إنفاق دفاعي غير مسبوق: الناتو يقر رسميًا رفع السقف إلى 5% رغم تحفظ بعض الدول
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
اتفق قادة حلف شمال الأطلسي على رفع إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو بحلول عام 2035، في قمة وُصفت بالتاريخية بمدينة لاهاي. ويأتي القرار وسط تصاعد التهديدات الأمنية، واستمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، وتزايد الضغوط الأمريكية لدفع الحلفاء الأوروبيين نحو تحمّل أعباء أكبر. اعلان
القرار الذي حظي بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقضي بأن يخصص أعضاء الحلف 3.
ويمثل ذلك قفزة نوعية عن الهدف السابق البالغ 2%، الذي تم تبنيه في قمة ويلز عام 2014، ويختلف عن سابقه في طريقة الاحتساب وتوسّع مجالات الاستثمار الدفاعي. وقد وصف ترامب القمة، وهي الأولى التي يحضرها منذ عام 2019، بأنها "ناجحة جدّا"، مضيفًا: "أعتقد أننا سنصل قريبًا إلى التوازن، وهذا هو المطلوب".
إجماع سياسي رغم التحفّظاترغم ما أثارته هذه النسبة من تحفظات، لا سيما من جانب إسبانيا وبلجيكا وسلوفاكيا، إلا أن القادة الأوروبيين وقعوا بالإجماع على البيان الختامي. فقد عبّر وزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو عن صعوبة الوصول إلى هذا الهدف، مشيرًا إلى أن مدريد تبذل "جهدًا هائلًا" لتحقيق نسبة 2.1%، معتبراً أن "النقاش حول النسبة غير دقيق".
أما رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، فرغم ظهوره وحيدًا في طرف الصورة الجماعية، إلاّ انه وقّع على البيان، مؤكدًا أنه "واقعي ومتوافق" مع قدرات بلاده.
وفي السياق نفسه، أعربت الحكومة البلجيكية عن تحفّظها، لكن رئيس الوزراء بارت دي ويفر رأى أن الوصول إلى 3.5% خلال عقد "هدف واقعي، وإن لم يكن سهلاً". أما الرئيس السلوفاكي بيتر بيليغريني، فرغم مخاوفه من "القفزة" في الإنفاق، أكد أن بلاده لن تعارض القرار.
وحدة الحلف ودعم أوكرانيافي كلمته خلال الجلسة الرئيسية للقمة، قال الأمين العام للناتو مارك روته إن القادة يجتمعون في "لحظة خطيرة"، وأكد أن مبدأ الدفاع الجماعي، "الاعتداء على أحد هو اعتداء على الجميع"، لا يزال حجر الأساس للحلف. وأضاف: "لا ينبغي لأحد أن يشكّ في قدرتنا أو عزمنا في حال تعرض أمننا للتهديد... إنه تحالف أقوى وأكثر عدالة وأكثر فتكًا بدأ قادتنا في بنائه".
Relatedترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين صعب ويجب على إسبانيا أن تعوضنا بالتجارةالناتو يعيد تحديد أولوياته مع تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل رئاسة ترامبحلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان في التفاصيلرغم ذلك، لم يتضمن البيان الختامي هذه المرة إدانة صريحة لغزو روسيا لأوكرانيا، خلافًا لما ورد في النسخة السابقة للبيان. لكنه شدد على دعم أوكرانيا، معتبرًا أن "أمنها يسهم في أمننا"، وأوضح أن مساهمات الحلفاء في دعم أوكرانيا وصناعتها الدفاعية ستُدرج ضمن حسابات الإنفاق الدفاعي للدول الأعضاء.
هكذا عكست قمة لاهاي، رغم بعض التباينات، وحدة صفّ متجددة داخل الحلف الأطلسي، معززةً بتعهدات مالية وسياسية توحي بتحوّل استراتيجي عميق استعدادًا لمرحلة أمنية أشدّ تعقيدًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب غزة البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب غزة البرنامج الايراني النووي لاهاي دونالد ترامب أوروبا تدريبات عسكرية حلف شمال الأطلسي الناتو الحرب في أوكرانيا إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب غزة البرنامج الايراني النووي حلف شمال الأطلسي الناتو حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي سوريا لاهاي
إقرأ أيضاً:
حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان في التفاصيل
يخصص هدف الإنفاق الجديد لحلف الناتو نسبة 1.5% للنفقات غير العسكرية، إلا أن تفسيرها ما يزال غامضًا وقد يؤدي إلى انقسامات حادة. اعلان
في أهم تجمع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ تأسيسه، يناقش القادة خلال قمة لاهاي إمكانية زيادة الإنفاق العسكري ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو هدف، إذا تحقق، فسيشكل تحولًا كبيرًا لدى الأعضاء الذين تستثمر الأغلبية منهم أقل من 3% في الدفاع.
ومع ذلك، توجد بعض الاستثناءات، حيث تتجاوز دول مثل بولندا (4.12%) في استثماراتها، تليها إستونيا (3.43%)، ثم الولايات المتحدة (3.38%)، ولاتفيا (3.15%)، وأخيرًا اليونان (3.08%)، وفقًا لتقديرات المجلس الأطلسي.
ما الذي تتضمنه نسبة الـ5%؟ وأين تكمن النقاط المثيرة للجدل؟يقترح الناتو تخصيص 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي لـ"الإنفاق الدفاعي الأساسي"، والذي يشمل الدبابات والطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار والجنود وكميات كبيرة من ذخيرة المدفعية الجديدة، بالإضافة إلى القوات العسكرية.
أما الـ1.5% المتبقية، فهي مسألة مثيرة للجدل. إذ يوضح الحلف أن هذه النسبة مخصصة للإنفاقات غير العسكرية، والتي تشمل البنية التحتية المدنية وتقنيات المعلومات الداعمة للعمليات العسكرية، مثل الجسور والطرق والموانئ والمستودعات، إلى جانب الأمن السيبراني وحماية خطوط أنابيب الطاقة.
ورغم ذلك، يعتبر الخبراء أن تنظيمها غامض و"فضفاض" فهو قابل للتفسيرات المختلفة حسب أولويات كل دولة.
في هذا السياق، يقول مركز برتلسمان ستيفتونغ الألماني للأبحاث: "إن اختلاف أساليب التأهب المدني بين الدول الأعضاء قد يسبب سوء تنظيم ويعيق التعاون.".
ويتابع: "إذا لم يحقق هدف 1.5% تحسينات ملموسة في أوروبا، فقد تكون لذلك نتائج عكسية وتضعف الثقة في الأطلسي.".
ويضيف: "يجب على حلف الناتو وضع هيكلية تنظيمية، مع أهداف واضحة على مستوى الحلف."
Relatedروته: زيادة إنفاق الناتو إلى 5% من الناتج المحلي قفزة نوعية لتعزيز الردع ضد روسياالناتو يعيد تحديد أولوياته مع تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل رئاسة ترامبزيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل قمة لاهايهل هدف الإنفاق ملزم؟يقال إن الشيطان يكمن في التفاصيل، ويخشى الخبراء أن يحدث ذلك فعلًا. إذ يبدو أن رسالة حلف الناتو التي أُرسلت يوم الأحد إلى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تشير إلى أن هدف الـ5% قد لا يكون ملزمًا.
وتوضح الرسالة أن إسبانيا "سيكون لها الخيار في تحديد مسارها الخاص لبلوغ أهداف القدرات التي حددها الناتو"، مع احتمال أن تتقدم المزيد من الدول بطلبات مماثلة.
في المقابل، قد يرى بعض الحلفاء في ذلك إذنًا بتخصيص أقل من 5%، شرط إثبات أنهم يحققون أهداف القدرات، التي لا تزال قائمتها سرية.
وجاءت رسالة الناتو لطمأنة إسبانيا، التي وصفت أهداف الإنفاق المرتفعة بأنها "غير معقولة".
وقال رئيس الوزراء الإسباني: "إن تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع سيبطئ النمو الاقتصادي ويزيد من الديون".
حاليًا، تنفق إسبانيا حوالي 1.28% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو أحد أدنى المعدلات في الحلف.
وتتطلب اتفاقية الناتو الجديدة من الدول رفع إنفاقها إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، مع مراجعة "مسار إنفاق الحلفاء" في منتصف الطريق بحلول عام 2029.
المصادر الإضافية • Alice Tidey, María Muñoz Morillo
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة