تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق.. جرحٌ ينكأ ذاكرة العنف الطائفي(تقرير)
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
في صباح دامٍ لا يختلف كثيرًا عن أيام الحرب التي عاشتها سوريا لعقد كامل، عاد صوت الانفجارات ليخترق جدران العاصمة، وهذه المرة من داخل أحد بيوت الله؛ استهدف هجوم انتحاري كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، أثناء قداس يوم الأحد، مخلفًا عشرات القتلى والجرحى، في مشهد هزّ وجدان السوريين، وأعاد إلى الأذهان سنوات النزف الطائفي.
داخل الكنيسة، كانت الأجراس تُقرع والصلوات تتلى، قبل أن يقتحم مسلح المكان ويبدأ بإطلاق النار بشكل عشوائي على المصلين، ثم فجّر نفسه بحزام ناسف وسط الحشود. دقائق معدودة حولت القداس إلى مأساة، وصدى الانفجار اخترق جدران الطمأنينة التي بدأت تتشكل في دمشق بعد سنوات من الصراع.
وزارة الداخلية السورية أكدت أن منفذ الهجوم ينتمي لتنظيم "داعش"، في ما اعتبر أول هجوم انتحاري يستهدف كنيسة داخل دمشق منذ سنوات. التحقيقات لا تزال جارية، وسط حديث عن احتمال وجود مهاجم ثانٍ فرّ من موقع التفجير بعد إطلاق النار.
الحصيلة كانت ثقيلة: 20 قتيلًا و52 جريحًا، وفقًا للبيانات الرسمية، بينهم نساء وأطفال كانوا قد اعتادوا القداس الأسبوعي في الكنيسة التي تعد من أقدم الكنائس الكاثوليكية في دمشق، وتحمل رمزية دينية واجتماعية لأبناء الحي.
صدى الحادث لم يبقَ في حدود العاصمة؛ إذ توالت الإدانات من مؤسسات رسمية ودولية، كان أبرزها بيان من الأمم المتحدة يدعو لحماية دور العبادة واحترام حرية الأديان؛ كما عبّرت المنظمة الآشورية العالمية عن صدمتها، واعتبرت الحادث "استهدافًا ممنهجًا للمسيحيين في سوريا"، ودعت إلى وقفة جادة ضد موجات التطرف المتجدد.
السلطات السورية من جانبها سارعت لتشديد الإجراءات الأمنية، وفرضت طوقًا مشددًا حول دور العبادة المسيحية، كما دعت المواطنين للإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، في محاولة للسيطرة على الموقف ومنع تكرار المأساة.
في بلد أنهكته الحرب وبدأ بالكاد يستعيد بعضًا من توازنه، يشكّل الهجوم على كنيسة مار إلياس نكسة قاسية، وتذكيرًا دامغًا بأن خطر التطرف لا يزال كامنًا، وأن معركة سوريا من أجل السلام والتعايش لم تنتهِ بعد.
الدماء التي سالت في الدويلعة صباح هذا الأحد، لم تكن فقط ضحايا انفجار، بل جرس إنذار جديد بأن الأمل بحاجة إلى حماية، وأن التعايش لا يزال هشًا، في وطن يحاول أن ينهض من تحت ركام الذاكرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوريا تفجير كنيسة مار الياس دمشق الدويلعة العنف الطائفي داعش الارهاب المسيحيون في سوريا دور العبادة التطرف الحرب السورية السلام التعايش الأمم المتحدة الأمن السوري التنظيمات الإرهابية
إقرأ أيضاً:
سوريا تجهض مخططاً إرهابياً يستهدف كنيسة
البلاد (دمشق)
أحبطت وزارة الداخلية السورية محاولة لتنفيذ هجوم إرهابي؛ استهدف كنيسة مار إلياس المارونية في قرية الخريبات بريف مدينة طرطوس الساحلية، في خطوة تعكس استمرار التهديدات الأمنية التي تواجهها البلاد رغم التحولات السياسية التي شهدتها خلال الأشهر الماضية.
وأكدت الوزارة في بيان أمس (الأربعاء) أن وحدة المهام الخاصة تمكنت- بعد رصد دقيق وتنفيذ كمين محكم- من اعتقال عنصرين يتبعان لإحدى المجموعات الخارجة عن القانون المرتبطة بفلول النظام السابق، كانا في طريقهما لتنفيذ العملية الإرهابية. وقد ضُبط بحوزتهما عبوة ناسفة وأوراق تحمل عبارات تهديد ووعيد، بالإضافة إلى علم لتنظيم داعش، ما يشير إلى محاولة لخلط الرسائل والدوافع بين من يوصفون بفلول النظام البائد وبقايا التنظيم الإرهابي.
ونشرت الوزارة صورًا للمضبوطات التي وُجدت مع الموقوفين، في إطار سياسة إعلامية، تهدف إلى طمأنة الرأي العام وإبراز كفاءة الأجهزة الأمنية في التصدي لما تصفه بـ”التهديدات المتعددة المصادر”. وتعيد هذه المحاولة الفاشلة إلى الأذهان الهجوم الدموي الذي شهدته منطقة الدويلعة بدمشق في يونيو الماضي، عندما اقتحم مسلحان كنيسة مار إلياس وفتحا النار على المصلين، ما أدى إلى مقتل نحو 25 شخصًا. وكانت وزارة الداخلية قد كشفت حينها أن المنفذين تسللا من مخيم الهول عبر البادية، وأنهما ينتميان إلى تنظيم داعش، مشيرة إلى إحباط محاولة تفجير انتحاري أخرى في مقام السيدة زينب بريف دمشق عبر اعتقال أحد العنصرين قبل تنفيذ عمليته.
وتواجه سوريا منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024 مشهداً أمنياً معقدًا، حيث تؤكد السلطات الجديدة استمرار خطر فلول النظام السابق إلى جانب بقايا تنظيم داعش، رغم تراجع نشاط التنظيم بشكل كبير واقتصار وجوده على جيوب صغيرة في مناطق البادية. وبينما تسعى الحكومة إلى فرض السيطرة الأمنية الكاملة، لا تزال الحوادث المتفرقة والتسللات من الحدود والمخيمات تشكل تحديًا حقيقيًا لمسار الاستقرار الهش.