1 لماذا هذا السؤال الآن ؟ لأن سلسلة المقالات والأخبار التي تتدفق منذ العام الماضي في الميديا الأمريكية والإسرائيلية والعالمية والإماراتية حول الوجود الإيراني في السودان ليست فعلاً دعائياً ، إنما هي تدبير مقصود يهيئ الرأي العام الإسرائيلي والأمريكي والعالمي والأفريقي لفكرة التدخل الإسرائيلي في السودان.


2
تتهيأ الأجواء للتدخل الإسرائيلي بناء على سردية تقول إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران في يوليو 2024، والذي أنهى انقطاع العلاقات منذ 2016، ساهم في تعاظم التدخل الإيراني في السودان، وخاصة بعد اندلاع الحرب الجارية حاليًا، والتي شملت تسليحًا وتدريبًا ومساعدات لوجستية. فالسردية المزعومة تدعى ان السودان يشتري من إيران الطائرات بدون طيار، ويفتح لها المجال لبناء قاعدة في البحر الأحمر، يبنى انفاق تحت الجبال،كما أن وكلاء إيران يتولون تهريب السلاح إلى غزةوهو تهديد يماثل تهديد الحوثي للملاحة في البحر الأحمر!!.
3
بدأت سيمفونية الأكاذيب تعزف منذ سبتمبر 2024 ، وتأسست على فكرة اختلاق الأكاذيب كما رأينا في كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، وكما حدث في حصار قطر (2017) حين قيل إنها تتعاون مع إيران دون دليل، وهي نفسها التي شُنّت تحت رايتها حرب على إيران في 2025، بذريعة نواياها النووية. وهي ذاتها التي قصفوا بها السودان في مصنع الشفاء (1998)، بذريعة إنتاج أسلحة محرمة، وهي أيضًا الذريعة التي عوقب بسببها السودان في 2025 بتهمة استخدام أسلحة كيميائية ضد الجنجويد دون أي دليل.
4
كيف تشتغل معزوفة الأكاذيب التي تهيئ المسرح لفعل قادم ؟ إنها معزوفة إعلامية تشترك فيها الاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن ومراكز البحوث والمواقع الإخبارية والصحف وبرامج التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، في أمريكا وأوروبا وإسرائيل والإمارات وأفريقيا (الكونغو) وحتى السودان، جميعها تعزف لحنًا واحدًا، يتنوع في الشكل لكنه موحد في الجوهر: رسم صورة الأكذوبة التي تربط إيران بالسودان، وتهول خطرها على أمن إسرائيل والبحر الأحمر وحلفاء أمريكا.
5
نبدأ من الصحافة الإسرائيلية. في 1 يوليو 2025، نشرت صحيفة The Jerusalem Post مقالاً بعنوان: “Sudan’s Terror Gatekeeper: Why Israel Must Take Down Iran’s Man in Khartoum” وصف فيه الكاتب الإسرائيلي الرئيس البرهان بأنه “بوابة إيران نحو البحر الأحمر”، مؤكداً أن إسرائيل تعتبره تهديدًا يجب مواجهته، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
6
في 7 أبريل 2025، كتب فريق تحرير صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تقريرًا بعنوان: “إسرائيل قلقة من تقارب السودان، شريك اتفاقات أبراهام، مع إيران” وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن إسرائيل تشعر بالقلق من تقارب السودان مع إيران، بينما يسعى السودان للحصول على دعم في ظل الحرب الأهلية. وأشار التقرير إلى أن البرهان لجأ إلى إيران بعد أن خابت آماله في تلقي دعم من إسرائيل. ونقل التقرير عن مصدر مقرب من البرهان (مجهول) قوله إن السودان مضطر للتعاون مع أي طرف يزوّده بالسلاح.
7
أصدر مركز ألما الإسرائيلي تقريرا في 10 أبريل 2025 (مركز “ألما” الإسرائيلي (Alma Research and Education Center) هو مؤسسة بحثية إسرائيلية تُعنى بالشؤون الأمنية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، مهمته رصد نشاطات إيران في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بنقل الأسلحة، بناء البنى التحتية العسكرية، واستخدام الدول كقواعد خلفية مثل سوريا والسودان واليمن.)
قال مركز الما في تقريره إن إيران تستخدم السودان كجسر بري لنقل الأسلحة إلى حماس وحزب الله، في خطوة تهدد الأمن الإسرائيلي. وجاء فيه أن “الدول المجاورة للسودان لا تملك القدرة على تدمير مثل هذه المنشآت، ما يعزز فرضية أن إسرائيل هي الجهة المستهدفة”. وكشف التقرير عن قاعدة إيرانية تحت الأرض داخل السودان، مزودة بأنظمة دفاعية متقدمة، صُممت – وفق التقديرات – لمواجهة سلاح الجو الإسرائيلي.
8
في تقرير لمركز بروكسل للسياسات (سبتمبر 2024)، جاء أن التقارب بين الخرطوم وطهران وبدء تسليم طائرات مسيرة من طراز مهاجر وشاهد قد غيّر ميزان القوى في المعركة لصالح الجيش السوداني، مما أثار قلقًا إسرائيليًا.
9
أما مركز تشاتام هاوس، فقد ذكر في تحليل أواخر 2023 أن السودان يمثل نقطة التقاء بين المشاريع الجيوسياسية الإيرانية والإسرائيلية في أفريقيا. وإذا لم يُحتوَ هذا الصراع، فإن احتمال تدخل إسرائيل عبر وكلاء أو أدوات غير مباشرة قائم.
10
أشارت مجموعة الأزمات الدولية (فبراير 2024) إلى أن النفوذ الإيراني في شرق أفريقيا من خلال السودان بات يشكل مصدر قلق لإسرائيل، لا سيما مع استخدام ممرات لوجستية في البحر الأحمر تربط إيران بحماس وحزب الله.
11
في ديسمبر 2023، ذكرت وكالة بلومبرغ أن إيران زوّدت قوات البرهان بطائرات مسيّرة، وفي أبريل 2025 وزعمت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن البرهان طلب دعمًا عسكريًا من إسرائيل، لكن طلبه رُفض، فتوجه لاحقًا إلى طهران.
12
في منتصف يونيو 2025، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” سلسلة تحقيقات بعنوان: “Israel weighs response to Iranian drone deliveries to Sudanese military” قالت فيها أن إسرائيل تراقب بقلق تنامي التعاون بين السودان وإيران. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي ناقش خيارات عسكرية لكبح النفوذ الإيراني في السودان، مثل شن غارات جوية على مستودعات أو خطوط إمداد، أو تنفيذ هجمات سيبرانية دقيقة.
13
في تقرير لشبكة “عاين” بعنوان “نكسة عسكرية لإيران تضع الجيش السوداني في حالة من الترقب”، ورد أن إيران أعادت علاقاتها العسكرية مع الجيش السوداني بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، ومنحته ميزة جوية من خلال الطائرات المسيّرة والتدريب والذخيرة.
14
عن قناة Gunaz.tv، نُقل في 7 أبريل 2025 أن إسرائيل “قلقة حيال صفقة البرهان مع الشيطان” (في إشارة لإيران)، وأن البرهان اضطر للتعاون مع إيران لعدم حصوله على مساعدات من إسرائيل.
15
في 15 أبريل 2025، نشر موقع MintPress News تقريرًا بعنوان: “Iran’s Military Presence in Sudan: UAE–Israel Plot Backfires”زعمت فيه أن إيران شاركت في إنشاء قواعد تحت الأرض، وطائرات، وجنود داخل السودان، بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، مما أثار مخاوف في تل أبيب وأبو ظبي.
16
كتب طال بئيري (Tal Beeri)، مدير الأبحاث في مركز ألما، تقريرًا بعنوان: “إعادة حساب الطريق – ممر إيران وحزب الله إلى لبنان” نُشر في 10 أبريل 2025، أكد فيه أن إيران تستغل الفوضى في السودان لتعزيز وجودها، وتسعى لإحياء الخيار السوداني كممر بديل لنقل الأسلحة، كما كان الحال قبل 15 عامًا.
17
هذا هو ملخص ما نُشر في المراكز البحثية والإعلامية من تقارير، كما نشرت عشرات المواقع الإخبارية ومراكز الأبحاث تقارير مزيفة مدفوعة الثمن، لتهيئة الجو للزج بإسرائيل في حرب السودان، لمصلحة الراعي الإقليمي لقوات الجنجويد، الذي ينفق بسخاء على الصحف والمراكز التي تصدر تقاريرها حسب الطلب وبناءً على الخطة.نواصل

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: البحر الأحمر الإیرانی فی أن إسرائیل من إسرائیل فی السودان مع إیران أبریل 2025 أن إیران

إقرأ أيضاً:

97 مشروعا بقيمة 4.74 مليار ريال بالمنطقة الحرة بصلالة بنهاية أبريل 2025

كشفت بيانات رسمية حصلت عليها "عمان" صادرة من الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة أن إجمالي عدد المشاريع بالمنطقة الحرة بصلالة بلغ 97 مشروعا بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 4.74 مليار ريال بنهاية أبريل من العام الجاري، وتوزعت هذه المشاريع على 15 قطاعا اقتصاديا.

وتصدرت قطاع البتروكيماويات قائمة هذه الاستثمارات من حيث الحجم إذ سجلت ما يقارب 3.01 مليار ريال عماني، تلتها قطاعات الصناعات الكيميائية بنحو 747 مليون ريال عماني، ثم قطاع معالجة البيانات باستثمارات تجاوزت 327 مليون ريال عماني.

وعلى صعيد عدد المشاريع، فتصدر قطاع الصناعات الغذائية القائمة بـ18 مشروعا بقيمة 86.68 مليون ريال، تلاه قطاع التجارة العامة بـ17 مشروعا بقيمة 20.13 مليون، ثم قطاع الخدمات اللوجستية بـ15 مشروعا بقيمة 20.12 مليون ريال، مما يعكس التنوع القطاعي في البيئة الاستثمارية بالمنطقة.

وبلغ عدد المشاريع في قطاع الصناعات البتروكيماوية 14 مشروعا بقيمة 3.01 مليار ريال، وفي قطاع الصناعات المعدنية 8 مشاريع بقيمة 307.48 مليون ريال، و6 مشاريع في الصناعات الكيميائية بقيمة 747.24 مليون ريال، و5 مشاريع في قطاع الصناعات الدوائية بقيمة 152.08 مليون ريال عماني، و3 مشاريع في قطاع الإلكترونيات بقيمة 5.78 مليون ريال عماني، ومشروعين في كل من قطاع السيارات وقطاع معالجة البيانات وقطاع إعادة التدوير بـقيمة 344.06 مليون ريال.

واشتملت المشاريع أيضا على مشاريع فردية في قطاعات الطاقة الخضراء والتعليم والاتصالات والخدمات البحرية والسلع الاستهلاكية بقيمة إجمالية بلغت 48.13 مليون ريال عماني.

وتوفّر المنطقة الحرة بصلالة حزمة متكاملة من الخدمات والتسهيلات للمستثمرين والشركات العاملة فيها، بما يدعم كفاءة تنفيذ أنشطتهم التجارية ويعزز من سهولة ممارسة الأعمال.

وتشمل هذه التسهيلات تأجير الأراضي والمستودعات والمكاتب، إلى جانب خدمات المحطة الواحدة التي تسهم في تسريع وتبسيط الإجراءات، مثل إصدار التصاريح والتأشيرات، وتسجيل المستثمرين، واستخراج التراخيص والسجل التجاري عبر نظام "استثمر بسهولة"، بالإضافة إلى إصدار بطاقة غرفة تجارة وصناعة عمان، وغيرها من الخدمات التي تُكرّس بيئة استثمارية جاذبة ومحفزة للنمو.

وتعكس هذه المؤشرات جهود الهيئة في تطوير البنية الأساسية وتوفير التسهيلات الاستثمارية، ما يؤكد على مكانة المنطقة الحرة بصلالة كوجهة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين، ومساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز القيمة المضافة.

وتواصل الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة تنفيذ استراتيجيتها الطموحة عبر إطلاق مشروعات نوعية، وتوقيع اتفاقيات استراتيجية، والمشاركة الفاعلة في المبادرات الوطنية والدولية، بما يسهم في تعزيز مكانة هذه المناطق كمحركات رئيسية للتنمية المتكاملة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن اغتيال ناقل أسلحة إيران إلى سوريا ولبنان
  • الرقابة المالية: 39.6 مليار جنيه أرصدة التمويل العقاري بنهاية أبريل
  • المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا
  • الاقتصاد الإسرائيلي عاجز عن تحمّل حرب طويلة مع إيران.. وترامب يدرك ذلك
  • إسرائيل: سنضرب إيران مجددا إذا هددتنا
  • فوكس نيوز تفجّرها: إيران لم تعد تملك ما يكفي لضرب إسرائيل
  • لماذا يدعم ترامب إسرائيل ويُهَمِّش أوكرانيا
  • 97 مشروعا بقيمة 4.74 مليار ريال بالمنطقة الحرة بصلالة بنهاية أبريل 2025
  • إيران تكشف حصيلة القتلى المدنيين في صراعها مع إسرائيل