في 20 يونيو الجاري، تترقب الأوساط الليبية والدولية انطلاق جولة جديدة من اجتماعات مسار برلين حول ليبيا، برعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة دولية «مصر والإمارات والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي».

ويهدف المؤتمر إلى إحياء المسار السياسي بعد فشل الحلول المحلية في تحقيق توافق دستوري أو انتخابات، كما يأتي عقب حالة الانسداد السياسي والتوتر الأمني، الذي تفاقم بعد مقتل قائد مليشيا مسلحة يدعى عبد الغني الككلي، في الأول من مايو الماضي، وتصاعد التوتر في العاصمة الليبية طرابلس بعد اغتيال الككلي، الذي كان يسيطر على أجهزة أمنية حيوية مثل جهاز دعم الاستقرار.

وطالب المجلس الرئاسي الليبي على لسان نائبيه، عبد الله اللافي وموسى الكوني، الأمم المتحدة بـ«خطط واقعية» تناسب الأزمة السياسية.

فيما يرى المحللون أن البعثة الأممية تسعى لإنقاذ العملية السياسية، عبر «برلين 3»، وقد تطرح تشكيل لجنة حوار جديدة مكونة من 60 عضوًا لاختيار حكومة انتقالية تنظم انتخابات خلال 18 شهرًا وتُعد مشروع دستور.

إلا أنها سبق وأن نظمت مؤتمر «برلين 2» في يونيو 2021، والذي ركز على دعم الانتخابات المقررة في ديسمبر 2021، لكنه فشل في كسر الجمود الدستوري، رغم تأكيده على شرعية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.

كما فشل مؤتمر برلين الذي سبقه في يناير 2020، بمبادرة ألمانية أممية لوقف الحرب الأهلية، والذي خرج بتوصيات بوقف إطلاق النار وسحب القوات الأجنبية، إلا أن تطبيقها ظل محدوداً.

في المقابل، يرى بعض السياسيين، أن الهدف الحقيقي للمؤتمر هو الضغط لانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، معتبرين أن الحديث عن الانتخابات وتوحيد المؤسسات الأمنية قد يكون مجرد «غطاء» لأجندات دولية.

وتعمل الأمم المتحدة، حاليًا على اختيار أفضل خيار من بين 4 مقترحات بالتشاور مع الأطراف المحلية والدولية، إلا أن معظم الليبيين يشككون بجدوى المؤتمر، وبمدى التزام الأطراف السياسية في ليبيا والقوى الأجنبية المحركة لها بمخرجاته.

وأكد النائب عبدالمنعم العرفي، أن «مؤتمر برلين 3» لن يختلف عما سبقه من المؤتمرات والجلسات الحوارية حول ليبيا، موضحا أنه «لا وجود لأي ضمانات لتنفيذ مخرجات المؤتمر بسبب تمسك الأطراف بمواقعها».

فيما قال عضو مجلس الدولة الاستشاري نوح المالطي، إن الدول القائمة على المشهد في ليبيا مسيرة وليست مخيرة للحلول، مشيرا إلى أن مؤتمر برلين لن يحمل أي حلول فعلية للأزمة التي تعيشها ليبيا، وعدد من الدولة المتداخلة تسارع إلى نهب خيرات البلاد بأيد ليبية، وأن بعض الأطراف الليبية تسعى للاستفادة الشخصية لزيادة ثرائهم.

بدوره، قال عضو مجلس النواب علي الصول، إن تحركات البعثة الأممية من خلال «برلين 3» لن تسهم في حل الأزمة، بل ستعيد الأمور إلى المربع الأول.

وأوضح أن إشراك أطراف غير فاعلة في العملية السياسية يُفاقم التجاذبات والانقسامات داخل المشهد الليبي، مؤكدًا أن البعثة الأممية تجاهلت التوافق السابق بين مجلسي النواب والدولة بشأن تشكيل حكومة موحدة.

وأشار إلى أن تركيز البعثة على الشق السياسي دون معالجة الملف الأمني سيُعطّل أي تقدم حقيقي في العملية السياسية، لافتًا إلى أن هذا التجاهل يزيد من تعقيد المشهد العام.

وختم: بأن «البعثة الأممية لم تتعامل بجدية مع الانفلات الأمني الذي شهدته طرابلس»، منتقداً طريقة عملها في العاصمة، وأضاف أن المسار الأممي يتجاهل المطالب الشعبية المشروعة.

يشار الى أن مصادر دبلوماسية كشفت عن قيام المبعوث الألماني الخاص إلى ليبيا كريستيان باك بزيارة سرية إلى طرابلس في أوائل يونيو؛ حيث بحث مع مسؤولين ليبيين وأطراف دولية إمكانية عقد مؤتمر «برلين 3» كمسار دولي جديد لإيجاد بديل للدبيبة، ويحافظ في الوقت نفسه على المصالح الأوروبية، ويبقى الحل في ليبيا مرهوناً بإرادة ليبية حقيقية لتجاوز الانقسام، وتسييرها وفق المصالح الوطنية.

بينما تُظهر أزمة طرابلس أن حل الأزمة الأمنية يجب أن يكون متوازياً مع الحل السياسي، وإلا ستظل ليبيا في دائرة العنف المزمن، وواقعة في مستنقع الهيمنة والتبعية للإرادة الخارجية.

الوسومليبيا مؤتمر برلين 3

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: ليبيا مؤتمر برلين 3 البعثة الأممیة مؤتمر برلین برلین 3

إقرأ أيضاً:

البعثة الأممية: شباب ليبيون أكدوا أن المصالح الشخصية عامل أساسي لاستمرار الأزمة الليبية

شاركت مجموعة من 15 شابة وشابًا في ورشة عمل لبناء المهارات حول فض النزاعات، في جلسة تدريبية عن الوساطة، ضمن برنامج الشباب يشارك التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وخلال المناقشات حول الأسباب المحتملة للنزاعات، أشار المشاركون إلى أن المصلحة الذاتية بين الأطراف الفاعلة الرئيسية في ليبيا هي العامل الأساسي في استمرار الأزمة الليبية.

عُقدت الدورة التدريبية، ضمن برنامج الشباب يشارك التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بالتعاون مع قسم تمكين المرأة بالبعثة، وركزت على تحديد أسباب النزاع وكيفية الاستجابة لها.

قالت إحدى المشاركات: «لقد أبرز التدريب دور الوسيط بطريقة أوضح، فمن خلال هذا التدريب، تمكنت من تحديد عدة حالات لعب فيها والدي – على سبيل المثال – دور الوسيط دون أن يدرك هو أو، كما أعتقد، أي منا ذلك».

الوسومالبعثة الاممية ليبيا

مقالات مشابهة

  • البعثة الأممية: شباب ليبيون أكدوا أن المصالح الشخصية عامل أساسي لاستمرار الأزمة الليبية
  • النعمي: ليبيا آخر من يعلم في مؤتمر برلين ولا توافق دولي هناك 
  • مؤتمر برلين 3 .. هل ينهي سنوات الدم في ليبيا أم يمدد عمر الأزمة؟
  • مؤتمر دولي في برلين بخصوص ليبيا.. هل يساهم في تحريك الجمود السياسي؟
  • المالطي: مؤتمر برلين لن يحمل أي حلول فعلية للأزمة في ليبيا   
  • انتقادات للبعثة الأممية بعد جلسة نقاش حول ليبيا.. واتهامات بتكميم الأفواه
  • العرفي: مؤتمر برلين 3 لن يختلف عما سبقه من جلسات حوارية حول ليبيا
  • البرلمان يستعرض مع كروسلاك أداء البعثة الأممية ويطالب بإستراتيجية جديدة
  • مجلس النواب يبحث مع «كروسلاك» آليات الإصلاح السياسي ودور البعثة الأممية