دراسة: التكيف المناخي لن يمنع انهيار المحاصيل الرئيسية
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
أشارت دراسة حديثة إلى أن بعض المحاصيل الأساسية في العالم قد تعاني من خسائر كبيرة في الإنتاج بسبب انهيار المناخ، حتى لو تمكن المزارعون من التكيف رغم تدهور الطقس.
وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر" (Nature)، من المتوقع أن تنخفض محاصيل الذرة وفول الصويا والأرز والقمح والكسافا والذرة الرفيعة بما يصل إلى 120 سعرة حرارية للشخص الواحد في اليوم مقابل كل درجة مئوية واحدة ترتفع فيها درجة حرارة الكوكب.
وتوصلت الدراسة إلى أن التغيرات في ممارسات الزراعة يمكن أن توقف الخسائر بنحو الربع بحلول عام 2050 وبنحو الثلث بحلول عام 2100، على الرغم من أنها لن توقفها تماما.
وقال الخبير الاقتصادي البيئي بجامعة إلينوي في أوربانا-شامبين، المؤلف الرئيسي للدراسة، أندرو هولتغرين، "في مستقبل يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، ما زلنا نشهد خسائر في إنتاجية السعرات الحرارية بنحو 25% على نطاق عالمي".
واستخدم باحثون من الولايات المتحدة والصين بيانات من 12 ألفا و658 منطقة في 54 دولة لقياس مدى تكيف منتجي الغذاء مع مختلف التغيرات المناخية. وطبقوا هذه العلاقات التاريخية على نماذج تحاكي إنتاج المحاصيل في المستقبل مع ارتفاع درجات الحرارة ونمو الاقتصادات، وقارنوا الخسائر بعالم افتراضي توقف فيه الاحتباس الحراري في أوائل القرن 21.
وفي سيناريو ارتفاع درجات الحرارة الشديد، وجدت الدراسة أن العائد النسبي لمحصول مثل فول الصويا سوف ينخفض بنسبة 26% بحلول عام 2100، حتى بعد الأخذ في الاعتبار التكيف، وارتفاع الدخول، وتأثير النباتات التي تنمو بشكل أسرع بسبب ثاني أكسيد الكربون الزائد في الغلاف الجوي.
كما وجدت الدراسة أن سيناريو احترار أكثر واقعية -أقرب إلى مستوى ما يجري حاليا- سيؤدي إلى خسائر في محصول فول الصويا بنسبة 16%، والقمح بنسبة 7.7%، والذرة بنسبة 8.3%. وكان الأرز المحصول الوحيد من بين المحاصيل الستة التي درسها الباحثون والذي سترتفع محاصيله بسبب تغير المناخ، مع زيادة متوقعة بنسبة 4.9%.
إعلانويُعدّ قطاع الزراعة من بين الأكثر تضررا من الظواهر الجوية المتطرفة، إلا أن العلماء واجهوا صعوبة في تحديد تأثير تدهور المناخ على إنتاج الغذاء. ويتمثل أحد مصادر عدم اليقين الرئيسية في مدى تكيف المزارعين مع ارتفاع درجات الحرارة من خلال تغيير المحاصيل التي يستخدمونها، ومواعيد زراعتها وحصادها، وكيفية زراعتها.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم من حوالي 8 مليارات نسمة اليوم إلى 10 مليارات نسمة بحلول نهاية القرن، مما سيزيد الطلب على الغذاء في ظل تأثير الاحتباس الحراري جراء انبعاثات غازات الدفيئة على أنماط الطقس.
ووجد الباحثون أن أكبر الخسائر ستلحق بالمناطق التي تُعتبر "سلة غذاء" اليوم، ذات الأراضي عالية الإنتاجية، لكنهم أضافوا أن سكان البلدان الأكثر فقرا سيكونون من بين الأقل قدرة على تحمل تكاليف الغذاء.
وقال هولتغرين: "في العديد من دراسات تأثير المناخ، يتضرر فقراء العالم، وهذا ما ينطبق هنا أيضا. وما يختلف عن العديد من الدراسات السابقة هو أن المناطق الغنية نسبيا والميسورة في العالم، والتي تُعدّ مصدر دخل رئيسيا، هي في الواقع الأكثر تضررا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
دراسة.. التدريبات الرياضية تقلل الإحساس بالجوع
توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن المركب الكيميائي "Lac Phe" الذي يفرزه الجسم أثناء التدريبات الرياضية يثبط الشعور بالجوع عن طريق التأثير على الخلايا العصبية في المخ.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، أن الباحثين، وهم من مجموعة جامعات ومؤسسات بحثية أميركية من بينها كلية طب جامعة ستانفورد ومؤسسة دان دنكان البحثية للأمراض العصبية في تكساس، أكدوا أن هذا الاكتشاف قد يساعد في التوصل إلى علاجات جديدة لمشكلة السمنة وزيادة الوزن.
وتبين للباحثين، خلال الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "Nature Metabolism" المتخصصة في أمراض التمثيل الغذائي، بعد إجراء سلسلة اختبارات على فئران التجارب أن المجهود البدني يقلل الشهية لدى الفئران ويساعد في إنقاص الوزن.
أخبار ذات صلةوتوصل الباحثون إلى أن هذا المركب الكيميائي يعمل بشكل مباشر على الخلايا العصبية من نوعية "AgRP" الموجودة في منطقة تحت المهاد داخل المخ، وهي المسؤولة عن تنشيط الشعور بالجوع، ويقلل نشاطها، مما يسمح بتنشيط نوع آخر من الخلايا العصبية التي تعطي شعورا بالشبع وتحمل اسم خلايا "PVH".
ورغم أن هذه الدراسة تركزت على الفئران، فإن النتائج التي توصلت إليها تعتبر واعدة بالنسبة للبشر، مع ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث للتعرف بشكل أكبر على دور المركب "Lac Phe" في مشكلات الأيض المختلفة مثل السمنة أو النحافة، وفهم طريقة تعامل المخ مع الشعور بالجوع، بحيث يمكن الاستفادة من هذه النتائج في أغرض علاجية مستقبلا.
المصدر: وكالات