جنون السياسة التجارية الترمبية والامتياز المفرط للدولار:
سألني صديق من المجال الطبي عن تأثير رسوم ترمب الجمركية على الاقتصاد الأمريكي. أدناه ردي لغير المُتخصص:

????إن تأثير سياسة ترمب التجارية واضح بالفعل، حتى وإن لم يُغطَّ إعلاميا بشكل كافٍ خارج الصحافة المالية، لكن الاقتصاد الأمريكي ضخم للغاية، وسيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تظهر آثاره للجميع.

ومع ذلك، سيتراكم التأثير وينمو بمرور الوقت. أدناه بعض النقاط ذات الصلة:
???? فاقمت سياسة الرسوم الجمركية من فقدان الثقة العالمية في الدولار الأمريكي كأصل احتياطي وعملة للتجارة الدولية، وقد أدى انخفاض الثقة إلى تسريع عملية تراجع الدولار – تقويض الدولرة -، المستمرة ببطء قبل وصول ترمب ولكنها مُؤكدة، في الاقتصاد العالمي. هذا يعني انخفاض نسبة حصة الدولار كاحتياطي مالي للشركات والدول الأجنبية وبنوكها المركزية في جميع أنحاء العالم الذي يقابله أرتفاع حصة الذهب والعملات الأخري.

????تراجع الدولرة يعني أيضًا أن الدول الأخرى تتجه بصورة متزايدة لإستخدام عملات مختلفة عند التعامل التجاري فيما بينها. تخيّل الأمر في تجارة بين البرازيل، أو الهند والصين، على سبيل المثال، عندما كانت تُتاجر سابقًا فيما بينها، كانت تستخدم الدولار للشراء والبيع فيما بينها. الآن، يعتمدون بشكل أقل على الدولار، ويستخدمون عملات بلدانهم أو عملة جهة ثالثة، متجاوزين الدولار.

????تراجع الدولرة هذا يُمثل خسارة مالية فادحة للولايات المتحدة، وفقدانًا لمصدر نفوذ سياسي واسع. وضع الدولار كعملة الإحتياطات العالمية وعملة التجارة الدولية ووجوده في أي تبادل بين دول بعيدة أعطي أمريكا إمتيازات مالية وسياسية مهولة تسمي أحيانا بالإمتياز المفرط للدولار أتاح لها أن تكون هارون رشيد العصور الحديثة. يقال أن الخليفة العباسي هارون الرشيد عندما شاهد سحابة مثقلة بالمطر ، قال لها قولته الشهيرة “امطري حيث شئت، فإن خراجك لي”. وهذا يعني أنه إذا توسعت التجارة بين فيتنام وزامبيا فان بإمكان أمريكا أن تطبع دولار تشتري به شيئا ما وينتهي الأمر بهذه الورقة الأمريكية في تبادل بين فيتنام وزامبيا. وينطبق الأمر علي أي توسع في الإحتياطيات الأجنبية لأي دولة في العالم. بالنسبة للدول الأخري، فان طباعة أي عملة رب رب بإفراط قد يقود إلي ضغوط تضخمية ولكن المخاوف التضخمية من طباعة الدولار أقل كثيرا بسب أنه عملة التجارة والإحتيطيات العالمية.

???? لقد أدت السياسات الجمركية والاقتصادية غير المنتظمة من قبل ترمب إلى تراجع ثقة المستثمرين العالميين في الأسواق المالية الأمريكية، مما وضع ضغوطًا تصاعدية على أسعار الفائدة على السندات التي تُصدرها الحكومة الأمريكية لتمويل عجزها المالي الضخم والمزمن. الدين العام الأمريكي ضخم، وكذلك عجز الموازنة، وكلاهما يُقدر بتريليونات الدولارات، ولذلك فإن أي زيادة طفيفة في سعر الفائدة تُترجم إلى زيادة بمليارات الدولارات في تكلفة خدمتهما.

???? تُثبط رسوم ترامب الجمركية، التي تتغير يوميًا، الاستثمار. لن تُخصص أي شركة رأس مال كبير للاستثمار في السوق الأمريكي إذا لم تكن متأكدة لدرجة ما من مستوى الرسوم الجمركية التي ستفرضها الحكومة في الأشهر المقبلة أو العام المقبل على الواردات التي تُنافس منتجاتها. المجال الذي قد يبدو جاذبا للإستثمار الآن الواردات البديلة غير متوفرة أو عالية التكلفة قد تخسر غدا لو رفع ترمب الجمارك لذلك فان راس ألمال الكبير لن يغامر قبل أن التاكد من ان السياسة التجارية مستقرة بما يتيح إجراء حسابات ربح وخسارة ومبيعات وتكاليف موثوقة.

????لن تُقدم الشركات المُوجهة نحو التصدير على استثمارات كبيرة إذا اعتقدت أن الدول التي تُخطط لتصديرلاسواقها قد تفرض رسومًا جمركية انتقامية على السلع المُنتجة في أمريكا. هذا الغموض بشأن السياسة الاقتصادية الأمريكية مُضرٌّ لأن المستثمرين يفضلون القدرة علي التنبؤ بمستوى مبيعاتهم وتكلفتها قبل أن يُقرروا استثمار رأس مالهالعزيز. فمثلا إذا رفعت الصين الجمارك علي سلعة مستوردة من أمريكا، فان المستهلك الصيني قد يتوجه إلي بديل محلي أو آخر مستورد من اليابان أو كوريا أو الهند أو أو. إذا كانت درجة الغموض وعدم اليقين عالية، فهذا يعني أن المخاطر عالية بما يكفي لإبطاء وتائر الإستثمار.

???? ستُؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى زيادة أسعار السلع المستوردة وأسعار السلع المُنتجة محليًا أيضًا. هناك ثلاثة أسباب لارتفاع أسعار السلع المُنتجة محليًا. أولًا، سيستغل مُنتجو السلع البديلة للواردات ارتفاع سعر السلعة المُنافسة لزيادة سعر منتجاتهم – مثلا إذا تضاعف سعر السيارة المستوردة فان الشركة الأمريكية يمكنها زيادة سعر السيارة التي تنتجها محليا. ثانيًا، قد ترتفع تكلفة السلعة المُنتجة محليًا مع الرسوم الجمركية على المُدخلات الوسيطة المُستوردة التي تستخدمها. على سبيل المثال، إذا ارتفع سعر الفولاذ المُستورد بسبب الرسوم الجمركية، فسترتفع تكلفة إنتاج سيارة في أمريكا. السبب الثالث هو أنه مع ارتفاع الأسعار نتيجةً للرسوم الجمركية، سيضغط العمال على أصحاب العمل لزيادة أجورهم لتعويض جزء من ارتفاع تكلفة المعيشة. كما أن ارتفاع تكلفة العمالة سيزيد من تكلفة الإنتاج، مما سيضغط بدوره على الشركات المُوظِّفة لزيادة أسعار منتجاتها لتعويض ارتفاع تكلفة العمالة.

???? إن ارتفاع تكلفة رأس المال (أسعار الفائدة)، وتكلفة العمالة، وتكلفة المدخلات الوسيطة المستوردة، كلها عوامل تُؤدي إلى زيادة التكلفة الإجمالية لإنتاج الشركات الأمريكية، مما يُضعف من قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية مع السلع المُنتَجة في دول أخرى.

???? لا يعني أيٌّ من هذا أن الاقتصاد الأمريكي سينهار تمامًا في أي وقت قريب، بل يعني فقط أن أداءه سيكون أسوأ بكثير مما لو كانت السياسة الاقتصادية أكثر عقلانية وثباتا. الاقتصاد الأمريكي ضخم ومتطور وديناميكي ومرن، ويمكنه تحمّل الكثير من الإساءات، ولكن لكل شيء حدود، ولا يوجد اقتصاد منيع تمامًا.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الاقتصاد الأمریکی الرسوم الجمرکیة ارتفاع تکلفة السلع الم الم نتجة التی ت رسوم ا

إقرأ أيضاً:

«آي صاغة»: نقص السيولة يكبح صعود الذهب محليًا رغم دعم عالمي من ضعف الدولار وتفاقم العجز الأمريكي

تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، على الرغم من ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية، مدعومةً بتراجع الدولار واحتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من العام، وسط ترقب المستثمرين المزيد من التفاصيل حول السياسة التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، أن أسعار الذهب فقدت نحو 5 جنيهات في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم مقارنة بإغلاق أمس، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4620 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بنحو 13 دولارًا لتُسجل 3290 دولارًا.

سعر الذهب مساء اليوم 10-7-2025عيار 21 نزل 400 جنيه من أعلى قمة.. سعر الذهب يتراجع اليوم الخميسماذا حدث في سعر الذهب قبل الإجتماع المرتقب لـ البنك المركزي ؟


وسجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5280 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3960 جنيهًا، بينما سجل عيار 14 نحو 3080 جنيهًا، أما الجنيه الذهب فقد بلغ سعره 36960 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت خلال تعاملات الأربعاء بنحو 5 جنيهات، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 عند 4620 جنيهًا، واختتم التعاملات عند 4625 جنيهًا، وعلى مستوى الأوقية، ارتفعت الأسعار بنحو 13 دولارًا.

وافتتحت التعاملات عند 3303 دولارات، واختتمت عند مستوى 3316 دولارًا.


أوضح، إمبابي، التراجع الطفيف لأسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم، على الرغم من ارتفاع الأسعار بالبورصة العالمية، إلى تداعيات نقص السيولة بالأسواق، لاسيما مع تنامي عمليات إعادة البيع.


وتترقب الأسواق المحلية في وقت لاحق اليوم، قرار البنك المركزي المصري بشأن تحديد مصير أسعار الفائدة.


وتميل التوقعات بإبقاء المركزي المصري على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية اليوم، رغم تباطؤ معدل التضخم في يونيو لأول مرة في ثلاثة أشهر.
الهيئة العامة للإحصاء في مصر أعلنت أمس عن تباطؤ التضخم في المدن المصرية إلى 14.9% في يونيو، على أساس سنوي، مقارنةً مع 16.8% في مايو، بفضل انخفاض وتيرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات.


وقرر المركزي المصري في اجتماع مايو الماضي، خفض سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس إلى 24.00% و25.00% و24.50%، على الترتيب، كما قررت خفض سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 24.50%.


أشار، إمبابي، إلى أن أسعار الذهب الذهب بالبورصة العالمية ارتفعت عقب صدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي لشهر يونيو، والذي عزز من التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.


أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 17 و18 يونيو، أن أعضاء اللجنة يتوقعون خفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام، لكنهم أشاروا إلى ارتفاع مخاطر التضخم بسبب حالة عدم اليقين بشأن التجارة الأمريكية والتعريفات الجمركية.


صوّتت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية بالإجماع على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعها في يونيو، ومن المقرر عقد اجتماع السياسة التالي يومي 29 و30 يوليو.


رسوم ترامب الجمركية تُهدد بمخاطر تضخمية جديدة


أدى تصعيد الرئيس ترامب لحملته المتعلقة بالرسوم الجمركية، بفرض رسوم بنسبة 50% على واردات النحاس والسلع من البرازيل اعتبارًا من 1 أغسطس، إلى جانب رسوم جمركية إضافية بنسبة 20-40% على دول أخرى، إلى تزايد مخاوف التضخم لدى المتداولين.


في حين تجاهلت الأسهم العالمية آخر التطورات، فإن حالة عدم اليقين المستمرة بشأن الرسوم الجمركية تُغذي ارتفاعًا محتملًا في أسعار الذهب، خاصةً إذا ارتفعت أسعار الطاقة نتيجةً لمخاوف بشأن الإمدادات المرتبطة بتوترات السياسة.


ضعف الدولار يُعزز الذهب


انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، مدعومًا بتزايد التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وتُظهر بيانات صندوق النقد الدولي انخفاض حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية إلى 57.7% مع ارتفاع الفرنك السويسري واليورو، مما يعكس تحولات في الأسواق الدولية.


يدعم ضعف الدولار الذهب بجعله أقل تكلفةً لحاملي العملات الأخرى.


وفي تقرير صادر اليوم، قال مجلس الذهب العالمي، إن أسعار الذهب ستستفيد من تصاعد العجز في الولايات المتحدة وتزايد عدم الاستقرار المالي، حتى وإن لم تقع أزمة فورية.


وكتب المحللون في تقريرهم:"مع تمرير ما يسمى مشروع القانون الكبير الجميل (One Big, Beautiful Bill)، فإن الولايات المتحدة تواجه دينًا إضافيًا بقيمة 3.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل – وزيادة قدرها 5 تريليونات دولار في سقف الدين، ما لم تتمكن إدارة ترامب من تحقيق توقعاتها الطموحة للنمو الاقتصادي.


وأشار المحللون إلى أن هذه الشكوك قد تسببت بالفعل في إعادة توزيع عالمية لرؤوس الأموال، حيث أدى ضعف الدولار الأمريكي إلى ارتفاع أسعار الذهب وعوائد سندات الخزانة.

طباعة شارك أسعار الذهب خفض أسعار الفائدة الأمريكية منصة آي صاغة عيار 24 الذهب والمجوهرات جرام الذهب عيار 21 أسعار الفائدة أسعار المواد الغذائية

مقالات مشابهة

  • بعد توسيع الرئيس الأمريكي نطاق الحرب التجارية العالمية .. اسعار الذهب تعلن ارتفاعها
  • وزير الخارجية الأمريكي يكشف موعد تطبيق تعريفات ترامب الجمركية
  • وزير الخارجية الأمريكي يعلن موعد تنفيذ التعريفات الجمركية
  • «آي صاغة»: نقص السيولة يكبح صعود الذهب محليًا رغم دعم عالمي من ضعف الدولار وتفاقم العجز الأمريكي
  • ترامب يطالب بخفض سعر الفائدة 3% لتقليل تكلفة الديون ودعم الاقتصاد الأمريكي
  • وزارة التجارة:التعريفة الجمركية التي فرضها ترامب لا تؤثر على العراق لضعف صادراته
  • الذهب يرتفع بفضل تراجع الدولار وتصاعد الحرب التجارية
  • الذهب يرتفع مع تراجع الدولار وتصاعد الحرب التجارية
  • الذهب يهبط دون 3300 دولار مع ارتفاع الدولار والعوائد.. وترقّب لمحضر الفيدرالي ورسوم ترامب الجمركية