قالت مجلة لوبوان إن قرار السلطات النيجيرية بتأميم منجم سومير لليورانيوم أحدث موجة من الصدمة في قطاع اليورانيوم الحساس في غرب أفريقيا، وزاد من التوتر بين باريس ونيامي.

ودانت مجموعة أورانو الفرنسية وريثة شركة أريفا، "طردها الوحشي" من النيجر عقب تأميم المنجم الذي تديره منذ أكثر من 50 عاما، والذي جاء كخطوة من تصعيد التوتر بين النيجر وفرنسا على إثر الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2023 والتدهور السريع في العلاقات الثنائية الذي تبعه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من الجنرال "غوريلا" الذي خطط ونفذ عملية "مطرقة منتصف الليل"؟list 2 of 2نيويورك تايمز: الشرق الأوسط يخشى ما قد ينتظره بعد الحرب ضد إيرانend of list

ولإلقاء الضوء على هذا الموضوع طرحت المجلة 4 أسئلة في افتتاحيتها:

منشأة سومير لتعدين اليورانيوم التابعة لشركة أريفا في أرليت (رويترز) ماذا حدث في سومير؟

وأوضحت المجلة أن شركة "مناجم آيير" (سومير)، الواقعة في أرليت شمال النيجر، ركيزة تاريخية للاقتصاد النيجيري، تمتلك شركة أورانو 63.4% منها، وتعود 36.6% الباقية للحكومة النيجيرية، وهي تعمل منذ عام 1971، وتنتج ما يقرب من 2500 طن من اليورانيوم سنويا، وهو ما يقدر بنحو 10% من الإنتاج العالمي.

غير أن المجلس العسكري الذي استولى على السلطة بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم اتهم المجموعة الفرنسية بتقويض هذه الشراكة، والاستيلاء على حصة غير متناسبة من الأرباح، وإعاقة الاستثمار المحلي، عندما "أوقفت شركة أورانو الإنتاج من جانب واحد، وأجلت موظفيها المغتربين، وقطعت الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر الخاصة بالمنجم، مما عرض الاقتصاد المحلي للخطر"، حسب بيان رسمي نيجيري، وبالتالي، جاء قرار تأميم منجم سومير "كإجراء سيادي ضروري".

لماذا الآن؟

شهد الوضع توترا حادا منذ انقلاب يوليو/تموز 2023، الذي أوصل إلى السلطة مجلسا عسكريا معارضا بشدة للنفوذ الفرنسي في المنطقة -حسب المجلة- وقال الخبير في الموارد الأفريقية إيمانويل دوبون لصحيفة نيويورك تايمز إن "هذا التأميم جزء من رغبة واضحة في الانفصال عن نظام التبعية القديم".

إعلان

ونبهت المجلة إلى أن الانفصال عن أورانو يشير إلى التحول الجيوسياسي في غرب أفريقيا، خاصة أن تعليق عمليات أورانو أدى إلى انخفاض عائدات النيجر من التعدين بنسبة 15% في الربع الأول من عام 2025، وأضعف اقتصادها الذي يعاني أصلا، وأثر كثيرا على منطقة أرليت حيث يقع المنجم، لأنها تعتمد بشكل أساسي على عائدات اليورانيوم.

هذا التأميم جزء من رغبة واضحة في الانفصال عن نظام التبعية القديم

بواسطة إيمانويل دوبون

ماذا تقول أورانو؟

وتدين أورانو "التأميم غير القانوني وغير المبرر"، وبالفعل أعلنت عن نيتها رفع القضية أمام المحاكم الدولية، وهي تسعى للحصول على تعويضات تصل إلى 350 مليون يورو عن خسائر التشغيل والأضرار المادية.

ومن القضايا الحساسة في هذا السياق -كما تقول المجلة- مخزون اليورانيوم الإستراتيجي الذي تقدر قيمته بنحو 250 مليون يورو، والذي تزعم نيامي أنه جزء لا يتجزأ من عملية التأميم، فهو يثير جدلا حول إدارة الموارد الطبيعية في سياق يشهد فيه الطلب العالمي على اليورانيوم، ارتفاعا حادا.

ثم ماذا؟

وترغب النيجر -حسب المجلة- في اتباع نماذج إدارة أكثر سيادية، على غرار جيرانها في مالي وبوركينا فاسو، يقول الصحفي النيجيري عبد الكريم إيسوفو إن "الحكومة الحالية عازمة على كسر قيود التبعية، لكن عليها ضمان إطار عمل مستقر لجذب شركاء جدد، وإلا ستتضرر المنافع الاقتصادية".

وختمت المجلة الفرنسية بأن النيجر دخلت في مفاوضات الآن مع روسيا والصين، بالإضافة إلى دول الخليج وإيران كشركاء جدد محتملين، وسيكون للأسواق التي تختارها تأثير كبير على التوازن الجيوسياسي الإقليمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل

قالت مجلة إيكونوميست البريطانية في تقرير نشرته أمس السبت إن الأيام القادمة قد تكشف حدود قدرات إسرائيل العسكرية مع تراجع فاعلية الحملة الجوية بعيدة المدى واستعادة إيران توازنها.

وأضافت المجلة أن الأسبوع الثاني من حرب إسرائيل ضد إيران قد يكون أكثر خطورة من الأسبوع الأول. ففي إيران، يستمر الدمار بلا هوادة؛ ففي 21 يونيو/ حزيران، تعرضت منشأة أصفهان النووية لهجمات، ووقعت المزيد من الاغتيالات.

أما بالنسبة لإسرائيل، فبعد استعراض مذهل للقوة، تهدد الأيام القادمة بكشف حدود قدرتها العسكرية بشكل مروّع، إذ إن حملة القصف الجوي بعيدة المدى بدأت تُظهر نتائج متناقصة.

وأشار تقرير المجلة إلى أن الحرب ربما تنتهي دون نتيجة حاسمة قد تترك النظام الإيراني قائما وأكثر اندفاعا نحو تصنيع قنبلة نووية، مشيرة إلى أن هذا السيناريو الكابوسي قد يدفع إسرائيل إلى التصعيد سعيًا لتوجيه ضربة قاضية، أو إلى جرّ الولايات المتحدة إلى النزاع.

ولفتت إيكونوميست إلى أن الضباط الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن قتل الضباط الإيرانيين سيُربك وحدات الصواريخ لكن إيران نجحت في استعادة السيطرة على العمليات وأعادت تشكيل هيكل القيادة.

وقالت المجلة في تقريرها إن إسرائيل تواجه مشكلة ثانية و هي أن قدرتها على الدفاع عن نفسها قد تكون مهددة فمحللوها تفاجأوا بدقة بعض الصواريخ الإيرانية، وربما لا يزال نصف منصات الإطلاق بعيدة المدى التابعة لإيران وعددها حوالي 300 يعمل وقد تم نقلها إلى مواقع أبعد من مدى إسرائيل.

ونوهت المجلة إلى أن الضباط الإسرائيليين ينفون وجود نقص في صواريخ الاعتراض لكن إذا استمرت الحرب لأسبوع ثالث واستمرت إيران في إطلاق هذا الكم من الصواريخ فقد تبدأ صواريخ الاعتراض بالنفاد.

أما المشكلة الثالثة التي تواجه إسرائيل – بحسب التقرير – فتتمثل ما إذا كانت قادرة على تدمير المواقع النووية الإيرانية بالكامل، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يشككون سرا في قدرتهم على تدمير منشأة فوردو شديدة التحصين.

إعلان

وخلص تقرير إيكونوميست إلى أن الأسبوع القادم سيكون حاسما وأحد السيناريوهات المحتملة هو أنه بعد عامين من القتال فإنه يتضح أن آلة الحرب الإسرائيلية تجاوزت حدود قدرتها.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريقه للأمن القومي هذه الليلة، بينما يتم تحريك قاذفات "بي-2" الشبحية من الولايات المتحدة إلى قاعدة جوية أميركية في جزيرة غوام.

وفي المقابل، صعّدت إيران من تهديداتها؛ إذ حذّرت  من أن تدخل أميركا سيكون "خطيرًا جدًا جدًا على الجميع".

مقالات مشابهة

  • هل بدأت التجهيزات لاغتيال خامئني؟
  • البيت الأبيض: استهدفنا المكان الذي كان يخزن فيه اليورانيوم الإيراني المخصب
  • دراسة تجيب.. هل الصيام كل يومين أفضل للوزن؟
  • لوبوان: مخاوف عالمية من تحرك إيراني في مضيق هرمز بعد الضربات الأمريكية
  • بافل دوروف.. الملياردير الخفي الأب لـ100 طفل في 12 دولة!
  • لفهم مدى قوة الضربة الأمريكية بإيران.. مسؤول يكشف تفاصيل ما فعلته 6 طائرات شبح
  • إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
  • مدير شركة الغاز بتعز لـ”يمن مونيتور”: انفراجة في أزمة الغاز ونتابع بقية المقطورات المحتجزة
  • عدوى تأميم المناجم تصل النيجر وتدشن خلافا جديدا مع فرنسا