في هذا الزمن الذي نلهث فيه وراء كل ما هو جديد، يصبح لزامًا علينا أن نلتفت إلى الكنوز القديمة، وندعو العالم بأسره لتقديرها. أتحدث هنا عن المحميات الطبيعية ومواقع التراث الطبيعي والإنساني الذي تزخر به منطقتنا العربية. لا سيما أن هناك كنوزاً ثمينة من آثار في مدننا بل تراث طبيعي من إبداع الخالق في صحراواتنا أيضاً.

 

زاد على قائمة التراث العالمي خلال الأيام الماضية تسجيل موقع جديد وفريد من نوعه، وهو موقع الفاية في صحراء دولة الإمارات العربية، ليصبح عدد المواقع على قائمة التراث العالمي حاليًا 1226 موقعًا ذا قيمة عالمية استثنائية، منها 955 موقعًا ثقافيًا، و231 موقعًا طبيعيًا، و40 موقعًا مختلطًا، موزعة على 168 دولة، فيما يبلغ عدد مواقع التراث العالمي في الدول العربية حتى اليوم 96 موقعًا في 18 دولة.

لكن ما يلفت الأنظار في موقع "الفاية" أن له أهميته استثنائية تختلف عن غيره من مواقع التراث الطبيعي والإنساني العالمي. ففيه نماذج تكشف عن تاريخ الوجود البشري المبكر في البيئات الصحراوية، حيث يوثق الموقع دلائل على نشاط بشري يعود إلى أكثر من 210 آلاف عام، مما يجعله من أقدم الشواهد على التكيف البشري مع البيئات القاسية مناخيا. كما يكشف الدور الجوهري الذي أدّته شبه الجزيرة العربية في مسارات هجرة الإنسان واستقراره، فهو يمثل محطة علمية محورية في دراسة تطور هجرة واستقرار الإنسان عبر العصور.

لا يمكن التعامل مع موقع الفاية ككومة صامتة من الرمال فحسب، بل ككتاب مفتوح يحكي فصولًا من تاريخ الأرض والإنسان. هي ليست مجرد محمية طبيعية، لكنها متحف جيولوجي وأثري يكشف قصص أولئك الذين وطأت أقدامهم هذه الأرض قبل آلاف السنين.

في ثنايا صخور موقع الفاية، اكتشف العلماء أدوات حجرية بدائية، تعد شواهد على حياة بشرية سبقت الحضارات المعروفة. هذه الأدوات ليست مجرد أحجار مصقولة استخدمها الإنسان الأول؛ لكنها بصمات لأولئك الذين عاشوا، وصادوا، وابتكروا، وتكيفوا مع قسوة الصحراء، تاركين لنا إرثًا لا يقدر بثمن في فهم رحلة البشرية على هذا الكوكب.

لكن الأهمية الجيولوجية والأثرية للفاية لا تقف عند هذا الحد. إنها واحة حيوية، تضم نظامًا بيئيًا صحراويًا فريدًا يحتضن أنواعًا نباتية وحيوانية تكيفت ببراعة مع بيئتها القاسية. من الزواحف إلى الطيور المهاجرة التي تتخذ منها محطة للراحة، وحتى بعض الثدييات الصحراوية النادرة، تعد الفاية موقعا طبيعيًا حيًا لدراسة التكيف البيولوجي. وربما هي تذكير بأن الحياة تزهر حتى في أقسى الظروف، وبأن التنوع البيولوجي قيمة لا يمكن الاستغناء عنها.

موقع الفاية بوصفة تراثا طبيعيا وحضاريا وإنسانيا في حد ذاته دعوة للتأمل في خلق الله الإنسان وقدرته على البقاء والازدهار رغم قساوة الصحراء.

طباعة شارك محمية الفاية الجيولوجيا المحميات الطبيعية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجيولوجيا المحميات الطبيعية موقع الفایة موقع ا

إقرأ أيضاً:

برلمانية : الحضانات بالمساجد تعكس رؤية دولة تؤمن ببناء الإنسان أولًا

أعربت النائبة إيفلين متى، عضو مجلس النواب، عن تأييدها الكامل لمبادرة التعاون بين وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم لإطلاق حضانات تعليمية داخل المساجد، مؤكدة أن المشروع يعكس رؤية حضارية للدولة المصرية في بناء الإنسان منذ النشأة.

وقالت متي في تصريح خاص لـ"صدي البلد: "مبادرة إطلاق الحضانات في المساجد هي خطوة متقدمة نحو تنشئة طفل مصري متكامل الشخصية، تجمع بين التعليم والتربية، وبين العلم والقيم، وهو ما ينسجم تمامًا مع استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري في جميع مراحله العمرية."

بالتعاون بين التعليم والأوقاف .. تفاصيل إطلاق حضانات تعليمية بالمساجدبروتوكول تعاون بين الأوقاف والتعليم لإطلاق حضانات تعليمية بالمساجد على مستوى الجمهوريةالتنمية المحلية: حضانة السيارات الجديدة تستوعب أكثر من 1200 مركبة وتخدم رؤية بيئية متكاملةفرصة للعمل فى الحضانات .. التضامن تعلن عن مسابقة بمختلف المحافظاتكيفية التقديم فى مسابقة دور الحضانات بالمحافظاتالتضامن الاجتماعي تعلن عن مسابقة بدور الحضانات بالمحافظاتالتضامن تعلن عن مسابقة بدور الحضانات بالمحافظاتطفل خرج من الحضانة ومحدش شافه .. 4 ساعات بيدوروا عليه وظهرت المفاجأة4 ساعات رعب.. طفل يخرج من حضانته ويضل طريقه.. و"فيسبوك" يُعيده لأسرتهمسلسل فات الميعاد الحلقة 25.. أحمد مجدي يخسر قضية الحضانة بسبب طلاق أسماء أبو اليزيد

وأضافت: "هذا التعاون بين المؤسسات لا يعبّر فقط عن تكامل في الأدوار، بل يعكس إرادة سياسية واضحة في الوصول بالخدمة التعليمية لكل طفل مصري، خاصة في المناطق الريفية والمحرومة من البنية التحتية التعليمية."

وأكدت إيفلين متى أن وجود هذه الحضانات داخل المساجد سيُسهِم في توفير بيئة تربوية متميزة، تُساعد على غرس القيم الأخلاقية والدينية لدى الأطفال في سن مبكرة، بما يُعزز من انتمائهم لوطنهم وهويتهم الثقافية.

وأشارت إلى أهمية أن تُدار هذه المبادرة باحترافية تربوية، من خلال توفير معلمين مؤهلين، وتهيئة المساجد بما يتناسب مع طبيعة الطفل واحتياجاته التعليمية والنفسية، مع الحفاظ على قدسية دور العبادة وتنظيم الاستخدام الزمني للمكان.

واختتمت النائبة تصريحها قائلة: "حين نضع الطفل في قلب أولوياتنا، فإننا نبني مستقبل هذا الوطن على أسس قوية. والحضانات بالمساجد ليست فقط مشروعًا تعليميًا، بل هي رسالة حضارية بأن مصر تؤمن بأن التعليم والقيم هما جناحا التنمية الحقيقية."

طباعة شارك حضانات تعليمية داخل المساجد النائبة إيفلين متى مجلس النواب وزارتي الأوقاف والتربية

مقالات مشابهة

  • موقع إسرائيلي: ما الذي يمكن أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف الإبادة بغزة؟
  • وزير الثقافة يطالب المبدعين بتعزيز الهوية العربية وصون التراث
  • حذف ثانية من التوقيت العالمي.. ما الذي سيحدث في 2030؟
  • «ثقافة وسياحة أبوظبي» تعلن عن شركاء مؤتمر تيرا العالمي للعمارة الترابية
  • الغذاء العالمي يستأنف المساعدات الإنساني في مناطق الحوثيين
  • «الأمن البيئي» تضبط مقيمًا فرغ موادا خرسانية في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
  • فعالية توعوية لمستشفى الثورة في الحديدة بمناسبة اليوم العالمي لصحة الدماغ
  • ضبط مخالف فرغ مواد خرسانية في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
  • برلمانية : الحضانات بالمساجد تعكس رؤية دولة تؤمن ببناء الإنسان أولًا