أثار التصعيد والقصف المتبادل بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي بلغ ذروته في هجمات واسعة طالت منشآت حيوية وبنى تحتية استراتيجية، قلقًا متزايدًا لدى دول الجوار الإيراني التي تجد نفسها في مرمى تداعيات محتملة لصراع إقليمي مفتوح.

وتأتي المخاوف وسط مؤشرات على احتمالية انزلاق الوضع نحو مواجهة غير مسبوقة تتجاوز حدود البلدين، مع ورود تقارير عن احتمال انخراط أطراف دولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في العمليات الجارية إلى جانب "إسرائيل".



في هذا السياق، عبّرت قطر والإمارات، عن قلقها البالغ من تصاعد المواجهات، محذرة من أن الاستهداف المتبادل قد يهدد استقرار أسواق الطاقة وأمن الملاحة في المنطقة، ويضع الإقليم على حافة أزمة ممتدة.

وبينما شددت الدوحة على ضرورة تحييد المنشآت الحيوية كمصدر أساسي للطاقة العالمية، دعت أبوظبي إلى تحرك دبلوماسي سريع يمنع تفاقم الصراع ويمهد لاحتواء تداعياته السياسية والأمنية والاقتصادية على المنطقة بأسرها.



وقالت قطر اليوم الثلاثاء إن إنتاج الغاز مستقر في حقل الشمال/بارس الجنوبي وإن الإمدادات مستمرة بشكل طبيعي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري "قلنا بخصوص حقل فارس هذه خطوة غير محسوبة... الشركات العاملة في الحقول هي شركات دولية، فهناك وجود عالمي خاصة في حقل الشمال، حتى الآن إمدادات الغاز تمشي بشكل طبيعي".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي أسبوعي في الدوحة "لكن الاستهداف غير المحسوب يشكل قلقا للجميع حول إمدادات الغاز".

وقال مصدران مطلعان لرويترز الثلاثاء إن شركة قطر للطاقة أصدرت تعليمات لناقلات النفط بالبقاء خارج مضيق هرمز وعدم دخول الخليج إلا في اليوم السابق للتحميل.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الثلاثاء، من مخاطر أي خطوات متهورة تتعدى حدود إسرائيل وإيران، داعيا إلى الحكمة وتحرك منسق عاجل إقليميا ودوليا لتجنب مخاطر توسيع الصراع واحتواء انعكاساته على سلم وأمن المنطقة والعالم.

وقال الوزير الإماراتي إن بلاده "التي أدانت منذ الساعات الأولى الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران، ترى بعد مُضي 5 أيام على هذه المواجهة العسكرية الخطيرة ضرورة إيجاد مقاربة دبلوماسية تقود الطرفين إلى التهدئة وإنهاء هذه المواجهة ومنع انزلاقها إلى منحنيات غير مرغوب بها وغير محمودة".

ووفق بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، حذر ابن زايد من "مخاطر القيام بخطوات غير محسوبة العواقب ومتهورة قد تتعدّى حدود البلدين".

وشدد الوزير الإماراتي على "ضرورة التحرك السريع نحو غاية واضحة، وهي الوقف الفوري لما يجري قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة".



وقال: "التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة يحتّم التحرك العاجل والمنسّق على المستويين الإقليمي والدولي لتجنب مخاطر توسيع رقعة الصراع واحتواء انعكاساته على السِّلم والأمن في المنطقة، وعلى المشهد الدولي بشكل عام".

وواصلت الكويت تحركها الدبلوماسي، حيث ترأس وزير الخارجية عبدالله اليحيا الاجتماع الاستثنائي الـ48 لوزراء الخارجية الخليجيين لبحث المستجدات وتكثيف الجهود الدبلوماسية لحفظ أمن واستقرار المنطقة، بحسب صحيفة "الراي" الكويتية.

ودان المجلس الوزاري الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، مؤكداً على ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وحذر  الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي من آثار ضرب المنشآت النووية، مطالباً مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم.

وأعلن البديوي "تفعيل مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ، لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على المستويات البيئية والإشعاعية كافة".

وشهدت أسواق الكويت إقبالا على شراء المواد الغذائية، والماء، بسبب التصعيد في المنطقة.

ما يصح شراء الماء والأغراض بهالكميات
ولابد من إدارة الجمعيات والأسواق تتدخل وتمنع هالنوع من الشراء
خلك واعي الأمور طيبه ????#المواد_الغذائيه #الكويت — عبدالله الونيان ???????? (@alwinian74) June 14, 2025

على جانب آخر، نفت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي ما تم تداوله عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي بشأن رؤية صواريخ في أجواء البلاد، موضحة أن تلك الصواريخ الباليستية كانت تحلّق في نطاقات جوية مرتفعة جداً وخارج المجال الجوي لدولة الكويت.




وأكدت رئاسة الأركان، في بيان توضيحي لها نشرته على صفحتها على منصة "إكس"، أن هذه الصواريخ لا تشكّل أي تهديد مباشر أو غير مباشر على الأراضي الكويتية أو أمنها الجوي، في ظل الأوضاع المتوترة إقليمياً، لا سيما بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران.

وشدد البيان على أن جميع الجهات الأمنية والعسكرية في الكويت تتابع الموقف عن كثب، وتحتفظ بكامل جاهزيتها للتعامل مع أي تطور محتمل.

وأوضحت المؤسسة العسكرية أن البيان يأتي في إطار الحرص على الشفافية الإعلامية، ومواجهة الشائعات والمعلومات غير الدقيقة التي تنتشر في أوقات التوتر، والتي قد تؤثر على الاستقرار الداخلي والرأي العام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية إيران قطر الإماراتي الكويت النووية إيران الكويت قطر نووي الإمارات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تراجع تأييد نتنياهو ومخاوف من السفر إلى أوروبا.. استطلاع يظهر تغيّرًا في المزاج الشعبي الإسرائيلي

في استطلاع أجرته صحيفة معاريف هذا الأسبوع، أظهر 47% من الإسرائيليين اعتقادهم بأن الحديث عن مجاعة في غزة هو "دعاية من تنظيم حماس"، في حين أقرّ 41% بوجود أزمة إنسانية حقيقية، لكن 18% منهم أكدوا أنهم لا يهتمون بها. وقال 12% إنهم غير متأكدين من وجود أزمة أصلًا. اعلان

أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية أن 47% من الإسرائيليين يعتقدون أنه لا توجد مجاعة في قطاع غزة، بينما قال 41% إنهم يرون أن هناك أزمة إنسانية فعلية في القطاع، من بينهم 18% صرّحوا بأنهم "غير مهتمين" بهذه الأزمة، فيما رأى 12% أنه لا يوجد أزمة أصلًا.

تأتي هذه النتائج في وقت تتكثف فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية. فقد قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن ظروف إيصال المساعدات إلى غزة "بعيدة من أن تكون كافية" لتلبية الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع "اليائسين والجائعين".

ورغم إعلان إسرائيل عن "هدنة تكتيكية" يومية في مناطق محددة، تشير المنظمات الإنسانية إلى أن الوضع يقترب من المجاعة الجماعية.

وفي هذا السياق، حذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من أن "الكارثة الإنسانية" في غزة "تفوق الخيال"، مشددًا على أن إسرائيل "ملزمة أن ترسل على نحو سريع وآمن مساعدات إنسانية وطبية كافية لتجنب وفيات جماعية في إطار مجاعة".

وأضاف الوزير أن "عددًا متزايدًا من الدول الأوروبية بات مستعدًا للاعتراف بدولة فلسطينية من دون مفاوضات مسبقة"، محذرًا إسرائيل من أن "مكانتها تتراجع وأنها تجد نفسها بشكل متزايد ضمن الأقلية".

وتأتي هذه التصريحات من ألمانيا، أحد أقرب الحلفاء التقليديين لإسرائيل، ما يعكس تصاعد الانتقادات الأوروبية لسياسة تل أبيب في غزة والضفة الغربية المحتلة.

نتنياهو يخسر شعبيته

في سياق آخر، أشار استطلاع معاريف إلى تراجع كبير في شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم، إذ سيحصل هذا الأخير على 49 مقعدًا فقط في الكنيست، مقابل 61 مقعدًا للمعارضة، في حال أجربت انتخابات الآن، وهو عدد كافٍ لتشكيل حكومة بديلة.

ورغم أن لا انتخابات وشيكة في الأفق في ظل رفض نتنياهو الذهاب إلى صناديق الاقتراع خلال الحرب الحالية واستقرار حكومته نسبيًا، فإن هذا التراجع في الشعبية يعكس مزاجًا عامًا متأزمًا داخل إسرائيل.

Related الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية "استراتيجية" لحزب الله خلال غارات على لبنانسرايا القدس تبثّ "رسالة أخيرة" لأسير إسرائيلي في غزة: "أموت جوعًا.. أدخلوا الطعام"لبحث المفاوضات مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.. ويتكوف يصل إلى إسرائيل

وتعود هذه الأزمة، وفق محللين، إلى مجموعة من العوامل أبرزها عدم وصول الحكومة إلى الأهداف المعلنة من الحرب والأضرار الاقتصادية التي تلحق بالبلاد، إلى جانب استدعاء واسع للاحتياط العسكري.

تجدر الإشارة إلى أن حكومة نتنياهو تعيش واحدة من أسوأ فتراتها من حيث الشعبية، إذ سبق أن أظهرت استطلاعات سابقة تراجعًا مستمرًا في ثقة الإسرائيليين بها، لا سيما في ظل التدهور الأمني والاقتصادي والاجتماعي الذي تسببت به الحرب المستمرة منذ أكتوبر الماضي.

ومع غياب أفق سياسي واضح أو خطة إنقاذ وطنية شاملة، يزداد الغضب الشعبي داخل إسرائيل على أداء الحكومة، فيما تسعى المعارضة إلى استثمار هذا التراجع استعدادًا لأي تحوّل سياسي محتمل.

خشية من السفر إلى أوروبا

من جهة أخرى، كشف استطلاع معاريف أن 61% من الإسرائيليين يخشون من التعرّض لاعتداءات في حال سفرهم إلى أوروبا، في انعكاس واضح لتراجع صورة إسرائيل عالميًا على خلفية حرب غزة.

وتأتي هذه المخاوف في ظل نتائج دراسة حديثة أجرتها مؤسسة YouGov في يونيو الماضي، أظهرت أن التأييد الشعبي لإسرائيل قد بلغ أو اقترب من أدنى مستوياته منذ 2016 في ست دول أوروبية غربية رئيسية: بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا.

فقد وصل صافي التأييد لإسرائيل إلى -44 في ألمانيا، -48 في فرنسا، و-54 في الدنمارك، بينما سجل في إيطاليا -52 وفي إسبانيا -55. وتشير الأرقام إلى أن المزاج الشعبي الأوروبي بات ينظر بشكل متزايد إلى أن إسرائيل قد "تمادَت" في عمليتها العسكرية في غزة، رغم قناعة البعض بمبرراتها الأمنية.

يُذكر أن مؤسسة YouGov أجرت مقابلات مع 8,625 شخصًا بين نوفمبر 2016 ومايو 2025 ضمن دراستها الطويلة، مما يمنح نتائجها مصداقية عالية.

وتعد هذه المستويات من التأييد الأدنى منذ بدء تتبع المؤسسة لمواقف الأوروبيين من إسرائيل، ما يدل على تحوّل عميق في الرأي العام الغربي قد تكون له انعكاسات دبلوماسية واقتصادية وأمنية، لا سيما مع ازدياد الاعترافات الرمزية أو الرسمية بالدولة الفلسطينية، وتنامي الدعوات الأوروبية لمحاسبة إسرائيل على ما يُعتبر "انتهاكات للقانون الدولي" في غزة والضفة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • مخاطر الأحياء الصهيونية في الخليج على الأمن المجتمعي
  • ظريف يقترح آلية إقليمية موسعة لإنهاء المخاوف من برنامج إيران النووي
  • رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟
  • تقرير بريطاني: العراق في مواجهة إنذار اقتصادي وحرب إيران وإسرائيل كشفت المستور
  • بالفارسية.. الخارجية الأمريكية تحذر رعاياها من السفر إلى إيران
  • وزير الخارجية الأمريكي يطلق تصريحات جديدة عن السودان
  • تراجع تأييد نتنياهو ومخاوف من السفر إلى أوروبا.. استطلاع يظهر تغيّرًا في المزاج الشعبي الإسرائيلي
  • قراءة إسرائيلية في توجه دول الخليج بعد حرب الـ12 يوما مع إيران
  • «المرور» تحذر من خطر انزلاق المركبة خلال هطول الأمطار
  • تمهيداً لزيارة الشرع.. بوتين يلتقي وزير الخارجية السوري في الكرملين