سواليف:
2025-08-09@06:07:36 GMT

الضربة الأميركية لإيران.. هل ربحت إسرائيل المعركة؟

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

#سواليف

كتب .. #إيهاب_جبارين
محلل سياسي وخبير في الشؤون الإسرائيلية

في #الحرب كما في #السياسة، ليس المطلوب دائمًا #الانتصار، بل أحيانًا يكفي أن تبدو كمن يملك زمام المبادرة. أن تُقنع خصمك، أو جمهورك، أو حلفاءك، بأنك أنت من يُدير اللعبة، حتى لو كنت على شفير الهاوية.

هكذا يمكن فهم سلوك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين #نتنياهو في الأسبوع الذي أعقب التصعيد المفاجئ ضد #إيران.

مقالات ذات صلة صور أقمار صناعية.. “نشاط غير اعتيادي للشاحنات ” في منشأة فوردو يومي 19 و 20 حزيران 2025/06/22

سلسلة ضربات نوعية في العمق الإيراني، رسائل متناقضة في الاتجاهات كافة، واستدعاء مقصود لخطاب القوة والسيادة. وكأنّ نتنياهو، الذي يفقد السيطرة على غزة، والشارع الداخلي، اختار الهروب إلى الأمام، لكن بثوب الزعيم الذي لا يزال يُمسك بالخيوط.. وإن كانت محترقة.


مشهد البدايات: لا حسم في #غزة ولا #صفقة في الأفق

حتى مطلع يونيو/ حزيران 2025، كانت إسرائيل تقف أمام واحد من أعقد مشاهدها الإستراتيجية منذ نشأتها. لا نصر في غزة، ولا صفقة في الأفق.

إدارة #ترامب تضغط بأدواتها الخجولة لإيقاف النار، في ظل تردد مؤسسات القرار في واشنطن عن الانجرار إلى معركة غير محسوبة، كما أشار تقرير نشره موقع “أكسيوس” الأسبوع الماضي حول تحفظات البنتاغون من التصعيد المباشر مع طهران.

الجيش منهك، والمجتمع الدولي ينقلب. الجبهة مفتوحة ومكلفة، والضربات الحوثية مستمرة، والداخل الإسرائيلي يئنّ تحت ضربات الصواريخ، وانهيار الثقة، وانقسام النخب.

في موازاة هذا الانسداد، بدأت تتبلور داخل المؤسسة الأمنية والسياسية نقاشات أكثر جرأة:

هل الوقت قد حان لصفقة تبادل كبرى في غزة، حتى لو سُوّقت كهزيمة؟أم إن المطلوب هو #معركة_جديدة، تعيد ضبط الطاولة وتُخرج إسرائيل من الحصار الإستراتيجي؟

خيار الصفقة بدا باهتًا لنتنياهو، لأنه يحمل بذور نهايته السياسية. أما التصعيد ضد إيران، فكان في نظره ورقة مزدوجة: أولًا، لحرف الأنظار؛ وثانيًا، لدفع أميركا نحو التدخل.. في اللحظة التي يبدو فيها أن الجميع- بمن فيهم ترامب- يفضّلون التهدئة.

نحو #طهران: الهروب إلى الأمام لا يعني الجنون

قرار الضربة الأميركية على إيران التي نُفّذت اليوم لم يكن مجرّد مغامرة عسكرية، بل جاء تتويجًا لحسابات متراكمة داخليًا وإقليميًا. فإسرائيل بمفردها لا تستطيع تدمير المنشآت النووية الإيرانية، إذ إن مفاعل فوردو مدفون تحت الجبال، ونطنز الجديدة محصّنة إلى درجة تجعل القصف من بُعدٍ عديم الجدوى. وهذه الحقيقة يدركها الموساد، ويُقرّ بها قادة الجيش الإسرائيلي، وعلى رأسهم المتشدد إيال زمير، رئيس الأركان.

لكن إسرائيل تملك شيئًا آخر: القدرة على التصعيد المدروس، وعلى خلط الأوراق وخلق أزمة دولية تُحرج واشنطن وتُجبرها على التحرك ويبدو أنها نجحت في ذلك.

هنا يبرز السؤال الجوهري بعد الضربة الأميركية التي نُفّذت اليوم: هل جاء التدخل العسكري لإنهاء التهديد الإيراني بالفعل، أم أن واشنطن تتعمّد استخدامه كورقة ضغط تمهّد لتسوية أوسع مع طهران، تتجاوز الحسابات الإسرائيلية وتعيد رسم المشهد على طاولة المفاوضات؟

ورغم أن نتنياهو يراهن على الخيار الأول، فإنه يدرك، في قرارة نفسه، أن ترامب، الذي اقترب من نهاية ولايته الانتخابية، لن يكون مستعدًا للانخراط في حرب شاملة وطويلة المدى.


من الخطاب إلى الواقع: عنف الكلمات أم عنف الفعل؟

في الداخل، لجأ نتنياهو إلى سلاحه المفضل: الخطاب الناري. “نستطيع ضرب كل منشآت إيران”، “نريد أن تأتي طهران راكعة”، “اغتيال نصر الله كسر العمود الفقري للمحور الإيراني”.

خطاب منتفخ، يتغذى على الصور الجوية والمصطلحات التاريخية. لكن خلف هذا الاستعراض، تقف الحقيقة المرّة: إسرائيل، في كل سيناريو، لا تستطيع الاستغناء عن أميركا؛ إذا أرادت إسقاط النظام الإيراني، فإن مفاتيح ذلك في البنتاغون. وإذا أرادت تدمير المنشآت النووية، تحتاج القاذفات الأميركية. وإذا أجبرت على صفقة دبلوماسية، فلا بد من مظلة واشنطن.

وهكذا، وبعد الضربة الأميركية على إيران اليوم، يصبح السؤال العكسي هو الأهم: هل تتنازل إسرائيل وتسمح لواشنطن بالمشاركة في رسم ملامح النهاية؟ أم تحاول الاحتفاظ لنفسها وحدها بحق إشعال النار؟
من بيرل هاربر إلى هيروشيما: غواية المقارنات

في محاولة لتضخيم الحدث، لجأ مسؤولون وكتّاب في إسرائيل إلى استعارات تاريخية:

“بيرل هاربر المعكوسة”، “هيروشيما إيرانية”، بل وصل الأمر بالبعض إلى الحديث عن “الضربة التي ستغيّر الشرق الأوسط كما غيّرته 1967”.

لكن هذا الغرق في التاريخ يكشف عن هشاشة أكثر مما يعكس قوة. فردّ إيران لم يتأخر، وطال مواقع حساسة، ما أدى إلى حالة من “الانسعار” داخل دوائر الرقابة العسكرية والحكومية.

خلال ساعات، تم فرض إجراءات احترازية ضد الإعلام الأجنبي وصلت حد مصادرة أدوات وتحقيق مع مراسلين عرب، وفرضت الرقابة العسكرية قيودًا فورية على نشر تفاصيل الضربات، حتى تلك التي وثقها السكان عبر الفيديو.

الهدف لم يكن فقط التكتّم الأمني، بل إنقاذ سردية “اليد العليا” قبل أن تنكشف في البث المباشر.

على الجبهة الداخلية، سجلت أكثر من 22 ألف مطالبة بالتعويضات، وفقًا لتقديرات هيئة الطوارئ الإسرائيلية، بينما أشارت تقارير إعلامية عبرية إلى تهجير ما يزيد عن 8 آلاف إسرائيلي من مناطق منكوبة، وتراجع حجوزات السياحة الداخلية بنسبة 40٪، ناهيك عن إغلاق المجال الجوي بالكامل.

ومع ذلك، لم ينفجر الشارع بعد. لم تخرج مظاهرات عارمة من ذوي الأسرى مثلًا، ولم يُسحب بساط السخط على الحكومة.. والسبب؟

هو أن نتنياهو نجح على مدى عشرين عامًا في تسويق الحرب كقضية “وجودية”، تعيد رواية 1967، وتُخفي ملامح الانكسار السابق والآتي. لكن هذا التماسك قد لا يصمد طويلًا، خاصة إذا طال أمد الحرب، أو فشلت الضربات في تغيير قواعد اللعبة.


رد إيران: بين الاستعراض والتحذير

المفارقة أن الرد الإيراني، رغم كونه محدودًا، أعاد تعريف المعركة في الوعي الإسرائيلي. في معهد أبحاث الأمن القومي (INSS)، برزت تحليلات تعتبر أن طهران اختارت ردًا محسوبًا، “يُظهر القدرة دون دفعٍ نحو حرب شاملة”. وفي المقابل، رأت بعض الدوائر الأمنية أن الرد، بحد ذاته، يؤكد اختراق إسرائيل “خطوطًا حمراء” إيرانية، ما يفتح الباب لمزيد من التصعيد.

اللافت أن التباين لا يقتصر على المؤسسات البحثية، بل يمتد إلى النخب السياسية: بينما يروّج نتنياهو لـ”الإنجازات الكبرى”، خرجت النخب العقلانية لتحذر من “مغامرة بلا إستراتيجية”، فيما عبّر آخرون عن قلقهم من أن “يُدخلنا نتنياهو في مواجهة مفتوحة من أجل بقائه السياسي”.


كيف ترى إسرائيل إيران اليوم؟

من وجهة نظر إسرائيل، لم تكن إيران مجرّد دولة تسعى لامتلاك قنبلة نووية، بل هي رأس محور يمتد من اليمن إلى غزة، مرورًا بالعراق ولبنان.

لكن إسرائيل تتعامل مع إيران بطريقة مختلفة تمامًا عن تعاملها مع حزب الله أو حماس: مع الحركات المقاومة، المعركة استخباراتية وتكتيكية، تركز على تصفية القيادات وتفكيك البنى. أما مع إيران، فالمعركة رمزية وإستراتيجية: تدمير البنى التحتية السيادية، تفكيك الردع، وتحويل الدولة إلى “سماء مستباحة”، كما كتب أحد المحللين في “إسرائيل اليوم”.

الهدف ليس فقط الردع، بل التشويه الكلي للصورة الإيرانية، ودفعها نحو الفشل الذاتي، دون الحاجة إلى احتلال أو اجتياح، معقد بحد ذاته.

إسرائيل اليوم ليست فقط أمام مفترق طرق، بل أمام مرآة قد تكشف هشاشتها العميقة؛ في غزة، لم تحقق أيًا من أهدافها. وعلى الجبهة الداخلية تعيش حالة استنزاف كامل يعيد تعريفها. ودوليًا، تفقد الشرعية كل يوم. وفي أميركا، حتى أقرب الحلفاء يطالبونها بالتهدئة.

وفي خضم هذا التآكل، تأتي الضربة على إيران كقشة أخيرة لإعادة الإمساك بالمسرح. لكنها قد تكون أيضًا القفزة الأخيرة في الفراغ. فبدون صفقةٍ تُنهي حرب غزة، أو اتفاقٍ يجمّد النووي الإيراني، فإن إسرائيل تكون قد أحرقت أوراقها في الشرق الأوسط.. لتبقى بلا أوراق.

الخطر الحقيقي لا يكمن في حجم الضربة، بل في غياب إستراتيجية الخروج. والمأزق لا يتجسد في طهران أو غزة فقط، بل في عجز إسرائيل عن ترجمة فائض القوة إلى إنجاز سياسي مستدام.

عند هذه النقطة، تصبح كل جبهة مفتوحة عبئًا مضافًا، لا فرصة جديدة. وكل صاروخ يُطلق قد يُقرب إسرائيل من لحظة مواجهة كبرى.. مع ذاتها قبل غيرها. فما يبدو كخطوة هجومية متقدمة، قد يتحوّل إلى خط الانكسار. خصوصًا حين تُخاض الحروب بلا سقف، وبلا خطة، وبلا شركاء.

ربما لهذا، تبدو إسرائيل الآن أكثر قوةً من أي وقت.. وأكثر هشاشة من أي وقت!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الحرب السياسة الانتصار نتنياهو إيران غزة صفقة ترامب معركة جديدة طهران الضربة الأمیرکیة

إقرأ أيضاً:

موكا موكا فى اعترافات صادمة: ربحت من نشر الفيديوهات المخلة وتاجرت فى المخدرات

لم تتردد صانعة المحتوى الشهيرة بـ"موكا موكا" في الاعتراف أمام جهات التحقيق بأنها اعتادت نشر فيديوهات خادشة للحياء على منصات التواصل، بهدف جذب أكبر عدد من المتابعين وتحقيق أرباح طائلة من المشاهدات والإعلانات، مؤكدة أنها لجأت إلى إثارة الجدل و"الابتذال المقصود" بحثًا عن الشهرة والمال، وأضافت أنها كانت تعلم بأن ما تبثه من ألفاظ وإيحاءات يتعارض مع قيم المجتمع المصري، لكنها لم تكن تتوقع أن يتم ضبطها سريعًا.

وبتفتيشها ضبطت قوات الأمن بحوزتها كميات من مخدري الحشيش والبودر، وبمواجهتها أقرت بأنها كانت تحتفظ بهما بغرض الاتجار.

هذه الوقائع المثيرة كشفتها وزارة الداخلية في بيان رسمي، حيث أكدت أن ضبط المتهمة جاء بعد ورود عدد من البلاغات ضدها تتهمها بنشر محتوى مخل عبر مواقع التواصل يتضمن إيحاءات وألفاظًا إباحية فجة تتنافى مع القيم والتقاليد، وتؤثر بالسلب على النشء. وبعد استصدار إذن من النيابة تم ضبط المتهمة في الجيزة، وهي معروفة للأجهزة الأمنية ومسجلة جنائيًا، وتبين تورطها في أكثر من واقعة مشابهة.

تأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة جرائم مشابهة تورط فيها عدد من صناع المحتوى على مواقع تيك توك ويوتيوب وفيسبوك، الذين استغلوا تلك المنصات لنشر محتوى خادش ومخل بالآداب العامة طمعًا في الربح السريع، ووقعت العديد من هذه الأسماء تحت طائلة القانون مؤخرًا.

ويواجه المتهمون في مثل هذه القضايا عدة اتهامات يعاقب عليها قانون العقوبات وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، إذ تنص المادة 25 من قانون الإنترنت رقم 175 لسنة 2018 على معاقبة كل من ينشر محتوى من شأنه المساس بالقيم الأسرية والآداب العامة بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة قد تصل إلى مائة ألف جنيه، فضلًا عن إمكانية توجيه تهم تتعلق بالإتجار في المخدرات والتي تصل عقوبتها إلى السجن المشدد.

وتواصل وزارة الداخلية حملاتها لضبط هذا النوع من الجرائم الرقمية الأخلاقية، في إطار الحفاظ على القيم المجتمعية وردع من يحاولون هدمها تحت مسمى الشهرة وصناعة المحتوى.

 



مقالات مشابهة

  • إيران تستعد لمعركة مصيرية
  • وزير الخارجية ونظيره الإيراني يبحثان خطط إسرائيل بشأن احتلال غزة
  • موكا موكا فى اعترافات صادمة: ربحت من نشر الفيديوهات المخلة وتاجرت فى المخدرات
  • رئيس الأركان الإيراني: إسرائيل فقدت قوتها.. ونتنياهو يشعل الحروب لإنقاذ نفسه
  • إيران تكشف تلقي رسائل أمريكية وتضع شرطًا لـ "إستئناف المفاوضات"
  • في مواجهة محتملة .. ترامب يهدد بضربة عسكرية جديدة لإيران حال مواصلة برنامجها النووي
  • طهران تعدم متهماً بالتجسس لصالح إسرائيل
  • بـقانون جديد.. العراق في مرمى العقوبات الأميركية لتجفيف تمويل طهران
  • هل تغير موقف إيران من أذربيجان وممر زنغزور؟
  • إيران تنفذ الإعدام بحق متخابر للاحتلال.. تسبب باغتيال عالم نووي