دايناموغناثَس.. سمندل عملاق نسبيا عمره 5 ملايين سنة يحير العلماء
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
تمكن فريق بحثي أميركي بقيادة علماء الحفريات من جامعة شرق تينيسي من اكتشاف أحفورة لسمندل عملاق يُدعى "دايناموغناثَس روبِرتسُني"، يصل طوله إلى حوالي 40 سنتيمترا، أي أطول من معظم أنواع السمندل المعروفة اليوم.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "هيستوريكال بيولوجي"، فقد تم العثور على هذا السمندل في موقع غراي الأحفوري بولاية تينيسي، وهو موقع شهير بأحافيره المهمة.
ويمتلك هذا الكشف أهمية كبيرة، لأنه يُظهر أن أنواع السمندل الكبيرة كانت منتشرة في شرق قارة أميركا الشمالية قبل ملايين السنين، وليس فقط في الجنوب كما كان يُعتقد سابقا.
وبحسب الدراسة، فإن النوع الجديد من السمندل يتميز بفك قوي جدا، لذلك أطلق عليه العلماء اسم "دايناموغناثَس"، أي "الفك القوي" باليونانية، وهذا يعني أنه كان قادرا على العض بقوة، مما يسمح له بأكل فرائس كبيرة أو صلبة مثل الحشرات المدرعة والديدان السميكة وربما حتى كائنات برمائية أو زواحف صغيرة أخرى.
واليوم، تعد منطقة جنوب جبال الأبلاش موطنا لأكبر تنوع في العالم من السمادل، خاصة السمادل عديمة الرئة (بِلِثودونتِدي).
ويشير الفك القوي كذلك إلى أن هذا السمندل لم يكن مجرد زاحف بطيء يعيش على الحشرات الصغيرة، بل ربما كان مفترسا مهيمنا في بيئته.
وقبل حوالي 5 ملايين سنة، كان مناخ المنطقة التي تعرف الآن باسم ولاية تينيسي الأميركية أدفأ بفارق كبير، مما سمح بوجود هذا النوع الكبير من السمندل.
ومع دخول العصر الجليدي الأخير انخفضت درجات الحرارة، مما دفع الأنواع الكبيرة إلى الجنوب، مثل تلك التي تعيش اليوم فقط في ألاباما.
الحيوانات ذات الدم البارد (مثل السمندل) تعتمد على حرارة البيئة الخارجية لتنظيم حرارة أجسامها.
إعلانومن ثم فإنه في المناخات الحارة لا تحتاج هذه الكائنات إلى استهلاك كثير من الطاقة لتدفئة نفسها، وهذا يسمح لها بتوفير الطاقة للنمو، أي بناء جسم أكبر، على عكس المناخ البارد، حيث تكون الحركة والهضم والنمو أبطأ لأن الجسم بارد.
أضف لذلك أن المناطق الدافئة عادة ما تكون غنية بالنباتات والحشرات والفرائس، والكائن الكبير يحتاج طعاما أكثر، وهذا متاح في البيئات الدافئة والرطبة.
كما أن السمندل يتنفس عبر الجلد، ويحتاج إلى رطوبة مستمرة للحفاظ على وظيفة الجلد التنفسية، ومن ثم فإن المناخ الدافئ والرطب يوفّر الظروف المثالية لنمو سمادل كبيرة الحجم دون أن تتعرض للجفاف أو فقدان الحرارة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: الربا محرّم في كل الشرائع
أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان علمي أن الشريعة الإسلامية رغّبت في القرض الحسن، ورفعت من شأنه، واعتبرته بابًا لقضاء حاجات الناس وتفريج الكروب، لكنها في المقابل شددت على حرمة استغلال حاجات المحتاجين أو فرض أي زيادة مشروطة على أصل الدين؛ لأن القرض من عقود الإرفاق لا المعاوضة، ومبناه الرحمة لا التربح.
وأوضحت الدار أن العلماء أجمعوا على أن أي قرض يشترط فيه نفع أو زيادة هو ربا محرم مهما قلَّ أو كثر، مستشهدة بقول النبي ﷺ:
«كل قرض جر منفعة فهو ربا»،وهو ما نقله عدد من كبار الأئمة والفقهاء عبر القرون.
ذكرت دار الإفتاء أن هذا التحريم المؤكد جاء مدعومًا بإجماع كبار العلماء:
قال ابن المنذر: اتفقوا على أن اشتراط زيادة عند الإقراض ربا محرم
وقال ابن حزم: لا يحل إقراض شيء ليرد بزيادة، وهذا إجماع مقطوع به
وأكد ابن قدامة: كل قرض شُرط فيه زيادة فهو حرام بلا خلاف
كما عدّ ابن حجر الهيتمي والإمام الذهبي التعامل بالربا من الكبائر التي شدد الإسلام على خطورتها.
الربا محرّم في كل الشرائع
أشارت الدار إلى أن تحريم الربا لم يقتصر على الإسلام وحده، بل ورد في الشرائع السماوية السابقة، مستشهدة بقوله تعالى:﴿وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ﴾ [النساء: 161]وهو نص صريح يدل على أن الأمم السابقة نُهِيَت أيضًا عن الربا، وأكد المفسرون مثل البيضاوي وأبي حيان أن الربا لم يُبَح في أي شريعة قط.
زيادة ظاهرية ونقصان حقيقي
وأوضحت دار الإفتاء أن المرابي قد يظن أن زيادة ماله بالربا ربحٌ ونماء، لكن القرآن الكريم يحسم الأمر بقوله تعالى:﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276]، وفسّر العلماء هذا المَحق بأنه ذهاب البركة، وهلاك المال وإن بدا في الظاهر أنه يزيد.
وقال الفخر الرازي إن الربا وإن بدا زيادة في الصورة فهو نقصان في الحقيقة، بينما الصدقة نقصان في الظاهر ولكنها زيادة في الحقيقة.
كما بيّن النسفي أن المحق هو زوال البركة وإهلاك المال الذي اختلط به الربا.
دعوة للحذر وصيانة المال
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن العاقل لا يُعرّض نفسه ولا ماله للهلاك بمخالفة أمر الله، وأن بركة المال وسلامته لا تكون إلا بالبعد عن الربا، والالتزام بما شرعه الله من معاملات طيبة تقوم على الرحمة والعدل والإحسان.