ذات مرة احترقت غابة، فهربت حيواناتها جميعا مذعورة وعاجزة، لكن طيرا صغيرا لم يستسلم لليأس، وبدأ الطيران بين الغابة والبحر، ذهابا وإيابا، حاملا بمنقاره قطرة ماء واحدة في كل مرة ليسكبها فوق النار. لاحظه الثعبان فضحك، قائلا: "ماذا تفعل أيها الطائر؟ أنت لن تطفئ أبدا النار". أجابه الطائر: "أجل، أعلم، لكني فقط أقوم بدوري".
بهذه القصة الرمزية اختتم الإسباني بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، كلمته في حفل منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر الإنجليزية، حيث خصص جزءا كبيرا من كلمته لفلسطين، معبرا عن ألمه من مشاهد الدم والدمار التي يراها في غزة، ومشددا في الوقت ذاته على قيمة الفعل الفردي مهما بدا ضئيلا، معتبرا إياه الرد الوحيد الممكن حين يُخيم الصمت ويبدو اليأس أقرب الخيارات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي تغير ليرفض الغرب حرب الإبادة على غزة؟ ولماذا الآن؟list 2 of 2علم النفس يجيب.. لماذا على نتنياهو أن يخشى الأطفال الذين شهدوا الإبادة؟end of listتتقاطع قصة غوارديولا مع طيور حقيقية، حاولت بدورها نقل قطرات من الماء إلى غزة المحاصرة. فكل سفينة أبحرت صوب القطاع في السنوات الماضية، كانت بمثابة طائر يحلق فوق الصمت واليأس، ورغم كل الحواجز والموانع يصر على "القيام بدوره" في مواجهة محرقة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يدرك تماما أن قطرة ماء لن تخمد بمفردها الحريق، ولكنه يدرك أيضا خطورة انتشار فكرة التضامن والمساندة عبر الفعل وإن بدا بسيطا، ويسعى لإقناع الجميع بأن تلك القطرات ليست سوى عبث، حتى يطفئ آخر ومضات الضمير البشري.
إعلان طمس ذاكرة المقاومةيفسر ذلك استمرار الاحتلال في اعتراض عشرات السفن، التي شاركت في هذه الحملات على مراحل مختلفة، بدءا من عام 2008 وصولا إلى السفينة "مادلين"، التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية في التاسع من يونيو/حزيران الجاري ومنعتها عن بلوغ شواطئ غزة.
ورغم جسارة هذه الرحلات والمشاركين فيها، لم يتمكن أي منها من كسر الحصار الإسرائيلي بشكل دائم أو الوصول إلى شواطئ غزة، باستثناء حالات نادرة جدا في بدايات هذه التحركات.
وأبعد من ذلك، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدميره النصب التذكاري لضحايا سفينة "مافي مرمرة"، بعد سيطرته على ميناء غزة، مشيرا في بيانه أن بعض مقاتلي وحدة الكوماندوز الذين شاركوا في الهجوم الدموي على السفينة في عام 2010، هم أنفسهم من تولوا اقتحام الميناء وتدمير النصب التذكاري.
يؤكد ذلك وعي إسرائيل بخطورة محاولات فك الحصار التي تقوم بها "مادلين وأخواتها"، وتحركها للرد بشكل رمزي موازٍ، تريد من خلاله طمس ذاكرة المقاومة وجدواها.
وعلى جانب آخر، يكشف هذا التحرك الثأري، الذي جاء بعد نحو 13 عاما من المواجهة بين قوات الاحتلال وركاب "مافي مرمرة" العُزّل، عن وجع كامن لدى إسرائيل من تلك المواجهة التي خلفت آثارا لا تنمحي.
بعد اعلان " شركة مافي مرمره " تنظيم رحله دوليه مدنيه من اجل كسر الحصار على غزه على غرار سفينه الحريه"
.
" اسرائيل تقوم بهدم النصب التذكاري لضحايا سفينة مافي مرمره في ميناء غزه بعد سيطرتها على الميناء " pic.twitter.com/NrulpLCsX1
— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) November 16, 2023
وهو ما يؤكده الكاتب الأميركي نورمان فنكلشتاين، الذي يرى أن الإحراج الذي تعرض له جيش الاحتلال في تلك المواجهة لم يقتصر على قتله 10 من النشطاء العُزّل بلا أي مبرر، وما استتبعه من غضب دولي واسع وفضيحة أمام الرأي العام، بل تجلى الأسوأ حين سمحت القوات البحرية الخاصة، التي تُعد أفضل وحدة قتالية إسرائيلية، بوقوع 3 من أفرادها في الأسر، أثناء المواجهة مع مدنيين مسلحين بأسلحة ارتجالية.
إعلانوقد انتشرت لاحقا صور الجنود وهم يتلقون العلاج على أيدي طاقم السفينة الطبي، في مشهد يفضح هشاشة هذه القوة العسكرية.
يُذكر أن نصب "مافي مرمرة" التذكاري دُشن في يونيو/حزيران 2010، بواسطة إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبحضور وفد البرلمان العربي، وذلك في أعقاب الهجوم الذي قامت به القوات الخاصة الإسرائيلية على سفن أسطول الحرية، أثناء وجودها في المياه الدولية في مايو/أيار من ذلك العام.
افتعال الخطر لشرعنة القتلوبحسب فنكلشتاين، فإن حملة التشهير الإسرائيلية التي طالت "مافي مرمرة"، إلى حد وصفها بـ "التابعة لمنظمة إرهابية"، تتناقض مع ما ورد في كتيب معلوماتي وزعته إسرائيل قبل الهجوم بفترة وجيزة، وصفت خلاله "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية" المالكة للسفينة آنذاك، بالمنظمة الحقوقية المهتمة بمناطق النزاعات.
كما يشير إلى أن إسرائيل لم تُبدِ أي قلق حقيقي بشأن حمولة السفينة، خاصة بعد عرض قيادة الأسطول إجراء تفتيش محايد للتأكد من اقتصار مهمتهم على المواد الإغاثية الإنسانية. ويتساءل فنكلشتاين: لماذا نُفذ الهجوم ليلا وليس نهارا بحضور صحفيين لو كانت نيتهم سلمية؟ ولماذا أُرسلت فرقة خاصة عبر المروحيات بأسلوب يثير الذعر والفوضى بدلا من التهدئة؟
تكمن الإجابة في بحث إسرائيل عن سبب للتصعيد، وفق ما يخلص فنكلشتاين، حيث أراد الجنود استفزاز الركاب وإثارة رد فعلهم، بما يمنحهم ذريعة لمهاجمتهم لاحقا.
بمعنى أن تلك الغارة كانت مرتبة على أعلى مستوى داخل جيش الاحتلال، ولم تكن في جوهرها سوى رسالة إرهاب متعمدة لكل من يفكر في مد يد العون إلى غزة، وهو جزء ثابت من عقيدة الردع الإسرائيلية القائمة على كتم الأصوات، كما أنه نمط حاضر بقوة في اعتراض أي لفتة تضامن أو كل محاولة لفك الحصار عن غزة.
إعلانورغم أن حادثة "مافي مرمرة" شكلت تغيرا ملموسا في إستراتيجية منظمي "أساطيل الحرية"، فقد تخلت الحملات اللاحقة عن أسلوب المواجهة المباشرة بالقوافل الكبيرة، لصالح اعتماد قوارب أصغر، وإجراءات قانونية دقيقة، وبرامج توثيق واضحة تبرز الطابع الإنساني للحمولات، بما يعزز شرعيتها أمام المحاكم الدولية ويقلل من احتمالات التصعيد العسكري.
لكن هذا التحول لم يغير موقف إسرائيل أو أساليبها، فقد ظلت تصر على اعتراض أي سفينة أو قارب يتجه نحو غزة، بصرف النظر عن طابع حمولتها أو جنسية من على متنها، كما ظلت تسعى أثناء كل اعتراض إلى خلق أسباب التصعيد.
ويمكن الاستدلال على ذلك بوضوح من هجومها الأخير على السفينة "مادلين"، الذي نفذته ليلا عن عمد، بعد استفزاز الركاب ومحاولة إثارة ذعرهم بأساليب متعددة، شملت رش مادة كيميائية مهيجة من طائرات مسيرة قبل عملية الاقتحام، إلى جانب التشويش على موجات الراديو الخاصة بالسفينة، وتحليق المسيرات فوقهم لساعات عدة.
وفق ذلك، لم يكن الهجوم على "مادلين" مجرد تصدٍ عسكري عابر، بل جاء ضمن سياق أوسع من القمع الممنهج، الذي تمارسه إسرائيل في وجه كل محاولة بحرية لكسر الحصار عن غزة، منذ عام 2006.
ومع أن إسرائيل لم تسع إلى مواجهة السُفن التي كانت تنقل ناشطين ومتضامنين أجانب، في بداية المحاولات البحرية لكسر الحصار عن غزة، والتي سبقت عدوانها على القطاع في عام 2008 بنحو 4 أشهر (في ما عُرف بعملية الرصاص المصبوب)، فإنها لم تسمح بوصول أية سفينة إلى القطاع بدءا من ذلك التاريخ، ولم تتردد في استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك.
إعلانورغم سماحها بإيصال مساعدات إلى القطاع عبر الطريق البري، لكنها أبدت عنادا قاطعا فيما يخص الوصول بحرا إلى غزة، ذلك بأن الرحلات البحرية بقيت الأقدر على إثارة الانتباه العالمي وتسليط الضوء على المأساة المستمرة هناك، فضلا عما تحمله من دلالات سياسية، وهو الأشد خطورة، حيث تُمكن من الوصول إلى غزة دون عبور بوابة الاحتلال، أي دون حاجة إلى استئذانه.
وبدءا من عام 2011، برز على الساحة نوع جديد من المواجهات، تتمثل في حملة بحرية تلو أخرى تتحدى الحصار الإسرائيلي، رغم معرفتها المسبقة بأن الطريق سيكون مليئا بالعراقيل.
فكانت البداية مع "أسطول الحرية 2″، الذي حاول تكرار تجربة "مافي مرمرة" دون صدام مباشر مع جيش الاحتلال، وضم حوالي 10 سفن وأكثر من 300 ناشط من أنحاء العالم.
لكن إسرائيل كثفت ضغوطها الدبلوماسية بشكل واسع، كما عملت على تخريب بعض السفن أثناء رسوها في الموانئ اليونانية، لتقضي فعليا على معظم هذه المحاولة في مهدها. وحده القارب الفرنسي "الكرامة" (Dignité) استطاع الإفلات من تلك العراقيل والإبحار صوب غزة، قبل أن تعترضه البحرية الإسرائيلية وتُجبره على التوجه إلى ميناء أسدود.
وقد لجأت هذه السفينة الصغيرة، التي لا تتسع إلا لـ 17 راكبا، إلى الحيلة في سبيل الاقتراب من ساحل غزة بنحو 40 كيلومترا، إذ أعلنت عند مغادرتها المياه اليونانية أن وجهتها هي إحدى الموانئ المصرية، ثم كشف نشطاؤها لاحقا عن هدفهم الحقيقي.
تلا ذلك إبحار السفينة "إستيل" (Estelle) من السويد مرورا بموانئ أوروبية عدة، مثل فرنسا وإيطاليا، لترويج رسالتها التضامنية وكسب دعم شعبي وإعلامي لقضية غزة. وقد حملت السفينة شحنة رمزية من المساعدات الطبية والمواد الأساسية، ورافقها طاقم متنوع يضم برلمانيين ونشطاء من دول أوروبية وأميركية، أرادوا التأكيد على أن غزة ليست وحيدة وأن حصارها يجب ألا يستمر كأمر واقع.
إعلانلكن البحرية الإسرائيلية سارعت إلى اعتراض السفينة في أكتوبر/تشرين الأول 2012، بينما كانت لا تزال في المياه الدولية، وأجبرتها على التوجه إلى ميناء أسدود حيث اعتقل جميع من كانوا على متنها قبل ترحيلهم لاحقا. ورغم أن السفينة لم تصل إلى غزة، فإن محاولتها أعادت تسليط الضوء على معاناة القطاع في ذلك الوقت.
وبعد 3 سنوات، تحديدا في صيف 2015، انطلق "أسطول الحرية الثالث" الذي تضمن العديد من القوارب تحت قيادة السفينة السويدية "ماريان"، التي أبحرت من ميناء "غوتنبرغ" مرورا بعدة مرافئ بغرض الترويج لقضية غزة، وحملت على متنها نشطاء وصحفيين من دول أوروبية.
ومثل سابقاتها، اعترضتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، على بُعد 100 ميل من ساحل غزة، وقامت أيضا بتوجيهها نحو أسدود.
تكرر الأمر ذاته مع أسطول "سفينة النساء إلى غزة" في عام 2016، الذي تكون من طاقم نسائي بالكامل، واقتصر على سفينة واحدة، هي "أوليفا" (أي الزيتونة)، التي انطلقت من ميناء برشلونة في سبتمبر/أيلول من ذلك العام، ومرت بموانئ أوروبية عدة قبل احتجازها من قوات البحرية الإسرائيلية.
وبطريقة مشابهة، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينتي "العودة" و"الحرية" في عام 2018، واستولت عليهما في المياه الدولية، لتؤكد مجددا رفضها لأي محاولة رمزية لكسر الحصار. وقد أُلقي القبض على جميع من كانوا على متنهما، وصرح بعض المشاركين لاحقا بأنهم تعرضوا للصعق الكهربائي والاعتداء الجسدي، بما في ذلك الضرب على أيدي القوات الإسرائيلية.
هكذا، شكلت هذه الرحلات البحرية المتلاحقة، من "الكرامة" إلى "ماريان" و"مادلين"، سلسلة من قطرات الماء التي لم تتمكن من إطفاء نار الحصار فعليا، لكنها نجحت في كسر حاجز الصمت وإبقاء غزة في قلب الوعي العالمي. كما أثبتت أن الصراع لم يعد مجرد معركة عسكرية، بل معركة رمزية أيضا: مواجهة بين الضمير الإنساني وآلة الحرب، بين الطائر الصغير الذي ينقل قطرة ماء، والوحش الذي يريد إحراق الغابة كلها.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج أبعاد البحریة الإسرائیلیة فی المیاه الدولیة جیش الاحتلال کسر الحصار مافی مرمرة إلى غزة من ذلک فی عام
إقرأ أيضاً:
ما دلالات قصف البحرية الإسرائيلية لميناء الحديدة لأول مرة؟
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن يمثل أول عملية هجومية تنفذها إسرائيل بواسطة سلاح البحرية، في تحول لافت عن نمط الهجمات الجوية التي اعتمدتها خلال العمليات السابقة.
وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري على قناة الجزيرة- أن هذا التطور يكتسب دلالة إستراتيجية مزدوجة، أولها تقنية عسكرية ترتبط بتوسيع نطاق الخيارات العملياتية، وثانيها ترجمة عملية لتصريحات سابقة أطلقها مسؤولون إسرائيليون بشأن نية فرض حصار بحري على الموانئ اليمنية.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي -صباح اليوم الثلاثاء- تنفيذ غارتين على أرصفة ميناء الحديدة بواسطة سفن صاروخية، في أعقاب أوامر بإخلاء 3 موانئ يمنية بزعم استخدامها لشن هجمات على إسرائيل، أبرزها إطلاق صاروخ لم يصل إلى أجواء تل أبيب.
وأشار اللواء الدويري إلى أن القدرات البحرية الإسرائيلية تشمل سفنا وغواصات مزودة بصواريخ مجنحة تحمل رؤوسا تقليدية، مؤكدا أن تنوع مداها وفاعليتها يتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات بعيدة المدى دون الحاجة إلى التزود بالوقود أو دعم جوي، كما هو الحال في العمليات الجوية.
وأوضح أن تكلفة تشغيل الطائرات المقاتلة، خصوصا خارج مداها الطبيعي، تمثل عبئا عملياتيا، حيث تحتاج طائرات مثل "إف-35″ و"إف-16" إلى التزود بالوقود جوا، بالإضافة إلى الحاجة إلى طائرات حماية، مما يجعل الخيار البحري أكثر مرونة وأقل كلفة.
حصار بحري
وقال الدويري إن التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس -حول فرض حصار بحري على الحوثيين- تم تجسيدها ميدانيا بهذا الهجوم الذي حمل رسائل مباشرة بأن إسرائيل لا تكتفي بالتحذير بل قادرة على التحرك لتنفيذه.
وكان كاتس قد وصف الهجوم بأنه "ناجح" مشيرا إلى أن ذراع إسرائيل "ستصل لكل مكان" ملوحا بحصار بحري كامل في حال استمرار الهجمات الصاروخية من اليمن على إسرائيل.
ووفق وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية، فإن الغارات استهدفت أرصفة الميناء دون الإعلان عن إصابات. ويعد ميناء الحديدة أحد أهم الموانئ الحيوية في اليمن، وهو مصدر أساسي لإمدادات الغذاء والوقود، كما يقع على مقربة من مضيق باب المندب.
ويخضع الميناء لسيطرة الحوثيين، في حين تسيطر القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على موانئ جنوبية أخرى مثل المخا وباب المندب، وهو ما أوضحه الدويري خلال مداخلته بتحديده نطاق سيطرة الحوثيين الفعلية.
وتتزامن هذه التطورات مع تصعيد حاد في العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، إذ يعد الهجوم على الحديدة العاشر من نوعه منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والرابع منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار بعد هدنة قصيرة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية في الأشهر الماضية منشآت مدنية مثل محطات كهرباء ومصانع إسمنت وموانئ ومطارات، في مسعى واضح -حسب المراقبين- لإضعاف البنية التحتية التي يعتمد عليها الحوثيون.
ويؤكد الحوثيون أنهم سيستمرون في مهاجمة إسرائيل إلى حين إنهائها حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين بقطاع غزة منذ 20 شهرا.