تناولت حلقة 2025/7/9 من برنامج "شبكات"، قيام أحد الأشخاص بانتحال شخصية روبيو اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، وتواصله مع عدد من المسؤولين المهمين.

وأعادت هذه الواقعة للأذهان ما عُرِف بفضيحة "سيغنال"، التي أثارت جدلا واسعا في الولايات المتحدة، في مارس/آذار الماضي، بعدما قام مستشار الأمن القومي السابق مايكل والتز بضم صحفي عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية، تضم كبار المسؤولين الأميركيين لمناقشة توجيه ضربات ضد جماعة الحوثيين في اليمن، ما أدى لإقالته لاحقا.

ما حدث هذه المرة -حسب رواية وزارة الخارجية الأميركية- أن شخصا استخدم صوت روبيو عن طريق الذكاء الاصطناعي، وأرسل رسائل صوتية لعدد من المسؤولين عبر تطبيق سيغنال أيضا.

ومن المعروف أن الذكاء الاصطناعي بات بإمكانه اليوم تقليد كل شيء، صوتا وأسلوبا في وقت لا يتجاوز 15 ثانية، حسب شبكات، الذي استعرض حادثة تقليد روبيو التي وقعت منتصف الشهر الماضي.

واعتمد المنتحل صوت وأسلوب روبيو في الخطابات الرسمية، وتواصل مع 5 مسؤولين بينهم 3 وزراء أجانب وعضو في الكونغرس وحاكم ولاية أميركية.

وترك المنتحل رسائل صوتية لاثنين من هؤلاء المسؤولين على الأقل. وفي إحدى المرات، أرسل رسالة نصية لدعوة الشخص المستهدف للتواصل عبر سيغنال.

وزارة الخارجية الأميركية أصدرت تحذيرا إلى جميع موظفي البعثات الدبلوماسية والقنصلية في 3 يوليو/تموز الجاري، ونبهت شركاءها الخارجيين من الحسابات المزيفة وانتحال الشخصيات.

وقالت الوزارة إن المعلومات التي تتم مشاركتها مع طرف ثالث ربما تتعرض للخطر إذا جرى اختراق الأفراد المستهدفين، وإن ما حصل "لا يشكل تهديدا إلكترونيا مباشرا لها".

ووفقا للخارجية الأميركية -التي رفضت مناقشة محتوى هذه الرسائل وأسماء المسؤولين الذين وصلتهم- فقد كان المنتحل يحاول الحصول على معلومات حساسة أو الوصول إلى حسابات المسؤولين عبر التضليل الصوتي والنصي.

إعلان

وقد أكدت المتحدثة باسم الوزارة تامي بروس أن الخارجية على علم بهذه الواقعة، وقالت إنها تراقب الأمر وتتعامل معه، وتأخذ حماية معلوماتها على محمل الجد، مشيرة إلى اتخاذ خطوات لتحسين وضع الأمن السيبراني في الوزارة لمنع الحوادث المستقبلية.

وعلى مواقع التواصل، شكك ناشطون في الرواية الرسمية لما حدث، في حين اعتبرها آخرون محاولة لإيصال رسائل معينة للداخل والخارج بطريقة مشفرة.

وما خفي أعظم

فقد تساءل وائل العبود "هل من المعقول أن يكون الوزير قد قام بالاتصال بالمسؤولين وهو في غير وعيه، وقال كلاما غير دبلوماسي، ثم أصدرت الوزارة هذا التحذير تفاديا للصدامات السياسية؟"، مضيفا "لا نستغرب شيئا".

كما كتب خالد عبدالله دعقين "وما خفي من فضائح الإمبراطورية الرقمية أعظم.. إذا كان مستشار أمنهم لا يُحسن إدارة مجموعة في تطبيق، فكيف يديرون حروبا على بُعد آلاف الأميال؟".

وأضاف دعقين "إذا كان وزيرهم يمكن استنساخه بصوت مزيف يُخدع به وزراء وساسة، فلا عجب أن تنهار الهيبة، وتُفضح الأسرار".

أما فرح محمود فكتبت "كأنه البلد سايبة.. وزير الدفاع بيناقش خطط وزارته والقصف والاستهدافات على سيغنال، وهلا واحد بيقلد صوت وزير الخارجية وبيحكي مع المسؤولين.. الله يستر ما حدا بينتحل شخصية الرئيس (دونالد ترامب) ويعلن الحرب على روسيا".

وأخيرا، علَّق معتز غازي، بالقول "هاي (هذه) كلها أفلام مقصودة وعملية التسريب مو (ليست) عفوية، هم قاصدين كل هاي الأفلام تظهر وفيها رسائل مشفرة لأطراف داخلية في أميركا وخارج أميركا".

يشار إلى أن شخصا انتحل شخصية رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، في مايو/أيار الماضي، بعدما اخترق هاتفها وأجرى مكالمات وأرسل رسائل إلى أعضاء في مجلس الشيوخ وحكام ولايات ومديرين تنفيذيين.

وفي ذلك الوقت، أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) تحذيرا من "جهات خبيثة" قال إنها تنتحل صفة مسؤولين أميركيين كبار.

واتهم المكتب آنذاك هذه الجهات بإطلاق "حملة رسائل نصية وصوتية خبيثة مستمرة" استهدفت كبار القادة الحكوميين الآخرين ومعارفهم للحصول على معلومات أو تمويل، واعتمدت على رسائل صوتية مُولّدة بالذكاء الاصطناعي.

9/7/2025-|آخر تحديث: 21:14 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

«المالية» تفوز بجائزة «الابتكار من أجل الأثر» في تطبيقات الذكاء الاصطناعي


جنيف (الاتحاد)
فازت وزارة المالية بجائزة «الابتكار من أجل الأثر» عن فئة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، ضمن فعاليات «قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة في مركز المعارض والمؤتمرات الدولي «باليكسبو» في جنيف.
وتأتي هذه الجائزة، تقديراً للجهود المتميزة التي تقوم بها دولة الإمارات، ممثلة بوزارة المالية، في استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الكشف عن الاحتيال، وتقييم المخاطر، والتداول الخوارزمي، وخدمة المتعاملين، ما يسهم في تعزيز كفاءة الأنظمة المالية، ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية، أن فوز وزارة المالية بهذه الجائزة يعد تجسيداً عملياً لرؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في أن تكون سبّاقة في توظيف التقنيات المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في تطوير منظومة العمل الحكومي وتعزيز ريادتها في القطاعات الحيوية، ومنها القطاع المالي.
وقال إن الوزارة تبنّت نهجاً مؤسسياً في الابتكار يرتكز على التحول الرقمي المستدام، واستثمرت في بناء بنية تحتية تقنية مرنة وشاملة، قادرة على الاستجابة للتحديات المتغيرة وتحقيق القيمة المضافة في إدارة الموارد المالية العامة، وإن هذا التكريم شهادة على نجاح جهودها في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجيات إدارة المخاطر والكفاءة التشغيلية والشفافية المالية.
وأضاف أن الجائزة تشكل حافزاً إضافياً لمواصلة مسيرة بناء منظومة مالية حكومية متزنة، تعتمد على البيانات والابتكار، وتواكب طموحات الدولة للخمسين عاماً المقبلة؛ إذ تتطلع الوزارة إلى تعميق شراكاتها مع الجهات الإقليمية والدولية لتبادل الخبرات والتجارب، بما يدعم أهداف التنمية المستدامة، ويرسّخ مكانة دولة الإمارات كنموذج عالمي في الحوكمة الذكية.
وقال يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، في كلمة ألقاها خلال تسلم الجائزة: «إن هذا الإنجاز يعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوظيفه في تطوير منظومة مالية حكومية رائدة تدعم مسيرة التنمية المستدامة».
وأضاف أن الإمارات تؤمن بأن الابتكار هو جوهر العمل الحكومي، وأن الذكاء الاصطناعي أداة محورية في تحقيق الكفاءة والشفافية وتعزيز القدرة التنبئية في إدارة المالية العامة، منوهاً بأن الوزارة استمرت في تطوير قدراتها التقنية لضمان الاستجابة الفعّالة لمتغيرات البيئة الاقتصادية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على ترسيخ ثقافة الابتكار المؤسسي، من خلال تحفيز الكوادر الوطنية، وتوفير بيئة داعمة للإبداع، الأمر الذي يتبلور في إطلاق عدد من المبادرات النوعية التي أثبتت جدواها في تحسين الأداء المالي الحكومي، ومنها تطوير منظومة ذكية لإدارة الميزانية العامة تعتمد على التحليلات التنبئية، وتطبيقات ذكاء اصطناعي لرصد المؤشرات الاقتصادية والمالية بشكل لحظي.
وثمّن الخوري، هذا التكريم باعتباره شهادة عالمية على ريادة دولة الإمارات في توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً أن الوزارة ستواصل العمل مع شركائها على الصعيدين المحلي والدولي لتبادل الخبرات، وتحقيق أفضل النتائج.
يذكر أن «قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام» تُعد المنصة الرسمية للأمم المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وينظمها الاتحاد الدولي للاتصال بالشراكة مع 47 وكالة تابعة للأمم المتحدة، وبالتعاون مع حكومة سويسرا.

أخبار ذات صلة الإمارات وباكستان تبحثان التعاون في المجالات المالية الإمارات تشارك في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة «بريكس»

مقالات مشابهة

  • «المالية» تفوز بجائزة «الابتكار من أجل الأثر» في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • وزير الخارجية الصيني: الاجتماع مع روبيو كان بناء ومثمرا
  • غوغل تقرأ رسائل واتساب تلقائياً.. وماسك يشعل المنافسة في عالم «الذكاء الاصطناعي»
  • استخدم الذكاء الاصطناعي.. مجهول ينتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي
  • منتحل لشخصية روبيو استخدم الذكاء الاصطناعي للاتصال بمسؤولين كبار
  • شاب ينتحل شخصية وزير خارجية أمريكا بالذكاء الاصطناعي ويتواصل مع مسؤولين آخرين
  • الخارجية الأميركية تحذر من انتحال هوية دبلوماسيين عبر الذكاء الاصطناعي
  • شخص ينتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي ويتواصل مع مسؤولين كبار
  • شخص ينتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي عبر الذكاء الاصطناعي ويتواصل مع مسؤولين كبار