دار الإفتاء: الالتزام بقواعد المرور واجب شرعي وقانوني
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مقصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس لا يقتصر على حفظ نفس الإنسان نفسه فقط، وإنما يشمل أيضًا حفظ نفوس الآخرين، سواء كان المار أو السائق أو الجار.
المقاصد الخمسةوأوضح خلال لقائه تلفزيوني، أن المقاصد الخمسة التي جاءت بها الشريعة تكلف الإنسان بتحقيقها لنفسه ولغيره، فلا يجوز أن يحصر المرء مسؤوليته في نفسه فقط.
وأضاف أن الالتزام بقواعد المرور أمر واجب شرعًا وقانونًا، ومن يخالفها يكون آثمًا، مشددًا على أن الفصل بين الأمر الشرعي والأمر القانوني خطأ كبير، وأن القوانين التي تهدف لتحقيق المصالح العامة – مثل قوانين المرور – تُعد وسائل مشروعة لتحقيق مقاصد الشريعة في حفظ النفس، والدين، والمال.
القوانين ليست خارجة عن الشريعة الإسلاميةوأشار إلى أن أي قانون لا يُسن عبثًا، وإنما لتحقيق مقصد نبيل، وأن الوسائل تأخذ حكم المقاصد؛ فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، موضحًا أن هذه القوانين ليست خارجة عن الشريعة الإسلامية، بل هي جزء من وسائلها لتحقيق الغايات التي أمر الله بها.
ونبه على أن من يلتزم بهذه القوانين يكون في الحقيقة "داخل الشريعة" ويحقق مقاصدها، وأن تعطيل الوسائل المؤدية إلى المقاصد يعطل الشريعة ذاتها، داعيًا الجميع إلى الالتزام بقواعد المرور حفظًا لأنفسهم وللآخرين.
أفاد بأن عبور الطريق ليس أمرًا عشوائيًا أو متروكًا للصدفة، بل له ضوابط شرعية وأخلاقية تحفظ النفس وتمنع الضرر، مشددًا على أن الالتزام بالأماكن المخصصة لعبور المشاة واجب على المار، تمامًا كما أن للسائق واجبات تجاه العابرين.
حكم عبور المشاة من أماكن غير مخصصةوأضاف شلبي، ردًا على سؤال حول «حكم عبور المشاة من أماكن غير مخصصة»، أن القانون وشرع الله يحكمان علاقات الناس جميعًا، وعلى كل طرف أن يلتزم بحقوقه وواجباته، موضحًا أن ترك النفق أو الكوبري المخصص للعبور لمجرد أن المسافة أبعد أو الوقت أطول يُعد تصرفًا خاطئًا، لأن هذه الأماكن وضعت لحماية الأرواح.
ولفت أمين الفتوى، إلى أنه إذا لم يكن هناك مكان مخصص لعبور المشاة، فعلى الشخص أن يتحرى بحكمة ويتأكد من خلو الطريق قبل العبور، حتى لا يعرض نفسه أو الآخرين للخطر، مشيرًا إلى أن الذكاء والفطنة مطلوبان في مثل هذه المواقف.
وتابع: «هي واجبات مشتركة بين الجميع؛ على السائق أن يحافظ على أرواح المارة، وعلى المار أن يلتزم بالأماكن المخصصة أو يتأكد من أمان الطريق إذا تعذر ذلك، لأننا جميعًا قد نكون سائقين أو عابرين للطريق في أوقات مختلفة، وما أرضاه لنفسي يجب أن أحرص عليه للآخرين».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الالتزام بقواعد المرور قواعد المرور قواعد المرور محمود شلبي دار الإفتاء دار الإفتاء المصرية الالتزام بقواعد المرور دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: وثيقة القاهرة أول ميثاق شرعي وأخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى
علق الدكتور عمرو الشال أمين الفتوى بدار الإفتاء، على إطلاق "وثيقة القاهرة" كأول ميثاق شرعي وأخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى، قائلا: "دار الإفتاء المصرية أقامت مؤتمر صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي من باب الاشتباك مع الواقع المعاصر وتداعياته المختلفة، سواء على الأفراد والمؤسسات".
وأضاف، في مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين آية عبد الرحمن ولما جبريل، ببرنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية أن نقبلها أو نرفضها، فقد بدأ يتسلل إلى مرافق الحياة المختلفة، سواء في الأمور الطبية أو الاقتصادية أو ما يتعلق بالإعلام".
وتابع: "بدأ الذكاء الاصطناعي أيضا يتطرق إلى ميدان الأبحاث الشرعية والفتوى على الوجه الخصوص، حيث يحاكي العقل البشري في التفكير واستنباط المعاني التي لم تكن موجودة قبل ذلك".
وأوضح، أن هذه الوثيقة بها جزء عام يتعلق باستعمال واستخدام الذكاء الاصطناعي عموما لغير المتخصصين، ولكن موضوعها الأساسي هو استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى، والمحددات والأطر التي يمكن العمل في نطاقها، والضوابط التي يجب على مستخدم الذكاء الاصطناعي أن يراعيها، سواء ضمانات علمية مهنية، أو ضمانات أخلاقية، أو ضمانات أخلاقية وتشريعية للحفاظ على الدقة العلمية والمنهجية من خلال المزاوجة بين الاستفادة من التقنيات الحديثة ووجود العنصر البشري الذي لا يستغنى عنه في العملية الافتائية لأنها مسألة دقيقة جدا.