في أواخر القرن التاسع عشر، تأمل الروائي الفرنسي جول فيرن في عوالم خيالية تحت الأرض، حيث تعيش حيوانات عملاقة مثل الماستودون واليعسوب في غابات فطر ضخمة، لكن العلم التقليدي كان يعتقد بأن الحياة لا يمكن أن توجد على عمق كيلومترات تحت السطح، بعيدًا عن أشعة الشمس والمواد العضوية. 

مع ذلك، سلطت دراسة حديثة -نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز"- الضوء على كيفية بقاء الكائنات الحية في تلك الأعماق المظلمة.

زلزال بقوة 5.73 درجة يضرب جنوب إيرانزلزال مدمر في روسيا يتسبب في ثوران 6 براكينزلزال عنيف بالشرق الروسي يتسبب بثوران بركان خامد منذ 600 عام.. شاهدرسامة يابانية تنبأت بزلزال روسيا قبل 4 سنوات من حدوثه.. كيف ذلك؟الزلزال ونبوءة المانغا | هل تتحول القصص المصورة إلى ظواهر تثير الهلع وتؤثر على العرب؟زلزال بقوة 5.1 ريختر يضرب جزر سليمان في المحيط الهادئالطاقة في أعماق الأرض 

قاد البحث الجديد كل من تشو جيانشي وهي هونغ بينغ من معهد قوانغتشو للكيمياء الجيولوجية، وكورت كونهاوزر من جامعة ألبرتا، ونُشر في مجلة "ساينس أدفانسز". 

تكشف النتائج أن التفاعلات الكيميائية بين الصخور والماء تحت الأرض تخلق طاقة يمكن أن تدعم أشكال الحياة.

كما أوضح تشو، فإن هذه التفاعلات تشبه بطارية تحرك تدفق الإلكترونات، وهو ضروري للحفاظ على الحياة. تم تنفيذ تجارب في المختبر لمحاكاة معدن السيليكات الشائع، الكوارتز، من خلال خلق نوعين من كسور الصخور. 

النوع الأول هو الامتداد، حيث تتشقق الصخور فجأة، موفرةً الماء لأسطح جديدة. والنوع الثاني هو كسر القص، حيث تتعرض الصخور للاحتكاك المستمر مما يؤدي إلى سحقها في الماء.

تفاعلات كيميائية تعزز الحياة

عند حدوث هذه التفاعلات، يتحد بيروكسيد الهيدروجين الناتج مع الهيدروجين لتشكيل مواد كيميائية تحمل طاقة كهربائية تصل إلى 0.82 فولت. هذه الطاقة كافية لتشغيل معظم التفاعلات الحيوية الضرورية.

يُعتبر الحديد مادة رئيسية في هذه العمليات، حيث يقوم كميات صغيرة من بيروكسيد الهيدروجين بأكسدة الحديد الثنائي ليصبح حديد ثنائي. وفي الوقت نفسه، تُعيد ذرات الهيدروجين التفاعلية، الناتجة عن تكسير الصخور، معادن الحديد الثنائي إلى حالتها الذائبة.

أحد الاكتشافات المثيرة للاهتمام في هذه الدراسة هو قدرة المعادن المجهدة على إنتاج الأكسجين على أسطحها، متجاوزة معدلات الإنتاج الناتجة من الكيمياء الضوئية. يوضح تشو أن هذه العملية الكيميائية، التي تم تجاهلها لفترة طويلة، قد تكون ذات أهمية قصوى لفهم أصول الأكسجين والهيدروجين الأوليين على الأرض، وقد تكون أساسية في تطور الحياة.

كما نوهت الدراسة إلى أن زلزالًا متوسطًا قد ينتج تدفقات هيدروجينية تفوق الإنتاج التقليدي بمقدار 100,000 مرة. هذا التدفق الهائل من الطاقة يمكن أن يدعم تجمعات الميكروبات الكيمياوية التخليقية العميقة وحتى تتشكل تراكمات محلية من غاز ثنائي الهيدروجين.

ما أهمية نتائج الدراسة؟

توفر هذه الدراسة رؤى جديدة حول الأشكال المحتملة للحياة على الأرض، وتستدعي إعادة التفكير في حدود الاستضافة الحياتية التي اعتقدنا أنها موجودة. إن فهم كيفية بقاء الحياة في البيئات القاسية تحت السطح قد يساعدنا في استكشاف عوالم أخرى في الفضاء وتوسيع معرفتنا عن الأحياء.

وبحسب العلماء، فإنه من الواضح أن العوالم تحت الأرض لا تزال تخبئ الكثير من الأسرار، ومن المؤكد أن الأبحاث المستقبلية ستؤكد أو تنفي تلك الاكتشافات المثيرة.

طباعة شارك دراسة جديدة الزلازل تأثير الزلازل الطاقة في أعماق الأرض الحياة تحت الأرض

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دراسة جديدة الزلازل تأثير الزلازل الطاقة في أعماق الأرض الحياة تحت الأرض تحت الأرض

إقرأ أيضاً:

لغز الأنفاق الرومانية.. مغارة كابيتولين تكشف عن تاريخ منسي في إيطاليا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هناك سبب وراء عدم قدرة عالمة الآثار، إيرسيليا دامبروزيو ،على كبح حماسها وهي تقود الطريق عبر ممرات خافتة الإضاءة عميقًا تحت هضبة "كابيتولين"، التي كانت ذات يوم في قلب روما القديمة. 

وفي مدينة كُشفت فيها تقريبًا كل كنوزها التاريخية، تُعد هذه المتاهة الضخمة تحت الأرض عالمًا غير مكتشف.

وقالت دامبروزيو لـCNN بينما واصلت الغوص في الظلام: "لم يرَ أحد هذه الكهوف والأنفاق منذ أكثر من قرن". 

وتمتد هذه الغرف التي تغطي حوالي 3,900 متر مربع، أي نحو ثلاثة أرباع مساحة ملعب كرة قدم أمريكي، في منطقة تقع تحت المنتدى الروماني القديم ومسرح "مارسيلو" الذي يعود عمره إلى ألفي عام. وفي أعمق نقطة، تمتد إحدى الكهوف إلى حوالي 300 متر تحت السطح.

تُعرف هذه الأنفاق باسم "مغارة كابيتولين"، وكانت جزءًا من نسيج روما حتى قبل أيام يوليوس قيصر، رغم أنها نُسيت في الأجيال الأخيرة. 

وقد تم تطويرها بشكل شامل في العصور الوسطى، وكانت قيد الاستخدام المستمر حتى عشرينيات القرن الماضي، وكانت تأوي في أوقات مختلفة مجتمعات بأكملها، بالإضافة إلى المتاجر، والمطاعم، كما أنّها استقبلت أشخاصًا احتموا داخلها من القنابل المتساقطة أثناء الحرب العالمية الثانية.

فوق الأرض، في صباح يومٍ حار في يوليو/ تموز عندما حصلت CNN على فرصة دخول حصرية إلى شبكة الكهوف، كان السياح يتصببون عرقًا بسبب درجات الحرارة التي بلغت 35 درجة مئوية أثناء استكشاف ساحة الكابيتولين التي صممها مايكل أنجلو في القرن الـ16، ومجمع متاحف الكابيتولين. 

ولكن الأجواء أبرد بكثير على عمق 22 مترًا تحت الأرض داخل الكهف، إذ تبلغ درجة الحرارة نحو 13 درجة مئوية تقريبًا.

مغلقة منذ قرن

بعض الممرات مبنية بشكل أنيق ومبطنة بالطوب، وذلك دليل على تطورها واستخدامها في القرن الـ19، بينما نُحِتت ممرات أخرى بشكل أكثر خشونة من حجر التوف، وهو صخر بركاني لين تكوّنت منه تلال روما السبع الشهيرة. 

ويعد المشي عبر هذه الأنفاق بمثابة رحلة عبر الزمن، حيث تنكشف طبقات التاريخ المعقدة لروما أمام أعين الزائر.

اليوم، وبعد نحو قرن من إغلاقها بأوامر من الديكتاتور الفاشي الإيطالي، بينيتو موسوليني، أصبحت الأنفاق مزينة بالأضواء، وتشير السقالات وغيرها من معدات البناء إلى أنها لم تعد مهجورة. 

في الواقع، يجري الآن العمل على تجهيز الشبكة لاستقبال الزوار. 

وفي أواخر عام 2026 أو أوائل عام 2027، ستُفتح الأنفاق لتصبح واحدة من أحدث المعالم السياحية التاريخية في روما.

بالنسبة للخبراء الذين يعملون على تجهيزها، لا تزال زيارة المغارة رحلة استكشافية. 

ورُغم خضوع جزء كبير من المنطقة، بما في ذلك المنتدى الإمبراطوري والروماني والكولوسيوم القريب، لعمليات ترميم واسعة النطاق في السنوات الأخيرة، إلا أن الأنفاق بقيت على حالها.

وأشارت دامبروزيو إلى أن تجربة الزيارة مصممة لتجمع بين علم الآثار وعلم الكهوف، وستجذب نوعًا مختلفًا من الزوار عن أولئك الذين يركزون على المواقع المعروفة فوق سطح الأرض. 

وأضافت: "هذه تجربة غامضة من نواحٍ عديدة". ورغم أنها بنت مسيرتها المهنية في مواقع مماثلة، فإن دامبروزيو تدير الجوانب الإدارية لهذا المشروع تحديداً، لكنها تقول إن شغفها الحقيقي يكمن في العمل الميداني والانخراط المباشر.

ولا يزال هناك الكثير مما يدهش الزوار. وعند التحديق إلى الأعلى في فراغ يمتد عالياً فوق أحد الأنفاق المصطفة بالحجارة، يمكن رؤية الأساس الرخامي الأبيض لمعبد "جوبيتر"، وهو كنز آخر من هضبة "كابيتولين" تم الانتهاء منه في القرن السادس قبل الميلاد.

الحب تحت الأرض

وقد خدم المجمع تحت الأرضي العديد من الأهداف على مر القرون، فكان في البداية عبارة عن محاجر حجرية، ومن ثم تحول لاحقًا إلى خزانات للمياه، قبل أن يُستخدم في نهاية المطاف كموقع للهياكل التجارية والمخازن. 

Credit: CNN

وفي القرن الـ19، كانت الكهوف المركز الاقتصادي لمجتمع من الطبقة العاملة كان يعيش في مساكن عامة متواضعة بُنيت على جوانب التل. 

وقيل إن عملاق الأدب الألماني، يوهان فولفغانغ فون غوته، وقع في حب امرأة كانت تعمل في إحدى الحانات هناك، وقد كتب عن هذه التجربة في مذكراته، "Italian Journey".

ولا يعرف الكثير من التفاصيل عن ما كانت تحتويه كل من الكهوف تحت الأرض تحديدًا أو متى، ولكن النقوش التي أعدها عالم الآثار والفنان الكلاسيكي الإيطالي في القرن الـ18، جيوفاني باتيستا بيرانيزي، تُظهر أنها كانت جزءًا نابضًا بالحياة من مركز المدينة.

إيطاليااكتشافاترومانشر الاثنين، 04 اغسطس / آب 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • دراسة سريرية حديثة تكشف فعالية زيت حبة البركة في تخفيف آلام التهاب المفاصل دون آثار جانبية
  • دراسة: 3 عناصر بالبلاستيك تكلف العالم 1.5 تريليون دولار سنويا
  • دراسة: تغييرات في نمط الحياة قد تنقذ 15 مليون شخص من سرطان الكبد
  • دراسة حديثة تكشف كيف نشأت البطاطس من تزاوج نادر قبل ملايين السنين .. فيديو
  • لغز الأنفاق الرومانية.. مغارة كابيتولين تكشف عن تاريخ منسي في إيطاليا
  • اكتشاف غامض على متن سفينة أبحاث.. مادة سوداء لزجة تكشف عن حياة مجهرية جديدة
  • بعد العثور على فوهة قمرية.. هل هناك حياة فضائية بالفعل؟
  • دراسة تكشف بدء الشيخوخة البيولوجية في الثلاثين.. كيف ذلك؟
  • هشام العسكري: كثافة بناء السدود تتسبب في حدوث الزلازل كما حدث في تركيا