فن العمارة في الباحة.. تفاصيل تسرد حكاية الإنسان وأصالة المكان
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
من أعالي جبال السروات في منطقة الباحة، تتجلى ملامح العمارة السعودية بطرازٍ فريد يتناغم مع الطبيعة الجبلية، حيث تزخر المنطقة بإرثٍ معماري عريق يعكس حضارة الإنسان وارتباطه ببيئته، وتبرز معالمه في القرى المنتشرة على امتداد المنطقة.
وتتميز مباني الباحة القديمة بتصاميم تراعي الظروف البيئية كالتضاريس والمناخ، إلى جانب العوامل الاجتماعية المتمثلة في العادات والتقاليد العربية الأصيلة، ما أسهم في تكوين طرازٍ معماري خاص بالمنطقة، وتواصل مشاريع العمارة الحديثة في الباحة اليوم تطبيق مبادئ العمارة السعودية، تعزيزًا للهوية العمرانية وتحسينًا لجودة الحياة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
أخبار متعلقة دراسة: التدريبات الرياضية تقلل الإحساس بالجوع داخل المخنوبل الفيزياء لثلاثة باحثين تقديرًا لأبحاثهم في مجال فيزياء الكم .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } G2p3yLnWMAAckxmالموجهات التصميمية للعمارة السعوديةوجاءت منطقة الباحة ضمن المرحلة الثانية من تطبيق الموجهات التصميمية للعمارة السعودية، التي انطلقت مؤخرًا لتشمل المشاريع الحكومية الكبرى والمباني التجارية، وذلك ضمن خريطة العمارة السعودية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للموجهات التصميمية للعمارة السعودية - حفظه الله - في شهر مارس الماضي، متضمنةً 19 طرازًا معماريًا مستوحى من الخصائص الجغرافية والثقافية للمملكة.معايير الهوية المعماريةويوضح الأستاذ المشارك في العمارة وتقنية البناء بجامعة الباحة الدكتور عبدالله بن عبدالقادر هريدي، أن المنطقة تزخر بعدد كبير من المباني التراثية القادرة على الإسهام في وضع معايير واضحة للهوية المعمارية الخاصة بالباحة، مشيرًا إلى أن لهذه الهوية دورًا محوريًا في معالجة التشوه البصري، وتحسين كفاءة الطاقة، فضلًا عن تعزيز جاذبية المنطقة السياحية.
ويبين أن عمارة جبال السروات يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنماط رئيسية هي: التقليدي، والانتقالي، والمعاصر، مستمدةً من مفردات معمارية مميزة كالحصون، والسلالم الخارجية، وعمود الزافر، ونهايات الواجهات، وأنماط الأبواب والنوافذ، مضيفًا أن إعادة صياغة هذه المفردات وفق اشتراطات البناء الحديثة تتيح تطوير مشاريع عمرانية متوافقة مع الهوية المحلية، وتحفّز المستثمرين والملاك على تبنّي هذه المعايير، خصوصًا في المحاور الرئيسة للمدينة.
ويؤكّد الدكتور هريدي أن الاعتماد على المفردات المعمارية التراثية يسهم في تحسين كفاءة الطاقة وتقليل استهلاكها، إلى جانب دعم الاقتصاد المحلي من خلال استخدام مواد البناء الطبيعية المتوفرة في المنطقة.عمارة تعتمد على الطبيعةوحول أنماط البناء، يذكر المواطن محمد بن سالم الغامدي (73 عامًا)، الذي عمل في حرفة بناء المنازل بالحجر لعقود أن اختلاف المناخ والتضاريس بين سراة المنطقة وتهامتها أوجد تباينًا في أنماط البناء ومواد التشييد، فكانت كل بيئة تفرض طابعها الخاص في التصميم والمواد المستخدمة.
ويشير الغامدي إلى أن العمارة القديمة في الباحة امتازت باعتمادها الكامل على الطبيعة، إذ كانت المنازل تُبنى من الأحجار المحلية كصخور الجرانيت والبازلت المزينة بأحجار المرو، وتُسقف بأخشاب العرعر المغطاة بالطين، في انسجامٍ تام مع البيئة المحيطة.
ويُذكر أن الفن المعماري القديم في الباحة شهد في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من الأهالي، الذين بادروا إلى ترميم منازلهم التراثية وإحيائها، واستلهم كثير منهم الطراز القديم في بناء منازلهم واستراحاتهم الحديثة، باستخدام الأحجار والنقوش والزخارف المستوحاة من هوية المكان وتاريخه.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الباحة فن العمارة العمارة السعودية الباحة العادات والتقاليد المشاريع الحكومية الهوية المعمارية رؤﻳﺔ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ 2030 اشتراطات البناء فی الباحة
إقرأ أيضاً:
السعودية وقطر تدينان الانتهاكات الإسرائيلية على غزة وخان يونس
أدانت المملكة العربية السعودية في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة العربية، معتبرة أن آخر الهجمات التي شنتها قوات الاحتلال على خان يونس وقطاع غزة تشكّل “اعتداءً عدوانياً وسافراً”، ولا سيما أنها جاءت رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاء في نص البيان الذي نشرته وزارة الخارجية السعودية «تعرب وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته السافرة في المنطقة، وآخرها الهجوم العدواني على قطاع غزة وخان يونس، والتعدي على سيادة أراضي الجمهورية العربية السورية من خلال التجاوز المتعمد من قبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي وعدد من مسؤولي حكومته على المنطقة الحدودية جنوب سوريا. وتطالب المملكة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية لكافة القوانين والاتفاقيات الدولية، وخاصة الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما تشدد المملكة على أهمية وقف التعرضات الإسرائيلية على سيادة الأراضي السورية، والالتزام باتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974 بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة ويضمن سيادة ووحدة الأراضي السورية.»
وأكد البيان السعودي ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل للحد من الممارسات الإسرائيلية، مشدداً على أن استمرار الاعتداءات يهدد الأمن الإقليمي ويقوّض جهود التهدئة التي جرى التوصل إليها.
وفي السياق ذاته، أصدرت دولة قطر بياناً متوازياً أدانت فيه الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، معتبرة أن التصعيد العسكري على غزة إلى جانب التعديات على الأراضي السورية يمثل خرقاً واضحاً للقوانين والأعراف الدولية، ودعت الدوحة إلى تحرك دولي لحماية المدنيين ووقف سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة.
وتعكس المواقف الخليجية المتوازية تصاعد الرفض العربي للتدخلات الإسرائيلية، بخاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة وتوسّع الانتهاكات إلى الجبهات السورية، الأمر الذي يهدد بتوسيع دائرة التوتر في المنطقة.