حرب الصلاحيات تحول علاقة ترامب بلوس أنجلوس إلى ساحة مواجهة
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
وفي تطور متزامن، دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع قرار حظر السفر على مواطني 12 دولة، معظمها أفريقية وعربية وإسلامية، مما أثار جدلا واسعا حول طبيعة السياسات الأميركية تجاه الأقليات والمهاجرين.
وسلطت حلقة (2025/6/12) من برنامج "من واشنطن" الضوء على هذين التطورين باعتبارهما نموذجين بارزين للملفات الساخنة التي تواجهها واشنطن في الداخل والخارج.
وأثارت الحلقة تساؤلات بشأن ما إذا كان ذلك يمثل تحديا لإدارة ترامب في شهرها السادس أم فرصة تمكنها من تحقيق تغييرات سياسية عميقة في المدى البعيد.
الصراع المكشوف
واتخذ الخلاف بين الرئيس ترامب وحاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم طابعا عدائيا مكشوفا، خاصة بعد قرار ترامب إرسال قوات الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس دون طلب من حاكم الولاية.
ووصف نيوسوم القرار بأنه يعكس "الميول الاستبدادية" لدى ترامب، محذرا من تقويض المبادئ الأساسية للديمقراطية الأميركية، وأضاف أن ترامب "في حالة جنون ثقافي يعيد كتابة التاريخ، ويقوم بتقييد الحقائق التاريخية".
من جهته، رد ترامب بهجوم مضاد، واصفا حاكم كاليفورنيا بأنه "غير كفء" ومتهما إياه بـ"تدمير إحدى أعظم الولايات الأميركية".
وبرر ترامب نشر الحرس الوطني بـ"التأكد من استتباب الأمن والقانون في لوس أنجلوس وتجنب حدوث كارثة".
إعلانوتباينت وجهات النظر حول طبيعة السياسات المتبعة وتبريراتها، إذ دافع الخبير في شؤون الأمن القومي والهجرة، أندرو آرثر، عن سياسات إدارة ترامب مؤكدا أن الرئيس تم انتخابه بناء على وعد بأنه سيعيد الاستقامة إلى نظام الهجرة.
وأضاف آرثر أن أغلبية الأميركيين أو الناخبين يدعمون ما يقوم به ترامب فيما يتعلق بإنفاذ الهجرة، متهما المحتجين بأنهم يتسببون بالمشاكل والدمار والسرقة والنهب.
في المقابل، قال مسؤول العلاقات الحكومية في منظمة "الديمقراطية الآن" للعالم العربي، رائد جرار، إن هناك حالة استقطاب سياسي وديمغرافي واجتماعي وحتى استقطاب عرقي داخل الولايات المتحدة.
وربط في حديثه لـ"من واشنطن" بين حظر السفر وسياسات الترحيل، معتبرا أن الفكرة هي معاداة المهاجرين من غير البيض أو المنحدرين من أصل أوروبي.
ورغم حدة الخلاف، يشير مراقبون إلى أن المواجهة العلنية بين الرئيس وحاكم الولاية قد تكون دليلا على المرونة الديمقراطية التي حُقنت بها علاقة المركز والمحيط في النظام السياسي الأميركي من قبل مؤسسيه.
ويخول الدستور الأميركي لحاكم الولاية أن يتحدى رئيس البلاد، ويستطيع الأخير تهديد حاكم الولاية والطعن في أهليته.
الاحتجاجات والتاريخ الثائر
بدوره، قال مراسل الجزيرة من لوس أنجلوس ناصر الحسيني، إن طبيعة الاحتجاجا تنقسم إلى مستويين، فهناك تظاهرات سلمية سياسية تقف وراءها منظمات أهلية محلية ومجموعات تهتم بشؤون المهاجرين منذ 10 سنوات في كاليفورنيا، بالإضافة إلى مشاركة رجال دين يتظاهرون بطريقة سلمية.
وعلى الجانب الآخر، رصد الحسيني مجموعة مختلطة من العناصر العنيفة والشابة المراهقة، بالإضافة إلى مجموعات سياسية متطرفة عنيفة، مشيرا إلى وجود جانب إجرامي يتمثل في التهجم على الإعلام وإحراق المحلات التجارية والسيارات.
يشار إلى أن لوس أنجلوس اهتزت قبل نهاية إدارة ترامب الأولى بـ6 أشهر، كجزء من تداعيات وفاة المواطن الأسود جورج فلويد تحت وطأة ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين.
إعلان
حظر السفر
وفي تطور متزامن مع الاحتجاجات، دخل حيز التنفيذ قرار حظر السفر على مواطني 12 دولة، معظمها عربية وإسلامية، إذ يرى خبراء أن هذا القرار يمثل امتدادا للحظر الأول الذي صدر في 2017 والذي سُمي "الحظر ضد الدول الإسلامية".
وفي هذا السياق، أوضح محامي الهجرة أكرم أبو شرار، وهو أميركي من أصل فلسطيني، أن التبريرات الحكومية تركز على منع دخول أشخاص قد يرتكبون جرائم إرهابية.
لكن أبو شرار تساءل عما إذا كان هؤلاء الأشخاص من هذه الدول قد ارتكبوا فعلا أي أعمال إجرامية أو إرهابية من 2017 إلى 2025، مؤكدا أن "الجواب هو لا".
الصادق البديري12/6/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج لوس أنجلوس حظر السفر
إقرأ أيضاً:
تعرف على طبيعة حياة «السجين» روبينيو
معتز الشامي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةلم يهدر لاعب كرة القدم البرازيلي السابق روبينيو، الذي أنهى مؤخراً عامه الأول في سجن تريميمبي في البرازيل، أي وقت في وضعه الجديد كسجين. وفي عمر 41 عاماً، حُكم على البرازيلي، الذي كان يلعب في السابق لأندية سانتوس ومان سيتي وميلان وريال مدريد، بالسجن 9 سنوات بتهمة التعدي على امرأة ألبانية في إيطاليا عام 2013 في ملهى ليلي في ميلانو، وهو الحكم الذي نفاه دائماً، لكنه لم يتمكن من تجنب عقوبته. والآن، أعلن الهاكر والتر ديلجاتي، الذي يتقاسم السجن مع لاعب كرة القدم السابق (8 سنوات و3 أشهر في السجن بتهمة اختراق أنظمة مجلس العدالة الوطني)، عن الخطة التي سيطلقها مع روبينيو، بتأسيس شركة بمجرد خروجهما من السجن، مستغلين شهرة أحدهما ومهارة الآخر التكنولوجية، بحسب صحيفة «ماركا» ويُحتجز ديلجاتي وروبينيو، الذي يُعتقد أنه صاحب الفكرة، في زنزانات منفصلة في سجن تريميمبي، لكنهما يقضيان الوقت غالباً معاً في ساحة السجن، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية. ويحاول روبينيو حالياً الانتقال إلى سجن شبه مفتوح، لكنه لم ينجح في نقض حكم المحكمة الإيطالية. وفي هذه الأثناء، يركز على استغلال سلوكه المُتميز وعلاقته المُتميزة مع السجناء الآخرين، كما يصلح أجهزة التلفزيون والراديو بفضل دورة إلكترونية مدتها 600 ساعة، وهو مسجل في ناد للقراءة، ويعنى بالحديقة، وقد أكمل جميع الوحدات العشر لبرنامج العمل والمواطنة، ويسعى لتخفيف عقوبته أو على الأقل إلى نظام سجن شبه مفتوح: مقابل كل 12 ساعة عمل، يخفف عقوبته يوماً واحداً. ويحتجز لاعب كرة القدم السابق في زنزانة مساحتها 8 أمتار مربعة مع سجين آخر يبلغ من العمر 22 عاماً، في قضيته بتهمة تحريض شخص ما على الانتحار أو تشويه نفسه. وفي انتظار قرار جديد، يتلقى اللاعب السابق زيارات متكررة في تريميمبي من زوجته وأطفاله الثلاثة، وخاصةً ابنه الأكبر، روبسون جونيور، البالغ من العمر 17 عاماً، والذي بدأ مشواره مع سانتوس. ويلعب روبينيو كرة القدم في السجن، لكنه توقف تدريجياً عن اللعب. ووفقاً لمصادر مقربة من عائلته، ظهرت عليه مؤخراً علامات تدهور نفسي.