الخطوط العراقية تسقط من سماء أوروبا إلى قاع المحاسبة
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
4 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: واصل الاتحاد الأوروبي فرض الحظر الجوي على الطائرات العراقية، معلناً تمديد القرار للعام الحادي عشر على التوالي، رغم تعهدات متكررة قدمتها إدارة الخطوط، بتحقيق شروط السلامة واستعادة ثقة مؤسسات الطيران الدولية، فيما دعا مختصون في شؤون الطيران، الى إقالة ادارة الخطوط ومحاسبتها.
وأبقى التحديث الجديد للوكالة الأوروبية لسلامة الطيران على الخطوط الجوية العراقية ضمن القائمة السوداء التي تضم 169 شركة حول العالم، معللاً ذلك باستمرار غياب الالتزام بالمعايير التقنية والفنية التي تضمن سلامة الرحلات الجوية، على رأسها ضعف البنية التحتية وتهالك أنظمة التفتيش والصيانة، وافتقار الطواقم للتدريب المحدث.
واستبعد المفتشون الأوروبيون، في تقاريرهم الأخيرة، حدوث أي تحول جوهري في منظومة الطيران المدني العراقي، رغم إعلان الحكومة عن إنجاز 71% من “الخطة التصحيحية” التي تبنتها منذ سنوات، والتي التزمت خلالها بتوقيع عقود ضخمة لتطوير المطارات والطائرات.
واتهم أعضاء في مجلس النواب إدارة الخطوط الجوية بسوء الإدارة والتورط في ملفات فساد ممنهج، مشيرين إلى توقيع عقود بمئات ملايين الدولارات دون أن تترجم إلى نتائج حقيقية في ملف رفع الحظر، واصفين ذلك بأنه “هدر منظم للمال العام”، مع فشل واضح في إقناع الجهات الأوروبية بالتحسن الموعود.
وانتقد النائب كاروان يار ويس، عضو لجنة النقل والاتصالات، أداء الجهات الرسمية، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي منح العراق أكثر من فرصة ومرونة، لكن الواقع على الأرض لم يتغير، موضحاً أن سلطات الطيران العراقية لم تمتثل بعد للمعايير المعمول بها في أوروبا.
وتأثرت حركة المسافرين بشكل واسع بخسارة آلاف الرحلات المحتملة نحو 27 دولة أوروبية، في وقت لا تزال شركات الطيران المجاورة تتوسع بانتظام في هذه السوق الواعدة، بينما تراوح الخطوط العراقية مكانها خارج المسارات الدولية الفاعلة.
وتفاقمت الانتقادات على مواقع التواصل، حيث غرد ناشطون تحت وسم #الخطوط_العراقية، مطالبين بإقالة إدارة الخطوط بالكامل. وكتب أحدهم: “الفساد لا يطير.. كيف نُرفع من الحظر ونحن نطير بأجنحة محطمة؟”، فيما تساءل آخر: “إلى متى نخجل من اسم بلدنا في المطارات؟”.
واستدعت فوضى الخطوط العراقية ومآلاتها تدخلاً من رئاسة الوزراء، حيث كُلف وزير الإعمار بإدارة ملف الطيران المدني، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، لكن حتى الآن لم تظهر أي مؤشرات ملموسة على تحسن فعلي.
وتخسر الخطوط الجوية العراقية يومياً سمعتها وفرصها وشبكة علاقاتها الدولية، بينما تتزايد الدعوات إلى وضع حدّ لهذا الانحدار، عبر تغيير شامل في الإدارة العليا، وفتح ملفات الفساد للنقاش العلني، باعتبار أن بقاء الحال على ما هو عليه “أصبح فشلاً وطنياً لا مهنياً فحسب”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الخطوط العراقیة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: ترامب ينفد صبره بغزة ويستهدف القوة الليبرالية في أوروبا
تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات متسارعة تتصل بالحرب على قطاع غزة، وضغوط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مسار اتفاق وقف الحرب، إلى جانب انتقادات أوروبية للتصعيد الإسرائيلي، وتقاطعات دولية أوسع تعكس صراعا على النفوذ داخل الغرب.
وركزت صحف إسرائيلية على ما وصفته بنفاد صبر إدارة ترامب إزاء تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب في غزة، إذ نقلت هآرتس عن مصادر دبلوماسية ضغوطا مزدوجة لنزع سلاح حركة حماس، مقابل دفع إسرائيل للتراجع عن حدود "الخط الأصفر".
وأضافت الصحيفة أن واشنطن تسعى لتمكين "مجلس سلام غزة" من إدارة القطاع كاملا، مع نشر قوة استقرار دولية، لافتة إلى أن استعادة جثة آخر رهينة إسرائيلية لا تُعد شرطا ضروريا للانتقال للمرحلة التالية.
وفي سياق متصل، كشفت يديعوت أحرونوت أن واشنطن تُحمّل إسرائيل المسؤولية المالية لإزالة دمار غزة بتكلفة مليارية، مشيرة إلى موافقة إسرائيلية مبدئية، تبدأ بإزالة الأنقاض من حي نموذجي في رفح.
وأوضحت الصحيفة أن الرفض العربي والدولي لتمويل إزالة الأنقاض قد يدفع إلى إلزام إسرائيل بإزالة نفايات القطاع كاملا، بتكلفة تتجاوز مليار دولار، وعلى مدى سنوات طويلة، وفق تقديرات رسمية.
أما صحيفة لوموند الفرنسية، فحذرت في افتتاحيتها من "الإرهاب الهادئ" الذي يفرضه المستوطنون وجيش الاحتلال في الضفة الغربية، معتبرة أن تركيز العالم على غزة صرف الانتباه عن تصعيد خطير ومتواصل هناك.
وانتقلت الصحافة الأميركية إلى ملفات أخرى، إذ تحدثت واشنطن بوست عن اجتماعات سرية مقلقة بين مسؤولين أوكرانيين كبار ومكتب التحقيقات الفدرالي، وسط مخاوف من صفقات تتعلق بالفساد أو ضغوط لفرض تسوية سلام قاسية.
وفي الشأن الأوروبي، رأت فايننشال تايمز أن هجمات ترامب على حلفاء واشنطن تندرج ضمن مساعيه لتفكيك ركائز "القوة الليبرالية" في أوروبا، مشيرة إلى عداء متراكم مرتبط بالتجارة والتكنولوجيا والدفاع.
إعلانأما التايمز البريطانية فأشارت إلى صعود حزب الإصلاح بزعامة نايجل فاراج ليصبح الأكبر من حيث عدد المنتسبين، مستفيدا من تراجع حاد في عضوية حزبي العمال والمحافظين خلال الأشهر الأخيرة.