يونيو 2025 من الأشهر الأشد حرارة في العالم
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
يمن مونيتور/ أ ف ب
سجل شهر يونيو/حزيران الماضي درجات حرارة مرتفعة في أنحاء كثيرة من العالم، وكان ثالث أكثر الشهور حرارة في التاريخ الحديث، إذ عانى أكثر من 790 مليون شخص في 12 دولة درجات حرارة قصوى، استنادا إلى بيانات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية.
وكانت اليابان من بين الدول التي سجلت أكثر شهور يونيو/حزيران حرارة إلى جانب كل من باكستان وطاجيكستان والكوريتين، الشمالية والجنوبية.
وعالميا، كان يونيو/حزيران 2025 ثالث أكثر هذه الشهور حرارة على الإطلاق، ولم يتجاوزه إلا يونيو/حزيران 2024 بفارق 0.2 درجة مئوية، ويونيو/حزيران 2023 بفارق 0.06 درجة مئوية فقط.
ويواصل الكوكب للعام الثالث على التوالي تسجيل معدلات حرارية غير مسبوقة، نتيجة ارتفاع حرارة الأرض بسبب انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من النشاط البشري.
إجهاد حراري
وفي أوروبا، أعلنت خدمة كوبرنيكوس الأربعاء أن يونيو/حزيران 2025 كان الأكثر حرارة على الإطلاق في جزئها الغربي حيث ضربت موجتان مبكرتان من الحر الشديد مناطق واسعة من القارة، ما أدى إلى تسجيل درجات حرارة وُصفت بأنها “متطرفة”.
وتشهد أوروبا احترارا أسرع وتيرة بمرتين من المعدل العالمي، وسجّلت في يونيو/حزيران 2025 موجتي حر، الأولى بين 17 و22 منه والثانية اعتبارا من الثلاثين منه، “استثنائيتين”، بحسب ما قالت سامنتا بورغس عالمة المناخ في كوبرنيكوس في بيان.
وفي ظل الاحترار المناخي، من المرجح أن تصبح موجات الحر هذه أكثر تواترا وشدة وتؤثر على عدد أكبر من الأشخاص في أوروبا، بحسب بورغس.
وفي دراسة أخرى، نشرت الأربعاء، خلص علماء إلى أن التغير المناخي جعل موجة الحر في أوروبا الغربية أشد بـ4 درجات مئوية في عدة مدن، ما زاد من عدد الوفيات الناجمة عنها.
وفي أيام كثيرة من الشهر، تخطت الحرارة 40 درجة مئوية في عدة بلدان وبلغت حتى 46 في إسبانيا أو البرتغال، وكان 30 يونيو/حزيران من الأيام الصيفية الأشد حرا على الإطلاق في القارة.
لكن الحرارة المحسوسة، أي تلك التي تقيس الآثار على الجسم مع مراعاة نسبة الرطوبة والرياح، بلغت معدلات أعلى من ذلك، فوصلت مثلا في شمال لشبونة إلى 48 درجة مئوية، بحسب المؤشر العالمي للمناخ الحراري، بما يوازي إجهادا حراريا من الحد الأقصى، وفق كوبرنيكوس.
وبسبب الليالي المدارية، أي تلك التي لا تنخفض فيها الحرارة دون العشرين، واجهت الكائنات صعوبات. وشهدت إسبانيا 24 ليلة من هذا النوع، أي أكثر بـ18 مما هي عادة الحال خلال يونيو/حزيران.
وفي بعض المناطق الساحلية من المتوسط، سجلت 10 إلى 15 ليلة مدارية خلال يونيو/حزيران الذي لم تكن فيه عادة أي ليلة هكذا.
تداعيات شديدة
وكانت تداعيات الاحترار المناخي شديدة الوطأة الشهر الماضي، من حرائق مدمرة في بعض المناطق في كندا وجنوب أوروبا إلى فيضانات فتاكة في بعض أجزاء جنوب أفريقيا والصين وباكستان.
وشهر يونيو/حزيران كان أقل حرا من ذاك المسجل في 2023 و2024 لكنه كان أعلى حرارة بحوالي 1.3 درجة مئوية مما كانت عليه الحال في هذا الشهر من السنة في العصر ما قبل الصناعي (1850-1900)، أي أنه ثالث شهر من الأشهر الـ24 الماضية كان فيه معدل الحرارة في العالم أعلى بما دون 1.5 درجة مئوية من مستوى العصر ما قبل الصناعي، بحسب كوبرنيكوس. وإذا ما استمر الحر على هذا النحو، قد يصبح عام 2025 ثالث الأعوام الأكثر دفئا.
وبموجب اتفاق باريس للمناخ، تعهّدت البلدان حصر الاحترار المناخي على المدى الطويل بـ1.5 درجة مئوية، وهو مستوى إذا تم تخطيه يرتفع خطر التغيرات المناخية والبيئية القصوى.
لكن علماء كثيرين يعتبرون أنه بات من شبه المستحيل احتواء الاحترار بـ1.5 درجة مئوية.
ويتوقّع معهد كوبرنيكوس أن يتم تخطي عتبة 1.5 درجة مئوية في 2029، إذا ما استمر الاحترار على هذا المنوال.
كما سجل يونيو/حزيران 2025 أيضا قيظا بحريا في الجزء الغربي من البحر المتوسط، وبلغت حرارة سطح المياه في المنطقة مستوى قياسيا في 30 يونيو/حزيران بحدود 27 درجة مئوية.
ولفت كوبرنيكوس إلى أن درجات الحرارة الاستثنائية لمياه البحر الأبيض المتوسط خفضت من الأثر المبرد للهواء ليلا على امتداد الساحل وزادت من الرطوبة، ما فاقم تداعيات الإجهاد الحراري.
ولهذه الحرارة الاستثنائية ارتدادات أيضا على التنوّع الحيوي البحري وعلى الصيد وتربية الأحياء المائية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرارة العالم شهر يونيو یونیو حزیران 2025
إقرأ أيضاً:
طبيبة توضح مخاطر التبريد الزائد للمنزل في الحر
روسيا – تشير الدكتورة يلينا أليكسينتسيفا أخصائية الطب العام وطب الأطفال، إلى أن الإفراط بتبريد الهواء داخل السكن في الطقس الحار يشكل خطورة على الصحة.
ووفقا لها، يمكن — بل ويجب — خفض درجة حرارة الهواء داخل السكن باستخدام مكيف الهواء، ولكن يُنصح بعدم تبريده بشكل مفرط حتى لا يؤثر سلبا على الصحة.
وتقول:
“في الطقس الحار والخانق، ينبغي تقليل تدفّق الهواء الساخن وأشعة الشمس إلى داخل الشقة. وتستطيع مكيفات الهواء الحديثة، عند استخدامها بصورة صحيحة، خفض درجة الحرارة بسرعة، لكن من المهم عدم تحويل الغرفة إلى ما يشبه الثلاجة. يجب التعامل مع الحرارة بحكمة، لأن التبريد المفرط للهواء قد يؤدي إلى تشنجات وعائية، وصداع، ونزلات برد، خاصة إذا كان فرق درجات الحرارة بين الخارج والغرفة كبيرا جدا”.
وتشير الطبيبة إلى أنه لا ينبغي خفض درجة حرارة الغرفة إلى أقل من 18 درجة مئوية، لأن البقاء تحت تيار هواء بارد لفترة طويلة قد يؤدي إلى تبريد مفرط للعضلات والمفاصل، مما قد يسبب الألم والالتهاب.
كما تؤكد على أهمية تنظيف مكيفات الهواء بانتظام، لأن مسببات الحساسية والميكروبات المسببة للأمراض قد تتراكم داخلها.
ووفقا لها، لا تقتصر مقاومة حرارة الغرفة على استخدام مكيفات الهواء فقط، بل يمكن أيضا الاستعانة بستائر سميكة على النوافذ، ومراوح، وتهوية الشقة خلال الساعات الباردة من النهار. كما يمكن تقليل دخول أشعة الشمس من خلال تغطية النوافذ بستائر معدنية عاكسة أو أغشية عاكسة للحرارة.
المصدر: نوفوستي