دراسة علمية: التصلب المتعدد يتجاوز التأثير العصبي لجوانب نفسية واجتماعية وإدراكية
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة السلطان قابوس أن مرض التصلب المتعدد لا يقتصر تأثيره على الجهاز العصبي فقط، بل يمتد ليشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والإدراكية للمريض، مما يستدعي تدخلًا شاملًا متعدد التخصصات لتحسين جودة الحياة والتكيف مع المرض.
وقالت الدكتورة مي صلاح الدين حلمي أستاذة مساعدة بقسم علم النفس بكلية التربية: إن التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي مزمن، يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويؤدي إلى اضطرابات في الوظائف العصبية والإدراكية والنفسية.
وتطرقت الدراسة إلى أهمية العوامل البيولوجية والأسباب النفسية الاجتماعية لفهم التداخلات بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية في مسار المرض، وانخفاض جودة الحياة والقدرات الإدراكية المعرفية داخل البيئة العُمانية.
وأكدت الباحثة أن التصلب المتعدد يعد مشكلة صحية كبيرة في دول الخليج العربي، وعلى الرغم من أن سلطنة عُمان تُظهر انتشارًا أقل نسبيًا لمرض التصلب المتعدد (15 لكل 100000) مقارنة بالدول الإقليمية الأخرى.
وأشارت إلى أن الدراسة شملت عينة من 104 مرضى تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا، تم تقييمهم في مستشفى خولة ومستشفى جامعة السلطان قابوس في الفترة من سبتمبر 2022 إلى سبتمبر 2023، وتوصلت النتائج إلى وجود انخفاض ملحوظ في القدرات الإدراكية والنفسية لدى المرضى مقارنة بمجموعة من الأصحاء، بما في ذلك ضعف في الانتباه، والذاكرة، وسرعة المعالجة، والتفكير المنطقي، مما أثر على قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية بشكل مستقل، كما رصدت الدراسة تراجعًا واضحًا في جودة الحياة والقدرة على التكيف لدى المرضى، إضافة إلى ارتفاع مستويات القلق.
وبالنسبة للفروق بين الجنسين، أظهرت الدراسة فروقًا بين الذكور والإناث، حيث سجلت الإناث درجات أقل في جودة الحياة والتكيف النفسي، لكنهن أظهرن أداء أفضل في بعض المهارات الإدراكية البصرية المكانية مقارنة بالذكور.
وأكدت الدكتورة مي صلاح الدين حلمي أن هذه الدراسة هي الأولى خليجيًا التي تبحث الفروق النفسية والعصبية بين الجنسين لدى مرضى التصلب المتعدد، وتقارنهم بمجموعات من الأصحاء، مشددة على الحاجة الملحة إلى توفير رعاية شاملة.
وتوصي الدراسة بتشكيل فرق علاجية تضم أطباء أعصاب، وممرضين، وأخصائيين نفسيين واجتماعيين، بهدف تقديم برامج دعم نفسي، وتثقيف المرضى، ومساعدة الأسر على التعامل مع المرض، وتقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة به.
واختتمت بالتأكيد أن النهج العلاجي المتكامل هو الخطوة المستقبلية الأهم لضمان رعاية فعالة ومستدامة لمرضى التصلب المتعدد في سلطنة عُمان والمنطقة بأسرها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التصلب المتعدد جودة الحیاة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف تأثيرًا مفاجئًا للطهي بالمقلاة الهوائية على صحة القلب
كشفت دراسة حديثة أُجريت في جامعة برشلونة للعلوم الغذائية عن نتائج مثيرة تتعلق باستخدام المقلاة الهوائية في الطهي، وأثرها على صحة القلب، والدراسة التي شملت أكثر من 500 مشارك تناولوا وجبات مطهية بالمقلاة الهوائية مقارنة بطرق القلي التقليدية، أظهرت أن هذه التقنية قد تقلل من تراكم الدهون الضارة في الجسم وتحسن مستويات الكوليسترول.
وأوضحت النتائج أن المقلاة الهوائية تعتمد على استخدام كمية قليلة جدًا من الزيت أو بدون زيت على الإطلاق، ما يقلل من كمية الدهون المشبعة المتناولة يوميًا، وقد أظهرت التحاليل أن المشاركين الذين استخدموا المقلاة الهوائية بانتظام خلال 12 أسبوعًا شهدوا انخفاضًا في مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتحسنًا في نسبة الدهون الصحية، مقارنة بالمجموعة التي اعتمدت القلي التقليدي.
وأشار الباحثون إلى أن أحد أهم مزايا المقلاة الهوائية هو تقليل السعرات الحرارية المتناولة من الدهون، وهو ما يساعد على خفض الوزن بشكل غير مباشر، ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
كما بينت الدراسة أن الأطعمة المطهية بهذه الطريقة تحتفظ بنسبة أعلى من الفيتامينات والمعادن مقارنة بالقلي العميق، ما يجعلها خيارًا صحيًا أكثر دون التضحية بالطعم.
ومع ذلك، حذر العلماء من الإفراط في استخدام المقلاة الهوائية، مشيرين إلى أن بعض الأطعمة المقلية تحتوي على مكونات قد تتفاعل مع الحرارة العالية وتكون مواد ضارة عند استهلاكها بكميات كبيرة.
كما نصحوا بالاعتماد على الخضراوات والبروتينات منخفضة الدهون للطهي بهذه الطريقة، لتجنب أي تأثير سلبي محتمل على الصحة.
وأوضح الخبراء أن المقلاة الهوائية لا تُعد حلاً سحريًا للصحة القلبية، لكنها جزء من نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة بانتظام، ومتابعة مستويات الكوليسترول وضغط الدم، وأكدوا أن التغيير في طريقة الطهي يمكن أن يكون خطوة بسيطة وفعالة للحد من المخاطر القلبية على المدى الطويل.
كما أضافت الدراسة أن إدراج المقلاة الهوائية في الحياة اليومية قد يشجع الناس على تجربة وصفات متنوعة وصحية، ما يساعد على الالتزام بنظام غذائي متوازن دون الشعور بالحرمان من الأطعمة المقلية المفضلة لديهم.
وتختتم الدراسة بتأكيد أن الابتكار في طرق الطهي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة، مشيرة إلى أن المزيد من الأبحاث مطلوبة لفهم تأثير المقلاة الهوائية على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بأمراض القلب والشرايين.