أزمة في عمق البحر: حضرموت تغلق الموانئ البحرية والحكومة تتحرك بعد صدمة اعتقال 26 صيادًا في الصومال!
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
في تطور مفاجئ أثار موجة من الغضب الشعبي والرسمي، أعلنت السلطات في محافظة حضرموت شرقي اليمن إيقاف الرحلات البحرية إلى الصومال، ردًا صارمًا على قيام السلطات الصومالية باحتجاز 26 صيادًا يمنياً ومحاكمتهم بتهم الاصطياد غير المشروع.
القرار الحازم جاء بعد أن أصدرت محكمة في منطقة "برقال" بولاية بونتلاند حكماً بسجن الصيادين لفترات تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، إلى جانب سجن ربان القارب "ميمون 1" لمدة عام، وفرض غرامة مالية باهظة بلغت 51 ألف دولار أمريكي.
لم يمضِ وقت طويل حتى دخلت الحكومة اليمنية على خط الأزمة، حيث وجه رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك وزير الخارجية بمتابعة القضية على وجه السرعة واتخاذ ما يلزم لإطلاق سراح الصيادين.
في المقابل، أصدرت الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر العربي تعميماً عاجلاً بإيقاف مغادرة قوارب "العباري" من موانئ المكلا، الشحر، وقصيعر باتجاه الصومال، كما تم منع تحرك القوارب التي يمتلكها أو يديرها صيادون من الجنسية الصومالية العاملون في اليمن.
القرار الذي وُصف بأنه "صفعة دبلوماسية بحرية" يهدف إلى الضغط على السلطات الصومالية لإعادة النظر في الإجراءات المتخذة ضد الصيادين، ويعكس في الوقت ذاته تصعيداً بحرياً غير مسبوق بين الجانبين.
ولا تزال الأنظار موجهة نحو الخطوات المقبلة التي ستتخذها الحكومة اليمنية لحل الأزمة، في حين يخشى البعض من تصاعد التوتر البحري في منطقة تعاني أصلاً من هشاشة أمنية واقتصادية.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
70 دولفينا نافقا على شواطئ سقطرى تثير موجة غضب بالمنصات اليمنية
وتكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة كونها وقعت في أرخبيل سقطرى الذي يعد بمثابة الكنز الحقيقي لليمن من الناحية البيئية.
فهذه الجزيرة مدرجة في قائمة التراث العالمي الطبيعي لليونسكو وضمن برنامج اليونسكو للإنسان والمحيط الحيوي، وذلك بسبب ثراء تنوعها البيولوجي المميز الذي يجعلها فريدة على مستوى العالم.
تقع سقطرى في الجهة الجنوبية للجمهورية اليمنية قبالة مدينة المكلا، وتبعد عن الساحل اليمني نحو 300 كيلومتر.
وفوجئ أهالي المنطقة بمشاهد غير مألوفة على ساحل منطقة نيت، حيث ظهرت عشرات الدلافين نافقة على الشاطئ في منظر صادم لم تشهده المنطقة من قبل.
وأظهرت المقاطع المصورة التي انتشرت بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي حجم الكارثة البيئية التي ضربت هذه المنطقة الحساسة بيئيا.
وبحسب مدير هيئة المصائد السمكية في الجزيرة أحمد علي عثمان، فإن الأسباب وراء هذا النفوق الجماعي تعود إلى عوامل طبيعية.
وأوضح عثمان أن الدلافين عادة ما تتحرك في أسراب بقيادة دلفين قائد، وفي حالات ضعف الرؤية أو اشتداد التيارات البحرية قد تصطدم هذه الأسراب بالساحل أو تفقد القدرة على العودة إلى أعماق البحر.
وأضاف المسؤول أن التيارات القوية وارتفاع الأمواج قد تدفع الدلافين إلى الشاطئ، حيث تواجه صعوبات كبيرة في التنفس أو التنقل، مما يؤدي في بعض الحالات المؤسفة إلى نفوقها.
إعلانورغم هذه المأساة البيئية فإن جهود الإنقاذ نجحت في إعادة نحو 10 دلافين أخرى إلى البحر، مما يُظهر أهمية التدخل السريع في مثل هذه الحالات الطارئة.
ضرورة التحقيق
وأجمع مغردون يمنيون على ضرورة عدم التعامل مع ظاهرة نفوق الدلافين بشكل عابر والتدخل بشكل جدي، سواء بالتحقيق في الأسباب أو بمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الكائنات البحرية، وهو ما أبرزته حلقة (2025/6/5) من برنامج "شبكات".
وبحسب المغرد زهير، فإنه "يجب عدم التساهل مع هذه الظاهرة الغريبة، وأن الموضوع بحاجة إلى تقصي الحقيقة حول احتمال أنه تم رمي مخلفات كيميائية أو مخلفات نووية، لا بد من تحقيق ولا بد من إرسال أحد الحيتان لدراسة السبب، وألا تمر الحادثة ببساطة".
وفي السياق نفسه، أكد عبد الولي على غرابة ما حدث من منظور علمي، موضحا أن "الظاهرة غريبة، لكن الملاحظ خروج هذا النوع من الأسماك فقط وبأعداد كبيرة".
من جانب آخر، ركز الناشط زياد على إمكانية الإنقاذ بدلا من ترك الكائنات تموت، مشيرا إلى أن "لو فيه فرق إنقاذ كان بالإمكان إنقاذها زيها زي اللي بياخذوها للنوادي المائية".
وتوسعت المغردة أم لؤي في الاتجاه نفسه بنقد أكثر حدة للتعامل الرسمي مع الأزمة، حيث كتبت "فين الدولة تأخذها لأي مكان مناسب للعيش طالما خرجت من البحر بدل ما تموت، هذه ثروة مش عارفين قيمتها، لو بالخارج يعملوا 100 حل لإنقاذ كل هذه الدلافين".
ووجّه وزير الزراعة والري والثروة السمكية سالم عبد الله السقطري فرع هيئة مصائد الأسماك في سقطرى بالنزول إلى الساحل ودراسة ظاهرة نفوق عدد من حيتان الدلافين، ورفع تقرير تفصيلي بصورة عاجلة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد سقطرى نفوقا للدلافين، فقد شهدت سواحل مديرية قلنسية نفوق أكثر من 20 دولفينا بشكل جماعي عام 2017 لأسباب غير معروفة، وفق وسائل إعلام محلية.
إعلان الصادق البديري5/6/2025