سكن لكل المصريين أفضل نموذج عملي عالمي لمنخفضي ومتوسطي الدخل
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
أصدرت منظمة "التحالف من أجل الشمول المالي" (AFI) والبنك المركزي المصري بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "هابيتات" دراسة حول المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" تحت عنوان "بناء المنازل.. بناء المستقبل: نموذج التمويل الإسكاني المُيسر في مصر".
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج في مقدمتها أن المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" هي أفضل نموذج لحالة عملية منفذة على أرض الواقع لتوفير السكن الملائم للمواطنين منخفضي ومتوسطي الدخل في جميع أنحاء العالم.
وعبر المهندس شريف الشربينى، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عن سعادته بهذه النتائج، التى تؤكد أننا على الطريق الصحيح فى هذا الملف المهم، والرؤية الثاقبة للقيادة السياسية التى تبنت ودعمت وتابعت هذه المبادرة، وجعلتها على اجندة الأولويات.
وأوضحت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، أن هذه الإشادات الدولية تأتي كترجمة ودليل واضح على اهتمام الجمهورية الجديدة بقيادة فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتوفير السكن الملائم لجميع المواطنين الراغبين في ذلك بشروط ميسرة وغير مسبوقة.
وأكدت استعداد صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري لنقل التجربة المصرية لجميع الدول الصديقة والشقيقة الراغبة في ذلك، مشيدة بمجهودات فريق العمل بالصندوق، والذي يعد مساهمًا رئيسيًا في تحقيق هذه الإنجازات.
وجاءت هذه الدراسة كنتيجة مباشرة للمحاضرة التوضيحية التي استمعت إليها وفود بنوك مركزية من مختلف دول العالم خلال مشاركتهم في ورشة عمل من تنظيم التحالف الدولي للشمول المالي AFI وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "هابيتات" والبنك المركزي المصري، وما أعقبها من زيارة ميدانية لوحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" لمنخفضي ومتوسطي الدخل، حيث شاهدوا ما تم شرحه على أرض الواقع.
وتناولت الدراسة التجربة المصرية منذ إطلاق البرنامج الرئاسي "سكن لكل المصريين" في عام ٢٠١٤، بهدف حل الأزمة السكانية التي كانت تعاني منها مصر، والانتشار المتزايد للبناء العشوائي وغير المخطط في المحافظات القائمة، حيث كانت تعيش نحو ٤٠% من الأسر الحضرية في مناطق عشوائية، وكانت أسعار الوحدات السكنية تزيد بصورة واضحة عن القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.
وأشارت الدراسة إلى مصادر التمويل والموارد التي اعتمد عليها الصندوق في تنفيذ المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، حيث سعى إلى تنويعها بما يضمن استمرارية المشروع، وحصل الصندوق على تمويل بقيمة ١٣٥ مليار جنيه مصري من البنك المركزي المصري موزعة على ثلاث مراحل بفائدة مدعومة، وقرض من البنك الدولي بقيمة مليار دولار على مراحل، كما حصل على قرض بقيمة ٥٠ مليار جنيه في عام ٢٠٢٤ من عدة بنوك محلية.
وركزت الدراسة على التحديات التي واجهت تنفيذ المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" في بدايتها، مثل وجود صعوبات في إقناع البنوك بالمشاركة في تمويل المبادرة، خصوصًا مع طبيعة الجمهور المستهدف من قبل المبادرة، حيث أشارت الإحصائيات فيما بعد إلى أن ٦٥% منهم لم يتعامل مع البنوك مسبقًا، وبدأت المبادرة بالتعاون مع ٤ بنوك فقط ولكنها تتعاون الآن مع ٣٠ جهة تمويل مختلفة، ٢٢ بنكا و٨ شركات تمويل عقاري.
كما ركزت الدراسة أيضًا على مبادرة التمويل العقاري، والتي أطلقها البنك المركزي، والتي تعد سببًا في استدامة المشروع، وساهمت في منح فائدة مدعومة بصورة غير مسبوقة للمواطنين المستفيدين، بينما تتحمل الدولة دعم سعر الفائدة.
بالإضافة إلى ذلك، ركزت الدراسة على الخطوات التي اتخذها صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري في اتجاه التحول الرقمي، بما يضمن تقليل التعامل المباشر ما بين مقدم الخدمة والمتلقي لها، وهو ما يساهم في القضاء على أي صورة من صور الفساد والمحسوبية.
وتناولت الدراسة إطلاق الصندوق لمنصة رقمية قدمت خدماتها لأكثر من ٢.١٧ مليون متقدم، وذلك من خلال منصة خدمة المواطنين Cservices والموقع الإلكتروني للصندوق، كما أطلق الصندوق عددًا من الصفحات الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك ويوتيوب، ويتم الرد على استفسارات المواطنين وشكاواهم من خلالها، بالإضافة لإيضاح المعلومات اللازمة لهم.
كما أشادت الدراسة بآليات معالجة البيانات المقدمة من المواطنين، حيث تم تنفيذ مليون زيارة ميدانية للتحقق من المستندات والمعلومات المقدمة من المواطنين على أرض الواقع، وذلك من خلال ١١ شركة استعلام، بالإضافة إلى الاستعلام الائتماني الذي تنفذه البنوك قبل صرف الدعم وإنهاء إجراءات التعاقد مع المواطنين.
وأبرزت الدراسة مبادرة "العمارة الخضراء"، والتي ينفذها الصندوق بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية مثل البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية وكذلك مؤسسات محلية مثل المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، والتي تهدف إلى تنفيذ وحدات سكنية صديقة للبيئة وفقًا لتصنيف الهرم الأخضر GPRS، حيث تهدف المرحلة الأولى إلى بناء ٢٥ ألف وحدة، ثم بناء ٣٠ ألف وحدة بالمرحلة الثانية، مع التخطيط للوصول إلى ٨٠ ألف وحدة سكنية خضراء بحلول عام ٢٠٢٦.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الوحدات تعتمد على تقنيات صديقة للبيئة تشمل نوافذ مزدوجة وعزلا حراريا والاعتماد على الطاقة الشمسية، وكذلك إعادة تدوير المياه الرمادية والنفايات، بما يضمن تحقيق عدد من النتائج الإيجابية فيما يتعلق بتوفير الاستهلاك، مثل توفير استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى ٣٥%، وتقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى ٣٠%.
وركزت الدراسة على النتائج الإيجابية التي حققتها المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، حيث تم طرح مليون وحدة سكنية للمواطنين منخفضي الدخل، وتسليم أكثر من ٦٥٠ ألف وحدة سكنية يستفيد منها نحو ٣ ملايين مواطن، وتم تنفيذ ٨٥% من الوحدات بالمدن الجديدة و١٥% بالمحافظات، وشارك في تنفيذها ألفا شركة مقاولات، حيث وفرت ٤.٢ مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وأضافت الدراسة أن المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" ساهمت في خفض نسبة العشوائيات من ٤٠% إلى ٢٥%، وزيادة مساهمة العقارات في الناتج المحلي من ٨% إلى ١٢%، بالإضافة إلى تحقيق نمو سنوي يتراوح بين ١% إلى ٢% من الناتج المحلي.
كما ركزت الدراسة في نتائجها على أن المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" ساهمت في رفع نسبة تملك النساء للعقارات من ٥% فقط إلى ٢٤%، وتملك ذوي الهمم ٥% من الوحدات مع توفير ما يلزم كي تكون مجهزة لهم، وتملك أصحاب المهن الحرة ٢٣% من الوحدات، ودمج ٦٥% من المستفيدين في النظام المالي الرسمي.
كما توصلت الدراسة إلى عدة توصيات ودروس تم استخلاصها من التجربة المصرية ويمكن لجميع دول العالم الاستفادة منها، مثل إنشاء سياسات قابلة للتكيف مع الأزمات الاقتصادية، وتعزيز الشمول المالي، وتشجيع الاستثمار الخاص من خلال الحوافز والضمانات.
بالإضافة إلى ضرورة التخطيط الحضري الذكي، وربط الإسكان بالخدمات، وكذلك دمج معايير الاستدامة البيئية في التصميم، والتركيز على التحول الرقمي.
وأتاحت منظمة التحالف من أجل الشمول المالي AFI الدراسة عبر موقعها الإلكتروني https://www.afi-global.or وذلك كي تكون متاحة للجهات الرسمية والمنظمات بمختلف دول العالم للإطلاع عليها ودراستها والاستفادة منها.
يذكر أن تحالف الشمول المالي AFI يعد تحالفًا عالميًا رائدًا في مجال السياسات المالية، حيث يعمل على تعزيز الشمول المالي، ويضم التحالف عددًا من البنوك المركزية والمؤسسات التنظيمية المالية في 84 دولة، حيث يربط AFI بين صانعي السياسات ويمكّنهم من تطوير مبادرات فعالة لتعزيز الشمول المالي، وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، أطلق أعضاء AFI عددًا من السياسات بلغ 1130 سياسة في مجال الشمول المالي، مما ساهم في إدماج 850 مليون شخص ماليًا، كما ينتج التحالف عددًا من التقارير والتحليلات والتعليقات الدورية حول حالة الشمول المالي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: والبنك المركزي الأمم المتحدة سكن لكل المصريين المبادرة الرئاسية المبادرة الرئاسیة سکن لکل المصریین التمویل العقاری الشمول المالی البنک المرکزی بالإضافة إلى الدراسة إلى ألف وحدة عدد ا من من خلال
إقرأ أيضاً:
المبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية» تصل للمرحلة النهائية.. 9 تحالفات تجتاز مراحل التقييم المتقدمة
أعلن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن تأهل 9 تحالفات إقليمية إلى المرحلة النهائية من المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، بعد اجتيازها مراحل التقييم الثلاثة بنجاح، تمهيدًا لتوقيع البروتوكولات التنفيذية مع الوزارة، مؤكدًا أن هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية في ربط البحث العلمي بالصناعة وتعزيز تطبيق السياسة الوطنية للابتكار المستدام 2030.
وأوضح الدكتور عاشور أن التحالفات المتأهلة تُعد نموذجًا عمليًا للشراكة الفاعلة بين الجامعات والمراكز البحثية والصناعة والقطاع الخاص، بما يسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة وتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة. وأشار إلى أن المبادرة تستهدف تحويل كل تحالف إلى محرك تنمية اقتصادي ومعرفي في إقليمه، ودعم ريادة الأعمال، وخلق فرص عمل جديدة قائمة على الابتكار ومخرجات البحث العلمي.
من جانبه، أكد الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، أن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" تُعد من أكبر البرامج الوطنية التي تجمع بين الابتكار والصناعة وريادة الأعمال في إطار موحد.
وأضاف أن إنشاء تحالفات إقليمية متخصصة يُسهم في تطبيق سياسات الابتكار المستدام وربط نتائج البحث العلمي بالاقتصاد الحقيقي، مشيرًا إلى أن عملية التقييم تمت عبر منظومة دقيقة ومعايير موضوعية ولقاءات تفصيلية مع التحالفات، لاختيار أفضل النماذج القادرة على إحداث أثر ملموس في التنمية الإقليمية.
وأشار نائب الوزير إلى أن التحالفات المتأهلة قدمت رؤى تطبيقية واعدة في مجالات متنوعة، وأن المرحلة النهائية ستتضمن توقيع بروتوكولات التعاون التنفيذية مع الوزارة، والتي ستشمل وضع الخطط التفصيلية والموازنات ومؤشرات الأداء وخطط الاستدامة. وأكد أن الوزارة ستتابع التنفيذ بدقة لضمان تحويل هذه التحالفات إلى كيانات ابتكارية فاعلة تُسهم في دعم الاقتصاد المصري وتعزيز تنافسيته.
وأوضح البيان أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كانت قد أطلقت الدعوة التنافسية للمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" في 17 فبراير 2025، ضمن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 والسياسة الوطنية للابتكار المستدام.
وقد تقدم للمبادرة 104 تحالفات تم تقييمها عبر ثلاث مراحل تضمنت مراجعة الاستيفاء الفني، والتقييم الأولي وفق أربعة محاور رئيسية (الشراكة، وسابقة الأعمال، والأنشطة وخطة التنفيذ، والموازنة وخطة الاستدامة)، ثم التقييم الفني النهائي بمشاركة خبراء دوليين.
واجتازت 9 تحالفات هذه المراحل بنجاح لتصل إلى المرحلة النهائية للتقييم، والتي تتضمن توقيع بروتوكولات تعاون لوضع التصور النهائي لقطاع عمل كل تحالف، وتحديد هيكل العضوية والموازنة وخطة التنفيذ خلال أول ستة أشهر، ومؤشرات الأداء.
وبعد إتمام البروتوكولات بنجاح، سيتم توقيع عقود التنفيذ النهائية لبدء عمل التحالفات على مدار ثلاث سنوات، مع توفير دعم تمويلي يتراوح بين 90 و150 مليون جنيه لكل تحالف.
وأشار البيان إلى أن المبادرة تأتي كأحد برامج السياسة الوطنية للابتكار المستدام 2030، التي تهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر مستدام، وتعزيز القيمة المضافة في القطاعات الإنتاجية والخدمية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة ورفع التنافسية الإقليمية والعالمية للدولة المصرية.
اقرأ أيضاًتجاوزت الـ 90%.. وزير التعليم يكشف عدد طلاب المرحلة الثانوية الملتحقين بنظام البكالوريا المصرية
وزير التعليم العالي يهنئ المجلس الأعلى للجامعات لحصوله على شهادات المطابقة الدولية «الأيزو»