الجديد برس| تعاني مديرية ردفان في محافظة لحج، جنوبي اليمن، من أزمة مياه حادة تهدد أكثر من 30 ألف نسمة، وسط نضوب شبه كامل للآبار الجوفية وغياب أي حلول حكومية مستدامة، وفقاً لمصادر محلية. وأكدت المصادر أن القرى الواقعة في منطقة جبل البكري تعيش حالة عطش غير مسبوقة، حيث ارتفع سعر صهريج المياه الواحد إلى نحو 100 ألف ريال يمني، ما يجعل الحصول على مياه الشرب أمراً بالغ الصعوبة لآلاف الأسر الفقيرة.
وقال عبدالرزاق البكري، أحد وجهاء المنطقة، إن السكان اضطروا إلى بيع مواشيهم أو مغادرة
المنطقة بحثاً عن الماء والمرعى، مشيراً إلى أن الغطاء النباتي
الذي تعتمد عليه الماشية للرعي قد اختفى تماماً بفعل الجفاف، في ظل تجاهل مزمن من الحكومات المتعاقبة لاحتياجات المنطقة المائية. وأضاف البكري أن قرى جبل البكري لم تنل حظها من أي مشاريع مياه منذ عقود، رغم المناشدات المتكررة للسلطات المحلية والحكومة المعترف بها دولياً، مما يجعل الجفاف الحالي بمثابة كارثة بيئية ومعيشية تهدد بتهجير جماعي واندثار سبل الحياة. وتتزامن هذه الكارثة المحلية مع تحذيرات دولية، حيث كشف تقرير أممي حديث أن موسم الجفاف بدأ مبكراً هذا العام، مسجلاً انخفاضاً في معدلات الأمطار بنسبة تتراوح بين 10% و20% خلال شهر مايو 2025 مقارنة بالمعدلات الطبيعية، مما يهدد بانهيارات جديدة في القطاع الزراعي ويعمّق أزمة الأمن الغذائي في البلاد. ويعد الجفاف في ردفان مثالاً حياً على التدهور البيئي والإنساني الذي يعصف بالمناطق النائية، وسط انعدام الخطط التنموية والبنى التحتية، من قبل حكومة عدن الموالية للتحالف، الأمر الذي يتطلب استجابة عاجلة من الحكومة لتفادي كارثة إنسانية متفاقمة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
الجفاف يعرّض 16 مليون سوري لانعدام الأمن الغذائي وتلف محاصيل القمح
الجفاف يعرّض 16 مليون سوري لانعدام
الأمن الغذائي وتلف محاصيل القمح