إسرائيل ترسل قوات كوماندوز لتفجير موقع فوردو النووي.. خبير في الشأن الإيراني يفجر مفاجأة
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
في خضم المشهد الإقليمي المتوتر، وبين تصاعد التحذيرات والمخاوف من انفجار عسكري واسع، تبرز تصريحات متناقضة بين السعي نحو الدبلوماسية والاستعداد للخيارات القصوى. فبينما تؤكد إسرائيل انفتاحها على الحلول السلمية، لا تُخفي استعدادها للمواجهة. في المقابل، تتخذ الولايات المتحدة خطوات لحماية مصالحها في المنطقة، وسط جدل داخلي حول جدوى الضربات العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية المحصّنة.
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أن إسرائيل لا تزال منفتحة على الحلول الدبلوماسية. غير أن التصريح تضمن تحذيراً حازماً حين قال: "بعد عقود من الكذب، لن ننتظر حتى يُصنع السلاح النووي". كما شدد على أن عملية “الأسد الصاعد” التي يُعتقد أنها حملة عسكرية إسرائيلية سرية ستستمر حتى نهايتها.
هذا التصعيد في اللهجة يعكس قلقاً حقيقياً داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل من اقتراب إيران من العتبة النووية، وهو ما قد يدفع تل أبيب نحو قرارات أحادية لضرب منشآت نووية إيرانية حساسة، إذا ما شعرت بأن المجتمع الدولي يتباطأ في الرد.
وفي تقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، أفاد مسؤولون أمريكيون أن الجيش الأمريكي اتخذ عدة إجراءات لحماية قواته ومعداته في الشرق الأوسط تحسبًا لأي تطورات مفاجئة. كما أشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تم إطلاعه على المخاطر والفوائد المرتبطة بشن غارة على موقع "فوردو" النووي، أحد أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا.
ويُعتقد أن ترامب كان يرى أن "تدمير فوردو هو السبيل الوحيد لإكمال المهمة"، مما يعكس رغبة أمريكية كانت قائمة وربما لا تزال في اتخاذ خطوات عسكرية حالية أو مستقبلية ضد المواقع النووية الإيرانية.
تحليل استراتيجي.. هل تلجأ أمريكا إلى الكوماندوز؟ويرى الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن واشنطن قد تفضل تنفيذ عملية نوعية عبر وحدات الكوماندوز الخاصة. هذه العملية ستعتمد على إنزال جوي قرب المنشآت المستهدفة، بهدف اختراقها من الداخل وتفجير موقع "فوردو" النووي بدقة، خاصة إذا تم تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية. ويُرجح أبو النور أن إسرائيل بدأت بالفعل في تنفيذ هذا السيناريو في إطار استباقي.
وأضاف أبو النور إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة ركزت على منشآت سطحية مثل مفاعل "آراك" لإنتاج الماء الثقيل، ومواقع في "أصفهان" و"نطنز"، لكنها لم تصل إلى البنية التحتية العميقة التي تُجرى فيها عمليات التخصيب، والتي تقع في عمق يصل إلى 800 متر تحت الأرض بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي ظل هذا المشهد المتشابك، يبدو أن المنطقة تقف على حافة خيارات صعبة. بين دبلوماسية مشروطة بإجراءات ملموسة، وعمليات سرية تكشف عن نوايا غير معلنة، تبقى احتمالات التصعيد قائمة. التحدي الآن لا يكمن فقط في منع إيران من الوصول إلى القنبلة، بل في تجنب انفجار إقليمي قد يجر العالم إلى سيناريوهات غير محسوبة العواقب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل مجلس الأمن الجيش الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: احتلال غزة فشل جديد ينتظر إسرائيل بعد عربات جدعون
قال الخبير العسكري العميد حسن جوني إن خطة إسرائيل لإعادة احتلال كامل قطاع غزة أو قصرها على احتلال مدينة غزة تشبه عملية "عربات جدعون" وأهدافها، متوقعا إعادة العملية ذاتها تحت عنوان آخر لكن مع "فشل جديد".
وأوضح جوني -خلال فقرة الجزيرة لتحليل تطورات المشهد العسكري بغزة- أن هدف "عربات جدعون" كان اختراق الحزام الأمني الداخلي للمقاومة، وبالتالي يريدون الهدف ذاته عبر احتلال مدينة غزة.
وأواخر الشهر الماضي، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المؤسسة الأمنية تدرس عدة بدائل بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي أطلقتها في منتصف مايو/أيار الماضي، ولم تنجح في إحداث تحول بقضية الأسرى.
لكن الخبير العسكري رجح فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من إعادة احتلال مدينة غزة، مرجعا ذلك إلى أن المقاومة لا تزال نشطة في أحياء الشجاعية والدرج والزيتون والتفاح وهي تخوم غزة الشرقية، في حين المقاومة تعتبر أقوى داخلها نتيجة ظروف المدينة وتعقيداتها وخريطة عمل المقاومة.
وفي ضوء الخلاف في إسرائيل، يبدو أن ثمة تفاهما قد حدث بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– ورئيس الأركان إيال زامير بشأن العمل العسكري المرتقب في قطاع غزة، وضرورة أن يكون تدريجيا ويبدأ باحتلال غزة والسيطرة عليها.
ووفق جوني، فإن الاختلاف الدائم بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل ينعكس على معنويات الجنود والجيش في تنفيذ أي قرار على الأرض.
كما أن الاختلاف الدائم بين نتنياهو ورؤساء الأركان وكذلك مع وزير الدفاع السابق يوآف غالانت يعود إلى كون الأول مع وزير دفاعه الحالي يسرائيل كاتس غير عسكريين، ولا يملكان المعرفة العسكرية لتقدير الموقف الصحيح في القطاع، ولا يقبلان التقدير الصحيح من قبل القيادة العسكرية.
ومع ذلك، يبدو احتلال مدينة غزة بدلا من كامل القطاع أهون الشرين لزامير -إذا صحت التقارير بهذا الصدد- لكن يبقى تنفيذ هذا الخيار من الصعوبة بمكان، في الواقع وعلى أرضية الميدان، كما يقول جوني.
إعلانبدورها، كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الأركان عارض بشدة خلال الاجتماع الأمني المصغر (الكابينت) احتلال غزة، وقال إنه سيستغرق عاما إلى عامين.
وحسب زامير، فإن احتلال غزة يعرّض حياة الأسرى للخطر، وقد يؤدي إلى مقتل مزيد من الجنود، كما أن دخول مدينة غزة وضرب البنى التحتية سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
من جانبها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش "يعتقد أنه قادر على السيطرة على الأجزاء المتبقية من غزة في غضون أشهر".
ووفق هؤلاء المسؤولين، فإن إنشاء نظام بغزة مماثل للنظام في الضفة "يتطلب 5 سنوات من القتال المتواصل".