انتهاء ترميم منشآت أثرية في مدينة الفرما بشمال سيناء ..صور
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
في إطار جهود الدولة لتنمية سيناء، ودور وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار في حماية وصون التراث الحضاري المصري، تم الانتهاء من أعمال ترميم وصيانة عدد من المنشآت الأثرية بمدينة الفرما التاريخية بمحافظة شمال سيناء، وذلك ضمن خطة مشروع تنمية سيناء.
مدينة الفارما
وأكد شريف فتحي وزير السياحة والآثار أن هذا المشروع يأتي في إطار رؤية الدولة لتطوير المواقع الأثرية في سيناء، كجزء من مشروع تنمية شاملة يعزز من مكانة سيناء التاريخية والسياحية، والحفاظ على تراث مصر الحضاري.
صرح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال الترميم جاءت انطلاقًا من أهمية مدينة الفرما كموقع أثري وتاريخي بارز، لعب دورًا محوريًا في فترات مختلفة من التاريخ المصري، مؤكداً أن المشروع يسهم في الحفاظ على المكونات المعمارية الفريدة للموقع، وإبراز قيمته الأثرية والتاريخية، ودمجه ضمن مسارات التنمية المستدامة بسيناء.
من جانبه، أوضح محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال الترميم شملت تدعيم عدد من العناصر الأثرية المهمة داخل مدينة الفرما، من أبرزها أسوار وأبراج قلعة الفرما وبواباتها، التي تمتد على مساحة تُقدّر بنحو 80 ألف متر مربع، بالإضافة إلى بقايا مبنى الشيوخ من العصر الروماني، والحمام الجنوبي الروماني، وأطلال الكنيسة الغربية ذات الطراز الروتندا – والتي تُعد من الأنماط المعمارية النادرة في العمارة المسيحية من القرن الخامس الميلادي – إلى جانب الكنيسة الجنوبية، التي تُعتبر من أبرز الكنائس الأثرية بالمدينة.
كما شملت الأعمال الترميم الدقيق للأعتاب المنقوشة المكتشفة بمعبد زيوس كاسيوس، وذلك ضمن خطة متكاملة للحفاظ على الملامح الفنية والمعمارية للموقع.
وأشار الدكتور عبد الله سكر مدير الترميم في شمال سيناء، إلى أن أعمال الترميم تمت وفقًا لأحدث الأساليب العلمية، حيث تم إجراء فحوصات وتحليلات دقيقة لمواد البناء الأصلية، لضمان استخدام مواد متوافقة تحافظ على الطابع الأثري والأصالة المعمارية لكل عنصر أثري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيناء المجلس الأعلى للآثار مدينة الفرما السیاحة والآثار الأعلى للآثار أعمال الترمیم
إقرأ أيضاً:
الكشف عن 225 تمثالًا من الأوشابتي الخاصة بالملك شوشنق الثالث بمنطقة صان الحجر الأثرية
توصلت البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بمنطقة آثار صان الحجر (تانيس) بمحافظة الشرقية، برئاسة الدكتور فريدريك بيريدو من جامعة السوربون، إلى اكتشاف أثري هام داخل إحدى المقابر الملكية الشهيرة بكنوزها، والتي تعود شهرتها إلى عام 1939 حين عُثر بها على مجموعة من أثمن الكنوز المعروفة باسم كنوز تانيس والمعروضة حالياً بالمتحف المصري بالتحرير.
الكشف عن 225 تمثالًا من الأوشابتي للملك شوشنق الثالثفخلال أعمال التنظيف الأثري لأرضية الغرفة الشمالية بمقبرة الملك أوسركون الثاني من الأسرة 22، اكتشفت البعثة مجموعة كبيرة من 225 تمثالاً جنائزياً (أوشابتي) للملك شوشنق الثالث، أحد أبرز ملوك الأسرة 22 وصاحب إسهامات معمارية مميزة بمدينة تانيس. وقد وُجدت هذه التماثيل في وضعها الأصلي، داخل طبقات متراكمة من الطمي، بالقرب من تابوت جرانيتي غير منقوش كان قد عُثر عليه سابقاً دون تحديد هوية صاحبه.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، خلال تفقده موقع الحفائر بمنطقة آثار تانيس، أن هذا الكشف يمثل إضافة علمية فريدة حيث يُعد أبرز ما شهدته المقابر الملكية بتانيس منذ عام 1946،
يُعد خطوة حاسمة في حل أحد الألغاز الأثرية طويلة الأمد؛ إذ تشير الدلائل العلمية الجديدة إلى أن التابوت يعود للملك شوشنق الثالث، وهو ما يفتح المجال أمام دراسات جديدة حول طبيعة الدفن الملكي خلال تلك الفترة وما إذا كان الملك قد دُفن داخل مقبرة أوسركون الثاني أو أن مقتنياته الجنائزية نُقلت إليها لاحقاً لحمايتها.
وأضاف أن هذا الكشف يعكس حجم التعاون المثمر بين البعثة الفرنسية والجانب المصري، كما يؤكد أن موقع تانيس ما زال يحمل الكثير من الأسرار التي لم تُكتشف بعد، وهو ما يتطلّب مواصلة أعمال الحفائر والترميم باعتباره أحد أهم المراكز الملكية لعصر الانتقال الثالث.
وأشار الأستاذ محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أن البعثة نجحت أيضاً في كشف نقوش جديدة وغير معروفة سابقاً داخل الغرفة نفسها، ما يعزز من فهم الباحثين لتطور استخدام المقابر الملكية وأساليب الدفن في تلك الفترة.
وأوضح الدكتور هشام حسين، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، أن البعثة الفرنسية تعمل في الموقع منذ عام 1929 في إطار شراكة ممتدة مع المجلس الأعلى للآثار، بهدف دراسة وترميم هذا الموقع الملكي المهم، مشيراً إلى أن الكشف جاء خلال المرحلة التحضيرية لمشروع شامل لحماية المقبرة الملكية، يتضمن إقامة مظلة حديثة فوق المقابر، وأعمال خفض الأملاح وتنظيف العناصر المعمارية داخلها وخارجها.
وأوضح الدكتور فريدريك بيريدو أن المرحلة التالية ستشهد إجراء دراسات أثرية دقيقة للنقوش الجديدة التي عُثر عليها داخل الغرفة الشمالية بمقبرة الملك أوسركون الثاني، إضافة إلى استكمال أعمال التنظيف التي قد تكشف المزيد من الحقائق حول ظروف دفن الملك شوشنق الثالث.
وأضاف إنه ما زال من غير الواضح ما إذا كان الملك قد دُفن مباشرة داخل مقبرة أوسركون الثاني، أم أن مقتنياته الجنائزية نُقلت إلى هذا المكان لحمايتها من السرقة. وما زال أمامنا الكثير من العمل للإجابة عن هذه الأسئلة.