تقنية أمريكية تُحدث ثورة في علاج آلام الركبة
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
ابتكار طبي جديد قد يغيّر طريقة التعامل مع آلام الركبة المزمنة، إذ توصل باحثون من جامعة تكساس الأميركية إلى تقنية علاجية تعتمد على تحفيز العصب الحائر عبر الأذن، مستهدفين الجهاز العصبي بدلاً من المفاصل والأنسجة التالفة.
وبحسب الدراسة، العصب الحائر، المعروف أيضاً بـ”العصب العاشر”، يعد أحد الأعصاب الدماغية الرئيسية ويمتد من الدماغ إلى عدد من الأعضاء الحيوية، ويلعب دوراً مهماً في تنظيم التنفس والهضم ونبضات القلب.
ووفق الدراسة، التجربة شملت 30 شخصاً تزيد أعمارهم عن 45 عاماً، جميعهم يعانون من التهاب مفاصل الركبة. ارتدى المشاركون جهازاً صغيراً على الأذن يرسل نبضات كهربائية لتحفيز العصب خلال جلسة واحدة استمرت 30 دقيقة.
وأظهرت النتائج أن 11 شخصاً شعروا بتحسن واضح في الألم، فيما لم يبلغ 93% من المشاركين عن أي آثار جانبية، مما يعزز احتمالات نجاح هذه الطريقة كخيار آمن وفعّال.
وأكد رئيس الفريق البحثي أن التقنية الجديدة تختلف جوهرياً عن العلاجات التقليدية، حيث تنطلق من فرضية أن الألم قد يكون ناتجاً عن اختلال في الجهاز العصبي الذاتي، وليس فقط بسبب تلف المفاصل.
وبحسب الباحثين، ستشمل الخطوة القادمة تجارب سريرية موسعة لمقارنة فعالية هذه التقنية مع العلاجات المتوفرة حالياً، ما يفتح الباب أمام اعتمادها كحل مبتكر وبديل عن الأدوية والمضادات.
يذكر أن آلام الركبة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، لا سيما بين كبار السن والرياضيين والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو نمط حياة غير نشط، وتتنوع الأسباب ما بين الإصابات الحادة كتمزق الأربطة أو تمزق الغضروف، والحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل العظمي (Osteoarthritis)، وهو السبب الأبرز لآلام الركبة المزمنة، خصوصًا مع التقدم في العمر.
وتعتمد معظم العلاجات التقليدية على الأدوية المضادة للالتهاب، المسكنات، الحقن الموضعية مثل الكورتيزون أو حمض الهيالورونيك، وأحيانًا الجراحة كاستبدال الركبة بالكامل في الحالات المتقدمة، لكن هذه الحلول لا تخلو من تحديات، خصوصًا في ما يتعلق بآثار الأدوية الجانبية على المدى الطويل، مثل مشاكل الكلى والكبد واضطرابات الجهاز الهضمي، أو صعوبة التعافي بعد العمليات الجراحية.
كما أن هناك جانباً متزايداً من الأبحاث يشير إلى أن الألم المزمن في الركبة قد يكون مرتبطًا بتغيرات في الجهاز العصبي الذاتي (Autonomic Nervous System)، مما يفسر فشل بعض المرضى في الاستجابة للعلاجات الموضعية، ويدفع العلماء للبحث عن حلول تركز على تنظيم الإشارات العصبية، كما في التقنية الجديدة لتحفيز العصب الحائر، وفي ضوء هذه المعطيات، تتزايد أهمية البحث عن علاجات غير دوائية وآمنة وطويلة المدى، وهو ما يجعل الابتكار الأخير في تحفيز العصب الحائر عبر الأذن نقلة محتملة في التعامل مع هذه المشكلة الصحية واسعة الانتشار.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: آلام الركبة ألم المفاصل الأعصاب الدماغية التهاب المفاصل جراحة مفصل الركبة دواء التهاب المفاصل علاج المفاصل فرقعة المفاصل مفاصل الركبة
إقرأ أيضاً:
هل يؤثر الألم النفسي على صحة الإنسان؟.. أمراض غامضة
أكد الدكتور عصام عبدالخالق، استشاري علاج الآلام، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين المشكلات النفسية والجسدية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المرضى يعانون من آلام حقيقية في الجسد دون وجود سبب عضوي واضح، وتكون تلك الآلام ناتجة عن اضطرابات نفسية أو عصبية.
وقال خلال لقائه مع الإعلامي شريف نور الدين في برنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة صدى البلد، إن كثير من الأحيان يأتي مريض يشتكي من ألم في منطقة معينة من جسمه، وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل والأشعات يتضح أن كل شيء سليم من الناحية العضوية، ورغم ذلك يستمر الشعور بالألم في هذه الحالات لا يكون المريض يتوهم أو يفتعل، بل هو يعاني بالفعل من ألم حقيقي، لكن مصدره نفسي وعصبي ناتج عن ضغوط أو اضطرابات في المشاعر.
وشدد على أهمية التاريخ المرضي في التشخيص قائلاً: "في مثل هذه الحالات، لا نعتمد فقط على التحاليل والفحوصات، بل نستمع للمريض ونحلل طبيعة حياته اليومية، هل يعاني من ضغوط في العمل؟ هل هناك مشكلات أسرية؟ فغالبًا ما تقودنا هذه الخلفيات النفسية إلى فهم أسباب الآلام الجسدية التي لا تفسير عضوي لها".
وأوضح أن الجهاز العصبي، خاصة اللاإرادي منه، مسؤول عن تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم مثل نبضات القلب، الهضم، وتوسيع الأوعية الدموية.