أطباء بلا حدود: سوء التغذية يفتك بأطفال اليمن وسط تراجع المساعدات
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تصاعد معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في اليمن، مؤكدة أن الأزمة تتفاقم وسط تحديات الحرب وتراجع حجم المساعدات الإنسانية، ما يهدد مستقبل جيل بأكمله في بلد تمزقه الصراعات.
وقالت المنظمة، في بيان صادر عنها، السبت، إن فرقها الطبية عالجت خلال الفترة من يناير حتى مايو 2025 نحو 3,767 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد ووخيم، بعضهم مصحوب بمضاعفات صحية خطيرة، في عدد من المحافظات الأكثر تضرراً.
وسجّلت محافظة الحديدة أعلى عدد من الحالات بواقع 2,117 طفلاً، تلتها حجة بـ1,169 حالة، ثم تعز بـ454 حالة، ما اعتبرته انعكاساً لتدهور الوضع الصحي والغذائي في مناطق غرب ووسط البلاد.
وأشارت "أطباء بلا حدود" إلى أن القيود المفروضة بفعل الحرب، وتدهور النظام الصحي، وصعوبة الوصول إلى المرافق الطبية، كلها عوامل تسهم في تصعيد الأزمة وتعريض حياة آلاف الأطفال للخطر.
وكشفت المنظمة، في بياناتها، أن إجمالي الحالات التي عالجتها خلال عام 2024 بلغ 11,894 حالة من سوء التغذية الحاد، بينها 4,666 حالة في الحديدة، و3,511 في حجة، و2,535 في عمران، ما يبرز حجم الكارثة الصحية الممتدة منذ سنوات دون أفق للحل.
وأكدت المنظمة أن الانخفاض الحاد في حجم التمويل الإنساني يُعدّ من أبرز التحديات التي تواجه عمليات الاستجابة، داعية المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى ضمان استمرار تدفق الدعم الإغاثي والطبي لإنقاذ الأطفال اليمنيين من مصير كارثي.
وأعربت المنظمة عن خشيتها من أن تؤدي هذه الظروف إلى انهيار شبكة الحماية الصحية للأطفال، مطالبة بتكثيف الجهود الدولية لتفادي اتساع رقعة المجاعة والأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
البرش: 122 حالة وفاة بسوء التغذية في غزة و11.5% من الأطفال يعانون المجاعة الحادة
أكد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، أن العالم لا يستطيع إدخال علبة حليب واحدة لإنقاذ الأطفال الفلسطينيين الذين يتحولون إلى هياكل عظمية أمام أعين الأطباء العاجزين عن تقديم المساعدة.
وكشفت الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية عن تسجيل 122 حالة وفاة بسبب سوء التغذية والمجاعة، من بينهم 83 طفلا، في حين شهدت الساعات الـ24 الماضية تسجيل 9 وفيات إضافية من ضمنها طفلان.
وتشير هذه الأرقام إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، حيث وصلت نسبة سوء التغذية الحاد بين الأطفال إلى 11.5% مقارنة بنصف بالمئة فقط في بداية الشهر الماضي.
وتواجه النساء الحوامل والمرضعات في غزة أوضاعا مأساوية، إذ تعاني 100 ألف امرأة من المجاعة وسوء التغذية وفقا للإحصائيات التي جمعتها وزارة الصحة بالتعاون مع المؤسسات الدولية.
وانعكست هذه الظروف القاسية -وفقا للبرش- على معدلات الولادة والحمل، إذ سجلت الوزارة خلال الأشهر الستة الماضية 1556 حالة ولادة مبكرة، بالإضافة إلى حوالي 3 آلاف حالة إجهاض ووفاة داخل الرحم.
آثار ممتدة
كما تمتد آثار المجاعة لتشمل الأطفال دون سن الخامسة بشكل خاص، إذ سُجل حوالي 260 ألف حالة سوء تغذية في هذه الفئة العمرية.
ويتجسد هذا الواقع المؤلم في حالات فردية مثل الطفلة جودي البالغة من العمر 6 أشهر والتي يبلغ وزنها كيلوغرامين فقط بدلا من الوزن الطبيعي البالغ 6 كيلوغرامات، والطفلة عاشور التي لم تكمل شهرها الخامس وتحولت إلى هيكل عظمي.
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، يواجه العاملون في القطاع الصحي تحديات شخصية ومهنية هائلة، إذ يضطر الأطباء والكوادر الطبية -بحسب البرش- للعمل دون تناول الطعام لساعات طويلة، وعندما يحصلون على الطعام يرسلونه إلى أسرهم التي تعاني من نقص الغذاء.
إعلانوتثير معايير الأمم المتحدة لإعلان حالة المجاعة جدلا واسعا، إذ تشترط المنظمة الدولية تحقق شروط محددة منها وصول معدل الوفيات إلى اثنين لكل 10 آلاف شخص يوميا، أي وفاة 480 طفلا فلسطينيا يوميا لإعلان المجاعة رسميا.
كما تشترط وصول نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى 30%، بالإضافة إلى تشكيل لجان تقييم والوصول لقرارات معقدة.
ويخشى المسؤولون الصحيون من تزايد أعداد الوفيات خلال الأيام والساعات المقبلة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، نظرا لاستمرار تدهور الأوضاع الغذائية وشمول المجاعة لجميع فئات المجتمع دون استثناء.
وفي وقت سابق أعلن مصدر في مستشفى الشفاء بمدينة غزة وفاة طفلة من الجوع وسوء التغذية، وسبق ذلك إعلان المستشفى وفاة فلسطينيين اثنين، أحدهما يعاني من مرض السكري.
وبدورها، قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن إسرائيل تواصل استخدام التجويع أسلوب حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وأضافت أمنستي -في بيان- أن معاناة المجوعين في غزة تتفاقم بفعل نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي المستخدم سلاح حرب مدمرا، مشيرة إلى أن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين، وأنه يجب وقف الإبادة الجماعية في القطاع الفلسطيني الآن.
وقالت أيضا، إن على إسرائيل رفع القيود عن دخول المساعدات فورا، والسماح للأمم المتحدة بتوزيعها، كما أن عليها السماح للفلسطينيين في غزة بالحصول عليها من دون قيود وبشكل آمن.