة تابعة للخطوط اليمنية.

ووفق تقارير صحفية، فإن الطائرة التي تم تدميرها هي من طراز "إيرباص 320″، وكانت قادمة من مطار الملكة علياء الدولي الأردني صباح اليوم.

وكانت إسرائيل قصفت مطار صنعاء الدولي قبل 3 أسابيع وأخرجته عن الخدمة، ودمرت 3 طائرات للخطوط الجوية اليمنية كانت رابضة فيه.

وبينما أكد الجيش الإسرائيلي استهداف المطار بـ10 مقاتلات حربية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "من يؤذينا سوف يتعرض للأذى، ومن لم يفهم هذا الأمر بالقوة سيفهمه بقوة أكبر".

وجدد نتنياهو -وفق ما نقلته عنه صحيفة يسرائيل هيوم- اتهامه إلى إيران بالوقوف وراء الحوثيين، مشيرا إلى أنها هي "المسؤولة عن العدوان المنطلق من اليمن".

آراء متباينة

ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/5/28)- جانبا من تعليقات اليمنيين على القصف الإسرائيلي الجديد على مطار بلادهم، وتدمير آخر طائرة في مطار صنعاء.

ومن بين تلك التعليقات قال محمد هاشم في تغريدته "العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي عدوان غاشم وظالم وفاشل".

إعلان

وأكد أن هذا العدوان "لن يغير أو يؤثر على موقفنا تجاه القضية الفلسطينية، وسيستمر إسنادنا لغزة ويتصاعد، وعلى العدو الانتظار للقادم".

بدوره، طالب حسين في تغريدته "القوة الصاروخية اليمنية بمعاملة مطارات وموانئ الكيان الصهيوني بالمثل"، مضيفا "أظن أنه لن ينفع الضرب بدون دمار".

أما محمد فتساءل قائلا "أين الصواريخ فرط الصوتية لتدمير مطارات وموانئ إسرائيل والحصار المفروض عليهم؟".

من جانبها، أعربت سهى عن قناعتها بأن ما يجري "ليس قصفا، بل تنسيقا مفضوحا"، مشيرة إلى أنه لم يصب "ظفر قيادي حوثي، في حين ضربت طائرات (اليمنية) في مطار صنعاء".

وخلصت إلى أن "الغارات الإسرائيلية محسوبة بدقة، تستهدف ممتلكات الشعب، وتترك القيادات بأمان".

وكانت الخطوط اليمنية قد أعلنت في وقت سابق أنها ستفوج ألفي حاج من مطار صنعاء حتى 31 من مايو/أيار الجاري، بواقع رحلتين يوميا.

في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن "من يطلق النار على دولة إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا".

وتوعد كاتس بـ"استمرار قصف الموانئ اليمنية بكثافة"، لافتا إلى أن "مطار صنعاء سيُدمر مرارا وتكرارا، وكذلك البنية التحتية الإستراتيجية الأخرى".

28/5/2025

مقالات مشابهة

  • فيديو يرصد الدمار في مطار صنعاء بعد غارات إسرائيلية
  • كيف علّق يمنيون على تدمير إسرائيل آخر طائرة بمطار صنعاء؟
  • كانت تستعد لنقل مجموعة من الحجاج ..فيديو يوثق تدمير آخر طائرة في مطار صنعاء
  • "اليمنية" تعلن تعليق رحلاتها من وإلى مطار صنعاء بعد تدمير آخر طائراتها المحتجزات لدى الحوثي بغارة إسرائيلية
  • شاهد: مقطع يوثق لحظة هروب الحجاج اليمنيين بعد قصف إسرائيل لمطار صنعاء (فيديو)
  • بيان هام من الأمم المتحدة حول قصف إسرائيل لمطار صنعاء
  • إسرائيل تقصف مطار صنعاء وتعلن تدمير آخر طائرة / فيديو
  • 4 غارات إسرائيلية تستهدف مطار صنعاء وتدمر آخر طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية
  • إسرائيل تعلن تدمير ما تبقى من مطار صنعاء وآخر طائرة