خطر التلوث الإشعاعي.. والمسؤولية الأخلاقية العالمية
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
لا يهدد العدوان الإسرائيلي على إيران البعد الوجودي للدولة، فقط، كما يروج الغرب، لكن الأمر يتجاوزه إلى تهديد إشعاعي طويل الأمد، وكارثة بيئية وصحية قد تُصيب المنطقة بأسرها، وتُخلخل توازنها لعقود طويلة قادمة.
وليست هذه المرة الأولى التي تفكر فيها إسرائيل في قصف منشآت نووية لدولة بينها وبينها نزاع عسكري؛ ففي عام1981، نفذت إسرائيل عملية «أوبرا» لتدمير مفاعل تموز النووي العراقي في بغداد.
والهجوم على منشآت كـ «نطنز» أو «بوشهر» الإيرانية لا يشبه قصف قاعدة جوية أو مركز قيادة، فهذه المنشآت تحتوي على مواد مشعة يكفي تسرب جزء ضئيل منها لتحويل مناطق واسعة إلى أراض غير صالحة للحياة لعشرات السنين. وإذا قررت إيران بدورها الرد بضرب منشآت نووية أو بيولوجية إسرائيلية، مثل مفاعل «ديمونا»، فإن الكارثة لن تبقى داخل حدود إسرائيل، بل ستتجاوزها إلى دول الخليج وبلاد الشام والأناضول.
وهذا الخوف ليس نظريا، فالعالم لا يزال يعاني من آثار كارثة تشيرنوبل عام 1986، والتي حولت جزءا كبيرا من أوكرانيا وبيلاروسيا إلى مناطق عزل إشعاعي. وقد أدت إلى إصابة آلاف الأشخاص بالسرطان، وفرضت تهجيرا طويل الأمد لعشرات الآلاف. أما في كارثة فوكوشيما باليابان عام 2011، فقد تسبّب زلزال وأمواج تسونامي بتعطيل نظام التبريد في المفاعل، وأدى تسرب الإشعاع إلى تلوث مساحات واسعة، وخسائر اقتصادية وبيئية بمليارات الدولارات.
لكن هذه الكوارث لم تحدث في سياق قصف عسكري، بل في ظروف «سلمية» نسبيا.. فماذا لو كان الانفجار ناجما عن صاروخ، والموقع جزءا من ساحة حرب، والمفاعل محاطا بأسلحة وصواريخ ووقود؟ الكارثة هنا ستكون مضاعفة، والقدرة على التدخل أو السيطرة معدومة. ورغم فداحة هذا التهديد، من الملاحظ الغياب المقلق لأي رد فعل حاسم من المجتمع الدولي، فمجلس الأمن صامت، والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تبدو في حجم الخطر الحقيقي للكارثة المتوقعة، بل إن البعض يعتقد أنها جزء أساسي من المشكلة. ولا يمكن تفسير هذا الصمت إلا باعتباره تواطؤا ضمنيا، أو على الأقل إفلاسا أخلاقيا في لحظة كان يفترض أن تُرفع فيها أقصى درجات التحذير.
والنتيجة أن إسرائيل تشعر بأنها طليقة اليد، في لحظة يعيش فيها العالم بعيدا عن أي نظام يحكم تحركاته أو يديرها. والخليج، الذي يبعد عن بوشهر بضع مئات من الكيلومترات فقط، قد يكون أول المتضررين من أي تسرب إشعاعي.
إن ما يجب إدراكه أن هذه الحرب خرجت من نطاق «ردع الردع» إلى احتمالات «ضرب البنية الوجودية». وفي حالة حدوث أي تسرب إشعاعي فإن سؤال من يربح الحرب ليس مهما ولكن المهم في تلك اللحظة هو من ينجو بيئيا، ومن يبقى قادرا على الحياة بعد أن يهدأ صوت القذائف. فالهواء لن يكون نظيفا، والماء قد يصبح ساما، والتربة لن تنبت. ومثل هذا الواقع يهدد حق الإنسان في الحياة، وحق الأجيال القادمة في البقاء.
ولهذا من المهم أن يتحرك المجتمع الدولي، من موقعه الأخلاقي قبل كل شيء ليضغط على جميع القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى إعلان المنشآت النووية، المدنية والعسكرية، مناطق حظر مطلق في أي نزاع عسكري.. ووقف الحرب من الطرفين بضمانات دولية حقيقية.
فالحروب قد تنتهي، لكن الإشعاع لا يعرف النهايات. والعواصم قد يُعاد بناؤها، لكن الهواء إذا تسمم، لا يمكن لأي دبلوماسية في العالم أن تطهره وتنقيه.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بعد وفاة طبيب وزوجته.. احذر «القاتل الصامت» في سيارتك
فارق طبيب جراح سوداني الجنسية يدعى عبد العزيز إدريس وزوجته، الحياة داخل سيارتهما، وذلك خلال عودتهما من الرياض بالسعودية إلى وطنهما، إثر تسرب غاز بالسيارة.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام سودانية، فإن الحادث وقع نتيجة تسرب غاز من نظام مكيف الهواء داخل السيارة، إذ كان الزوجين في طريقهما إلى بلدهما، ولكن قررا أن يأخذا قيلولة بجانب الطريق، وخلال نومهما تسرب الغاز وتراكم دون ظهور أي إنذار مسبق، وهو ما أودى بحياتهما على الفور.
ورجحت التحقيقات الأولية، أن الحادث نتج عن تسرب غاز مكيف الهواء داخل سيارتهما، مما أدى إلى إصابتهما باختناق، عقب تفعيل خاصية تدوير الهواء الداخلي في السيارة لفترة طويلة، وهي خاصية تمنع دخول الهواء النقي من الخارج وتعيد تدوير الهواء داخل المقصورة.
تسرب غاز الطبيعي في السيارة، مشكلة خطيرة لها أضرار، عند استخدامه بشكل غير صحيح، وتتمثل في تآكل أسطوانات المحرك والصمامات، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الكبريت الناتجة عن احتراق الغاز مقارنة بالبنزين والسولار.
ووفقًا لموقع syarah المتخصص بالسيارات، هناك 5 طرق للتعامل مع تسرب غاز المكيف بالسيارة:
- في حالة وجود تسرب مشتبه به أو مؤكد لغاز التبريد، على الفور، قم بإيقاف تشغيل مكيف الهواء.
- وأيضا وقف مصدر الطاقة، إذ يؤدي إلى بعض الأحيان معالجة التسريبات، والتي يمكن التحكم فيها باستخدام مواد مانعة للتسرب.
- تجنب استنشاق داخل السيارة، وفتح الأبواب والنوافذ للتهوية
- كما يجب تجنب إصلاح التسرب ذاتيا، إذا كان كبيرًا، إذ تؤدي الغازات السامة إلى الضرر بالحالة الصحية.
- ومنع النظر للأخطار التي تشكلها المادة، يجب على المحترف المرخص فقط إجراء الإصلاح.
بالنسبة لتسريبات غاز التبريد الأكبر، فإن الحل الوحيد هو الاتصال بمراكز الصيانة بعد إغلاق التسرب، قد يكون من الضروري إجراء إعادة تشغيل مكيف الهواء وهي تتضمن إزالة التيار المبرد المتبقي داخل وحدة التيار المتردد واستبداله بمصدر.