معاناة المواطن مع الوثائق..لماذا تعجز الإدارة المغربية عن التحول الرقمي؟
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
رغم الزخم السياسي والإعلامي الكبير الذي صاحب إطلاق عدد من المشاريع الرقمية في المغرب خلال العقد الأخير، إلا أن واقع الحال يكشف عن مفارقة غريبة، إذ لازالت الإدارة المغربية تزال تتخبط في متاهات الورق، والطابع الإداري، والطوابير الطويلة، في وقت باتت فيه الرقمنة في بلدان أخرى خيارًا حتميًا لا رفاهية.
فلماذا إذن، فشلت الإدارة المغربية – حتى الآن – في تحقيق تحول رقمي حقيقي وفعال؟
أول الأسباب يعود إلى ضعف البنية التحتية الرقمية، سواء من حيث المعدات أو من حيث ربط الإدارات بشبكات رقمية فعالة وآمنة.
الواقع يكشف أيضًا عن مقاومة داخلية للتغيير، تعود في جزء منها إلى نقص تكوين الموظفين وضعف كفاءاتهم الرقمية، وفي جزء آخر إلى العقليات البيروقراطية القديمة التي ترى في الورق ضمانًا للسلطة والسيطرة، وفي الرقمنة تهديدًا لوظائف أو امتيازات قائمة.
ولا يمكن الحديث عن فشل التحول الرقمي دون التطرق إلى غياب الشفافية، حيث يرى البعض أن الرقمنة تُقلّص من فرص التدخلات والمحسوبية، وهو ما يخلق مقاومة غير معلنة لمسار يُفترض أن يكون في مصلحة المواطن أولاً وأخيرًا.
من جهة أخرى، تفتقد مشاريع الرقمنة في المغرب إلى الحكامة الجيدة، إذ يتم إطلاق العديد منها دون تقييم دقيق للاحتياجات، أو دون تنسيق بين القطاعات، ما يخلق أنظمة متفرقة لا تتكلم “اللغة نفسها”، ولا تتيح تجربة موحدة للمستخدم.
حتما هناك مبادرات ناجحة مثل منصة chikaya.ma لتقديم الشكايات، أو البوابة الوطنية للمساطر الإدارية (moukawala.gov.ma)، كما أصبح بإمكان المواطن الحصول على مجموعة من الوثائق عبر الانترنت وإن كان مضطرا للتنقل للإدارة للحصول على الوثيقة كحسن السيرة وجواز السفر وووو…..وهي خطوات تستحق التنويه، لكنها تظل جزئية وغير كافية.
إن التحول الرقمي ليس مجرد تحديث تقني، بل إصلاح عميق في بنية الدولة وثقافتها الإدارية، ولن يتحقق ذلك إلا بإرادة سياسية صادقة، ورؤية وطنية شاملة، وتكوين الموارد البشرية، وربط الرقمنة بالشفافية والعدالة الإدارية.
ففي زمن تُدار فيه الحكومات بزرّ، وتُنجز فيه المعاملات بلمسة، لم يعد المواطن المغربي مستعدًا لانتظار ملفه بين أكوام الورق، ولا لتوقيع يتطلب “البركة” الإدارية.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
بيان هام حول المصادقة على الوثائق المدرسية
أعلمت وزارة التربية الوطنية كافة المواطنات والمواطنين المعنيين بعملية المصادقة على الوثائق المدرسية، أنه تم تغيير مكان إيداع ملفات المصادقة.
وحسب بيان للوزارة، سيتم ابتداء من يوم غد الأحد، استقبال الملفات على مستوى ملحقة وزارة التربية الوطنية الكائنة بشارع محمود بوجعطيط القبة الجزائر (رويسو). بدلاً من مقر وزارة التربية الوطنية الكائن بـ 8 شارع بكين المرادية، الجزائر. وذلك بغية تحسين الإجراءات الإدارية وضمان سرعة وجودة الخدمات المقدمة.
وأوضحت الوزارة، أن هذا الإجراء، يأتي، في إطار تنظيم سير العملية بشكل أفضل. وتقريب الإدارة من المواطن بالنظر إلى تواجد هذه الملحقة بمكان يقع بالقرب من مختلف محطات النقل العمومي (الميترو الترامواي الحافلات سيارات الأجرة، مما يسهل وصول المواطنين إليها.
وتستقبل الملفات، من يوم الأحد إلى يوم الخميس، من الساعة التاسعة صباحًا، إلى غاية الساعة الثالثة مساءً. وذلك وفق ترتيبات تنظيمية تضمن السير الحسن للعملية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور