الاختراق الصامت: كيف ساهم الداخل الإيراني في نجاح الضربات الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
تواجه إيران تصاعدًا في حوادث التجسس المرتبطة بإسرائيل، تُقابل غالبًا بإعدامات سريعة، في محاولة لاحتواء حالة الانكشاف الأمني المتكرر. اعلان
أعلنت مواقع إخبارية إيرانية، اليوم السبت، إلقاء القبض على خمسة أشخاص في مدينة يزد وسط البلاد، بتهمة تصوير مواقع "حساسة" والتعاون مع إسرائيل. ووفق بيان صادر عن مكتب النائب العام في المحافظة، فإن المتهمين "أثاروا قلق الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
هذه الاعتقالات تأتي في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية الواسعة التي طالت منشآت عسكرية ونووية داخل إيران فجر الجمعة، والتي تشير تقارير متعددة إلى أن جزءًا كبيرًا من نجاحها يعود إلى نشاط استخباراتي داخلي كثيف، نفذته خلايا مرتبطة بجهاز الموساد الإسرائيلي.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت، نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة، أن جهاز الموساد كان قد أنشأ قاعدة عمليات داخل إيران قبل الضربة، تضم طائرات مسيّرة مفخخة تم تهريبها وتخزينها في الداخل الإيراني، بانتظار لحظة التفعيل. كما نُقل عن المصادر أن عملاء ميدانيين تعاونوا في زرع معدات هجومية قرب مواقع الدفاع الجوي الإيراني، تم تشغيلها لحظة بدء الهجوم، ما ساعد على تحييد أنظمة الردع الإيرانية.
الاختراق لم يكن وليد اللحظة. تقارير واشنطن بوست أشارت إلى أن الموساد نفذ، خلال الأشهر الماضية، سلسلة عمليات تهريب للطائرات المسيّرة وأنظمة السلاح عبر شبكات تهريب معقدة، ما مهد لإنشاء "بنية تحتية عملياتية" داخل إيران، تُدار عن بُعد أو عبر وكلاء محليين.
وفي موازاة هذه التطورات، تواجه إيران تصاعدًا في حوادث التجسس المرتبطة بإسرائيل، تُقابل غالبًا بإعدامات سريعة، في محاولة لاحتواء حالة الانكشاف الأمني المتكرر. غير أن هذه الإجراءات لم تنجح، كما يبدو، في وقف تمدد الموساد داخل العمق الإيراني.
Relatedما حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الإسرائيلية؟"رويترز" عن عضو بالبرلمان الإيراني: إيران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز البحريصواريخ ومسيّرات وتهديدات بأن القادم أسوأ.. إيران وإسرائيل تتبادلان الضرباتويشير خبراء إلى أن طبيعة الضربة الأخيرة تكشف عن "تنسيق داخلي-خارجي" عالي المستوى، يعتمد على عناصر محلية زرعها جهاز الموساد على مدى سنوات، ويُرجّح أنهم ينشطون ضمن شبكات صغيرة ومستقلة، ما يصعّب مهمة تعقبهم. كما أن استخدام معدات دقيقة وتقنيات متطورة، وظهور مقاطع فيديو لعمليات تركيب أسلحة في مناطق نائية داخل إيران، يعزز فرضية أن الهجوم اعتمد على "بنية أمنية موازية" أنشئت داخل البلاد دون رصد.
ويستند هذا النهج إلى استراتيجية رسمها رئيس الموساد الأسبق مئير داغان، وفق ما ذكره الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان في كتابه "التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل"، إذ وضع داغان إيران –وخاصة برنامجها النووي– على رأس أولويات الجهاز، من خلال عمليات اغتيال، وتخريب، واختراقات داخلية، ودعم مجموعات معارضة لإضعاف القبضة الأمنية للنظام الإيراني.
اليوم، ومع تكرار العمليات الإسرائيلية الدقيقة داخل الأراضي الإيرانية، يتزايد الجدل داخل إيران حول مدى هشاشة المنظومة الأمنية، وقدرة الأجهزة الاستخباراتية على احتواء تغلغل "العدو" في الداخل. فنجاح أي ضربة جوية يتطلب معلومات ميدانية لا يمكن توفيرها إلا من أرض المعركة نفسها، وهي معلومة بات من المؤكد أن إسرائيل حصلت عليها من قلب إيران.
وفيما تمضي طهران في حملات اعتقال وإعدامات متلاحقة بحق من تسميهم "العملاء"، يبدو أن التهديد الأكبر لم يأتِ من السماء، بل من الأرض التي يفترض أنها تحت سيطرتها.
باختصار، لعب الداخل الإيراني دور "المسرح الخلفي" الذي بُني عليه نجاح العملية: من التخزين، إلى التوجيه، إلى التحييد الإلكتروني، كل ذلك تم بجهد شبكات متغلغلة في النسيج الأمني الإيراني، الأمر الذي يكشف ليس فقط حجم الاختراق، بل عمق الأزمة التي تواجهها أجهزة الأمن الإيرانية في احتواء هذا النزيف الاستخباراتي المتكرر.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البرنامج الايراني النووي إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران هجمات عسكرية الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران هجمات عسكرية الحرس الثوري الإيراني إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي الموساد البرنامج الايراني النووي إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران هجمات عسكرية الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو علي خامنئي صواريخ باليستية دونالد ترامب اعتداء إسرائيل تل أبيب داخل إیران
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يدفع بخطة لتهجير فلسطينيي غزة.. وتفاهمات مع خمس دول لاستيعابهم
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بالشروع في تنفيذ خطة لتهجير آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة خلال أسابيع، حال عدم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، في محاولة لإبقائه ضمن الائتلاف الحكومي.
ووفقًا للصحيفة، بدأ نتنياهو بالفعل اتخاذ خطوات عملية لتسريع ما وصفه بـ"التهجير الطوعي"، تشمل اجتماعات دورية حول الخطة، بمعدل مرة أسبوعيًا، وتوزيع الصلاحيات بين الأجهزة المعنية، أبرزها الموساد ووزارة الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وجّه جهاز الموساد لتكثيف الاتصالات مع خمس دول، لم يُكشف عن أسمائها، لاستيعاب الفلسطينيين المرحّلين، في حين ذكرت تقارير سابقة أن إسرائيل تواصلت مع كل من إثيوبيا، ليبيا، وإندونيسيا ضمن قائمة الدول المحتملة.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي يتواجد حاليًا في الولايات المتحدة، ناقش هذا الملف مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وعدد من المسؤولين الأمريكيين، وطلب دعما أمريكيا لتقديم حوافز لتلك الدول مقابل استقبال المهجّرين.
وبحسب الخطة، سيتم تنفيذ "الهجرة الطوعية" من غزة إلى الأردن عبر إسرائيل، وليس من خلال الأراضي المصرية كما كان يُخطط سابقًا.
وتشمل المرحلة الأولى تهجير آلاف الفلسطينيين خلال الأسبوع الأول من التطبيق.
وفي سياق متصل، تعهد نتنياهو لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالمضي قدمًا في خطة لاحتلال أجزاء من قطاع غزة، في حال فشل جهود التوصل إلى صفقة مع حماس، وذلك لتفادي انسحاب سموتريتش من الحكومة.
وكشفت صحيفة هآرتس أن نتنياهو طرح مؤخرًا أمام المجلس الوزاري المصغر خطة لإعادة احتلال مناطق في غزة، تبدأ من الشمال، وهدد بتنفيذها ما لم توافق حماس على وقف إطلاق النار خلال مهلة قصيرة.
يُذكر أن حركة حماس أعلنت استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. إلا أن نتنياهو يتمسك بشروط معقدة، من بينها نزع سلاح الفصائل، وسط اتهامات داخلية بأنه يواصل الحرب لأسباب سياسية بحتة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 206 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل مجاعة ونزوح واسع، وسط تجاهل تام للقرارات الدولية ودعوات محكمة العدل الدولية لوقف العدوان.