الصحة العالمية: السودان يواجه مجاعة واسعة النطاق ووباء الكوليرا يهدد الجوار
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
حذّرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من تصاعد الكارثة الإنسانية في السودان، حيث بات الجوع والمرض ينتشران بسرعة في أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب، في ظل ظهور مؤشرات المجاعة بالفعل في عدد من المناطق، ومعاناة نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وتسجيل قرابة 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا منذ تموز/يوليو 2024.
وأكدت المنظمة، في بيان رسمي، أن الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدى إلى انهيار شبه تام في النظام الصحي، وتراجع حاد في التمويل المخصص للمساعدات الإنسانية، ما أعاق وصول الغذاء والدواء إلى ملايين المحتاجين.
Unrelenting violence in #Sudan has led to widespread hunger, disease and suffering.@WHO has prepositioned medicines, anticipating challenges with access due to rains and floods.
But our efforts are held back by limited access and a lack of funding.
The best medicine is peace. pic.twitter.com/YQDZkXxntO — Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) August 7, 2025
وقالت الدكتورة إلهام نور، كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية: "لقد دفع العنف المتواصل المنظومة الصحية في السودان إلى حافة الانهيار، مما فاقم من حدة أزمة إنسانية تتداخل فيها المجاعة مع تفشي الأمراض واليأس الجماعي"، مضيفة أن نحو 770 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد خلال العام الجاري وحده.
تفشي الكوليرا يتجاوز حدود السودان
وفي تطوّر مقلق، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن تفشي وباء الكوليرا في مخيم دوقي للاجئين السودانيين من إقليم دارفور، والواقع في شرق تشاد، حيث سُجلت 264 حالة إصابة و12 وفاة حتى الآن.
وقال باتريس أهوانسو، منسق المفوضية، في إفادة صحفية بجنيف: "اضطررنا إلى تعليق عمليات إعادة توطين اللاجئين من المناطق الحدودية مع السودان مؤقتاً، في محاولة للحد من انتشار المرض"، مشدداً على أن "غياب التدخل العاجل، خصوصاً في ما يتعلق بإتاحة المياه النظيفة والرعاية الصحية والصرف الصحي، يهدد حياة آلاف الأشخاص".
وتعرف منظمة الصحة العالمية الكوليرا بأنها عدوى معوية حادة تنتقل من خلال طعام أو ماء ملوث ببكتيريا "الضمّة الكوليرية"، وتؤدي إلى إسهال شديد وقيء وتشنجات عضلية، ويمكن أن تكون مميتة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج.
A @whosudan mission to White Nile supported #cholera response thru cross-border interventions, point-of-entry health checks & services at the South Sudan border, & enhanced surveillance & community awareness to progress toward #Sudan's Guinea worm disease (GWD)-free certification pic.twitter.com/3suAyXawpl — WHO Sudan (@whosudan) August 7, 2025
النازحون يأكلون علف الحيوانات
في السياق نفسه، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى تقارير ميدانية واردة من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة، تؤكد أن السكان هناك "يلجؤون إلى تناول علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة"، في مشهد يلخّص مدى التدهور الإنساني الكارثي الذي يعيشه ملايين السودانيين.
وأوضح تيدروس أن المجاعة لم تعد مجرد احتمال، بل واقع قائم في عدة بقاع من السودان، محذراً من اتساع رقعتها في ظل استمرار النزاع المسلح، وعجز المجتمع الدولي عن توفير الدعم اللازم.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 نيسان/إبريل 2023، بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، دخل السودان في نفق دموي طويل.
وأسفرت المعارك المتواصلة عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها، وخصوصاً نحو الدول المجاورة، وعلى رأسها تشاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية السودان المجاعة الكوليرا دارفور السودان دارفور مجاعة الكوليرا المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية توجه نداء عاجلا لوقف الحصار الإسرائيلي على غزة
أطلق مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، نداء عاجلا لوقف الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع الذين يموتون من الجوع بشكل يومي.
وقال تيدروس في إيجاز صحفي في جنيف، أمس الخميس، يجب وقف الحصار وتأمين كميات أكبر من المساعدات لإعادة بناء الاحتياطيات الأساسية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سليمان العبيد.. شهيد الرياضة ولقمة العيش في غزةlist 2 of 2بلا طعام ولا أهل.. حازم البردويل يروي حكاية البقاء في غزةend of listوأضاف أن "الناس في غزة يموتون ليس فقط بسبب الجوع والمرض، ولكن أيضا في البحث اليائس عن الطعام"، مشيرا إلى أن أكثر من 1600 شخص قتلوا وما يقرب من 12 ألف أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من مراكز التوزيع منذ 27 مايو/أيار الماضي.
وتابع تيدروس أن الناس في غزة لديهم وصول محدود إلى الخدمات الأساسية، ويواجهون نزوحا متكررا، ويعانون حاليا من حصار إمدادات الغذاء.
وأشار إلى أن سوء التغذية منتشر والوفيات المرتبطة بالجوع آخذة في الارتفاع، وأضاف أنه تم تحديد ما يقرب من 12 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد في يوليو/تموز الماضي، وهو أعلى رقم شهري على الإطلاق.
ودعا مدير المنظمة العالمية إلى حماية العاملين في المجال الصحي وإطلاق سراح جميع المحتجزين ووقف إطلاق النار.
وقال تيدروس إنه منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ساعدت منظمة الصحة العالمية في إجلاء 7522 مريضا من غزة، ومع ذلك، لا يزال أكثر من 14 ألفا و800 مريض في غزة بحاجة ماسة إلى رعاية طبية متخصصة.
وحث المزيد من الدول على التقدم لقبول المرضى وتسريع عمليات الإجلاء الطبي من خلال جميع الوسائل الممكنة.
ولم تفلح كل النداءات الدولية في إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والذي أدى إلى كارثة إنسانية ومجاعة غير مسبوقة أدت لاستشهاد نحو 200 شخص حتى اليوم، عدا الآلاف الذين قتلوا أو أصيبوا أمام مراكز توزيع المساعدات التي تشرف عليها إسرائيل خلال مخاطرتهم للحصول على كيس طحين.
إعلانووفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فإن 96% من الأسر في غزة تواجه انعدام الأمن المائي، وإن 90% من السكان غير قادرين على الوصول إلى مياه الشرب، فضلا عن أن 3 من كل 4 غزيين يواجهون صعوبات في الوصول إلى دورات مياه.
وتكشف الإحصاءات ارتفاع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 197 شهيدا، بينهم 96 طفلا، وقد أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس (جنوبا) عن وفاة طفلين جراء سوء التغذية أمس الخميس.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.