روايات متضاربة حول تأسيس الإخوان المسلمين في الجزائر.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أثارت ادعائات الشيخ عبد الله جاب الله، زعيم جبهة العدالة والتنمية، جدلا واسعا وردود فعل كثيرة، بعد أن اعتبر نفسه المؤسس الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين في الجزائر، رغم ما هو معروف من أن الراحل محفوظ نحناح كان صاحب السبق في التيار.
وفي حديثه على بودكاست أحد القنوات، أكد جاب الله أنه المؤسس الحقيقي لتيار الإخوان المسلمين في البلاد مشيرا بأن التأسيس كان كفكرة لا كتنظيم.
ونفى الشيخ أن يكون هناك أي تنظيم طلابي لجماعة الإخوان داخل الجامعات قبل عام 1985 غير جماعته التي عُرفت في وقتها بـ"جماعة جاب الله"، دون أن يرتبط تنظيميا بمصر أو بالتنظيم العالمي.
ولفت إلى أنه تبنى فكر الإخوان المسلمين بعد أن اطلع على مؤلفات منظريه، مؤكداً أنه لم يصرح يوماً بأنه ممثل لجماعة الإخوان، بل إنه صاحب المبادرة في إدخال الفكرة للجزائر في إطار عمل جماعي بدأه عام 1974.
ورغم إقرار الشيخ بتصدر دعاة بارزين مثل محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، إلا أنه أكد أنهم كانوا يتحركون كأفراد، فيما كانت الساحة الطلابية خالية من أي تنظيم لهم قبل منتصف الثمانينيات.
ولفت جاب الله إلى أن تسميات مثل جماعة الشرق أو جماعة الجزأرة لم تصدر من أصحابها، بل أطلقها الشيخ محفوظ نحناح لوصف جماعته وجماعة مالك بن نبي.
واتهم جاب الله؛ نحناح بإشاعة خبر انشقاقه عن الإخوان أثناء سجنه سنة 1985 على خلفية أحداث الصومعة، لجذب أنصاره, مضيفا أن نحناح تغيب واكتفى برسالة قلل فيها من شأن الحاضرين واعتبر نفسه الممثل الأوحد للإسلاميين في الجزائر, يأتي ذلك خلال اجتماع موسم الحج سنة 1987 تحت إشراف المرشد العام حامد أبو النصر.
وبالتوازي, استفزت تصريحات جاب الله أنصار نحناح، مؤكدين أنه المؤسس الفعلي لجماعة الإخوان في الجزائر، وبلغ الجدل ذروته على منصات التواصل.
وبدوره كتب أبو جرة سلطاني خليفة نحناح في تدوينة، إن السجن طال نحناح قبل جاب الله، فالأول اعتقل عام 1976، بينما سجن جاب الله سنة 1982 بعد أحداث الجامعة المركزية.
وروى سلطاني لقاءاته بهما، قائلا، إن لكل منهما أولويات مختلفة, فجاب الله ركز على طرد الشيوعية من الجامعة، ونحناح سعى لبناء قاعدة صلبة للدعوة.
وأضاف أن الرجلين تقاسما النشاط الدعوي جغرافيا دون اتفاق مسبق، لكن الخلاف التنظيمي كان واضحا فجماعة جاب الله اعتمدت عالمية الفكرة وإقليمية التنظيم بغير غطاء ولا تزكية، بينما تبنى نحناح شمولية الفكرة والتنظيم بتزكية عالمية منذ 1974، قبل أن يقطع السجن هذا الامتداد.
ومع تبادل الأدوار بين السجن والحرية بين الرجلين، اكتسح تنظيم نحناح الساحة منتصف الثمانينيات، وبدأت بعدها محاولات التنسيق بين التيارات الثلاثة الإقليميين والعالميين والجزأرة.
ومن جانبه، أدلى عز الدين جرافة، أحد قدامى القادة الإسلاميين، شهادة تفصيلية نافيا فيها دقة القول بأن جاب الله أسس “جماعة الإخوان المسلمين” في الجزائر، مميزاً بين “الفكر والثقافة” من جهة، و”التنظيم” من جهة أخرى.
وأكد جرافة أن جماعة الشرق استلهمت من فكر حسن البنا وسيد قطب وغيرهما، لكنها لم ترتبط تنظيمياً بالإخوان أو بالتنظيم العالمي، ولم تتلق منهم أوامر أو تعليمات.
وعلى صعيد متصل، وافق محمد صالحي النائب الإسلامي السابق ما صرّح به الشيخ عبد الله جاب الله، مؤكدا أن ما ذكره صحيح، سواء قيل في وقته أو غير وقته, وأوضح صالحي أن تنظيم جماعة الشرق في نهاية السبعينيات كان يعتمد المنهاج الإخواني المصري والسوري بنسبة مئة بالمئة في الثقافة التنظيمية، ونحو ثمانين بالمئة في الثقافة الفكرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الجزائر بودكاست الاخوان المسلمون الجزائر سياسة بودكاست حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان المسلمین لجماعة الإخوان جماعة الإخوان فی الجزائر جاب الله
إقرأ أيضاً:
جماعة الإخوان ومحاولة إعادة التواصل مع واشنطن.. هل ينجح التنظيم في استعادة نفوذه؟
مع كل تحرك جديد لجماعة الإخوان الإرهابية، يتجدد الجدل السياسي والإعلامي حول محاولات التنظيم لاستعادة مكانته التي فقدها بعد سقوطه في مصر عام 2013، و التحولات المتلاحقة في السياسة الدولية، خصوصًا فيما يتعلق بموقف الإدارة الأمريكية من التنظيمات العابرة للحدود، تعيد الإخوان إلى الواجهة بين الحين والآخر، وهو ما يتضح في البيان الأخير الذي أصدرته الجماعة، وهذا البيان، الذي أثار العديد من التساؤلات، يُنظر إليه من قبل مراقبين كخطوة في محاولة لإعادة فتح قنوات التواصل مع واشنطن، علّها تستعيد الدور الإقليمي الذي تراجع منذ فترة طويلة.
إعادة تقديم الجماعة لنفسها
في هذا السياق، أشار ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، إلى أن البيان الأخير هو بمثابة محاولة جادة من جماعة الإخوان لتقديم نفسها مجددًا للولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أن الرسالة الضمنية التي تحاول الجماعة توجيهها هي: "كنا شركاء في الماضي، ونحن مستعدون لاستئناف هذا التعاون من جديد"، وهذه الرسالة لا تقتصر على كونها دعوة سياسية، بل هي محاولة لإعادة بناء الثقة مع واشنطن، حيث سعت الجماعة عبر السنوات الماضية إلى التأكيد على قدرتها على التأثير في المنطقة بما يتوافق مع المصالح الأمريكية، رغم تراجع نفوذها في بعض الدول العربية.
وأوضح فرغلي أن الحديث عن حظر جماعة الإخوان في الولايات المتحدة - الذي أُثير خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يكن موجهًا بالضرورة إلى الجماعة نفسها، بل كان بمثابة رسالة إلى القوى التي تشغّل التنظيم، والهدف كان تحفيز هذه القوى على تقليص نشاطات الجماعة في مناطق معينة، خاصة في الدول المجاورة لإسرائيل مثل مصر والأردن ولبنان، حيث يُعتقد أن التنظيمات الإخوانية قد تشكل تهديدًا لمصالح واشنطن الاستراتيجية.
الانتشار الدولي ومحدودية التأثير المحلي
أما عن تأثير الجماعة في الداخل المصري، فيؤكد فرغلي أن الجماعة عانت بشكل كبير على المستويين الأمني والشعبي خلال السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى تراجع قدرتها على الحشد والتأثير في الداخل، على الرغم من ذلك، لم تختفِ الجماعة تمامًا من الساحة، بل نجحت في بناء شبكة معقدة من الأذرع التنظيمية المنتشرة في العديد من الدول حول العالم. هذه الأذرع، ومن أبرزها التنظيم الميداني في دول مثل تركيا وقطر، ما تزال تلعب دورًا مهمًا في تحركات الجماعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويضيف فرغلي أن الجماعة كانت تقدم تقارير شهرية للولايات المتحدة عبر فروعها المنتشرة حول العالم، حيث كانت تلك التقارير تتناول أوضاع الدول التي تنشط فيها الجماعة. هذا الوجود الدولي منح الإخوان نوعًا من النفوذ الدولي، وساعدهم في التواجد ضمن دوائر صنع القرار في بعض العواصم الغربية، مما مكّنهم من التأثير على السياسات الدولية في بعض الأحيان.
ورغم المحاولات المتواصلة من الجماعة لاستعادة مكانتها، إلا أن الظروف الإقليمية والدولية الحالية تجعل من هذا المسعى أكثر صعوبة. التحولات السياسية الكبيرة في المنطقة، والصراع الدائر في عدة دول عربية، بالإضافة إلى التحولات في السياسة الأمريكية بشأن التعامل مع الجماعات ذات الطابع العابر للحدود، قد تحد من قدرة الجماعة على استعادة الدور الذي فقدته.
ويختتم فرغلي بالقول إن عودة الإخوان لمحاولة التواصل مع واشنطن تكشف إدراكهم لانحسار نفوذهم في المنطقة ورغبتهم في استعادة الدور الذي فقدوه، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات قد تواجه العديد من التحديات، ما يجعل من المستبعد أن تحقق الجماعة النجاح الذي تأمل فيه في ظل الظروف الحالية.