دمشق-سانا

يسهم توفير الطاقة في النهوض بواقع القطاع الزراعي، وتحسين إنتاجيته، وإحداث انتعاش زراعي يحقق التنمية المستدامة، والقدرة على مواجهة الصعوبات، واتخاذ التدابير المناسبة لتفادي الأضرار، بعد سنوات من المعاناة، والأضرار التي لحقت بالأراضي المزروعة، نتيجة الحرب التي شهدتها سوريا لسنوات، والظروف المناخية الجافة التي ضربتها، والعقوبات الاقتصادية التي أثرت في توفير مستلزمات الإنتاج.

وترى غرف زراعة دمشق وريفها، أن مذكرات التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مؤخراً مع مجموعة من الشركات الدولية، ستؤمن حزمة واسعة من الدعم الكافي الذي سيسهم في تأسيس بنية زراعية قوية، وتخفيف الأعباء على المزارعين، وتأمين كمية كافية من الكهرباء لتشغيل المعدات الزراعية اللازمة للمحاصيل، وإمكانية زيادة ضخ المياه في الآبار، والرفع من كفاءة مراكز الفرز والتوضيب، والتخفيف من تكاليف الإنتاج على المنتجين والمستهلكين.

واعتبر أمين سر غرفة زراعة دمشق وريفها الدكتور مجد أيوب في تصريح لمراسل سانا، أن توفر الكهرباء سيرفع جودة المنتج، ويخفض من التكاليف التي ستقع على عاتق المزارعين، ومؤسسات الزراعة، ويشجّع من الاستثمار في المساحات الزراعية، مشيراً إلى أهمية بذل الحكومة لجهود دعم هذا القطاع في زيادة ساعات الكهرباء عند تطبيق هذه المذكرة، التي تعد مهمة للنهوض بواقع سوريا نحو الأفضل، وتعزز من متانة العلاقات مع دول الخارج.

من جهته، أشار عضو غرفة زراعة دمشق وريفها، والمدير العام للشركة الوطنية المتحدة للتطوير “أنكود” المتخصصة في صناعة الأسمدة والمبيدات الزراعية والحشرية، الدكتور محمود الكوري، إلى التحديات التي تواجه واقع المزارعين وفرضها عدم توفر الكهرباء، ولفت إلى أن هذه المذكرة ستعزز عند تطبيقها من الاستقرار الزراعي، وتنهض بهذا القطاع بما سينعكس إيجاباً على واقع المزارعين والمواطنين، إضافة إلى أهمية زيادة الدعم الحكومي، وأن تكون التسعيرة الزراعية متميزة ومتناسبة، بما يساهم في دعم المنتج الزراعي.

ووقعت سوريا في الـ 29 من أيار الماضي، مذكرة تفاهم مع تحالف من الشركات الدولية الرائدة في مجال الطاقة، وفي طليعتها شركة “أورباكون القابضة” من خلال شركتها “UCC ” القطرية، و”باور” الدولية الأمريكية، وشركتا “كاليون إنرجي” و”جنكيز إنرجي” التركيتان لتعزيز مجالات الاستثمار بقطاع الطاقة في سوريا.

وستتيح هذه المذكرة الاستثمار في قطاع الطاقة لتوليد (5000) ميغاواط، عبر تطوير أربع محطات توليد كهرباء بتوربينات غازية تعمل بالدورة المركبة (CCGT) في عدد من المحافظات، باستخدام تقنيات أمريكية وأوروبية، إلى جانب محطة طاقة شمسية بسعة (1000) ميغاواط.

تابعوا أخبار سانا على 

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: زراعة دمشق وریفها

إقرأ أيضاً:

كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحولت لحلبة اقتصادية

نشر موقع "ليه ديبلوماتيه" تقريرًا سلّط فيه الضوء على تحوّل الساحة السورية من ميدان للصراع المسلح إلى حلبة للاستثمار الاقتصادي، مع عودة لافتة للسعودية عبر وفد ضخم زار دمشق وأبرم اتفاقات شراكة بقيمة 5.6 مليار دولار، ما يكرّس دور الرياض كلاعب محوري في إعادة إعمار سوريا.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد أربعة عشر عامًا من الحرب الأهلية، تجد سوريا نفسها في قلب دينامية جديدة: لم تعد دينامية السلاح، بل دينامية الاستثمارات، فقد زارها وفد سعودي مكوّن من أكثر من 150 ممثلًا عن القطاعين العام والخاص دمشق، تحت قيادة وزير الاستثمار خالد الفالح.

وأوضح الموقع أن العنصر الأساسي يتألف من اتفاقيات شراكة بمجموع 5.6 مليارات دولار، وهو ليس بالأمر الهيّن، بل يمثل عودة الرياض إلى الساحة السورية، هذه المرة عبر بوابة إعادة الإعمار.

الدعم السعودي
فبعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الاول 2024 وصعود أحمد الشرع إلى السلطة بدعم من الرياض، برزت السعودية كالدعامة الرئيسية للحكومة السورية الجديدة، وتستهدف الاستثمارات قطاعات حيوية: البنية التحتية، والطاقة، والطيران، وتقنيات الاتصالات، والصناعة الثقيلة، والسياحة والعقارات. ومن بين المشاريع البارزة: مصنع إسمنت في عدرا بقيمة 20 مليون دولار، ومشروع تجاري بقيمة تقارب 100 مليون دولار.


وقد عُقد منتدى دمشق للاستثمار رغم أعمال العنف الطائفية الأخيرة في السويداء، التي أسفرت عن مئات الضحايا. والهدف المعلن للسلطات السورية والسعودية واضح: جعل الاقتصاد الرافعة الرئيسية للاستقرار، حتى في سياق لا يزال هشًا، كما كانت لرفع العقوبات الأميركية دور حاسم. فقد قام دونالد ترامب، بعد لقائه مع الشرع في السعودية، بإضفاء الطابع الرسمي على إنهاء العقوبات ضد سوريا في شهر يوليو، استجابةً لطلبات الرياض وأنقرة. وقد أتاح ذلك تسديد الديون السورية للبنك الدولي، وجذب الشركات الأميركية، خصوصًا في قطاع الطاقة.

لفت الموقع إلى أنه يشارك كل من قطر والإمارات العربية المتحدة في هذه المبادرة، فقد وقّعت الدوحة اتفاقًا في مجال الطاقة بقيمة 7 مليارات دولار، بينما تعمل شركة "دي بي وورلد" ومقرها دبي، على تطوير البنى التحتية للموانئ. وهكذا بدأت تتبلور عملية إعادة اصطفاف إقليمي: إبعاد سوريا عن المدار الإيراني وربطها بنظام سني جديد تقوده الممالك الخليجية.

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أنه حاليًا يجري تشكيل مجلس تجاري مشترك بين دمشق والرياض، بهدف تنظيم الاختراق الاقتصادي السعودي من خلال نهج مستدام ومؤسسي. لقد أصبحت عملية إعادة الإعمار ساحة معركة جيو-اقتصادية، وساحة تنافس بين القوى الإقليمية لتحديد المستقبل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لسوريا. إنها مرحلة انتقالية مهمة: من القنابل إلى الاستثمارات، ومن التحالفات العسكرية إلى الاتفاقيات الاقتصادية. فالشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة يُبنى فيها النفوذ من خلال المليارات، ومشاريع البناء، والاتفاقات الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • بدء ضخ الغاز من أذربيجان نحو سوريا بتمويل قطري
  • انطلاق أول تدفّق للغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا!
  • بدء أول تدفق للغاز الطبيعي من تركيا إلى سوريا
  • اتحاد الترياثلون يقيم اختبارات لانتقاء المنتخب الوطني تحضيراً للاستحقاقات المقبلة
  • وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار: تصدير الكهرباء إلى سوريا يتم عبر 8 نقاط مختلفة ومن المنتظر زيادة قدرة التصدير بنسبة 25 بالمئة أولاً وإلى أكثر من الضعف لاحقاً
  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحولت لحلبة اقتصادية
  • غرفة زراعة دمشق وريفها تناقش التحضيرات للمشاركة بمعرض دمشق الدولي
  • قافلة الأمل 2 تنقل 38 عائلة من مخيم الهول إلى مدينة الباب بريف حلب
  • مناقشة مشروعات الاستثمار الزراعي بولاية الجبل الأخضر
  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة