الحوثيون يصعدون ضد القبائل.. وقفات مسلحة واتهامات بالخيانة لمشايخ حاشد وبكيل
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
تصاعدت في الأسابيع الأخيرة حملات التحريض الإعلامي والسياسي التي تقودها جماعة الحوثي، لتتجاوز استهداف القيادات السياسية المعارضة، نحو رموز وقادة القبائل اليمنية، في خطوة يرى مراقبون أنها تأتي ضمن استراتيجية لتفكيك النفوذ القبلي التقليدي وضمان السيطرة على المشهد الداخلي.
وفي أحدث فصول هذه الحملات، استهدف نشطاء حوثيون بارزون، بينهم الناشط المعروف أسامة ساري، القيادي القبلي البارز الشيخ حمير الأحمر، شيخ قبيلة حاشد، إحدى كبرى قبائل اليمن، عبر منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إكس".
وبحسب ما نشر النشطاء إن الشيخ الأحمر يقوم، منذ شهور، باستدراج مشايخ وشخصيات اجتماعية إلى ما وصفوه بـ"فخ العمالة"، تحت مسمى نشاط اجتماعي، وهو ما اعتبره مراقبون تحريضا مباشرا لاستهداف الرجل سياسياً واجتماعياً.
وتأتي هذه الحملات في أعقاب موجة استهداف مماثلة لحزب المؤتمر الشعبي العام، والقيادات المعارضة للحوثيين داخل الجماعة نفسها، كان آخرها توجيه الاتهامات لعضو ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" سلطان السامعي، في مسعى لإضعاف الأصوات المعارضة داخلياً وتفتيت التحالفات التقليدية.
واستهداف كبار المشايخ والقيادات القبلية يمثل خطوة متقدمة في مساعي الحوثيين للسيطرة على بنية النفوذ الاجتماعي التقليدي في اليمن، خاصة في ظل تمتع هذه الشخصيات بقاعدة جماهيرية واسعة وأدوار محورية في استقرار مناطقهم ووساطتهم بين الفاعلين السياسيين.
وصلت رسائل حوثية مباشرة إلى الشيخ حمير بن عبدالله الأحمر، شيخ مشائخ حاشد، وإلى الشيخ ناجي الشايف، شيخ مشائخ بكيل، فضلاً عن مشايخ آخرين، مفادها أن أي نشاط اجتماعي اعتيادي وفق قواعد القبيلة المتجذرة منذ قرون، سواء كان لحل مشكلات أو للقيام بواجبات اجتماعية مثل العزاء أو حضور الأفراح، يُعتبر خروجاً عن توجيهات الجماعة و"خيانة لفلسطين"، بحسب وصفهم.
وفي مؤشر على تصعيد المواقف، نفذت ميليشيا الحوثي، الأربعاء، عرضًا عسكريًا أمام منزل الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، أحد أبرز زعماء القبائل اليمنية ورئيس مجلس النواب الأسبق، في حي الحصبة بصنعاء، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة سياسية واجتماعية تتجاوز مجرد الاستعراض العسكري.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو توثق لحظة الاستعراض، ما أثار جدلًا واسعًا حول توقيته ودلالاته، خصوصًا أنه جاء متزامنًا مع حملة التحريض والاتهامات التي تقودها الميليشيات ضد زعماء قبليين من حاشد وبكيل. كما أنه بحسب مراقبون تهدف إلى إرسال رسائل ضغط مباشرة على القادة القبليين لإخضاعهم لمصالح الجماعة.
من جهته، وصف الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية وجماعة الحوثيين، عدنان الجبرني، عبر حسابه على منصة "إكس"، تصرفات الجماعة الأخيرة بأنها نتاج حالة منفلتة تعيشها منذ نحو شهرين، يمزج فيها الهوس والخوف بشعور بالعزلة عن المجتمع، ما يدفع الحوثيين إلى تصنيف كل نشاط اجتماعي اعتيادي بتوجس وريبة واعتباره جزءاً من "مخطط أمريكي إسرائيلي".
وتأتي هذه التحركات بعد موجة استهداف شملت حزب المؤتمر الشعبي العام والقيادات المعارضة للحوثيين داخل الجماعة، كان آخرها الاتهامات الموجهة لعضو ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" سلطان السامعي، في مسعى لتفتيت التحالفات التقليدية وإضعاف الأصوات المعارضة داخلياً.
ويؤكد محللون أن استهداف كبار المشايخ والقيادات القبلية يمثل مرحلة متقدمة في مساعي الحوثيين للسيطرة على البنية الاجتماعية والنفوذ التقليدي في اليمن، خصوصاً في مناطق يكتسب فيها هؤلاء المشايخ تأثيراً كبيراً على الجبهات المحلية والعلاقات بين القبائل.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يستهدف الحوثيون السفن المحملة بالسيارات الصينية؟
منذ نوفمبر 2023، واجهت حركة الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس اضطرابات كبيرة بسبب هجمات الحوثي على السفن التجارية المتجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة قالت الجماعة إنها دعم للفلسطينيين في غزة.
اتفاق غير معلن يحمي السفن الصينيةلكن تقارير أمريكية نشرت مؤخرًا لاحظت أنه ابتداءً من يونيو الماضي كان هناك استثناء غريب وهو أن سفن نقل السيارات الصينية عبرت الممر المائي دون أن تتعرض لأي هجوم.
التقارير الصحفية، ومنها تقرير نيويورك تايمز، أشارت إلى احتمال وجود اتفاق سري بين الصين والحوثيين، قد يكون تم بشكل مباشر أو عبر إيران، الداعم الرئيسي للجماعة.
الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، تملك نفوذًا اقتصاديًا يتيح لها ضمان هذا المرور الآمن لسفنها.
تأثير مباشر على صناعة السياراتالميزة التي حصلت عليها السفن الصينية عبر المرور الآمن من البحر الأحمر توفر لها وقتًا وتكاليف كبيرة.
تجنب الطريق البديل حول رأس الرجاء الصالح يوفر ما بين 14 و18 يومًا من الرحلة، إلى جانب ملايين الدولارات في الوقود وأجور الطواقم والصيانة.
بالنسبة للسفن العملاقة التي تحمل حتى 5000 سيارة، يمثل ذلك فارقًا كبيرًا يمكن أن ينعكس على أسعار البيع النهائية.
الانتشار الصيني في الأسواق الأوروبية
هذا التوفير يأتي في وقت تشهد فيه السيارات الصينية تقدمًا ملحوظًا في السوق الأوروبية.
ففي أبريل 2025، شكلت هذه السيارات حوالي 5% من إجمالي المبيعات هناك، أي ضعف حصتها قبل عام فقط، مع توقعات بأن تصل النسبة إلى 10% بحلول 2034 وفقًا لشركة ستاندرد آند بورز جلوبال.
لكن هذه المكاسب تواجه تحديات، أبرزها الرسوم الجمركية الأوروبية التي تصل إلى 35% على السيارات المدعومة من الحكومة الصينية.
لذلك، فإن أي خفض في تكاليف النقل يمكن أن يساعد الشركات على امتصاص جزء من هذه الرسوم أو الحفاظ على أسعار تنافسية.
يعكس استغلال الصين للظروف الجيوسياسية في البحر الأحمر قدرة بكين على دمج قوتها الاقتصادية والسياسية لتحقيق مكاسب استراتيجية في سوق السيارات العالمي.
وإذا استمر هذا الوضع، فقد يصبح عاملًا مهمًا في تعزيز انتشار السيارات الصينية على حساب المنافسين الأمريكيين والأوروبيين.