إسحق أحمد فضل الله يكتب: (خلق سودان جديد)
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
وأيام الاشتباك شرقاً وغرباً، كان الزعم الأمريكي الفخم الضخم الذي يقول: “نزلنا على القمر”… وصورة بالفعل للرائد أرمسترونغ.
الزعم هذا كان شيئاً (يطرشقه) سؤال ساخر صغير.
الشيوعيون سألوا الأمريكان:
نعم… صورة أرمسترونغ على القمر دقيقة، لكن لم تقولوا… من هو الذي إلتقط هذه الصورة؟
…
والحكاية ما فيها هو زاوية النظر… كم من الناس خطر لهم هذا السؤال؟
الجدال في كل شيء لا يكاد ينتهي، لأن كل شيء له زوايا لا تخطر بالبال.
…
ونحن نبني الاقتصاد، وبعيداً عن حفرة الجدال، نجد فريدمان.
وفريدمان هو صاحب نوبل في الاقتصاد، والرجل لما سألوه: أي الدول بارعة اقتصادياً؟ قال: تايوان.
قال: هي دولة ليس فيها موارد… حتى الرمال تستوردها، لكن تايوان علمت أبناءها، ثم جعلت كل أحد يلتزم تخصصه… و…
وفي مصر، في الستينات، توفيق الحكيم يقول:
“أشتهي عربات كارو… ألف… ألفان… تجرها حمير نظيفة، وهي تحمل الكتب وتقف في النواصي والميادين وأمام الجامعات، تعطي كل أحد كتاباً اليوم، ثم كتاباً بعد أسبوع…”
وبالطبع لم يحدث هذا.
وعندهم، راقصة من الراقصات تنظر إلى عربة الحكيم المهكعة، وإلى عربتها الرائعة، وتقول للحكيم:
“شايف الفرق بين الأدب… وبين قلة الأدب؟”
والنتيجة… هي ما ظل يحدث منذ مائة عام.
…
والأحداث تنتقم.
ويعجبنا ونشمت أن ملك الملوك… الشاه… حين ترفض كل الدول استقباله، يتوسط له كيسنجر عند بنما… لضيافة قصيرة.
والضيافة تنتهي، وزوجته الإمبراطورة (الإمبراطورة) فرح ديبا تتوسط للسيد خان، معتمد اللاجئين، ليجد لهم حلاً…
و… (اقرأ السطر التالي):
الإمبراطورة في النهاية تكتب إلى معتمد اللاجئين، تتوسل إليه أن يعطيها “بطاقة لاجئين” لتسكن في أي خيمة… في أي معسكر لاجئين… في أي ركن في العالم…
…
ونقرأ التاريخ… ونجد ملاحظة غريبة…
وفيها أن الله سبحانه لا يعجل الانتقام من الكافرين… الله سبحانه يعجل الانتقام من (خونة) المسلمين.
ونجد صورة رئيس وزراء تركيا أيام أتاتورك، الذي أضاف الصليب إلى علم تركيا تملقاً للإنجليز، نجده جالساً في غرفة استقبال المندوب السامي البريطاني.
والمندوب يتعمد إذلال رئيس تركيا بأن يلطعه هناك لساعات.
وعند دخوله، الرجل التركي الغاضب… الذي عمل طويلاً لإذلال الإسلام… الرجل هذا لا يجد في غضبته غير الإسلام ليقاتل به.
قال للمندوب البريطاني:
“لما كان أجدادي يبنون قرطبة… ويجرون الجراحة في العين… ويكشفون الوتر الخامس… كان أجدادك يرتدون الجلود… ولا يعرفون المسواك…”
…
وفي متابعتنا لأحداث القرن الماضي، نجد شيئاً…
نجد أن الإسلام يتحرك… وأن جروحه دامية… وأنه يتأرجح ضعفاً… وأنه… وأنه…
لكن، لأول مرة منذ قرن، نجد المسلم الذي كان يختبئ للصلاة، خجلاً من إسلامه، يملأ صدره وفمه الآن بأنه… مسلم…
ويغيظ الجماعة إلى درجة تصنع سلسلة حرق المصحف… والإساءة للنبي الكريم… و… وسلسلة لا تنتهي من الحملات على مواقع الشبكة الآن…
الشعور بأن الإسلام يستيقظ الآن… شعور يصنع هذا.
وأبو حسنين… السوداني المجاهد… لما يموت في تركيا، يصبح هو أول مسلم في التاريخ يدفن إلى جوار أبي أيوب الأنصاري…
يبقى أننا، لما كنا ندخل ساحة واسعة أمام قبر أبي أيوب هذا، كان أحد السودانيين يخلع حذاءه.
وحين نسأله، يقول:
“لعل قدمي تقع حيث وقعت أقدام الصحابة الذين حملوا أبا أيوب هذا إلى قبره هذا…”
سودانيون يا رسول الله.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
قدوة في نشر العلم.. عضو الأزهر للفتوى: أول معلمة في الإسلام هي الشفاء بنت عبد الله
أجابت الدكتورة إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن سؤال حول مكانة المعلمة ودورها في الإسلام، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام، مؤكدة أن المعلمات هن بنات الأوطان وصانعات الحضارة وناقلات العلم والحكمة، وأن النصوص الشرعية كلها أكدت على ضرورة احترام المعلمين وتقديرهم لما يحملونه من رسالة عظيمة في بناء الإنسان والمجتمع.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن أول معلمة في التاريخ الإسلامي هي السيدة الشفاء بنت عبد الله القرشية، وكانت من القلائل من الصحابيات اللواتي أتقنّ القراءة والكتابة في صدر الإسلام، وكان لها دور كبير في تعليم النساء والأطفال القراءة والكتابة، كما علمت أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها – زوجة النبي صلى الله عليه وسلم – الكتابة، فكانت قدوة في نشر العلم والمعرفة بين نساء المسلمين.
في يومهم الدولي.. مجلس حكماء المسلمين: المعلمون هم الركيزة الأساسية في بناء الإنسان وصناعة الوعي
وزير الأوقاف يهنئ الرئيس بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة
الأوقاف: التعليم من أشرف المهن وأعظمها أثرًا في بناء الإنسان
رمضان عبدالمعز: العلم منحة إلهية يجب أن نحافظ عليها ونتواضع بها لله
وأضافت الدكتورة إيمان أن السيدة الشفاء رضي الله عنها كانت من أوائل المهاجرات اللواتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لها مكانة كبيرة عند رسول الله، فكان يزورها في بيتها، ويكرمها، ويأخذ برأيها، كما كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدّمها في المشورة، ويُجلّ رأيها لمكانتها وفضلها وعلمها.
وأشارت إلى أن مكانة المعلمة في الإسلام عظيمة منذ فجر الدعوة الإسلامية، مستشهدة بدور السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت من أعلم الصحابة بعلم الفرائض – أي علم المواريث – وكان كبار الصحابة يرجعون إليها في كثير من المسائل الشرعية. فقد ورد عن الصحابي أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قوله: "ما أشكل علينا أمر في الدين إلا وأتينا عائشة فوجدنا عندها منه علمًا".
وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن هذا يدل على المكانة الرفيعة التي احتلتها المرأة العالمة والمعلمة في الإسلام، فهي ليست فقط ناقلة علم، بل صانعة أجيال، ومربية قلوب وعقول، ولها أثر بالغ في تهذيب النفوس وغرس القيم.
وأكدت الدكتورة إيمان أبو قُورة، على أن المعلمة المتعلمة الواعية بدينها ودنياها قادرة على صناعة جيلٍ ينهض بالمجتمع، يقوده بالعلم والخلق، مشيرة إلى أن الإسلام منذ بدايته رفع مكانة المرأة المعلمة وأعلى من شأنها، فهي شريكة في بناء الأمة وتحصينها بالعلم والإيمان.