صمت سوريا عن التصعيد بين إيران وإسرائيل يثير التساؤلات
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
لزمت الحكومة السورية الصمت تجاه الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، بالمقابل سارعت دول عربية إلى التنديد بالضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، مما أثار التساؤلات حول خلفيات قرار حكومة الرئيس أحمد الشرع.
وبعد ساعة من شنّ إسرائيل لهجوم "الأسد الصاعد" على إيران، سارعت عدة دول عربية إلى إدانة هذه الهجمات، واصفة إياها بـ"الشنيعة" و"انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
لكن سوريا، التي كانت في الماضي القريب حليفا استراتيجيا لإيران، لزمت الصمت.
في هذا السياق، ذكر محللون لصحيفة نيويورك تايمز، أن صمت الحكومة السورية، برئاسة أحمد الشرع، يعكس التحول الكبير في التوازنات الجيوسياسية داخل سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وكان نظام الأسد يُعد من أقرب الحلفاء لطهران، حيث شكّل معها "محور المقاومة"، وقدم لها الدعم لبناء ميليشيات مناهضة لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة السورية الجديدة، ومنذ تنصيبها، أعلنت بوضوح أن الوجود الإيراني داخل البلاد لم يعد مرحبا به، وتعهدت بعدم السماح لأي جماعة مسلحة بشن هجمات على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية.
وبرّرت الصحيفة هذا التعهد، بمساعي الرئيس أحمد الشرع، لكسب دعم الدول الغربية، إضافة إلى موجة الاستياء الشعبي العارم من إيران بسبب دعمها العسكري لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية.
واعتبرت الصحيفة أن التصعيد الحالي بين إيران وإسرائيل منح الحكومة السورية فرصة لإثبات التزامها بالنهج الجديد، وكسب دعم دولي واسع.
وأشار تقرير إلى أن القيادة السورية أبدت انفتاحا "غير مسبوق" في التواصل مع إسرائيل.
وسبق لحكومة الشرع أن شاركت، خلال الأسابيع الماضية، في محادثات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين حول قضايا أمنية، بحسب ما أفاد به مصدران مطلعان لـ"نيويورك تايمز".
ورأت الصحيفة في ذلك تحولا لافتا في العلاقات بين بلدين كانا على طرفي نقيض لعقود طويلة من الصراع في الشرق الأوسط.
من جهتها، دعت الولايات المتحدة الحكومة السورية الجديدة إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، تمهيدا لتطبيع شامل.
وأوضح المصدر أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة أضعفت إيران، وهو ما يمنح إسرائيل نفوذا إضافيا للضغط على سوريا لدفعها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إيران سوريا إسرائيل أحمد الشرع سوريا دمشق إسرائيل إيران إيران سوريا إسرائيل أخبار إيران الحکومة السوریة
إقرأ أيضاً:
من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، أن بلاده تتطلع إلى مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة الروسية العربية الأولى المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرًا إلى اتفاق موسكو ودمشق على إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الثنائية، بما يتماشى مع المرحلة الجديدة التي تمر بها سوريا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في أول زيارة من نوعها لمسؤول سوري بهذا المستوى منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
لافروف شدد على حرص بلاده على وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها واستقلالها، مؤكدا دعم روسيا للعملية السياسية ومسار العدالة الانتقالية. وأوضح أن اللقاء مع الوفد السوري تناول سبل تجاوز التحديات، وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
من جهته، أعلن الوزير الشيباني تشكيل لجنة سورية لمراجعة الاتفاقيات مع روسيا، مشددًا على أن أي شراكة مستقبلية يجب أن تنطلق من مصلحة الشعب السوري. وأكد تطلع بلاده إلى تعاون وثيق مع موسكو في ملفات إعادة الإعمار والعدالة الانتقالية، واصفًا العلاقة مع روسيا بأنها "محورية لكنها بحاجة إلى تصحيح جذري بعد سنوات من الانحياز لنظام الأسد".
وكانت موسكو الحليف الأبرز لنظام الأسد سياسيًا وعسكريًا قبل سقوطه، لكنها التزمت الحذر في التعامل مع الحكومة الجديدة، التي تشكلت بقيادة الرئيس الشرع بعد انتصار الفصائل السورية المعارضة. ويُنظر إلى زيارة الشيباني على أنها أول اختبار حقيقي لإعادة صياغة العلاقة بين دمشق وموسكو في عهد سياسي مختلف.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن