من يزرع الفتن يحصد العروش "١"
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
في عالم السياسة.. الخبث ليس مجرد صفة عادية، بل هو أحيانًا لغة العملة المتداولة بين قاعات الاجتماعات المغلقة وممراتها، السياسة بلا أخلاق تتحول إلى مافيا مقننة، والسياسيون بلا ضمير يتحولون إلى تجار دماء البسطاء وأحلام الفقراء، فمن أراد أن يحكم بشرف عليه أن يدرك أن الدهاء ضرورة، لكن القذارة خيانة، وغالبا الشعوب التي لا تميز بين الاثنين تدفع الثمن مضاعفا من حريتها، ومن كرامتها، ومن مستقبل أبنائها وأجيالها أيضا.
فهناك سياسيون يتقنون لعبة الأقنعة، يبتسمون في وجوه خصومهم بينما يطعنونهم في ظهورهم، يتحدثون عن المصلحة الوطنية بينما يخططون لصفقات شخصية، والخبث هنا ليس دهاءً نبيلاً، بل فن إخفاء الخيانة داخل غلاف من الكلمات الجميلة المنمقة، قد يتحول أحيانا إلى"القذارة "السياسية وذلك عندما يبدع في فن التلاعب بالآخرين، وهو المستنقع الذي يبتلع المبادئ، والقذارة السياسية هي الوجه الآخر، الأكثر عتمة حيث تختفي الأخلاق نهائيًا، ويصبح كل شيء مباحًا مثل شراء الذمم، تزوير الحقائق، شيطنة الخصوم، التحالف مع الشيطان نفسه إن لزم الأمر، وهنا لا مكان للشرف أو النزاهة، بل لمعادلة بسيطة ومن أجل الحصول على كرسي أو سلطة والحصول عليها بأي ثمن، من يقف في هذا المستنقع يتعلم كيف يلطخ يديه بالطين ثم يطل على الجماهير بثوب أبيض ناصع، وقد يكون منمقا وكأن شيئًا لم يكن، فكم من سياسي رفع شعار النزاهة والإخلاص، ثم باع ضميره عند أول صفقة.. أخلاق السياسيين في كثير من الأحيان تتحول إلى مجرد ديكور انتخابي، تُعرض أمام الجماهير وقت الحاجة، ثم تُركن في المخازن ويتم تشوينها أيضا، بمجرد الوصول إلى السلطة أو المنصب أو الكرسي. والسياسي الأخلاقي الحقيقي نادر، وغالبًا ما يُحاصر أو يُقصى لأنه لا يجيد الرقص في حلبة القذارة السياسية، أو يفضل البعد عندما يجد نفسه قد يسبح في بحار السياسة عديمة الضمير والأخلاق أيضا "ويحترم نفسه" بالرغم من أنه يواجه انتقادات بالضعف والهوان من خبثاء السياسة الذين غالباً ما يسعدون ببعد هذه النوعية من رجال السياسة.
السياسي الماكر والمخادع والوصولي هم فيروسات السلطة، لا يعيشون إلا على حساب دماء الشعوب وأحلامهم، هم يتلونون كالحرباء، ويتحركون كالأفاعي، ويتكاثرون في الظل، لكن التاريخ لا ينسى، والشعوب حين تصحو، لا ترحم أبدا وبالتأكيد مصيرهم مزبلة التاريخ.
فهناك خط رفيع بين الخبث السياسي الذي يحمي الدولة ومصالحها العليا والصغيرة أيضا والقذارة السياسية التي تدمرها، الأول يستخدم المكر لمواجهة الأعداء وحماية المصالح العليا، أما الثاني فيستخدمه لتصفية الحسابات وتكريس النفوذ الشخصي. والمشكلة أن هذا الخط كثيرًا ما يختفي وسط الضباب الكثيف للمصالح والصفقات، والسياسي الماكر الثعلب الذي يرتدي بدلة رسمية، والسياسي الماكر لا يعرف الصدفة كل ابتسامة محسوبة، وكل كلمة موزونة بميزان السم، هو لا يتحرك إلا بخطة، ولا يخطط إلا ليصطاد، لا يترك أثرًا لجريمته لكنه يترك دائمًا بصمة لنفسه على أي إنجاز ، حتى لو لم يشارك فيه أصلًا ، يمد يده لمصافحتك بينما يجهز الأخرى لانتزاع الكرسي من تحتك... السياسي المخادع ليس مجرد كاذب، بل هو مهندس أكاذيب يبني قصورًا من الوعود ثم يتركها تنهار على رؤوس من صدّقوه، يتقن فن قلب الحقائق والفشل عنده يُباع على أنه إنجاز، والفضيحة تتحول إلى “مؤامرة خارجية”، هو لا يعيش على الحقيقة، بل يتنفس الكذب كما يتنفس الهواء، وهناك السياسي الوصولي المتسلق بلا مبدأ، يبدأ حياته بموائد النفاق وينهيها فوق عروش ليست له، يتقن ركوب "الموجة" ويغير مواقفه أسرع من تبديل ربطة "الكارفتة" ويقسم بالأمس على الولاء لخصم، ثم ينام اليوم في حضنه، لا يسعى إلى خدمة وطن أو شعب، بل إلى خدمة مرآته حين يرى نفسه في مقعد السلطة أو الكرسي أو المنصب الذي يحرق الآخرين من أجله، الخصم الفاجر لا يخجل، بل يتباهى بقذارته السياسية وكأنها وسام شرف ويمشي فوق جثث المبادئ، ويأكل من موائد الفساد، ويتاجر بالشرف الوطني في أسواق الصفقات، هو ذلك النوع من البشر الذي يبيع نفسه أولًا، ثم يبيع حلفاءه، ثم يبيع وطنه ونفسه بثمن بخس، وربما مجانًا إذا كان المقابل كرسيأ و نفوذا، وحين يلتقي الماكر بالمخادع والوصولي، عندما يجتمع الثلاثة في شخص واحد، تصبح السياسة ورشة إنتاج متكاملة للخراب، هو يعرف كيف يخطط، وكيف يضلل، وكيف يتسلق، والنتيجة مصالح تدار تحت الطاولة، وبعض رجال سياسة منافقون.... وللحديث بقية.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية. [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
تراجع أسعار النفط يضعف التوقعات.. والأسواق تترقب إشارات السياسة النقدية
"وكالات": تراجعت أسعار النفط في الأسواق العالمية وسط توقعات متزايدة بارتفاع المعروض مقابل الطلب خلال الفترة المتبقية من العام، ما ألقى بظلاله على معنويات المستثمرين وأثار موجة من الحذر في الأسواق المالية. وازدادت حالة الترقب قبيل القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وروسيا، التي قد تحمل دلالات مهمة بشأن مستقبل العقوبات وتوازنات سوق الطاقة.
في المقابل، أبدت مؤشرات الأسهم العالمية تفاعلا متفاوتا مع هذه المتغيرات؛ حيث دعمت بيانات التضخم الأمريكية الإيجابية التوقعات بخفض أسعار الفائدة، ما ساعد في دفع المؤشرات إلى مستويات قياسية جديدة، خصوصا في الأسواق الأمريكية واليابانية. وبين تقلبات أسعار الخام وتغير نبرة البنوك المركزية، تواصل الأسواق العالمية التحرك في مسار دقيق تحكمه معطيات الاقتصاد والسياسة معًا.
ضغوط جديدة على سوق النفط
وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر أكتوبر القادم 67 دولارًا أمريكيًّا و36 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم انخفاضًا بلغ دولارًا أمريكيًّا و10 سنتات مقارنة بسعر يوم الثلاثاء والبالغ 68 دولارًا أمريكيًّا و46 سنتًا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أغسطس الجاري بلغ 69 دولارًا أمريكيًّا و37 سنتًا للبرميل، مرتفعًا 5 دولارات أمريكية و75 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر يوليو الماضي.
على الصعيد العالمي انخفضت أسعار النفط اليوم بعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز المعروض الطلب خلال العام الجاري، فيما يترقب المستثمرون اجتماعا مقررا يوم الجمعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتا، أو 0.7 بالمائة، إلى 65.67 دولار للبرميل، في حين نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 53 سنتا، أو 0.8 بالمائة، إلى 62.64 دولار. وسجل كلا الخامين انخفاضا عند التسوية الثلاثاء.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب وبوتين في ألاسكا يوم الجمعة لبحث سبل وقف الحرب الروسية الأوكرانية التي هزت أسواق النفط منذ فبراير 2022.
وذكر تاماس فارجا المحلل لدى بي.في.إم أويل في مذكرة "انخفضت أسعار النفط بناء على توقعات بأن قمة الجمعة لن تسفر عن فرض عقوبات إضافية على روسيا، مما يضمن استمرار تدفق نفط البلاد بشكل رئيسي إلى الجنوب والشرق".
ورفعت وكالة الطاقة الدولية اليوم توقعاتها لنمو المعروض النفطي خلال العام الجاري في أعقاب قرار أوبك بلس، لكنها خفضت توقعاتها للطلب بسبب ضعفه في الاقتصادات الرئيسة. ويترقب المستثمرون أيضا مزيدا من المؤشرات بعد أن أظهر تقرير ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وذكرت مصادر بالسوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي الثلاثاء أن مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، ارتفعت بمقدار 1.52 مليون برميل الأسبوع الماضي. وهبطت مخزونات البنزين بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بشكل طفيف.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقرير الثلاثاء ألا يصل متوسط أسعار خام برنت إلى 60 دولارا للبرميل في الربع الرابع، ليكون أول ربع يشهد فيه متوسط الأسعار هذا المستوى المنخفض منذ عام 2020، مشيرة إلى أن النمو في المعروض العالمي من النفط سيتجاوز النمو في الطلب على المنتجات البترولية.
تقلبات النفط تحرك الأسهم
على صعيد الأسواق العالمية ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم وقادت أسهم قطاعي التكنولوجيا والدفاع المكاسب، فيما ظل الارتياح سائدا في العالم بعد أن عززت بيانات التضخم في الولايات المتحدة توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة. وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 بالمائة، فيما صعد المؤشر داكس الألماني 0.6 بالمائة بعد انخفاضه في الجلسة السابقة.
وصعدت الأسهم العالمية وأغلقت بورصة وول ستريت عند مستويات قياسية مرتفعة، ويتوقع المتعاملون فرصة 94 بالمائة لخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة في سبتمبر، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي.
وارتفع سهم شركة توي 1.7 بالمائة بعد أن أعلنت أكبر شركة سياحية في أوروبا عن نتائج أفضل من المتوقع بفضل السفر الصيفي. وأعلنت إي.أون عن تحقيق أرباح أساسية أكبر في النصف الأول من العام وأبقت على توقعاتها للعام بأكمله مع دعوة الشركة، وهي أكبر مشغل لشبكات الطاقة في أوروبا، لألمانيا بأن ترفع العوائد على استثمارات الشبكة في المستقبل. وارتفعت أسهمها بشكل طفيف.
وانخفض سهم فيستاس 1.8 بالمائة بعد أن أعلنت شركة صناعة توربينات الرياح عن ارتفاع أقل من المتوقع في الأرباح التشغيلية للربع الثاني ولكنها أبقت على توقعاتها للسنة المالية دون تغيير.
على صعيد متصل تجاوز المؤشر الياباني اليوم مستوى 43 ألف نقطة للمرة الأولى، في حين قفز المؤشر توبكس الأوسع نطاقا أيضا لأعلى مستوى على الإطلاق، عقب مكاسب في وول ستريت خلال الليل ليواصلا موجة صعود للجلسة السادسة على التوالي. وارتفع الياباني بما يصل إلى 1.7 بالمائة ليلامس مستوى لم يبلغه من قبل عند 43451.46 قبل أن ينهي اليوم عند مستوى قياسي بلغ 43274.67. وبذلك رفع مكاسبه إلى 7.4 بالمائة منذ الرابع من أغسطس. وكان يوم الاثنين من هذا الأسبوع عطلة وطنية في اليابان. وتقدم المؤشر توبكس بما يصل إلى 1.2 بالمائة ليبلغ مستوى قياسيا عند 3103.31 نقطة، قبل أن ينهي الجلسة عند 3091.91 نقطة محققا مكاسب للجلسة السادسة على التوالي أيضا.
وأغلق المؤشران ستاندرد اند بورز 500 وناسداك الثلاثاء عند مستويات قياسية مرتفعة إذ عززت بيانات التضخم لشهر يوليو التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية الشهر المقبل.
وقالت ماكي ساوادا محللة الأسهم في شركة نومورا للأوراق المالية "هناك شعور بالارتياح يسود الأسواق" بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة مما دفع الأسهم اليابانية "إلى الارتفاع". وأضافت أنه في الوقت نفسه، "هناك دلائل على أن المؤشر الياباني في حالة زخم مفرط بعد ارتفاعه الحاد للغاية، ولن يكون الانخفاض الحاد في أي وقت مفاجئا".
ومن بين الأسهم المتداولة على المؤشر الياباني البالغ عددها 225، ارتفع 151 سهما مقابل تراجع 74.
وقفز سهم شركة رينيساس للإلكترونيات المصنعة للرقائق سبعة بالمائة تقريبا، وارتفع سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق 5.4 بالمائة، وزاد سهم مجموعة سوني 3.5 بالمائة. واستمر موسم الأرباح القوي في تعزيز الارتفاعات الكبيرة لبعض الأسهم، إذ قفز سهم شركة يوكوهاما للإطارات 8.3 بالمائة ليكون أكبر الرابحين على المؤشر الياباني. وكسب سهم أسيكس للملابس الرياضية 18 بالمائة تقريبا بعد نتائج مالية إيجابية للشركة ليكون أفضل أسهم توبكس أداء.