هل يجوز لبس النظارة عند أداء الصلاة؟ وإذا كانت النظارة ذكية فهل يجوز أن نقرأ منها القرآن الكريم في النوافل؟

الجواب عن النظارات المعتادة التي يلبسها الناس، أما لأجل نظرهم فهذه لا حرج في لبسها في الصلاة، شريطة ألا تمنع المصلي من الإتيان بالسجود على صفته الشرعية، وهو أن يسجد على جبهته وأنفه؛ فإن السجود على الوجه يُقصد به أن يضع المصلي في سجوده جبهته وأنفه على موضع سجوده، مع باقي الأعضاء التي يسجد عليها، وهي: اليدان، والركبتان، وأطراف القدمين، فإذا لم تمنعه النظارة عن ذلك، فلا حرج في لبسها.

وإن كان مضطرًا إليها لعلة طبية تلزمه بلبسها فإنه يُتسامح في موضع سجوده؛ مراعاةً للضرورة فقط، وإلا ففي الأحوال العادية لبس النظارة لا مانع منه شريطة أن تُوفي ما تقدم ذكره، ولكن مع ذلك حتى هذا الشرط إن وُجدت ضرورة لا مناص منها؛ فإن الضرورة تُقدَّر بقدرها، هذا ما يتعلق بالشق الأول من السؤال.

أما النظارة الذكية فالنظارات المستعملة إلى الآن لا تصلح للصلاة، لكن ما الذي يخبئه المستقبل؟ ما الذي ستأتي به الصناعة؟ يُنظر حينئذ، أما الآن فهذه النظارات الموجودة في الأسواق لا تصلح للصلاة؛ لأنها كبيرة، وتحتاج إلى ضبط وإعدادات، ولأنها ستمنع السجود، ستمنع وصول الجبهة والأنف إلى موضع السجود، وبحاجة إلى تشغيل وانتباه، ولن يلتفت المصلي إلى ما حوله البتة، سيكون كل الذي يراه هو ما يراه من خلال عدسات هذه النظارة الذكية، ولا يعرف ما الذي يجري حوله.

ولا يُطلب من المصلي أن يكون على مثل هذه الهيئة، بل ينبغي أن يكون هناك شيء من الوعي بما حوله، مع حضور قلبه أيضًا، لكن ذلك لا يصرفه عما حوله، فينظر فيما ستأتي به الصناعة مستقبلاً، ويكون الحكم بناءً عليه، أما في ما هو متاح الآن فلا أرى وجهًا للقول بجواز الصلاة بها، والله تعالى أعلم.

المسافر إن أدرك الإمام المقيم في الركعة الأخيرة بعد الركوع الأخير؛ هل يُتم معه أم يقصر؟

نعم، في هذه المسألة خلاف شهير، خلاصة هذا الخلاف أن من الفقهاء من يعوّل على حديث: «من أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة»، وفي رواية: «من أدرك من الجمعة ركعة فقد أدرك الصلاة»، فأخذوا أن ما كان دون الركعة فليس بإدراك للصلاة، وعلى هذا فإنه يرجع إلى صلاة نفسه؛ لأنه لم يدرك من صلاة الجماعة شيئًا، وهذا قول أكثر الفقهاء، ويفهم من كلام في مواضع عديدة نقلت في آثار أصحابنا أنه هو الذي عليه العلامة الشيخ الكبير أبو سعيد الكدمي - رضي الله تعالى عنه -.

يتفرع عن هذا أنه إن أدرك ما بعد الركوع من الركعة الأخيرة، فإنه يصلي صلاة نفسه، هذا المستدرك، فإن كان في الجمعة أيضًا -يعني من تفريعاته - فإنه سيصلي ظهرًا إن كان مقيمًا، وسيصلي أربعًا، وإن كان مسافرًا فسيصلي ركعتين، وهذا هو ما قلت بأنه قول أكثر الفقهاء: أنه إن أدرك بعد الركوع من الركعة الأخيرة كأن يدرك السجود، أو يدرك التشهد فقط من الركعة الأخيرة، وغلب على ظنه أنه في الركعة الأخيرة؛ فإنه سيصلي في هذه الحالة صلاة نفسه.

وذهب البعض إلى الأخذ بعموم حديث: «فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فاقضوا»، وعلى هذا؛ فإن إدراكه لأي جزء من الصلاة يعني أنه أدرك الجماعة، وصار ملزمًا بالإتيان بما صلّاه إمامه متابعةً له، وبعضهم يفرّق، يقول: هذا في غير حالة الجمعة، من هؤلاء الذين يرون أنه يقضي ما فاته من الصلاة في أي موضع أدركه، ولو كان ذلك بعد الركوع من الركعة الأخيرة، منهم من استثنى الجمعة، فقال: إلا في الجمعة، فإنه يصلي ظهرًا.

إذًا هناك إطلاقان وتفصيل، الإطلاقان هما القول الأول، وقلتُ بأنه قول أكثر الفقهاء، أنه إن لم يدرك الركوع من الركعة الأخيرة فإنه يصلي صلاة نفسه، وفي حالة الجمعة فإنه يصلي ظهرًا، والقول الذي يقابله هو: أنه يقضي ما فاته، والتفصيل أنه يقضي ما فاته من أي صلاة، سواء كانت خلف مقيم أو خلف مسافر إلا في الجمعة؛ فإنه يأتي بها ظهرًا إن لم يدرك إلا ما دون الركوع من الركعة الأخيرة، هذه هي أقوال المسألة وأشهر أدلتها، والله تعالى أعلم.

في قوله تعالى: «فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين» هل يعني ذلك أن موسى وهارون عليهما السلام لم يكونا من بني إسرائيل في سنوات التيه الأربعين؟ وخلافًا لما يُروى أنه مات معهم في الصحراء؟

لا يُؤخذ هذا من الآية الكريمة، فمعنى الآية الكريمة حينما امتنع قوم موسى عليه السلام من بني إسرائيل عن الدخول إلى القرية التي أمرهم الله تبارك وتعالى بدخولها، وطلبوا من موسى أن يذهب هو وربه - كما جاء في كتاب الله عز وجل -، وبعد أن نصحهم الرجلان اللذان أنعم الله تعالى عليهما تبين لموسى أنه لا رجاء في هؤلاء القوم؛ لضعف إيمانهم، وتعلقهم بالدنيا، وترددهم فيما أمرهم الله تبارك وتعالى به، فلجأ إلى ربه قائلًا: « قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ».

فأكثر القول أن أخاه المقصود هنا هو هارون عليه السلام، ومن المفسرين من قال: إنه يوشع بن نون؛ لأن هارون في ذلك الوقت – حسب هؤلاء – كان قد مات - عليه سلام الله -، ولكن الظاهر أنه يقصد هارون عليه السلام، وهذا الدعاء من موسى عليه السلام وإن كان على أسلوب الخبر لكنه بثّ شكوى إلى الله تبارك وتعالى، وإعلان براءة مما كان عليه حال قومه، ولذلك سماهم فاسقين، قال: «فافرق بيني وبين القوم الفاسقين».

والمقصود من هذا الدعاء، من هذه الضراعة وشكاية الحال، هو توقِّي أن يعمهم عذاب من عند الله تبارك وتعالى على حالتهم تلك، أي في دنياهم، فأراد موسى عليه السلام أن يعتذر إلى ربه، وأن يشكو قومه، وأنه قد اجتهد غاية ما يستطيع، فلم يستجيبوا له، فإن كان من عذاب فإنه لا يملك إلا نفسه، ويملك نفس أخيه في الاستجابة لأمر الله تعالى، وفي الطاعة، والالتزام بما يأمر الله تبارك وتعالى به، لكنه يعلن الانفصال: «فافرق بيني وبين»، أي: افصل، فالفرق هو بمعنى الفصل؛ لذلك يُقال «مفرق الشعر»، أي حيث يُفصل الشعر ويُقسَّم.

فهذا الذي أراده موسى عليه السلام، ولذلك، لما جاءت العقوبة لم يُدخِلهم الله تبارك وتعالى، وإنما قال: «فإنها محرمة عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض»، ولا إشكال في أن موسى عليه السلام كان معهم في التيه؛ لأن هذا التيه لم يكن في حقه عقوبة، لأنه رسولهم، مأمور بإصلاحهم، وبدعوتهم، وبسياسة أمرهم، فذلك يزيده درجات عند الله تبارك وتعالى، ولا يغير من حقيقة ما أُرسل به موسى إليهم، فهو على أصل ما أُرسل به من إيصال دعوة الحق، وتبليغ شريعة الله تبارك وتعالى إليهم، وإخراجهم مما ألفوه من الذلة والهوان والاستعباد الذي كانوا عليه حينما كانوا عند الفراعنة.

فذلك الإذلال والاسترقاق أورثهم - كما يقول السيد رشيد رضا - طباعًا سيئة، أورثهم مذلة ومهانة، وجعلهم خانعين، أذلاء، ضعفاء، يتوقون إلى ما كانوا عليه من الاستعباد والاسترقاق، ليست لهم همة ولا طموح، وللسيد رشيد رضا في هذا الموضع من تفسيره كلام رائع في تأثير الظلم والاستبداد واستعباد الناس في تغيير طباعهم وصفاتهم وخصائصهم.

ولذلك؛ فمثل هؤلاء الذين استمرؤوا الضعف والذلة والهوان لا يصلحون لفتوحات، ولا لإقامة دين الله تبارك وتعالى، فكتب الله - عز وجل - عليهم التيه أربعين سنة، كان فيها موسى وهارون عليهما السلام يؤديان رسالة الله عز وجل إلى بني إسرائيل بالتوجيه، والنصح، والإصلاح، وإقامة شرع الله عز وجل، والتربية والتعليم للأجيال التي نشأت، فانقرض ذلك الجيل الضعيف الذليل المهان، وجاء جيل جديد، قاده يوشع بن نون، فتمكنوا من دخول الأرض المقدسة. هناك رواية فيها إشارة إلى أن - موسى عليه السلام - قضى نحبه في هذه المدة؛ ولذلك لما جاءه ملك الموت في الحديث الشهير، قال: «إذن فالآن»، وسأل ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وإن قبره عند الكثيب الأحمر، لو أني أريتكم إياه...»، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعلمه الله عز وجل بمكان قبر سيدنا موسى عليه السلام، ووصفه، أما في نصوص التوراة والعهد القديم، فإنهم لا يعرفون مكان وفاة موسى، هذا هو الذي عليه أكثر المفسرين.

هناك بعض المفسرين الذين يرون بأن موسى بقي إلى ما بعد التيه، قلت: قلة من المفسرين، هذا القول موجود، لمن أراد أن يطالعه سيجد أن بعض المفسرين يقولون بأن موسى عليه السلام عاش إلى ما بعد التيه، وأنه دخل معهم إلى الأرض المقدسة، يستندون إلى ما ورد في كتاب الله - عز وجل -؛ لأن مدة التيه هذه حصلت فيها حوادث، أنعم الله عز وجل عليهم بالمن والسلوى، ولكنهم كان لهم حنين إلى القثاء والبصل والثوم والفوم، فأمروا أن يهبطوا مصرًا، كان ذلك في فترة التيه، أيضًا تفجر العيون كان في فترة التيه، جملة من الأحداث حصلت، فلا يستقيم في رأي هؤلاء أن ذلك كان في فترة التيه، والتيه في الصحراء، وأريد منه الإغلاق والشدة، بينما هذه المطالب تشي بأنهم تحضروا، نزلوا إلى حواضر، إلى مدن. وأن مقتضى التربية والرسالة أنها تحتاج إلى تحضر، ومدنية، وعمران مدني، لكن هذا لا يكدر على قول الجمهور؛ لأنهم عند الجمهور في فترة التيه، فإن مثل هذه المطالب لم تكن على جهة الديمومة، لم ينتقلوا من حالة التيه، ولم يتمكنوا من الوصول إلى الأرض المقدسة، وإنما كان ذلك في فترات مستثناة، وكانت لازمة عندهم أيضًا لمزيد من الابتلاءات التي تمحصهم، والتي تربي الأجيال الجديدة على مختلف أنواع الاستجابة لأوامر الله تبارك وتعالى، التي يبلغهم إياها موسى وهارون - عليهما السلام -، وشرع هذه الشريعة المنزلة عليهم، والله تعالى أعلم.

المساجد التي يكثر فيها المسافرون تُصلي الجماعة الأولى ويستدرك البقية، الآن تأتي الجماعة الثانية، هل ينتظرون المستدركين أم يُقيمون الصلاة مباشرة؟

انتظارهم للمستدركين أولى وأفضل، ولا يؤثر على جمعهم، فصحيح أن الفقهاء اختلفوا في المدة التي تكون بين الصلاتين في الجمع: هل يلزم أن تكون الصلاتان متواليتين وليس بينهما فاصل، أم يسوغ الانتظار؟ والصحيح أنه لا حرج في الانتظار إذا كان له سبب فلا حرج، ولن يؤثر ذلك على الجمع، ونظرًا لأنهم ينتظرون المستدركين، وقد يكون هؤلاء المستدركون أيضًا ممن يرغبون في الجمع معهم؛ فلا حرج عليهم في انتظارهم، ولو بالقدر الذي يُمكنهم من قضاء ما فاتهم من الصلوات، ثم إذا شارفوا على الانتهاء أقاموا الصلاة الثانية، فيلتحقون بهم دون أن يفوتهم شيء من الصلاة الثانية، والله تعالى أعلم.

الأطفال ما داموا ليسوا مكلفين، وحدث أنهم أخذوا شيئًا من المحلات التجارية؛ فهل هم ملزمون فعلا بردها لاحقًا؟

الأطفال غير مكلفين فيما يتعلق بحقوق الله - تبارك وتعالى -، بمعنى أن المؤاخذة والإثم مرتفعان عنهم، فلا مؤاخذة عليهم فيما يقعون فيه من أخطاء أو مخالفات شرعية؛ لأنهم لم يبلغوا سن الرشد، ولم يكلفوا بعد، تقبل منهم صالحاتهم، يؤجرون عليها، ويؤمر أولياؤهم بتأديبهم على أحكام الإسلام وأخلاق الإسلام، لكنهم إن أتلفوا شيئًا، أو أخذوا مال الغير دون وجه حق؛ فهذه حقوق الآدميين يجب أن تؤدى، فالضمان يلزمهم إن كان لهم مال، وعلى أوليائهم إن لم يكن لهم مال.

فما يحصل حينما يتذكر الناس بعد بلوغهم سن الرشد، وهداية الله - تعالى - لهم، تذكرهم لبعض الأموال التي أخذوها من هنا أو هناك، من مزارع أو دكاكين، فهم نعم غير مؤاخذين، لا إثم عليهم فيما وقع منهم في صغرهم، أما الضمان فإنه يلزمهم؛ لأنها حقوق للعباد، حقوق العباد مبنية - كما يقول الفقهاء - على المشاحة، وحقوق الله - عز وجل - مبنية على المسامحة؛ لأنه رب كريم غفور رحيم، وقد نصت الأدلة الشرعية على أنه لا تكليف على الصغار حتى يبلغوا الحلم.

أما الضمان فإن من أتلف شيئًا فإنه يغرمه، يضمنه في ماله إن كان له مال، أو في مال وليه إن لم يكن له مال، إذن هذا هو السبب في إلزام من صدر منه صغيرًا كان أو كبيرًا، سواء كان راشدًا أو غير راشد، بالضمان، وأداء حقوق أصحاب الحقوق، فلا يصح أن تؤكل أموال الناس بالباطل، لا من الصغار ولا من الكبار، فإن وقع ذلك فلابد من الضمان إليهم، برد الشيء الذي أخذ، أو مثله، أو بضمان قيمته، والله تعالى أعلم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله تبارک وتعالى موسى علیه السلام الأرض المقدسة الله عز وجل بعد الرکوع صلاة نفسه أن موسى کان له کان فی ا الذی إن کان الذی ی فإنه ی إلى ما ما کان لا حرج

إقرأ أيضاً:

كشف عنها النبي .. معجزة إلهية تحدث بمكة اليوم في يوم عرفة 2025

ثبت في السنة النبوية المطهرة، أنه إذا ردد المسلم التلبية في الحج فإن كل المخلوقات تلبي عن يَمينِه وشِمالِه حتى الشجر، كماروي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما مِن مُسلمٍ يُلبِّي إلَّا لبَّى مَن عن يَمينِه وشِمالِه؛ مِن حَجَرٍ، أو شَجرٍ، أو مَدَرٍ -الطين اليابس-، حتَّى تَنقطِعَ الأرضُ مِن هاهنا وهاهنا» رواه الترمذي.
 

معنى التلبية في الحج

التلبية تعني أن يقول القائم بالحج أو المحرم «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»،وأفضل أنواع الحج ما اشتمل على الْعَجُّ وَالثَّجُّ، والثج: إسالة دماء الهدايا -الذبائح-، وقال تعالى: «وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا» أي سيالًا، و«العج»: هو رفع الصوت بالتلبية باعتدال، مستدلًا بما روي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «سُئِلَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الْعَجُّ وَالثَّجُّ».
 

وينبغى للمحرم بالحج أن يكثر من التلبية خصوصًا عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعًا أو أن ينزل منخفضًا، أو أن يُقبل الليل والنهار، وتلبى المرأة وإن كانت حائضًا، ولا تُقطع التلبية إلا عند ابتداء الطواف.

أخطاء في التلبية

هناك أخطاءً في التلبية يقع فيها الحاج، ومنها أولًا: ترك التلبية، ثانيًا: أو خفض الصوت بها، وهذا خلاف السنة، أن السُنة أن يرفع الرجال أصواتهم في التلبية، وتخفضها النساء، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية» رواه أبو داود.

ثالثًأ: إن بعض الحجاج يقول: «اللهم إني أريد العمرة -أو الحج- وهذا خطأ، والصواب أن يقول: لبيك حجًا وعمرة إذا كان قارنًا، أو يقول: لبيك عمرة إذا كان متمتعًا أو معتمرًا فحسب، أو يقول: ليبك حجًا إذا كان مفردًا».

بعض الحجاج يقول التلبية بعدم التدبر في معناها، «فإنها تحمل معنى الاستجابة لأمر الله والانقياد له، والإقبال عليه رغبة ورهبة، فالواجب التفكر في معاني ألفاظها حتى تخرج خالصة من القلب».وحول تكبيرات الحج قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إن تكبيرات الحج الحج والعمرة تبدأ بعد ارتداء ملابس الإحرام من الميقات، وصلاة ركعتين سنة الإحرام، مضيفًا أن التلبية تنتهي في العُمرة عند رؤية البيت واستلام الحجر، وفي الحج تنتهي حين يَشْرَع في جمرة العقبة يوم النحر.

واستشهد «عاشور» في تصريح له عن وقت انتهاء تكبيرات الحج ، بما روي عن الفضل بن العباس - رضي الله عنهما - قال: «كنت رَدِيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جَمْعٍ إلى مِنى، فلم يزل يلبِّي حتى رمى جمرة العقبة». مضيفًا: أما بالنسبة للعمرة، فعن عطاء عن ابن عباس: «أنه كان يُمْسِك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر »؛ رواه الترمذي وصحَّحه.

وأمر الله بالتكبير في القرآن الكريم، كما ورد في قوله تعالى: «وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (البقرة: 185) عدّه الله قرين التهليل، كما عدّ التسبيح قرين التحميد واعتبر أعلى أنواع الذكر وأرفعه.

أفضل سورة تقرأ في يوم عرفة 2025.. رددها الآن تفتح لك كنوز الدنيا والآخرة4 فئات لا يقبل منهم صيام يوم عرفة .. احذروا وسارعوا في التوبة الآنخطيب يوم عرفة يدعو لأهل غزة ويخاطب الحجاج بدعوات خاصة لأهل فلسطيندعاء يوم عرفة .. أفضل 17 كلمة نبوية جامعة للخيرات و310 أدعية تحقق الأمنيات3 ذنوب لا يكفرها صيام يوم عرفة .. هؤلاء لا يغفر الله لهم معاصي سنتينلماذا خطبة يوم عرفة من أعظم الخطب؟.. تعرف على السببمواضع تكبيرات الحج قبل الإهلال بالحج

يشرع للحاج أن يكبّر : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك حتى يصل إلى الميقات، واستعد للدخول في النسك، واستوى على المركوب، و تكبيرات الحج عند رؤية الكعبة حيث يشرع للحاج التكبير عند رؤية البيت الحرام. التكبير عند استلام الحجر الأسود أو محاذاته: يشرع للحاج أن يكبر عن استلام الركن الذي فيه الحجر الأسود.

وتكبيرات الحج في نواحي الكعبة يشرع للحاج أن يكبر : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك عند الاقتراب من نواحي الكعبة، وعند الدخول إلى جوفها. التكبير يوم عرفة: : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك يشرع للحاج أن يكبر عند عودته من منى إلى عرفات، وذلك تصديقًا لما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم : «كان يُهِلُّ منا المُهِل، ويُكبِّر منا المُكبِّر فلا يُنكر عليه» [صحيح البخاري].

وتكبيرات الحج عند المشعر الحرام يسن للحاج التكبير عند المشعر الحرام في مزدلفة،: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك وذلك بعد أن يصلي الفجر من يوم النحر في اليوم العاشر من ذي الحجة، ويقف عند المشعر الحرام مستقبلًا القبلة لذكر الله، والتكبير، والدعاء، والتهليل والتكبير يوم النحر يسن التكبير في صباح يوم النحر أي في اليوم العاشر من ذي الحجة، وذلك بعد أن يسير الحاج من مزدلفة إلى منى من أجل رمي جمرة العقبة.
 

حكم التلبية الجماعية

أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة هي أيام نفحات لحجاج بيت الله الحرام ولغيرهم، مشيرًا إلى أن مشاركة الحجاج بترديد التلبية هو ذكر مُحبب في هذه الأيام.

وأوضح «عويضة»، لـ«صدى البلد»، أنالتلبيةهي نوع من أنواع الذكر، سواء بترديد «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، أو بالتكبير ونحوه من صيغ الذكر الأخرى، هو أمر مطلوب في هذه الأيام المُشرفة.

وقال إن الذكر بكل صيغه وقراءة القرآن، مطلوب ومُحبب في كل وقت، خاصة في هذه الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، لأنها هي أيام ذكر وطاعة، وعلى المُسلم أن يغتنم فضلها ويُجرى ذكر الله والتكبير على لسانه.

معنى التلبية

وبيّن الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هذه التلبية تعني "أستجيب لك يا رب"، فكأن القائم بالنُسُك يقول لله تعالى ها أنا ذا استجبت لك، وسميت هكذا لكي تعبر عن تكرار الاستجابة.

حكم التلبية

ونوه الشيخ أحمد ممدوح، بأن هناك خلافًا بين العلماء حول ما إذا كانت التلبية في الحج واجبة أم سُنة، فمنهم من رأي وجوبها وذهب الجمهور إلى أنها سُنة.

وألمح «ممدوح» إلى أنه إذا اكتفى القائم بالنُسُك بالنية القلبية، فهذا واف، فيما إذا ضم إليها التلبية فهذا أفضل، مشيرًا إلى أن عكس ذلك، أي أنه لبى ولم ينو، فلا ينعقد الإحرام بتلبية دون نية، لأن الإحرام قصد ونية، أما التلبية فهي أمر زائد مقدم على النية.

حكم تلبية الحائض

وأفاد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأنه يستحب للمحرم أثناء الحج أن يلبي قائمًا وقاعدًا وراكبًا على جميع أحواله، مؤكدًا أن الحائض والجنب لا يمنعان من التلبية.ولفت ممدوح إلى أن ألفاظ التلبية وردت في الذي روي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ».

وأبان بأن قول «لَبَّيْكَ» هُوَ لَفْظ مُثَنًّى عِنْدَ سِيبَوَيْهِ وَمَنْ تَبِعَهُ، وَقَالَ يُونُس: "هُوَ اِسْم مُفْرَد وَأَلِفُهُ إِنَّمَا اِنْقَلَبَتْ يَاء لاتِّصَالِهَا بِالضَّمِيرِ كَلَدَيَّ وَعَلَيَّ. وَرُدَّ بِأَنَّهَا قُلِبَتْ يَاء مَعَ الْمُظْهَر. وَعَنْ الْفَرَّاء: هُوَ مَنْصُوب عَلَى الْمَصْدَر، وَأَصْله لَبًّا لَك فَثُنِّيَ عَلَى التَّأْكِيد أَيْ إِلْبَابًا بَعْدَ إِلْبَاب، وَهَذِهِ التَّثْنِيَة لَيْسَتْ حَقِيقِيَّة بَلْ هِيَ لِلتَّكْثِيرِ أَوْ الْمُبَالَغَة".

رفع الصوت بالتلبية

ونبه الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن أفضل أنواع الحج ما اشتمل على رفع الصوت بالتلبية وإراقة دماء الهدي.

واستدل «الجندي» بما روي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «سُئِلَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الْعَجُّ وَالثَّجُّ»، موضحًا أن المقصود بـ«العج»: هو رفع الصوت بالتلبية باعتدال، أما «الثج» فإسالة دماء الهدايا -الذبائح-، وقال تعالى: «وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا» أي سيالًا.
 


 


 

طباعة شارك التلبية في الحج لبيك اللهم ليك الحج تكبيرات الحج معنى التلبية في الحج أخطاء في التلبية مواضع تكبيرات الحج حكم التلبية حكم التلبية الجماعية يوم عرفة يوم عرفة 2025 جبل عرفات عرفات

مقالات مشابهة

  • رفع التهنئة للقيادة بمناسبة عيد الأضحى.. المفتي: موسم الحج شاهد على التطور والابتكار لخدمة ضيوف الرحمن
  • نائب المفتي العام يهنئ القيادة بعيد الأضحى
  • كشف عنها النبي .. معجزة إلهية تحدث بمكة اليوم في يوم عرفة 2025
  • حكم الأكل أو الشرب ناسيا في صيام يوم عرفة.. أمين الفتوى يجيب
  • إبراهيم عليه السلام إمام الهُدى وقائد المسيرة العالمية في مشروع الله الإلهي .. قراءة في المعاني والدلالات الواردة في الدرس السادس للسيد القائد يحفظه الله
  • المفتي العام للمملكة يستقبل المستفتين بمنى
  • وليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب
  • ليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب
  • حكم تكبيرات العيد والحكمة منها.. أمين الفتوى يجيب