دعت متضامنتان على متن السفينة "مادلين" التي تبحر باتجاه قطاع غزة -في مقابلة مع قناة الجزيرة- المجتمع الدولي والحكومات والشعوب إلى دعم جهودهم الهادفة لكسر الحصار على قطاع غزة، وأكدتا استعداد النشطاء لمواجهة كل الاحتمالات.

وتواصل سفينة أسطول الحرية إبحارها لليوم الثالث على التوالي بهدف الوصول إلى قطاع غزة وكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل، ودعا تحالف أسطول الحرية إلى حماية السفينة والنشطاء الذين على متنها، في ظل تهديدات إسرائيلية بأن جيش الاحتلال لن يسمح بوصول السفينة.

وانطلقت سفينة أسطول الحرية من جزيرة صقلية الإيطالية وعلى متنها 12 ناشطا دوليا لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، بعد فشل محاولة سابقة بسبب هجوم إسرائيلي بطائرتين مسيّرتين على سفينة أخرى في البحر الأبيض المتوسط.

وقالت النائبة الفرنسية بالبرلمان الأوروبي ريما حسن إنهم مستعدون على متن السفينة المتجهة نحو غزة لاحتمالات متعددة، مشيرة إلى أن إسرائيل أعدت مسبقا مجموعة من السيناريوات لمواجهة السفينة، ولم تستبعد ريما تعرضهم لهجوم إسرائيلي عبر المسيّرات أو الغواصات أو تفجير السفينة من أسفل أو إلقاء القبض على الفريق من قبل قوات إسرائيلية.

ولفتت إلى أن الموجودين على ظهر السفينة دفعتهم قناعاتهم الشخصية لاتخاذ مثل هذه الخطوة، وهم يتضامنون مع غزة ومتحدون ضد أي محاولة هجوم على سفينتهم، وقالت إنهم يتواصلون مع جهات كثيرة لضمان أمنهم وسلامتهم.

إعلان

ووصفت ما قد يواجهونه على متن السفينة بالخطير، لكنها قالت إن ذلك لا يقارن بما يتعرض له الفلسطينيون منذ عقود من الزمن، وليس فقط منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حسبما قالت ريما.

ومن جهتها، اعتبرت عضو تحالف أسطول الحرية مكويفا بلاترلي أن أي هجوم على السفينة يعد انتهاكا للقانون الإنساني ولقانون البحار، مشيرة إلى أن إسرائيل -منذ 70 سنة من احتلالها لفلسطين- تنتهك القوانين الدولية.

ودعت هيئات الأمم المتحدة والدول والمنظمات الإنسانية لتأمين سلامة السفينة، وللتحرك من أجل أن يقولوا "كفى، كفى للإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.

تواطؤ

وكشفت عن أنهم على تواصل مع هيئات الأمم المتحدة ومع المختصين، وهناك دعم قانوني لأعضاء أسطول الحرية، لكنها دعت إلى ضمان حياة من على ظهر هذه السفينة والسفن التي ستتبعها، مشددة على ضرورة تحرك الحكومات، وأن الصمت إزاء ما يحدث في غزة يعد تواطؤا في الإبادة الجماعية.

وأشارت إلى أن قتل الأطفال الفلسطينيين يجب أن يدفع الجميع للتحرك، وقالت بلاترلي: "نحن خذلنا أطفال فلسطين، ويجب أن يتغير ذلك"، داعية المجتمع الدولي والحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى إيصال صوت من على متن السفينة "مادلين" لإيصال رسالتهم ولحمايتهم.

ويذكر أن سفينة تابعة لأسطول الحرية لكسر الحصار على غزة كانت قد تعرضت بداية الشهر المنصرم لهجوم إسرائيلي بطائرتين مسيّرتين قرب مالطا.

وهددت إسرائيل مرارا باستخدام القوة لاعتراض أي سفن تحاول الوصول إلى غزة، وسبق أن هاجمت عام 2010 السفينة مرمرة ضمن أسطول الحرية في سواحل فلسطين، مما أسفر وقتها عن استشهاد 10 مواطنين أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات على متن السفینة أسطول الحریة قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ناشطة سويدية في أسطول الحرية: لن نتراجع والنضال من أجل العدالة لا يتجزأ

تحدثت الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا ثانبيرغ، إلى "بي بي سي عربي" من على متن سفينة "مادلين"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية" من عرض البحر الأبيض المتوسط،، بعد يوم واحد من انطلاقها من ميناء كاتانيا بجزيرة صقلية جنوب إيطاليا، محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة.

واشتهرت ثانبيرغ عالمياً بنشاطها في مجال التغير المناخي، ووصفت الرحلة بأنها "محفوفة بالمخاطر وغير مؤكدة المصير"، لكنها أكدت أن "المعنويات مرتفعة" على متن السفينة، التي تقل 12 شخصاً، بينهم طاقم مكون من أربعة أفراد.

"الخطر الأكبر هو ألا نفعل شيئاً"
في حديثها من سطح السفينة المطلة على البحر المفتوح، شددت غريتا على أن الفريق يدرك تماماً التهديدات المحتملة، قائلة: "نحن نعي تماماً حجم المخاطر، لكننا مقتنعون بأن خطر البقاء صامتين وعدم التحرك أكبر بكثير. ما نفعله لا يُقارن بما يواجهه الفلسطينيون يومياً من أجل البقاء."

وأوضحت أن السفينة تسير في المياه الدولية وتحمل فقط مساعدات إنسانية من دواء وغذاء، مؤكدة: "نحن متطوعون سلميون من أنحاء العالم. لا نحمل أسلحة، وحقنا في الملاحة مكفول دولياً. هدفنا هو الوصول إلى غزة، رغم إدراكنا لما قد يواجهنا."

#FreedomFlotilla #BreakTheSiege #AllEyesOnDeck pic.twitter.com/n5yHQ2xdOj — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) June 3, 2025
هجوم سابق وتحذيرات مستمرة
،وتأتي رحلة "مادلين" بعد نحو شهر من تعرض سفينة "الضمير"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب سواحل مالطا. وقد حمل المنظمون الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الهجوم، دون صدور رد رسمي إسرائيلي حتى الآن.

وتُعد "مادلين" السفينة رقم 36 التي يطلقها التحالف منذ تأسيسه في 2008 باسم "حركة غزة الحرة"، ولم تنجح سوى خمس سفن فقط من أصل 35 في الوصول فعلياً إلى شواطئ غزة.

وتحمل السفينة اسم "مادلين كلاب"، وهي أول وأصغر امرأة فلسطينية امتهنت الصيد في غزة عام 2014. ويؤكد القائمون على الرحلة أن "الاسم تم اختياره ليجسد دعمهم للنساء والصيادين في غزة، كرمز للصمود والتحدي".

ويشارك في الرحلة عدد من النشطاء العالميين، من بينهم الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، والبرلمانية الأوروبية ريما حسن، في رسالة تضامن مع سكان غزة الذين ينتظرون المساعدات.

وبينما تتقدم السفينة في البحر، أكدت ثانبيرغ أن الفريق على تواصل مستمر مع من سمتهم "الأصدقاء والرفاق في غزة"، مشيرة إلى أن "الوصول إلى عرض البحر هو بحد ذاته إنجاز بعد تجاوز العقبات البيروقراطية".

غريتا: نحن هنا لأن حكوماتنا أخفقت
وتقول غريتا بصفتها ناشطة إنسانية إن فشل الحكومات في التحرك هو ما دفعها ومن معها إلى الإبحار "لسنا هنا من أجل أنفسنا أو من أجل المهمة فقط. نحن هنا لأن حكوماتنا صامتة، ومؤسساتنا متواطئة في الإبادة الجماعية التي تجري حالياً. لهذا علينا أن نتحرك".

وأضافت: "نحن نُكثف تدريباتنا على اللاعنف، ونواصل مهامنا اليومية على متن السفينة. عزيمتنا لم تتزعزع"

وفي ردها على سؤال حول التوفيق بين عملها في مجال المناخ وانخراطها في قضايا سياسية، شددت غريتا على ترابط الأزمات: "لا يمكننا أن نفصل بين الأزمات. إذا كنا نهتم حقاً بالمناخ والعدالة، فعلينا أن نواجه كل أشكال المعاناة. سواء كانت قنابل، أو انبعاثات كربون، أو قمع سياسي... علينا أن نواجهها جميعاً".

وتابعت بتساؤل لافت: "السؤال ليس لماذا نهتم بفلسطين؟ بل كيف لا نهتم؟ كيف نغض الطرف عن هذا الألم ونتظاهر بأننا نناضل من أجل عالم أفضل؟"
Listen to some of the #FreedomFlotilla Coalition volunteers share why our nonviolent action is critical, just before they boarded the #Madleen in Catania. Keep track of our vessel and friends as they sail to #Gaza via #MarineTraffic or our website. Tag your Foreign Ministries to… pic.twitter.com/CMQ6vBClCR — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) June 3, 2025
الاحتلال:"نُطبق الحصار ومستعدون لكل السيناريوهات"
رداً على استفسار الإذاعة الإسرائيلية بشأن السفينة "مادلين"، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين الماضي: "نُطبق الحصار البحري الأمني على غزة، ونحن مستعدون لمجموعة من السيناريوهات"، دون الخوض في التفاصيل.

وعندما سُئلت غريتا عما إذا فشلت السفينة في الوصول إلى غزة، أجابت بابتسامة: "على الأقل، سنكون قد حاولنا. لا يمكننا التوقف. اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة، هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا".

وأكد متطوعون في التحالف أن هناك استعدادات جارية لإطلاق رحلات بحرية جديدة في حال فشلت "مادلين" في بلوغ سواحل غزة، مؤكدين أن الحملة مستمرة حتى إيصال المساعدات وإنهاء الحصار.

مقالات مشابهة

  • ناشط بأسطول الحرية: لا نخشى التهديد وقد نغادر السفينة إذا استُهدفت
  • ناشط برازيلي في أسطول الحرية لـعربي21: لن نتراجع عن كسر حصار غزة
  • شعوبٌ نحو غزة.. في ذكرى أسطول الحرية
  • إسرائيل تستعد لاعتراض السفينة "مادلين" ومنعها من الاقتراب من غزة
  • مع اقترابه من شواطئ غزة.. كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع أسطول الحرية؟
  • الإحتلال يقرر منع سفينة أسطول الحرية من الاقتراب من غزة
  • طبيب بسفينة أسطول الحرية: قرار إسرائيل بمنع وصولنا لغزة ليس غريبا
  • ناشطة سويدية في أسطول الحرية: لن نتراجع والنضال من أجل العدالة لا يتجزأ
  • عاجل | عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن: مسيّرات حلقت فوق سفينة أسطول الحرية المتجهة لغزة ونستعد لهجوم متوقع علينا