تقرير: نتانياهو يخوض معركة أخرى لجر ترامب والأمريكيين إلى الحرب ضد إيران
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
القدس "أ ف ب": منذ بدء الغارات الجوية على إيران الأسبوع الماضي، يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على جر الرئيس دونالد ترامب إلى الحرب وتبديد التردد لدى الرأي العام الأمريكي حيال جدوى المشاركة في الضربات.
في اتصالاته اليومية وتصريحاته العلنية، يمزج أطول رؤساء وزراء إسرائيل عمرا في الحكم بين المديح والاحترام للرئيس الأمريكي، ويحرص على التأكيد في الوقت نفسه أن الضربات على إيران تصب في مصلحة الأمريكيين.
وتساءل نتانياهو خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأحد الماضي "هل تريدون أن يمتلك هؤلاء أسلحة نووية والوسائل اللازمة لإيصالها إليكم؟".
وقال لشبكة "إيه بي سي نيوز" في اليوم التالي "اليوم، تل أبيب. وغدا نيويورك"، متحدثا عن سعي إيران إلى تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى السواحل الأمريكية في المستقبل.
جاءت حملته الإعلامية الواسعة بعد محادثات مكثفة بين نتانياهو وترامب لم يكن الانسجام سيد الموقف فيها باستمرار هذا العام، إذ استُقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي مرتين في البيت الأبيض منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى السلطة في يناير.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية لم تُسمها، الثلاثاء بأن نتانياهو طلب من ترامب في اجتماع بينهما في أبريل قنابل خارقة للتحصينات أمريكية الصنع قادرة على الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، لكن طلبه قوبل بالرفض.
بعد انتخابه بفضل معارضته التدخلات الأمريكية في الخارج ومواجهته "دعاة الحرب" المفترضين في الحزب الديموقراطي، بدا ترامب مترددا في زج واشنطن في حرب أخرى في الشرق الأوسط لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الرأي العام.
ويُعارض جزء كبير من تحالفه اليميني "مايك أمريكا غرايت أغاين" ("لنجعل أمريكا عظيمة مجددا")، المعروف اختصارا بـ"ماغا" MAGA، بشدة التدخل الأمريكي، بمن فيهم نائب الرئيس جاي دي فانس ورئيسة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد وشخصيات إعلامية مؤثرة مثل ستيف بانون وتاكر كارلسون.
لكن قطب العقارات السابق قال بوضوح الأربعاء إنه يفكر في الانضمام إلى الحملة الإسرائيلية مباشرة، ما أثار احتمال استخدام قنابل "جي بي يو-57" GBU-57 الخارقة للتحصينات ضد محطة فوردو، أبرز منشأة لتخزين اليورانيوم تحت الأرض في إيران.
قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض عندما سُئل عما إذا كان قد قرر شن ضربات جوية أمريكية "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل".
وأوضح الخميس أنه سيتخذ قراره النهائي في هذا الشأن "خلال الأسبوعين المقبلين".
وفي حديثه عبر بودكاست War Room ("غرفة الحرب") الأربعاء، عبّر بانون، الخبير الاستراتيجي السابق لترامب، عن غضبه الشديد من نتانياهو الذي قدّم "مواعظ" لأمريكا وبدأ حربا لا يستطيع إنهاءها بمفرده.
وقال "لا تفكروا باللجوء إلينا لإنهاء هذه الحرب".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي يكشف ارتفاع وفيات مواليد غزة بنسبة 75 بالمئة في الأشهر الأخيرة
كشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" يوم الأربعاء عن ارتفاع حاد في معدلات وفيات المواليد الجدد في قطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحرب، إذ زادت الوفيات في يوم الولادة بنسبة 75 بالمئة مقارنة بما قبل الإبادة.
ووفقا لأرقام المنظمة، فقد توفي 141 رضيعا في يوم ولادتهم خلال الفترة بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر، حيث يرجح أن يكون سوء تغذية الأمهات أثناء الحمل سببا رئيسيا في هذا الارتفاع.
كما سجلت اليونيسف وفاة 1380 رضيعا يعانون من نقص الوزن شهريا خلال الأشهر نفسها، وهو ما يعادل ضعف المعدل المسجل قبل الإبادة.
وشهد قطاع غزة منذ بداية عام 2025 زيادة ملحوظة في عدد المواليد ذوي الوزن المنخفض (أقل من 2.5 كيلوغرام)، إذ ارتفع العدد من 250 مولودا شهريا قبل الحرب إلى 300 مولود في النصف الأول من 2025، ليصل بعد يوليو إلى 460 مولودا شهريا.
وتشير الأرقام إلى أن نسبة هؤلاء المواليد بلغت أكثر من 10 بالمئة من إجمالي المواليد، ويعزى ذلك جزئيا إلى انخفاض عدد الولادات خلال الحرب.
وقالت مديرة الاتصالات في اليونيسف، تيس إنغرام، خلال مؤتمر صحفي في قصر الأمم بجنيف يوم الثلاثاء، إن انخفاض وزن المواليد عادة ما ينتج عن سوء تغذية الأم وزيادة التوتر وقلة الرعاية الصحية قبل الولادة، مضيفة أن هذه العوامل الثلاثة متوفرة في غزة، وأن الاستجابة لا تزال دون المستوى المطلوب.
اظهار ألبوم ليست
وذكرت إنغرام أنها شاهدت في غزة أطفالا حديثي الولادة يقل وزن الواحد منهم عن كيلوغرام، وأن صدورهم كانت تنقبض في محاولة للبقاء على قيد الحياة، مؤكدة أن الأطفال منخفضي الوزن عند الولادة يواجهون خطر وفاة يزيد 20 مرة مقارنة بالأطفال ذوي الوزن الطبيعي.
وأضافت إنغرام أن المستشفيات في غزة عاجزة عن توفير الرعاية اللازمة لهؤلاء الأطفال بسبب تدمير النظام الصحي، ووفاة ونزوح الكوادر الطبية، إضافة إلى العوائق التي فرضها الاحتلال والتي منعت دخول إمدادات طبية أساسية.
وشددت على أن هذا التسلسل من الأذى من الأم إلى الطفل كان من الممكن منعه، مؤكدة "أنه لا ينبغي إيذاء أي طفل في الحرب قبل أن يتنفس أول أنفاسه".
وكانت وزارة الصحة في غزة قد حذرت في تموز/يوليو من ارتفاع الوفيات الناتجة عن المجاعة، وبشأن النساء الحوامل اللواتي عشن فترة نقص الغذاء أنجبن أطفالا ناقصي الوزن، ما جعلهم أكثر عرضة للأمراض والوفاة أثناء الولادة أو بعدها، خاصة في ظل تدهور الوضع الصحي في القطاع.
ووفقا لليونيسف، فإن 38 بالمئة من النساء الحوامل اللاتي خضعن للفحص بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر كن يعانين من سوء تغذية حاد.