الجزيرة:
2025-12-15@07:26:35 GMT

صرخة مادلين وأخواتها.. من يسمعها؟

تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT

صرخة مادلين وأخواتها.. من يسمعها؟

ذات مرة احترقت غابة، فهربت حيواناتها جميعا مذعورة وعاجزة، لكن طيرا صغيرا لم يستسلم لليأس، وبدأ الطيران بين الغابة والبحر، ذهابا وإيابا، حاملا بمنقاره قطرة ماء واحدة في كل مرة ليسكبها فوق النار. لاحظه الثعبان فضحك، قائلا: "ماذا تفعل أيها الطائر؟ أنت لن تطفئ أبدا النار". أجابه الطائر: "أجل، أعلم، لكني فقط أقوم بدوري".

بهذه القصة الرمزية اختتم الإسباني بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، كلمته في حفل منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مانشستر الإنجليزية، حيث خصص جزءا كبيرا من كلمته لفلسطين، معبرا عن ألمه من مشاهد الدم والدمار التي يراها في غزة، ومشددا في الوقت ذاته على قيمة الفعل الفردي مهما بدا ضئيلا، معتبرا إياه الرد الوحيد الممكن حين يُخيم الصمت ويبدو اليأس أقرب الخيارات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي تغير ليرفض الغرب حرب الإبادة على غزة؟ ولماذا الآن؟list 2 of 2علم النفس يجيب.. لماذا على نتنياهو أن يخشى الأطفال الذين شهدوا الإبادة؟end of list

تتقاطع قصة غوارديولا مع طيور حقيقية، حاولت بدورها نقل قطرات من الماء إلى غزة المحاصرة. فكل سفينة أبحرت صوب القطاع في السنوات الماضية، كانت بمثابة طائر يحلق فوق الصمت واليأس، ورغم كل الحواجز والموانع يصر على "القيام بدوره" في مواجهة محرقة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يدرك تماما أن قطرة ماء لن تخمد بمفردها الحريق، ولكنه يدرك أيضا خطورة انتشار فكرة التضامن والمساندة عبر الفعل وإن بدا بسيطا، ويسعى لإقناع الجميع بأن تلك القطرات ليست سوى عبث، حتى يطفئ آخر ومضات الضمير البشري.

إعلان طمس ذاكرة المقاومة

يفسر ذلك استمرار الاحتلال في اعتراض عشرات السفن، التي شاركت في هذه الحملات على مراحل مختلفة، بدءا من عام 2008 وصولا إلى السفينة "مادلين"، التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية في التاسع من يونيو/حزيران الجاري ومنعتها عن بلوغ شواطئ غزة.

ورغم جسارة هذه الرحلات والمشاركين فيها، لم يتمكن أي منها من كسر الحصار الإسرائيلي بشكل دائم أو الوصول إلى شواطئ غزة، باستثناء حالات نادرة جدا في بدايات هذه التحركات.

وأبعد من ذلك، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدميره النصب التذكاري لضحايا سفينة "مافي مرمرة"، بعد سيطرته على ميناء غزة، مشيرا في بيانه أن بعض مقاتلي وحدة الكوماندوز الذين شاركوا في الهجوم الدموي على السفينة في عام 2010، هم أنفسهم من تولوا اقتحام الميناء وتدمير النصب التذكاري.

يؤكد ذلك وعي إسرائيل بخطورة محاولات فك الحصار التي تقوم بها "مادلين وأخواتها"، وتحركها للرد بشكل رمزي موازٍ، تريد من خلاله طمس ذاكرة المقاومة وجدواها.

وعلى جانب آخر، يكشف هذا التحرك الثأري، الذي جاء بعد نحو 13 عاما من المواجهة بين قوات الاحتلال وركاب "مافي مرمرة" العُزّل، عن وجع كامن لدى إسرائيل من تلك المواجهة التي خلفت آثارا لا تنمحي.

بعد اعلان " شركة مافي مرمره " تنظيم رحله دوليه مدنيه من اجل كسر الحصار على غزه على غرار سفينه الحريه"
.
" اسرائيل تقوم بهدم النصب التذكاري لضحايا سفينة مافي مرمره في ميناء غزه بعد سيطرتها على الميناء " pic.twitter.com/NrulpLCsX1

— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) November 16, 2023

وهو ما يؤكده الكاتب الأميركي نورمان فنكلشتاين، الذي يرى أن الإحراج الذي تعرض له جيش الاحتلال في تلك المواجهة لم يقتصر على قتله 10 من النشطاء العُزّل بلا أي مبرر، وما استتبعه من غضب دولي واسع وفضيحة أمام الرأي العام، بل تجلى الأسوأ حين سمحت القوات البحرية الخاصة، التي تُعد أفضل وحدة قتالية إسرائيلية، بوقوع 3 من أفرادها في الأسر، أثناء المواجهة مع مدنيين مسلحين بأسلحة ارتجالية.

إعلان

وقد انتشرت لاحقا صور الجنود وهم يتلقون العلاج على أيدي طاقم السفينة الطبي، في مشهد يفضح هشاشة هذه القوة العسكرية.

يُذكر أن نصب "مافي مرمرة" التذكاري دُشن في يونيو/حزيران 2010، بواسطة إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبحضور وفد البرلمان العربي، وذلك في أعقاب الهجوم الذي قامت به القوات الخاصة الإسرائيلية على سفن أسطول الحرية، أثناء وجودها في المياه الدولية في مايو/أيار من ذلك العام.

افتعال الخطر لشرعنة القتل

وبحسب فنكلشتاين، فإن حملة التشهير الإسرائيلية التي طالت "مافي مرمرة"، إلى حد وصفها بـ "التابعة لمنظمة إرهابية"، تتناقض مع ما ورد في كتيب معلوماتي وزعته إسرائيل قبل الهجوم بفترة وجيزة، وصفت خلاله "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية" المالكة للسفينة آنذاك، بالمنظمة الحقوقية المهتمة بمناطق النزاعات.

كما يشير إلى أن إسرائيل لم تُبدِ أي قلق حقيقي بشأن حمولة السفينة، خاصة بعد عرض قيادة الأسطول إجراء تفتيش محايد للتأكد من اقتصار مهمتهم على المواد الإغاثية الإنسانية. ويتساءل فنكلشتاين: لماذا نُفذ الهجوم ليلا وليس نهارا بحضور صحفيين لو كانت نيتهم سلمية؟ ولماذا أُرسلت فرقة خاصة عبر المروحيات بأسلوب يثير الذعر والفوضى بدلا من التهدئة؟

لحظات اقتحام القوة الإسرائيلية السفينة "مادلين"حساب ائتلاف اسطول الحرية على تليغرام (مواقع التواصل)

تكمن الإجابة في بحث إسرائيل عن سبب للتصعيد، وفق ما يخلص فنكلشتاين، حيث أراد الجنود استفزاز الركاب وإثارة رد فعلهم، بما يمنحهم ذريعة لمهاجمتهم لاحقا.

بمعنى أن تلك الغارة كانت مرتبة على أعلى مستوى داخل جيش الاحتلال، ولم تكن في جوهرها سوى رسالة إرهاب متعمدة لكل من يفكر في مد يد العون إلى غزة، وهو جزء ثابت من عقيدة الردع الإسرائيلية القائمة على كتم الأصوات، كما أنه نمط حاضر بقوة في اعتراض أي لفتة تضامن أو كل محاولة لفك الحصار عن غزة.

إعلان

ورغم أن حادثة "مافي مرمرة" شكلت تغيرا ملموسا في إستراتيجية منظمي "أساطيل الحرية"، فقد تخلت الحملات اللاحقة عن أسلوب المواجهة المباشرة بالقوافل الكبيرة، لصالح اعتماد قوارب أصغر، وإجراءات قانونية دقيقة، وبرامج توثيق واضحة تبرز الطابع الإنساني للحمولات، بما يعزز شرعيتها أمام المحاكم الدولية ويقلل من احتمالات التصعيد العسكري.

لكن هذا التحول لم يغير موقف إسرائيل أو أساليبها، فقد ظلت تصر على اعتراض أي سفينة أو قارب يتجه نحو غزة، بصرف النظر عن طابع حمولتها أو جنسية من على متنها، كما ظلت تسعى أثناء كل اعتراض إلى خلق أسباب التصعيد.

ويمكن الاستدلال على ذلك بوضوح من هجومها الأخير على السفينة "مادلين"، الذي نفذته ليلا عن عمد، بعد استفزاز الركاب ومحاولة إثارة ذعرهم بأساليب متعددة، شملت رش مادة كيميائية مهيجة من طائرات مسيرة قبل عملية الاقتحام، إلى جانب التشويش على موجات الراديو الخاصة بالسفينة، وتحليق المسيرات فوقهم لساعات عدة.

الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ تتحدث للصحفيين لدى وصولها إلى مطار رواسي شارل ديغول في فرنسا، بعد احتجازها مع ناشطين آخرين على متن سفينة مادلين التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي على غزة ورفضا لحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع المحاصر، في 10 يونيو/حزيران 2025. (الفرنسية) "مادلين" وأخواتها

وفق ذلك، لم يكن الهجوم على "مادلين" مجرد تصدٍ عسكري عابر، بل جاء ضمن سياق أوسع من القمع الممنهج، الذي تمارسه إسرائيل في وجه كل محاولة بحرية لكسر الحصار عن غزة، منذ عام 2006.

ومع أن إسرائيل لم تسع إلى مواجهة السُفن التي كانت تنقل ناشطين ومتضامنين أجانب، في بداية المحاولات البحرية لكسر الحصار عن غزة، والتي سبقت عدوانها على القطاع في عام 2008 بنحو 4 أشهر (في ما عُرف بعملية الرصاص المصبوب)، فإنها لم تسمح بوصول أية سفينة إلى القطاع بدءا من ذلك التاريخ، ولم تتردد في استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك.

إعلان

ورغم سماحها بإيصال مساعدات إلى القطاع عبر الطريق البري، لكنها أبدت عنادا قاطعا فيما يخص الوصول بحرا إلى غزة، ذلك بأن الرحلات البحرية بقيت الأقدر على إثارة الانتباه العالمي وتسليط الضوء على المأساة المستمرة هناك، فضلا عما تحمله من دلالات سياسية، وهو الأشد خطورة، حيث تُمكن من الوصول إلى غزة دون عبور بوابة الاحتلال، أي دون حاجة إلى استئذانه.

وبدءا من عام 2011، برز على الساحة نوع جديد من المواجهات، تتمثل في حملة بحرية تلو أخرى تتحدى الحصار الإسرائيلي، رغم معرفتها المسبقة بأن الطريق سيكون مليئا بالعراقيل.

فكانت البداية مع "أسطول الحرية 2″، الذي حاول تكرار تجربة "مافي مرمرة" دون صدام مباشر مع جيش الاحتلال، وضم حوالي 10 سفن وأكثر من 300 ناشط من أنحاء العالم.

السفينة التركية مافي مرمرة، التي تحمل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين للمشاركة في قافلة إنسانية، تغادر إسطنبول، تركيا، 22 مايو/أيار 2010. (رويترز)

لكن إسرائيل كثفت ضغوطها الدبلوماسية بشكل واسع، كما عملت على تخريب بعض السفن أثناء رسوها في الموانئ اليونانية، لتقضي فعليا على معظم هذه المحاولة في مهدها. وحده القارب الفرنسي "الكرامة" (Dignité) استطاع الإفلات من تلك العراقيل والإبحار صوب غزة، قبل أن تعترضه البحرية الإسرائيلية وتُجبره على التوجه إلى ميناء أسدود.

وقد لجأت هذه السفينة الصغيرة، التي لا تتسع إلا لـ 17 راكبا، إلى الحيلة في سبيل الاقتراب من ساحل غزة بنحو 40 كيلومترا، إذ أعلنت عند مغادرتها المياه اليونانية أن وجهتها هي إحدى الموانئ المصرية، ثم كشف نشطاؤها لاحقا عن هدفهم الحقيقي.

تلا ذلك إبحار السفينة "إستيل" (Estelle) من السويد مرورا بموانئ أوروبية عدة، مثل فرنسا وإيطاليا، لترويج رسالتها التضامنية وكسب دعم شعبي وإعلامي لقضية غزة. وقد حملت السفينة شحنة رمزية من المساعدات الطبية والمواد الأساسية، ورافقها طاقم متنوع يضم برلمانيين ونشطاء من دول أوروبية وأميركية، أرادوا التأكيد على أن غزة ليست وحيدة وأن حصارها يجب ألا يستمر كأمر واقع.

إعلان

لكن البحرية الإسرائيلية سارعت إلى اعتراض السفينة في أكتوبر/تشرين الأول 2012، بينما كانت لا تزال في المياه الدولية، وأجبرتها على التوجه إلى ميناء أسدود حيث اعتقل جميع من كانوا على متنها قبل ترحيلهم لاحقا. ورغم أن السفينة لم تصل إلى غزة، فإن محاولتها أعادت تسليط الضوء على معاناة القطاع في ذلك الوقت.

وبعد 3 سنوات، تحديدا في صيف 2015، انطلق "أسطول الحرية الثالث" الذي تضمن العديد من القوارب تحت قيادة السفينة السويدية "ماريان"، التي أبحرت من ميناء "غوتنبرغ" مرورا بعدة مرافئ بغرض الترويج لقضية غزة، وحملت على متنها نشطاء وصحفيين من دول أوروبية.

ومثل سابقاتها، اعترضتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، على بُعد 100 ميل من ساحل غزة، وقامت أيضا بتوجيهها نحو أسدود.

تكرر الأمر ذاته مع أسطول "سفينة النساء إلى غزة" في عام 2016، الذي تكون من طاقم نسائي بالكامل، واقتصر على سفينة واحدة، هي "أوليفا" (أي الزيتونة)، التي انطلقت من ميناء برشلونة في سبتمبر/أيلول من ذلك العام، ومرت بموانئ أوروبية عدة قبل احتجازها من قوات البحرية الإسرائيلية.

وبطريقة مشابهة، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينتي "العودة" و"الحرية" في عام 2018، واستولت عليهما في المياه الدولية، لتؤكد مجددا رفضها لأي محاولة رمزية لكسر الحصار. وقد أُلقي القبض على جميع من كانوا على متنهما، وصرح بعض المشاركين لاحقا بأنهم تعرضوا للصعق الكهربائي والاعتداء الجسدي، بما في ذلك الضرب على أيدي القوات الإسرائيلية.

هكذا، شكلت هذه الرحلات البحرية المتلاحقة، من "الكرامة" إلى "ماريان" و"مادلين"، سلسلة من قطرات الماء التي لم تتمكن من إطفاء نار الحصار فعليا، لكنها نجحت في كسر حاجز الصمت وإبقاء غزة في قلب الوعي العالمي. كما أثبتت أن الصراع لم يعد مجرد معركة عسكرية، بل معركة رمزية أيضا: مواجهة بين الضمير الإنساني وآلة الحرب، بين الطائر الصغير الذي ينقل قطرة ماء، والوحش الذي يريد إحراق الغابة كلها.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج أبعاد البحریة الإسرائیلیة فی المیاه الدولیة جیش الاحتلال کسر الحصار مافی مرمرة إلى غزة من ذلک فی عام

إقرأ أيضاً:

أسطول الحرية يعلن أكبر توسّع في حملات كسر حصار غزة منذ تأسيسه

أعلن تحالف أسطول الحرية عن خطة توسّع هي الأكبر منذ تأسيسه قبل أكثر من 15 عامًا، تشمل مضاعفة مشاريع كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة خلال عام 2026، وذلك في ختام اجتماعاته السنوية التي احتضنتها العاصمة الإيرلندية دبلن بين 5 و8 ديسمبر/كانون الأول 2025.

وشارك في الاجتماعات مندوبون من الحملات الوطنية الأعضاء، ولجان التحالف المركزية، وممثلو شبكات تضامن دولية من أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا وأستراليا ونيوزلندا، بهدف تقييم موسم الإبحار لعام 2025 ووضع رؤية موسّعة للتحركات البحرية والبرية في العام المقبل.

تحذير من كارثة إنسانية.. “الشتاء يهدد مئات آلاف النازحين"

قال التحالف إن اجتماعات دبلن جاءت في وقت يشهد فيه قطاع غزة ظروفًا إنسانية "بالغة القسوة"، إذ تستمر إسرائيل ـ وفق تعبيره ـ بـ"انتهاك" وقف إطلاق النار، مع استمرار القيود المشددة على دخول المساعدات الأساسية، بما يشمل الخيام والبطانيات والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال.

وحذّر المشاركون من أن مئات الآلاف من النازحين يواجهون مخاطر حقيقية في ظل شتاء قارس يفاقم نقص المأوى والمواد الإغاثية، مؤكدين أن الوضع الإنساني “لا يمكن احتماله”.

تحالف من 18 حملة.. وسفن ترفع راية المقاومة المدنية

يضم تحالف أسطول الحرية، الذي انطلق عام 2010، نحو 18 حملة وطنية، أبرزها اللجنة الدولية لكسر الحصار، ومنظمة IHH التركية، ومجموعات تضامن من أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب أفريقيا وأستراليا.

وتمكّن التحالف خلال الأعوام الماضية من إطلاق عشرات القوارب بهدف تحدّي الحصار البحري على غزة، من بينها سفن “مادلين” و”حنظلة” و”الضمير” التي أبحرت خلال موسم 2025.

وقال المجتمعون إن هذه الجهود ستشهد توسعًا "غير مسبوق" في 2026 عبر زيادة عدد السفن المشاركة، وتوسيع الشراكات الدولية، وتنظيم تحركات متزامنة في مختلف دول العالم.

قلق من قرار مجلس الأمن 2803.. "تهديد للقانون الدولي"

وتزامن اجتماع دبلن مع صدور قرار مجلس الأمن رقم 2803، الذي اعتبره التحالف "خطوة خطيرة قد تُضعف القانون الدولي وتعيد إنتاج وصاية دولية على غزة"، محذّرًا من أن القرار لا يعزز الحقوق الفلسطينية ولا يساهم في إنهاء معاناة سكان القطاع.

انضمام مبادرات دولية جديدة وتنسيق موسّع لعام الإبحار 2026

شهد الاجتماع انضمام مبادرتين دوليتين بارزتين إلى جهود التحالف خلال عام 2025، هما مبادرة "أسطول الصمود العالمي" ومبادرة "ألف مادلين إلى غزة"، ما رفع عدد القوارب المشاركة هذا العام إلى مستوى غير مسبوق.

وناقشت المبادرتان مع قيادة التحالف خططًا مشتركة لتوسيع الإبحار عام 2026، بما في ذلك: زيادة عدد السفن المشاركة، توسيع المشاركة الشعبية والدولية، تنسيق فعاليات ضغط وتضامن في مختلف القارات، تعزيز انخراط البرلمانيين والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني

وفي تصريح خاص لـ"عربي21"، قال زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إن توسيع أنشطة الإبحار في 2026 يأتي استجابة مباشرة لتفاقم المأساة الإنسانية في القطاع.

وأضاف بيراوي: "لن يقف المجتمع المدني الدولي مكتوف الأيدي بينما يُترك أكثر من مليوني إنسان يواجهون الحصار والموت البطيء. التحرك الشعبي الدولي ضرورة أخلاقية وسياسية اليوم".

وأكد أن أسطول الحرية سيستمر حتى رفع الحصار بالكامل واستعادة غزة لحقها في الحياة والحرية، مشددًا: "الإبحار إلى غزة سيظل أداة سلمية للمقاومة المدنية وحشد التضامن العالمي، ولن نتراجع إلى أن يعيش الفلسطينيون بكرامة وعدالة".

واختتم التحالف اجتماعاته بالتأكيد أن غزة "بحاجة إلى جهد عالمي مضاعف"، وأن عام 2026 سيشهد أوسع حملة دولية لكسر الحصار منذ انطلاق أسطول الحرية، بمزيج من التحرك البحري والضغط السياسي والإعلامي، إلى جانب تعبئة جماهيرية عبر العالم.


مقالات مشابهة

  • الحصار الانتخابي كبير والمواجهة محدودة
  • رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية
  • البحرية الإسرائيلية تعتقل 4 صيادين وتفجّر مركبًا قبالة خانيونس
  • السفينة جالاكسي .. اولى صفحات البطولة اليمنية .. الحلقة (1)
  • *صرخة مُدوّية: من “يُدفّئ” الأردنيين بجمر الإهمال؟ (موسم الحرق السنوي بدأ!)*
  • تحالف أسطول الحرية يعلن خططًا لتوسيع رحلات كسر حصار غزة عام 2026
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • برد وجوع وانهيارات.. صرخة استغاثة من مخيمات النزوح في غزة
  • إصابات جلدية تُربك تدريبات البحرية الإسرائيلية… الجيش يوقف الأنشطة ويُطلق تحقيقًا موسّعًا
  • أسطول الحرية يعلن أكبر توسّع في حملات كسر حصار غزة منذ تأسيسه