اعترفت دار الأزياء الإيطالية الفاخرة "برادا" بأن تصميم صندلها الجلدي الجديد مستوحى من التراث الهندي، وتحديداً من النعل التقليدي المعروف باسم "كولهابوري"، الذي يعود تاريخه إلى قرون طويلة في الهند، وذلك بعد موجة من الغضب والانتقادات التي واجهتها الشركة عقب عرض المنتج في أسبوع الموضة بمدينة ميلانو الإيطالية.



ويأتي هذا الاعتراف الرسمي في أعقاب جدل واسع اندلع داخل الهند، شمل سياسيين ونواباً وحرفيين، الذين اتهموا العلامة التجارية العالمية بـ"الاستيلاء الثقافي" وعدم نسب التصميم إلى جذوره الحقيقية في الحرف اليدوية الهندية.

غضب من غياب الإشارة إلى المصدر
ظهر الصندل المثير للجدل خلال عرض أزياء "برادا" الأخير، حيث ارتدت العارضات تصميماً جلديًا مفتوحًا من الأمام، يتميّز بتشابك على شكل ضفائر، وهو ما اعتبره كثيرون محاكاة واضحة لصنادل "كولهابوري" المصنوعة يدوياً، والتي تُعد جزءًا من التراث الحرفي لمدينة كولهابور في ولاية ماهاراشترا، غرب الهند.

ورغم أن النعل الهندي الشهير يُصنع منذ القرن الثاني عشر، ويُباع بأسعار زهيدة في الأسواق الشعبية، فإن نسخة "برادا" الجديدة تُطرح بسعر يتجاوز 840 دولاراً، ما فجّر انتقادات واسعة تتعلق بالاستغلال الثقافي والطبقي، إذ لا يستطيع معظم الهنود شراء تلك المنتجات "الفاخرة"، رغم أن تصميمها مستمد من موروثهم الشعبي.
New Age Colonialism Under the Garb of Fashion

The foreign fashion house @Prada has just launched a sandal under its own label that is virtually indistinguishable from our traditional Kolhapuri chappal—one of India’s most cherished heritage crafts. By making no mention of its… pic.twitter.com/v9crAnPb00 — Sambhaji Chhatrapati (@YuvrajSambhaji) June 27, 2025
رسالة اعتذار من "برادا"
وجاء أول رد رسمي من "برادا" عبر رسالة وجهها لورينزو بيرتيلي، نجل مؤسسي الدار ورئيس قسم المسؤولية الاجتماعية في الشركة، إلى غرفة التجارة والصناعة في ولاية ماهاراشترا، والتي تمثل آلاف الحرفيين المحليين. 

وقال بيرتيلي في رسالته، التي اطّلعت عليها وكالة "رويترز"، إن الصندل "مستوحى من الأحذية التقليدية الهندية المصنوعة يدوياً والتي تعود إلى قرون مضت".

وأضاف بيرتيلي أن المنتج لا يزال في مراحله الأولية، ولم يُطرح للتسويق بعد، لكنه أبدى انفتاح الشركة على حوار مباشر مع الحرفيين الهنود، مشيراً إلى نية "برادا" عقد اجتماعات مستقبلية معهم بهدف "تبادل هادف" يراعي الملكية الثقافية ويحترم الأصول.


"كولهابوري" يعبر الحدود
يحمل نعل "كولهابوري" قيمة رمزية وثقافية في المجتمع الهندي، ويُعرف بتصميمه اليدوي المعقّد من الجلد الطبيعي، دون استخدام مواد معدنية أو صناعية. 

ويُنتج هذا النوع من الأحذية تقليديًا في ورش صغيرة داخل مدينة كولهابور، ويُباع بأسعار تبدأ من نحو 12 دولارًا فقط.

ورغم البساطة التي تميّز هذا المنتج المحلي، فإن تصاميمه تجد طريقها تدريجيًا إلى منصات الموضة العالمية، ما يكشف عن تزايد اهتمام بيوت الأزياء الكبرى بالتراث الثقافي غير الغربي، وإن كان ذلك يثير في كثير من الأحيان تساؤلات أخلاقية حول الاستفادة من رموز الشعوب المهمشة دون نسب الفضل لها أو إشراكها في الأرباح.

ورغم الاستياء الواسع في الأوساط الهندية الرسمية والشعبية، عبّر بعض الحرفيين المحليين عن شعور متباين تجاه صندل "برادا". وقال ديليب مور، رجل أعمال من مدينة كولهابور، إن الصور المنتشرة للصندل "جلبت بعض البهجة إلى الحرفيين"، مضيفاً أن رؤية منتجهم على منصات عرض أزياء عالمية تمثل "اعترافاً غير مباشر بقيمة ما يصنعونه".

لكن مور شدد في الوقت ذاته على أهمية أن تترجم هذه الاعترافات إلى دعم مادي ومعنوي للحرفيين، سواء عبر شراكات مباشرة أو حملات تسويق مشترك، محذراً من أن "التقدير الرمزي وحده لا يكفي لحماية الصناعات التراثية من الانقراض".

الهند والموضة العالمية
لا تُعد هذه المرة الأولى التي يشتعل فيها الجدل بشأن استلهام بيوت الأزياء الغربية من التراث الثقافي الهندي دون الإشارة إلى مصدر الإلهام. 

فقد سبق أن اتُهمت علامات تجارية كبرى مثل "غوتشي" و"ديور" و"هيرميس" باستنساخ عناصر من الأزياء الهندية أو الرموز البصرية جنوب الآسيوية، مع تغييب واضح لأسماء المصممين الأصليين أو المجتمعات الحرفية المحلية.

ويرى خبراء في صناعة الموضة أن هذا النوع من "الاستعارة الصامتة" يندرج ضمن ممارسات "الاستيلاء الثقافي" التي تهدد عدالة التبادل الثقافي، خاصة حين تُستغل عناصر من مجتمعات فقيرة في سياقات تجارية فاخرة لا تعود بأي نفع على أصحابها الأصليين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم برادا الهندي الصندل إيطاليا الهند الصندل برادا حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم من هنا وهناك سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

” جي آند جي” الإيطالية تختار رأس الخيمة مركزا إقليميا لعملياتها

 

 

 

أعلنت شركة جي آند جي كومبوسايت إحدى الشركات الإيطالية الرائدة عالميا في تصنيع وتوريد المكونات المتطورة من الألياف الكربونية والمواد المركبة عالية الأداء، عن تأسيس مقرها الإقليمي في إمارة رأس الخيمة بهدف تعزيز حضورها في أسواق دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط.

وتأتي الخطوة من خلال استئجار منشأة صناعية بمساحة تتجاوز 10 آلاف قدم مربعة في منطقة الحمرا الصناعية التابعة لـمناطق رأس الخيمة الاقتصادية “راكز”، حيث ستتولى الشركة إنتاج مكونات متقدمة لقطاعات متنوعة تشمل صناعة السيارات، لا سيما رياضة السيارات والسيارات الفائقة السرعة، بالإضافة إلى الصناعات البحرية والدفاعية والفضائية، وقطاع التصميم الداخلي الفاخر، ومن المقرر أن تبدأ المنشأة عملياتها التشغيلية بالكامل في سبتمبر القادم.

وجرى توقيع اتفاقية الإيجار في مركز كومباس للأعمال، بحضور كل من ستيفانو أسوني رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة شركة جي آند جي كومبوسايت، ورامي جلاد، الرئيس التنفيذي لمجموعة “راكز”.

وقال أسوني إن رأس الخيمة تميزت بمزيج فريد من المزايا التنافسية، بدءاً من موقعها الاستراتيجي القريب من المراكز الصناعية الرئيسة، وصولا إلى الديناميكية المتسارعة لقطاع السيارات في الإمارة.

وأضاف أن البيئة الصناعية المتنامية في رأس الخيمة واعدة للنمو المستدام، ولمسنا من فريق “راكز” مستوى عاليا من الدعم والاستجابة ، ورأس الخيمة بيئة أعمال مستقرة وواعدة للمستقبل تتماشى مع رؤيتنا طويلة المدى.

وأكد جلاد أن انضمام شركة شركة جي آند جي كومبوسايت إلى منظومتنا الصناعية في رأس الخيمة يشكل إضافة استراتيجية نوعية تعكس المكانة المتنامية للإمارة كمحور إقليمي للصناعات عالية التقنية واختيارهم لرأس الخيمة هو دليل على الثقة المتزايدة التي تحظى بها بيئتنا الاستثمارية، المدعومة ببنية تحتية متطورة، وموقع جغرافي استراتيجي، وإطار تنظيمي محفز للنمو.

وأضاف أن خبرة جي آند جي كومبوسايت في تصنيع المواد المركبة للتطبيقات المتقدمة، من السيارات الفائقة السرعة إلى الصناعات الدفاعية والفضائية، تضيف بعدا جديدا لقيمة صناعاتنا وتدعم رؤيتنا في ترسيخ رأس الخيمة كوجهة عالمية رائدة لاستقطاب الابتكار والتقنيات المتقدمة.

كما أعلنت الشركة عن شراكة استراتيجية مع مجموعة فينير الإيطالية المتخصصة في الحلول الفاخرة لقطاع السيارات الفائقة السرعة وتصميم الأثاث والديكورات الداخلية، مما يتيح دمج منتجات جي آند جي كومبوسايت من المواد المركبة في تطبيقات تجمع بين الأداء المتميز والفخامة الرفيعة.وام


مقالات مشابهة

  • نقص الأطباء في أسيوط يثير الجدل وخطط حكومية عاجلة للحل
  • عشرات القتلى جراء الفيضانات في كشمير الهندية
  • مقتل عشرات المهاجرين جراء انقلاب قارب قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية
  • مصرع 20 شخصًا إثر غرق قارب قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية
  • أسماء حاردان 16 عاما من الإبداع في تصميم الأزياء
  • رئيس الوزراء الهندي يزور نيويورك سبتمبر المقبل.. ويلتقي ترامب
  • هل ينهار النظام السياسي الهندي؟
  • نشرة المرأة والمنوعات: فيديو جيسيكا وحوت الأوركا يشعل السوشيال ميديا.. القصة الكاملة | خاتم خطوبة جورجينا يثير ضجة
  • وزير الإنتاج الحربى: نسعى لعقد شراكات مع الشركات الهندية لنقل وتوطين التكنولوجيات الحديثة
  • ” جي آند جي” الإيطالية تختار رأس الخيمة مركزا إقليميا لعملياتها