محادثات إيرانية أوروبية بجنيف وعراقجي: لا حوار مع واشنطن
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
بدأت اليوم الجمعة في جنيف بسويسرا محادثات حول البرنامج النووي الإيراني بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظرائه في الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، على وقع الحرب المتواصلة لليوم الثامن بين إيران وإسرائيل.
ويهدف اللقاء -الذي قالت وسائل إعلام أميركية إنه يعقد بالتنسيق مع واشنطن- إلى إقناع إيران بتقديم ضمانات قوية بأن برنامجها النووي سيكون لأغراض مدنية فقط.
وقال عراقجي إن المفاوضات -التي حضرتها ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والخارجية كايا كالاس– تقتصر على الملف النووي والملفات الإقليمية. وأضاف أن قدرات إيران الصاروخية غير قابلة للتفاوض مع أي طرف، وهي تهدف إلى حماية البلاد وتحقيق الردع.
وجدد رفض بلاده إجراء أي حوار مع الولايات المتحدة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي عليها، مضيفا في مقابلة تلفزيونية أن واشنطن أرسلت رسائل جدية للتفاوض، لكن طهران رفضتها، مؤكدًا أن بلاده تحمّل الولايات المتحدة مسؤولية المشاركة في الجرائم والعدوان الإسرائيلي على أراضيها.
وقال عراقجي إن إسرائيل "هاجمت منشآتنا النووية السلمية رغم أنها تحت الرقابة الدولية، لذلك نطالب الموقعين على اتفاق جنيف بتحمل المسؤولية حيال العدوان الإسرائيلي علينا".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أن الأوروبيين سيقدمون عرضا تفاوضيا شاملا لإيران يشمل مسألة تمويل حلفائها في الشرق الأوسط، كما صرح بأن الدول الأوروبية تأمل في تقديم "حل دبلوماسي" لوضع حد للحرب في المحادثات.
وتهدف المحادثات -وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي ألماني- إلى إقناع الجانب الإيراني بتقديم ضمانات قاطعة بأنه سيستخدم برنامجه النووي للأغراض المدنية فقط.
وألغيت الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران -والتي كان من المقرر عقدها في سلطنة عمان- بعدما بدأت إسرائيل هجماتها غير المسبوقة على الأراضي الإيرانية مستهدفة منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية وأحياء سكنية.
إعلان الموقف الإسرائيليوفي المعسكر المقابل، قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان بشأن محادثات جنيف إنه "إذا كانت مجرد جولة أخرى من المحادثات فهذا أمر لا يمكننا قبوله"، مؤكدا على "الحاجة إلى جهود حقيقية لتفكيك قدرات إيران".
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اجتماعا عبر الفيديو عُقد أمس الخميس بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، وشارك فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، إضافة إلى جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي ووزير الدفاع بيت هيغسيث.
وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتخذ قرارا خلال الأسبوعين المقبلين بشأن ما إذا كان سيتدخل لدعم إسرائيل.
ومنذ فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل هجمات غير مسبوقة على إيران شملت قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين.
وبلغ عدد الضحايا الإيرانيين 224 قتيلا و1277 جريحا، معظمهم مدنيون، ومن جانبها ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة خلفت نحو 25 قتيلا إسرائيليا وأكثر من 2500 جريح، وفق بيان وزارة الصحة الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
طهران ترفض رسائل أمريكية للتفاوض حول النووي
البلاد (طهران)
زعم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، فداحسين مالكي، أمس (السبت)، أن الولايات المتحدة بعثت رسائل إلى طهران بهدف فتح محادثات حول البرنامج النووي، إلا أن إيران رفضت الدخول في أي مفاوضات في الوقت الراهن، رغم تأكيد وزارة الخارجية استعدادها للتفاوض أكثر من مرة.
وأوضح النائب الإيراني أن الرسائل الأمريكية وصلت عبر قنوات متعددة، لكنها تضمنت شروطاً مسبقة مثل التوقف الكامل عن التخصيب، وهو ما رفضته طهران بشكل قاطع، مؤكداً أن حق التخصيب مكفول لجميع الدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي، في حين أن إسرائيل، غير المنضمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك قدرات نووية عالية التخصيب دون رقابة.
يأتي تصريح النائب الإيراني بعد يومين من تصريحات رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، الذي أكد أن باب الدبلوماسية ما زال مفتوحاً، لكنه شدد على أن بعض الحقوق الدفاعية لإيران ليست موضوعاً للمساومة. كما أكدت شخصيات رسمية أخرى، من بينها المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني، وصول رسائل أميركية عبر وسطاء.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا خمس جولات من المحادثات النووية برعاية سلطنة عمان خلال عام 2025، من دون التوصل إلى نتائج حاسمة. وكان الوفد الإيراني يستعد للجولة السادسة حين شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً على منشآت داخل إيران، تلاه غارات جوية أمريكية على مواقع نووية مهمة، مما أدى إلى تعطيل جهود التفاوض لاحقاً، بما في ذلك المحادثات التي جرت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.