هنري بركات.. شيخ المخرجين الذي أنصف المرأة وأبدع في كل الأنواع
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
في مثل هذا اليوم، 11 يونيو، وُلد واحد من أعظم من أنجبتهم السينما المصرية والعربية، المخرج الكبير هنري بركات، الذي استطاع عبر مسيرة امتدت لعقود أن يصنع لغة بصرية خاصة، ويدافع عن المرأة، ويخوض التجريب في الرومانسية والغناء والدراما الاجتماعية.
لم يكن بركات مجرد مخرج بل كان مثقفًا صاحب موقف، وفنانًا منحازًا للإنسان في كل أفلامه.
وُلد هنري أنطون بركات في 11 يونيو عام 1914 بحي شبرا في القاهرة لأسرة مصرية من أصول سورية لبنانية. كان والده الدكتور أنطون بركات طبيبًا بارزًا يحمل لقب "بيك"، ووالدته مصرية قبطية.
نشأ في بيئة مثقفة منحته تقديرًا للفنون منذ صغره، وهو ما مهد لطريقه السينمائي لاحقًا.
ورغم تفوقه الدراسي والتحاقه بكلية الحقوق، إلا أن شغفه بالسينما قاده إلى باريس بعد التخرج عام 1935، حيث درس الإخراج والفنون البصرية، وتعرف على مدارس الواقعية الفرنسية، ما أثّر لاحقًا على أسلوبه في تصوير القضايا الاجتماعية.
بدايته المهنية وتكوينه الفنيعاد بركات إلى مصر وعمل مساعدًا للمخرجة المنتجة آسيا داغر، قبل أن يخطو خطوته الإخراجية الأولى بفيلم "الشريد" عام 1942.
أسس بعدها مع شقيقه شركة "أفلام بركات" التي لعبت دورًا محوريًا في صناعة السينما خلال العقود التالية.
تميزت أعماله منذ بدايتها بجماليات الصورة، ودقة السرد، وانحياز واضح لقيم العدالة الاجتماعية، ولا سيما قضايا المرأة والحرية الشخصية، وهو ما جعله من أوائل المخرجين الذين تعاملوا مع السينما كوسيلة للتنوير.
محطات فنية بارزة وأفلام خالدةقدّم بركات ما يقرب من 112 فيلمًا، تنوعت بين الدراما الاجتماعية والرومانسية والغنائية، وشكّلت منعطفات مهمة في تاريخ السينما المصرية.
من أبرز أعماله:
• "دعاء الكروان" (1959) من رواية طه حسين، ويُعدّ من أهم أفلام قضايا المرأة في السينما العربية.
• "الحرام" (1965) الذي جسد معاناة المرأة الفلاحة ببراعة.
• "الطريق المسدود"، و"الباب المفتوح" وهما من أوائل الأفلام التي ناقشت حرية المرأة وحقها في تقرير مصيرها.
• "أفواه وأرانب" (1977) الذي كشف مأساة الفقر والتكاثر العشوائي، وأبدعت فيه فاتن حمامة.
• "في بيتنا رجل" (1961): الذي مزج بين الوطنية والرومانسية بذكاء حاد.
كما أخرج أفلامًا غنائية خالدة جمعت عمالقة الطرب مثل عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، ليلى مراد، وحتّى فيروز، أبرزها فيلم "سفر برلك" الذي صُوّر في لبنان بمشاركة الأخوين رحباني.
حياته الخاصةرغم حياة الشهرة والزخم الفني، احتفظ بركات بحياة شخصية هادئة، تزوج من روزيت دهان، وأنجب منها ابنتين، رندة وجيهان، ظل طوال حياته بعيدًا عن الصراعات الإعلامية، وفضّل أن تظل أسرته بعيدة عن الأضواء، محتفظًا بصورة الفنان الهادئ صاحب الرسالة.
جوائز وتكريماتنال هنري بركات جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1995، كما كُرّم في مهرجانات دولية، وكان أول مخرج عربي يُرشح فيلمه للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي.
لقّبته الصحافة بـ "شيخ المخرجين" و"محامي المرأة"، نظرًا لما قدمه من أعمال تنصف النساء وتدافع عن حقوقهن دون ابتذال أو مبالغة.
في 23 فبراير 1997، توفي هنري بركات عن عمر ناهز 82 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا من الطراز الرفيع، لا يزال يدرّس في معاهد السينما حتى اليوم.
ومع كل ذكرى لميلاده أو رحيله، تعود سيرته لتذكرنا بما يعنيه أن تكون فنانًا يحمل قضية، ومخرجًا يصنع لغة بصرية تنحاز للناس.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هنري بركات صناعة السينما القضايا الاجتماعية العدالة الاجتماعية الباب المفتوح السينما المصرية جائزة الدولة دعاء الكروان الدراما الاجتماعية
إقرأ أيضاً:
بعد عدة تأجيلات.. موعد عرض فيلم روكي الغلابة في السينما
تستعد الفنانة دنيا سمير غانم للعودة إلى شاشة السينما من خلال فيلمها الجديد “روكي الغلابة”، الذي من المقرر طرحه في دور العرض السينمائي يوم 30 يوليو 2025، ويشاركها البطولة محمد ممدوح، في أول تعاون سينمائي بينهما.
ينتمي الفيلم إلى نوعية الكوميديا الاجتماعية، ويدور في إطار من المواقف الطريفة والدرامية حول فتاة ريفية قوية تعمل حارسة شخصية، وتمارس رياضة الملاكمة، ما يضعها في مسار غير معتاد بالنسبة لفتاة من بيئتها.
وفي سياق الأحداث، تتولى حماية رجل أعمال يُدعى “تايسون”، ليبدأ بينهما مشوار مليء بالمفارقات واللحظات الكوميدية المؤثرة.
يضم الفيلم عدد من الفنانين إلى جانب دنيا سمير غانم ومحمد ممدوح، من بينهم: محمد ثروت، بيومي فؤاد، محمد رضوان، سلوى عثمان، بالإضافة إلى ظهور خاص لكل من أحمد سعد وأوس أوس كضيوف شرف، ما يضيف نكهة كوميدية متجددة ومتنوعة إلى العمل.
“روكي الغلابة” من تأليف كريم يوسف، وإخراج أحمد الجندي، وإنتاج محمد أحمد السبكي.
ويُعد الفيلم ثاني بطولة سينمائية للفنانة دنيا سمير غانم بعد فيلم “تسليم أهالي” الذي عُرض عام 2021، ويأتي بعد غياب لعدة سنوات عن السينما، وانشغالها بالمشاريع التليفزيونية، آخرها مسلسل “عايشة الدور” الذي عُرض في رمضان الماضي.
اسم الفيلم تغيّر من “الجارداية” إلى “روكي الغلابة”، في إشارة رمزية إلى الروح القتالية التي تحملها بطلة الفيلم، واستلهامًا من سلسلة “روكي” العالمية.