التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل مستقبل التعليم
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
في عصر التحول الرقمي، باتت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عاملين حاسمين في صياغة مستقبل التعليم وبناء قدرات الأجيال القادمة.
في ظل تسارع الثورة الرقمية وتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، أصبح من الضروري إعادة النظر في أساليب التعليم التقليدية، وتبنّي نماذج تعليمية مبتكرة توظّف التكنولوجيا الذكية لبناء جيل قادر على التفاعل مع تحديات المستقبل.
ويعد دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم خطوة محورية نحو تحويل البيئة التعليمية إلى فضاء أكثر تفاعلاً ومرونة، يُمكّن المعلمين من تقديم محتوى مخصص لكل طالب، ويساهم في تنمية المهارات الإبداعية والتفكير النقدي لدى المتعلمين.
ويمثّل الذكاء الاصطناعي أداة تمكينية حقيقية تفتح أمام الطلاب آفاقًا غير مسبوقة للتعلم الذاتي، والتفاعل مع محتوى تعليمي مخصص يتوافق مع قدراتهم الفردية وطموحاتهم المستقبلية، فالتقنيات الذكية تسهّل على الطالب الوصول إلى المعرفة، وتحوّل العملية التعليمية من التلقين إلى الفهم العميق والمشاركة الفاعلة.
ويهيئ تعليم الأجيال المستقبلية على أساسات الذكاء الاصطناعي لسوق العمل و يُعدّه ليكون صانعًا للمعرفة، ومبتكرًا في مجتمع عالمي يتغير بوتيرة متسارعة، فالمهارات الرقمية لم تعد ترفًا، بل هي لغة العصر، وأساسٌ ضروري للمواطنة الفاعلة والمشاركة الاقتصادية والاجتماعية في العالم الحديث.
وفي هذا السياق شارك مئات الطلاب من عشرات المدارس في فعاليات «أسبوع الذكاء الاصطناعي» الذي ينظمه معهد جوته بالاسكندريه، لاتاحة ومناقشة الرؤي حول توظيف التقنيات الحديثة في التعليم للطلاب في المراحل التعليمية المختلفة وتتضمن الأنشطة التي تستمر على مدار أسبوع نقاشات معمّقة حول دور الذكاء الاصطناعي في إعادة صياغة مستقبل التعليم، وتقديم أدوات عملية تمكّن المدارس من اللحاق بركب التحول الرقمي العالمي.
وأطلق معهد جوته بالإسكندرية فعاليات «أسبوع الذكاء الاصطناعي» بمشاركة نخبة من الخبراء والتربويين والتقنيين، في مسعى جاد لاستكشاف سبل دمج التكنولوجيا الذكية في بيئات التعليم وتعزيز قدرات المعلمين والطلاب لمواجهة تحديات المستقبل.
وتنعقد الأنشطة التي تستمر علي مدار أسبوع بمشاركة العديد من مديري المدارس وممثلي وزارة التربية والتعليم وخبراء الابتكار الرقمي وانطلقت أولى فعاليات الأسبوع بحلقة نقاشية رفيعة المستوى، ألقت الضوء على التغيرات المتسارعة التي تفرضها الثورة التكنولوجية على أساليب التعليم التقليدية، داعية إلى إعادة صياغة المنظومة التربوية بما يتناسب مع عصر البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتناولت النقاشات في الجلسة الافتتاحية الأبعاد المتعددة لدمج الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، بدءًا من تصميم المناهج الدراسية، وتخصيص التعلم بما يناسب قدرات واحتياجات كل طالب، وصولًا إلى إعادة تعريف دور المعلم كمرشد وميسر في بيئة تعليمية تعتمد على التحليل الذكي للبيانات والابتكار التربوي.
وأكد أيمن القباني الخبير في مجال التقنيات التكنولوجية وتطبيقها في التعليم أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا، بل ضرورة تفرضها التحديات العالمية الحديثة، قائلاً: «إننا بحاجة إلى إعادة النظر في أدواتنا التعليمية، وتحديث قدرات كوادرنا التربوية بما يتماشى مع التحولات الرقمية العميقة، والذكاء الاصطناعي هو الحليف الأساسي في بناء هذا المستقبل».
ومن جهتها، أوضحت الدكتورة نيرة شلتوت الخبيرة في توظيف التقنيات التكنولوجية في التعليم أن المدارس الحديثة مطالبة بتجاوز النماذج التقليدية، مشددة على أهمية إعداد الطالب ليكون مفكرًا نقديًا ومبدعًا في عالم تقوده التكنولوجيا، وان التعليم القائم على الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الأدوات، بل يمتد إلى بناء بيئات تعليمية مرنة تُمكّن الطالب من التعلم الذاتي والتفاعل الخلاق مع المعرفة."
وسلطت مدير قسم اللغة بمعهد جوته بالاسكندريه جيهان زكي الضوء على التحديات التي تواجه المعلمين اليوم، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة وليس تهديدًا، قائلة: «أن المعلمون ليسوا في منافسة مع التكنولوجيا، بل هم شركاء فاعلون في تسخيرها لخدمة أهداف التعليم الإنساني الشامل».
وأوضحت منسقة مشروع المدارس شركاء المستقبل بمعهد جوته هبة حمبوطة بأن البرنامج يهدف إلى ترسيخ ثقافة الابتكار التربوي، مشيرة إلى أهمية إرساء شراكات بين المدارس والمؤسسات الدولية لمواكبة التطورات العالمية.
بدورها منسقة مشروع التعاون التربوي أكدت دينا عمرو إبراهيم، أن معهد جوته ملتزم بدعم التبادل المعرفي والابتكار التعليمي، قائلة: «وأن أسبوع الذكاء الاصطناعي يعد بداية لمسار طويل من العمل على بناء منظومة تعليمية مستدامة، تتكامل فيها التقنيات الحديثة مع القيم الإنسانية والتفكير النقدي».
ويستهدف الحدث مديري المدارس والمعلمين وممثلي مديرية التربية والتعليم بمحافظة الإسكندرية، كما يسعى إلى إشراكهم في سلسلة من الورش التفاعلية والجلسات التدريبية التي تعقد على مدار الأسبوع، بهدف رفع الوعي بالتحول الرقمي وتقديم أدوات عملية للانخراط في هذا التطور.
ويمثل هذا الأسبوع، الذي يذخر بالورش التدريبية المتقدمة والجلسات التفاعلية، منصة متميزة لتأهيل المعلمين والطلاب لمواجهة تحديات المستقبل، عبر تمكينهم من أدوات الذكاء الاصطناعي وتعزيز مهاراتهم في عالم سريع التغير.
ويؤكد الخبراء أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي هو استثمار في مستقبل التعليم، في الإنسان، وفي الأمل بعالم أكثر تطورًا ووعيًا وابتكارًا.
اقرأ أيضاًهل يُحاسَب الروبوت قانونيًا؟.. رسالة دكتوراه لباحث عمانى بحقوق قنا تناقش مسؤولية الذكاء الاصطناعي
«ميتا» تستثمر 14.3 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي «سكيل»
ضمن سباق الذكاء الاصطناعي.. سامسونج وإنفيديا تستثمران في «سكيلد إيه آي» الأمريكية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التحول الرقمي الذكاء الاصطناعي مستقبل التعليم توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی والذکاء الاصطناعی مستقبل التعلیم
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل دولية متقدمة في مناظير الجهاز الهضمي والذكاء الاصطناعي بمستشفى أحمد ماهر التعليمي
تواصل الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية سعيها الدائم لرفع كفاءة الأطقم الطبية وتوفير أحدث التقنيات العلاجية بوحداتها، تنفيذا لتوجيهات معالى الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بالتأكيد على أهمية البحث العلمي والطبي، والذي يعد ركيزة أساسية لتطوير المنظومة الصحية، ومحرك رئيسي لإبتكار تقنيات التشخيص والعلاج الحديثة، مما يؤدي لتحسين مخرجات الرعاية الصحية بشكل جذري.
وفى إطار التعاون العلمي الدولي وتبادل الخبرات الطبية المتقدمة، استضافت مستشفى أحمد ماهر التعليمي بنجاح ورشة عمل متقدمة حول مناظير الجهاز الهضمي ومناظير الفراغ الثالث، وذلك على مدار يومي ٧ و ٨ ديسمبر ٢٠٢٥، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار، رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.
حيث شهدت ورشة العمل تأكيدا على عمق العلاقات الثنائية بين مصر والصين في المجال الصحي والعلمي، تمثل في حضور السيد لو تشون شنغ الوزير المستشار في سفارة جمهورية الصين الشعبية في مصر ، وبحضور الأستاذة الدكتورة نغم عابد نائب رئيس الهيئة للبحوث العلمية والتطبيقية، نيابة عن رئيس الهيئة ، والأستاذ الدكتور مصطفى القاضي مدير عام مستشفى أحمد ماهر التعليمي، الأستاذ الدكتور محمد صالح عميد المعهد القومى للجهاز الهضمي والكبد.
وصرح السيد الاستاذ الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، بأن هذه الورشة تأتى فى إطار دعم التعاون المشترك بين الخبرات المصرية والصينية، وأحد النتائج المباشرة لقرار معالى الوزير بإيفاد بعثات لتدريب الأطباء بالخارج، ولأول مرة فى المجالات الطبية، وعدم اقتصار البعثات على النواحي الادارية، حيث سبق للأطباء المصريين التدريب على أيدي هذه النخبة من الخبراء الصينيين بدولة الصين، وذلك من خلال البعثات التدريبية والعلمية التي أوفدتها الهيئة للخارج مؤخراً، لأطباؤها وباحثيها للخارج لدراسة أحدث ما توصل إليه الطب الحديث، وتعد هذه الفعاليات خطوة بارزة نحو تعزيز مكانة مصر عالمياً في مجال التدريب المتقدم للمناظير، وتأكيدًا على قدرتها على تنظيم فعاليات علمية بمعايير دولية، حيث شهدت هذه الورشة تنفيذ حالات دقيقة ومعقدة، وتقديم تدريب عملي متقدم، مما يؤكد على أن وحدة مناظير الجهاز الهضمي المتقدمة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي واحدة من أعلى الوحدات عالمياً في هذا المجال، حيث ركزت الورشة على تقديم وعرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الجهاز الهضمي والمناظير، مثل تقنيات تشخيص وعلاج أورام الجهاز الهضمي، و دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز دقة وفعالية إجراءات المناظير، واستخدام الروبوت في جراحات ومناظير الجهاز الهضمي المتقدمة.
وأفاد الأستاذ الدكتور مصطفى القاضي مدير عام مستشفى احمد ماهر التعليمي، أن الورشة قد أتاحت فرصة فريدة لتبادل المعرفة والخبرات بين الخبراء المصريين من مختلف المستشفيات الجامعية والعسكرية والتعليمية ونظرائهم الصينيين، وقد أشاد المشاركون بمستوى التنظيم والدقة العلمية والتطبيقية.
وتؤكد مستشفى أحمد ماهر التعليمي استمرارها في تنظيم مثل هذه الفعاليات لرفع كفاءة الأطقم الطبية وتوفير أحدث العلاجات للمرضى.
شهدت الورشة حضوراً رفيع المستوى ومشاركة نخبة من كبار الخبراء المصريين والصينيين، وشارك من الجانب الصيني كلاً من البروفيسور ليى بينج، نائب مدير مستشفى جامعة بكين، والبروفيسور لى وانج، رئيس قسم الجهاز الهضمي والمناظير بجامعة نانجينغ، بالإضافة إلى نخبة من خبراء مناظير الجهاز الهضمي الصينيين ، ومن الجانب المصري نخبة من أساتذة الجهاز الهضمي بالهيئة والجامعات المصرية، وأشرف على تنظيم هذه الورشة أ. د. محمد شعبان مدير وحدة مناظير الجهاز الهضمي المتقدمة بالمستشفى، واللجنة المنظمة أ. د. أحمد عبده يوسف، أ. د. محمد شريف، أ. د. أحمد نصر بخيت، كما ساهم في التنسيق والتنظيم استشاريو مناظير الجهاز الهضمي بوحدة المناظير المتقدمة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي، وذلك بالتعاون مع مركز تدريب الأمانة العامة بالهيئة برئاسة أ. د. أحمد هيبة مدير المركز.