الجزيرة:
2025-08-03@03:30:25 GMT

هل سيطر نتنياهو على سماء طهران حقاً؟

تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT

هل سيطر نتنياهو على سماء طهران حقاً؟

في واحدة من أكثر لحظات التصعيد حساسية في تاريخ الصراع الإيراني الإسرائيلي، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين بتصريح غير مسبوق، أعلن فيه أن إسرائيل "تسيطر على أجواء طهران"، وأن "الطريق أصبحت ممهدة" أمام الكيان نحو العمق الإيراني.

وترافق ذلك مع حديثه عن "تغيرات كبرى قادمة" في الشرق الأوسط، وعن هدف واضح يتمثل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ومنع إيران من امتلاك صواريخ باليستية، بل والذهاب أبعد من ذلك بالإيحاء إلى احتمال سقوط النظام في طهران.

وبعيدًا عن النشوة العسكرية في كلام نتنياهو، فإن هذا التصريح يُظهر تحوّلًا نوعيًا في منطق الردع الإسرائيلي، بل في هيكل الإستراتيجية نفسه. فلم يعد الخطاب الإسرائيلي محصورًا في إطار "الردع والدفاع المسبق"، وهي القاعدة التي حكمت سلوك تل أبيب لعقود في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. بل إن تصريح نتنياهو يؤشر إلى تحوّل من العقيدة الوقائية إلى عقيدة التشكيل الإستراتيجي، أي ليس فقط منع إيران من امتلاك قدرات نووية، بل إعادة تشكيل توازن القوى الإقليمي من الأساس، وبالشروط الإسرائيلية.

البعد العسكري

من الناحية العسكرية البحتة، لا يمكن فهم تصريح نتنياهو على أنه احتلال فعلي للمجال الجوي لطهران، وهو أمر يكاد يكون مستحيلاً في ظل القدرات الدفاعية الإيرانية. ومع ذلك، يمكن أن يشير هذا الادعاء إلى عدة احتمالات أكثر دقة. قد يكون المقصود به هو النجاح في عمليات استطلاع متقدمة أو اختراقات إلكترونية تمكّن إسرائيل من جمع معلومات استخباراتية حيوية من العمق الإيراني.

كما قد يكون إشارة إلى وصول ضربات إسرائيلية سابقة إلى أهداف داخل الأراضي الإيرانية، مما يرسل رسالة مفادها أن الأجواء الإيرانية "لم تعد محرمة" على العمليات الإسرائيلية. وهذه التفسيرات تعزز فكرة أن التصريح يهدف إلى إظهار قدرة إسرائيل على الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية، حتى لو لم يكن ذلك يعني سيطرة جوية شاملة.

جانب من الغارات الإسرائيلية على جنوب العاصمة الإيرانية طهران (الفرنسية) الحرب النفسية

ويتجلى البعد الأهم لتصريح نتنياهو في كونه جزءاً من حرب نفسية مكثفة، حيث يهدف التصريح بالدرجة الأولى إلى محاولة إذلال العدو من خلال إظهار اختراق رمزي لسيادة إيران وقدرتها على حماية مجالها الجوي، كما يسعى إلى طمأنة الجمهور الإسرائيلي بأن الرد الإيراني -إن وجد- لم يؤثر على التفوق الأمني الإسرائيلي، وأن إسرائيل لا تزال هي الطرف الذي يمتلك زمام المبادرة. علاوة على ذلك، يهدف هذا التصريح إلى تخويف دول الجوار من قدرة إسرائيل على الوصول إلى أي عاصمة في المنطقة، مما يعزز من قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة.

إعلان

الهجوم الأخير -كما أوضح نتنياهو- استهدف ليس فقط الرادارات ومنشآت عسكرية، بل أيضًا مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني الرسمي. وهذه الضربة تتعدى الأهمية التكتيكية، فهي تمسّ البنية النفسية والسيادية للنظام. فإسرائيل هنا لا توجه فقط رسالة تفوّق، بل تقول لإيران "بإمكاننا أن نخترق صورتكم أمام جمهوركم، ونصيبكم في عمقكم المعنوي".

ويؤكد الهجوم المنهجي على "الأهداف النووية" -كما ورد في التصريح- أن إسرائيل لا تنتظر اتفاقًا أو ضوءًا أخضر من واشنطن، بل تتحرك وفق ما تعتبره نقطة اللاعودة، فالبرنامج النووي الإيراني بنظر تل أبيب، لم يعد يمكن احتواؤه عبر التفاوض، بل يجب تفكيكه ميدانيًا.

رسائل متعددة.. لواشنطن والعالم وطهران

يحمل تصريح نتنياهو رسائل متعددة الأوجه موجهة إلى أطراف مختلفة. فهو يبعث برسالة واضحة إلى واشنطن وحلفائها الغربيين مفادها أن إسرائيل لا تزال تمتلك المبادرة وتفرض قواعد اللعبة في المنطقة، وأنها قادرة على التحرك بفاعلية دون الحاجة إلى موافقة مسبقة. وفي الوقت نفسه، يسعى إلى إحراج طهران أمام حلفائها وجمهورها الداخلي عبر القول "ها نحن فوق طهران، ولم تُسقطنا لا منظوماتكم الدفاعية ولا ردودكم الصاروخية". وهذه الرسائل تعزز من صورة إسرائيل كقوة إقليمية قادرة على تحدي خصومها والوصول إلى أعمق نقاطهم الحساسة.

وعلى الرغم من قوة هذا التصريح من الناحية الرمزية والحرب النفسية، فإنه لا توجد مؤشرات حقيقية على سيطرة جوية فعلية لإسرائيل فوق طهران. فإيران لا تزال تمتلك منظومات دفاع جوي فاعلة، ولم تظهر دلائل على انهيار أمني شامل في أجوائها. ومع ذلك، لا يمكن إغفال حقيقة أن الاختراقات الأمنية المتكررة التي تعرضت لها إيران، سواء أكانت عبر طائرات بدون طيار أو هجمات سيبرانية أو اغتيالات لشخصيات بارزة، تشير إلى وجود هشاشة معينة في الطبقات الأمنية الإيرانية. وهذه الثغرات وإن لم ترقَ إلى "السيطرة الجوية"، فإنها تعطي نتنياهو مساحة لتوظيفها في خطابه الاستفزازي.

الأعلام الإيرانية ترفرف بينما تتصاعد النيران من هجوم إسرائيلي على مستودع شاران للنفط في طهران (رويترز) خطاب الهيبة والردع

في الختام، يمكن فهم تصريح نتنياهو بأنه "يسيطر على أجواء العاصمة الإيرانية طهران" بشكل أساسي كجزء من حرب معنوية ونفسية، ورسالة ردعية أكثر منه إعلاناً عن "سيطرة جوية" بالمعنى العسكري المباشر. إنه جزء لا يتجزأ من خطاب الهيبة الذي تسعى إسرائيل لترسيخه، والمصمَّم لرفع المعنويات الداخلية، وتأكيد الردع الإسرائيلي، واستفزاز إيران لدفعها نحو ارتكاب أخطاء محتملة في التصعيد. هذا التصريح -بغض النظر عن مدى صحته العسكرية- يعكس ديناميكية الصراع المستمر بين الطرفين في فضاءات متعددة، من أرض الواقع إلى الفضاء السيبراني والنفسي.

ومن أكثر ما يلفت الانتباه في تصريح نتنياهو، حديثه المباشر عن احتمال سقوط النظام الإيراني "نتيجة للحرب". ولعل هذا التحوّل في الخطاب السياسي الإسرائيلي يُنهي سنوات من التفريق بين النظام الإيراني وسلوك إيران الإقليمي، ويضعهما في سلة واحدة: العدو.

إن القول بأن النظام في طهران "ضعيف"، وأن إسرائيل "في طريقها إلى النصر"، لا يُقرأ فقط كتحدٍ، بل كمقدمة لتوسيع بنك الأهداف إلى ما يتجاوز المنشآت النووية، وربما نحو مفاصل الدولة المركزية ومراكز القيادة والسيطرة.

إعلان خطاب نصر مبكر.. أين ترامب؟

بتصريح أمس، فإن نتنياهو يصل إلى قمة جديدة في نشوته الحربية، فقد اعتاد مؤخرا من العدوان على غزة قبل نحو عامين أن يتحدث عن تغيير الشرق الأوسط، لكن هذا التصريح أخذ منحى دراماتيكيا خصوصا أنه يطلقه تحت وابل من الرصاص ضد طهران، وكأنه خطاب نصر مبكر. وهذا يطرح سؤالا مهما في البعد الإستراتيجي: إذا كان نتنياهو يسعى إلى تغيير شرق أوسط بُني بهذه التحالفات عقب الحرب العالمية الثانية على الأقل، فأين الإدارة الأميركية من كل ما يجري وهي التي توصف بأنها زعيمة العالم؟ هل يفعل رئيس الوزراء الإسرائيلي كل ما في خاطره دون علم وموافقة البيت الأبيض؟

كل المؤشرات توضح أن تصريح نتنياهو عن "السيطرة على أجواء طهران" لم يأت من فراغ، بل يندرج ضمن سياق أوسع من التنسيق الإستراتيجي -وإن كان غير معلن- بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال فترة إدارة الرئيس دونالد ترامب. هذا التفاهم العميق بين ترامب ونتنياهو -والذي يمكن وصفه بـ"حرب الشريكين"- شكّل محوراً رئيسياً في سياسة البلدين تجاه إيران، متجاوزاً في كثير من الأحيان الخطابات الدبلوماسية الرسمية.

الرئيس الأميركي خرج بتصريح ناري جديد قال فيه بوضوح إن "البرنامج النووي الإيراني سيتم القضاء عليه بالكامل" (رويترز) تفاهم إستراتيجي وغطاء أميركي

وقبل الحديث عن مجريات الشريكين اليوم، لعله من المفيد تذكر سياق علاقة ترامب بالنظام الإيراني في فترته الرئاسية الأولى، فالرئيس الأميركي كان قد رسم خطًا عدائيًا واضحًا تجاه إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي، وفرض أقسى العقوبات، ثم اغتال قاسم سليماني قائد فيلق القدس. لكن ترامب حينها لم يخُض حربًا شاملة، بل أبقى الضغط في المستوى الاقتصادي والسياسي والسيبراني.

وفي العودة إلى اللحظة الراهنة، أشارت العديد من التحليلات، ومنها ما صدر عن معهد هدسون (Hudson Institute)، إلى وجود موجة تنسيق غير معلنة بين ترامب ونتنياهو. فبحسب هذه التحليلات، كان ترامب مصمماً على عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وهو ما أدركه نتنياهو تماماً، مما منحه الثقة للمضي قدماً في خطوات جريئة. وهذا التفاهم الإستراتيجي يعني أن ترامب رأى في إسرائيل أداة تنفيذية فعالة لإحباط الطموحات النووية الإيرانية، بينما تحرك نتنياهو بثقة تامة مدعوماً بغطاء ضمني من واشنطن. لم يكن هذا الغطاء مجرد دعم سياسي، بل امتد ليشمل البعد الاستخباراتي والتكتيكي.

ومن جهة أخرى أكدت تقارير إعلامية مرموقة، مثل تلك التي نشرتها مجلة تايم، أن الولايات المتحدة كانت على دراية مسبقة بالعديد من العمليات الإسرائيلية. ورغم نفي المسؤولين الأميركيين لأي تورط مباشر، فإنهم أقروا بإبلاغهم المسبق، مما يعزز فرضية أن هذه الضربات كانت تتم وفق تنسيق أو إشعار مسبق. وفي المقابل، لم يكن هذا التنسيق خالياً من التباينات الداخلية داخل الإدارة الأميركية نفسها. فتقرير واشنطن بوست سلّط الضوء على الانقسام الداخلي، حيث كانت هناك أصوات تدعو إلى الدبلوماسية، بينما دعم ترامب -رغم هذه التحفظات- النهج الأكثر عدوانية الذي تبناه نتنياهو، وهو ما يشير إلى وعي عملياتي أميركي ضمني يترجم إلى تنسيق مستتر.

ضوء أخضر تكتيكي ومساحة للمناورة

تشير الدلائل إلى أن ترامب منح نتنياهو "ضوءاً أخضر" تكتيكياً للتحرك ضد إيران. فقد نقل موقع أكسيوس الأميركي أن ترامب أبلغ نتنياهو بأن الإيرانيين "عنيدون"، لكنه لم يمنع العمليات الإسرائيلية. وهذا يعني أن الأسلحة الأميركية لم تشترط الضربات، لكن واشنطن لم تعترض عليها، مما منح إسرائيل هامشاً محدوداً للتحرك والتنفيذ، وعند هذه المرحلة لم يكن المطلوب تدخلا أميركيا مباشرا، بل غطاء سياسي واستخباراتي يسمح لإسرائيل بتنفيذ هجماتها بنفسها.

ولم تكد تمضِ ساعات قليلة على خطاب نتنياهو حتى خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحذير صادم، قال فيه بوضوح "على سكان طهران إخلاء العاصمة فورًا".

إعلان

هذا التصريح الطارئ، الذي بدا وكأنه إنذار، يعكس من جهة حالة التنسيق القصوى بين تل أبيب وواشنطن في لحظة حرجة، ويشير من جهة أخرى إلى أن البيت الأبيض ليس بعيدًا عن مسرح العمليات رغم تأكيداته السابقة بعدم المشاركة المباشرة في الحرب ما لم يُستهدف الأميركيون. وقد تعزز ذلك بتصريح الرئيس ترامب حين صرح لاحقا أنه غادر قمة مجموعة السبع وعاد إلى واشنطن كي يتابع الأمور عن كثب وليس عبر الهاتف.

وفي تطور لافت اليوم الثلاثاء، خرج الرئيس الأميركي بتصريح ناري جديد، قال فيه بوضوح إن "البرنامج النووي الإيراني سيتم القضاء عليه بالكامل".

إدارة ترامب لم تعد ترى في البرنامج النووي خطرًا محتملاً فحسب، بل مشروعًا ينبغي استئصاله جذريًا (رويترز)

ويُعدّ هذا التصريح انعطافة صريحة من خطاب الردع إلى خطاب الحسم، ويُشير إلى أن إدارة ترامب لم تعد ترى في البرنامج النووي خطرًا محتملاً فحسب، بل مشروعًا ينبغي استئصاله جذريًا. وهو ما يعكس تماهياً كاملاً مع العقيدة الأمنية التي تتبناها إسرائيل تجاه إيران. فقد تحوّل ترامب في خطابه من اللهجة التحذيرية إلى ما يشبه الإقرار المسبق بعملية تدمير مبرمجة. ولا يبدو أن هذا التصريح معزول عن الهجمات الأخيرة، بل يتكامل معها كرؤية أميركية إسرائيلية موحّدة، ترى أن التفاوض لم يعد خيارًا مجديًا، وأن ما تبقّى هو فرض الوقائع بالقوة.

"حرب الشريكين" واقع إستراتيجي

في المحصلة، يتجاوز التفاهم الأميركي الإسرائيلي الخطابات الرسمية ليشكل نمطاً من الرقابة والتوجيه غير الرسمي. فقد قدمت إدارة ترامب غطاءً استخباراتياً وسياسياً، بينما نفذت إسرائيل الهجمات بشكل مباشر لتجنب أي تدخل أميركي علني ومباشر. هذا النمط يعزز بقوة فرضية أن مصطلح "حرب الشريكين" ليس مجرد توصيف بلاغي، بل هو واقع إستراتيجي مبني على تنسيق ضمني محكم وتوقيت محسوب بدقة. وهذه الديناميكية سمحت لنتنياهو بالتصريح بعبارات جريئة مثل "السيطرة على أجواء طهران"، مدعوماً بحقيقة أنه كان يتحرك ضمن إطار تفاهم واسع مع أقوى حلفائه.

خلاصة القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يطلق تصريحاته النارية بشأن تغيير الأنظمة وتغيير وجه الشرق الأوسط، لأنه يضمن تأمين الدعم الدولي، ومنع أي تحرك في مجلس الأمن ضد إسرائيل.

إن نتنياهو يبدو وكأنه المقاول العسكري للّحظة التاريخية، فهو يعمل مدفوعًا بهوسه الطويل بضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل أن تكتمل. وهو لا يطلب تفويضًا علنيًا من أميركا، بل يتحرك تحت سقفها، ضامنًا أن ترامب سيحميه سياسيًا ويمنع ردود الفعل الدولية الحادة.

وفي ختام هذا المشهد الملتبس، يظهر نتنياهو كما لو أنه يطلّ على طهران من شرفة النصر، مدفوعًا بنشوة القوة وتواطؤ اللحظة. لكنّ التصريحات التي يطلقها عن "تغيير الشرق الأوسط" و"إسقاط النظام الإيراني" ليست مجرد بلاغة حرب، بل تعبير عن لحظة يشعر فيها أن الكفة تميل لصالحه، وأن العالم -أو على الأقل البيت الأبيض- لن يوقفه. غير أن التاريخ في هذه المنطقة لا يميل طويلاً لأحد، وما يبدو طريقًا ممهدًا اليوم، قد يكون مجرد فخّ إستراتيجي مفتوح على كل الاحتمالات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البرنامج النووی الإیرانی الرئیس الأمیرکی النظام الإیرانی تصریح نتنیاهو الشرق الأوسط هذا التصریح أن إسرائیل على أجواء أن ترامب لم یکن

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة

وصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الخميس 31 يوليو 2025، على خلفية تعثر المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق بين تل أبيب وحركة حماس لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وقالت القناة "12" العبرية الخاصة، إن "زيارة ويتكوف تأتي في وقت حرج، إذ يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة " المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

ومن المتوقع أن يلتقي ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للعدالة الدولية، حوالي الساعة الثانية ظهرا (11:00 ت.غ) في مكتب الأخير ب القدس الغربية، وفق القناة.

وأضافت أن ويتكوف وصل إلى إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما "استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني في القطاع".

وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الأربعاء، بلغ عدد الوفيات 154 فلسطينيا بينهم 89 طفلا، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.

القناة تابعت: "تزداد حدة المعضلة التي تواجهها القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل مع الصور الصعبة التي تخرج من غزة"، في إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة.

و"يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى) أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال وضم أجزاء من القطاع"، حسب القناة.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وقبل أيام انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بقطر جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.

وزادت القناة أن "السبب الثاني والأبرز لزيارة ويتكوف هو الصور المقلقة التي تخرج من غزة، والضغط الدولي الكبير على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان القطاع".

ومن المتوقع أن يزور ويتكوف أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية في قطاع غزة، وفق القناة.

وأردفت أن زيارة المركز تهدف إلى "الاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني الصعب في غزة، وخاصة حالة الجوع التي انتشرت في مناطق عديدة".

ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المستمرة منذ 27 مايو/ أيار الماضي بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة.

ومنذ بدء هذه الآلية وصل المستشفيات ألف و239 قتيلا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و152 جريحا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر النار على فلسطينيين ينتظرون الحصول على مساعدات، حسب وزارة الصحة.

وأضافت القناة أن "الحاجة لدى ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني في غزة لا تنبع فقط من القلق على الفلسطينيين في القطاع، بل أيضا من الضغط الشعبي والسياسي المتزايد في الولايات المتحدة".

والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.

واعتبرت منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي"، إذ يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر إغلاقه المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/ آذار الماضي.

القناة العبرية قالت إن إسرائيل "تقف عند مفترق طرق مهم وتحتاج إلى اتخاذ قرار: هل تمضي قدما في صفقة وتستغل اللحظات الأخيرة من المفاوضات، أم تختار تصعيدا قد يوسع نطاق الحرب إلى أبعاد جديدة؟".

وتابعت أن "ويتكوف، القادر على ممارسة الضغط، قد يكون حاضرا في محاولة أخيرة لوقف هذه الديناميكية المتصاعدة".

في سياق متصل، تظاهر عشرات من أهالي الأسرى الإسرائيليين أمام مكتب نتنياهو بالقدس الغربية، مطالبين بإبرام اتفاق فوري لإعادة ذويهم من غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

ودعت أمهات الأسرى، في المظاهرة، ويتكوف إلى الضغط على نتنياهو لإبرام اتفاق.

ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أنه يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية انتهاء عربات جدعون - الجيش الإسرائيلي يسحب عدة ألوية من قطاع غزة تفاهمات مع 5 دول - يديعوت تكشف تفاصيل جديدة بشأن تهجير سكان غزة إسرائيل تحدد مهلة زمنية لحركة حماس الأكثر قراءة وكالات أجنبية تطالب إسرائيل بمنح الصحافيين حرية الوصول إلى غزة فصائل فلسطينية تعقب على عملية الدهس قرب بيت ليد الإعلام الحكومي بغزة: احتياجات الطحين تتجاوز 500 ألف كيس أسبوعيا جريمة بلا حليب: إسرائيل الهمجية وغزة تموت جوعاً عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • برج الجوزاء .. حظك اليوم الأحد 3 أغسطس 2025: سيطر على انفعالاتك
  • رئيس البرلمان الإيراني مخاطباً رئيس الكنيست الإسرائيلي: أنتم مصدر خزي وعار للبشرية
  • تراجع تأييد نتنياهو ومخاوف من السفر إلى أوروبا.. استطلاع يظهر تغيّرًا في المزاج الشعبي الإسرائيلي
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • كارثة تلوح في الأفق.. الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
  • الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
  • الرئيس الإيراني عن أزمة المياه: السدود قد تجف بحلول سبتمبر
  • إيران تطالب ترامب بتعويضات عن خسائر حرب الـ 12 يوما قبل استئناف مفاوضات النووي
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”