صدى البلد:
2025-08-11@18:15:23 GMT

د. عادل القليعي يكتب: جيشنا صمام أمننا وأماننا

تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT

فإنه لا يمكن لوطني مخلص شريف ، لا يمكن له ألا يحب جيش بلاده ، للجيش الذي تكون من فلذات أكباد أبناء هذا الوطن ، الجيش الذي لا يوجد بيت من بيوت مصر المحروسة إلا وفيه إما شهيد ، أو بطل شهد انتصارات هذا الجيش النظامي الباسل.

إن حب جيشنا الوطني عقيدة وإيمان متغلغل بداخلنا ، نعم بداخل هذا الشعب ، فإذا ما ذكر الجيش المصري فالجميع يقف منتبها ، وإذا ما خرج علينا قائدا لإلقاء بيان ، فالكل يصغي جيدا.

لقد طربت أذاننا بسماع تصريحاته اللواء محافظ شمال سيناء عندما وجه له أحد الصحفيين سؤالا عن هل ستكون هناك حرب مع إسرائيل ، جاءت رده مزلزلا ، وأعتقد أنه هز جميع أرجاء مستوطنات اليهود وأعاد إلى أذهانهم هزيمتهم النكراء في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م.
فجاء رده ، نحن علم أتم استعداد ، وجهوزينا على أتم جاهزية ، إذا فكر العدو أن يقترب من حدودنا فسيرونا صواعق من نار.
نعم تصريح أثلج صدورنا وأعتقد أنها رسالة صريحة الدلالة للعدو مفادها أن قفوا عند منتهاكم ، فمصر وحدودها وجيشها خط أحمر وتلك هي لغة الأقوياء.
فنحن سلم على من سالمنا ، نار وحمم بركانية على من عادانا.

إن هذا التصريح لم يأت من فراغ وإنما لجهود مضنية أعادت هيكلة الجيش المصري ، وأعادت ترتيب أوراقه في ظل قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة سعادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي قالها مدوية دون تردد ، ( من فعلها مرة على استعداد أن يفعلها مرات عديدة).

وهذا يجعلنا ككتاب نقرأ ونحلل المشهد برمته ، ونقول رأينا بمنتهى الشفافية والموضوعية والنزاهة.
ويمكننا أن نضع عدة نقاط مهمة سيتضح خلالها حجم المؤامرة التي دبرت لنا ولجيشنا العظيم.

أولتها: ظن ظن السوء من توهم أنه سيحدث لمصر ما حدث مع دول الجوار، سواء فلسطين ، أو العراق ، أو اليمن ، أو سوريا، أو ليبيا.
فقد حيكت ضدنا المؤامرات من الداخل ومن الخارج ونفذت ضدنا أجندات مشبوهة غرضها زعزعة أمننا الداخلي ، أطلقت الشائعات المريبة ، لعبت وضربت على وتر حساس ، الحاجة والعوز والحالة الاقتصادية ، فراحوا يشككون في كل منجز تم على أرض الواقع .

لكن هيهات هيهات ، ولا يفلح الساحر حيث أتى.
تصدى لهم الشعب صابرا محتسبا مدركا أن هذه أجندات مغرضة.
والنتيجة ظللنا صامدين واقفين على أقدامنا ، وعندما شاهدنا ما يحدث الآن لوطننا وأمتنا العربية أدركنا أن مع قادتنا الحق كل الحق .

فالمخطط الفاسد يريد التقسيم والتفتيت لأمتنا العربية ، لا يهمهم سوريا أو العراق أو اليمن أو السعودية أو ليبيا ، وإنما غرضهم رمانة ميزان الأمة العربية والإسلامية (مصر).
ولم ولن يحدث ذلك أبدا ، طالما كنا متحدين على قلب رجل واحد ، واعين مستنيرين، مغلقين الأبواب في وجه أى شائعة مغرضة.
متمثلين القول الفصل ، الكل سيرحل ولن يبقى إلا الوطن ، حصن حصين لنا ولأولادنا وقاطرة تنمية مستدامة لأحفادنا وللأجيال القادمة.

ثانيتها: بعد نظر قادتنا ورئيسنا إلى الخطر القادم الذي يدبر له ليلا ونهارا ، ومن ثم فطنوا إلى ضرورة تسليح الجيش بأحدث الأسلحة والمعدات القتالية ، ليست هذا وحسب بل أدرك قادة القوات المسلحة ومجلسها العسكري والمجلس الأعلى للحرب ، أنه ينبغي التركيز على جاهزية قواتنا.

نعم نحن مسالمون ودوما ما نسعى للسلام العادل والشامل الذي يعم العالم جميعا وبما فيه منطقتنا العربية والإسلامية ، لكن لابد للسلام من قوة ردع تحافظ عليه وتحمي بنوده المتفق عليها.

ومن هنا راح قادة الجيوش إلى إجراء المناورات القتالية على كآفة محاور القتال ، وجميع حدودنا من شرق البلاد إلى غربها ، من شمالها لجنوبها.

مناورات بالذخيرة الحية ، فرق مدربة على أحدث تدريب لمكافحة الإرهاب ، قوات خاصة ، صاعقة ، مظلات ، مدرعات ، دفاع جوي ، قوات بحرية ، قوات جوية ، فرق المشاة ، مدفعية بكل أنواعها ، حرب اليكترونية ، وحدات رادارية فلا شاردة ولا واردة في الجو إلا و يتم رصدها ، جهازين غاية فى الدقة المعلوماتية ، جهاز مخابرات عامة (الصقور )، يعملون ليل نهار لتأمين الأمن القومي للبلاد ، جهاز مخابرات حربية يرصد أي تحرك على الحدود.
سلاح مهندسين فائق الدقة والكفاءة فى المشروعات الهندسية العسكرية ، ومن إلتحق بالجيش المصري يعلم ذلك جيدا.

هذا ما هو ظاهر للعيان ، وما خفي كان أعظم ، فضلاً عن الطاقة البشرية والشحن المعنوي للجيوش قادة وأفرادا من سلاح الشئون المعنوية.
فضلا عن ذلك تصنيع بعض سلاحنا عن طريق المصانع الحربية.

ثالثتها: مبنية على النقطة سالفة الذكر ، مدي علم العدو بإمكانياتنا وبجاهزيتنا وبقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ضد أي عدوان خارجي ، وضد أي محاولة لزعزعة استقرارنا واستقرار أمننا الداخلي.

كذلك علم عدونا أن حدودنا مؤمنة تأمينا كاملا ، برجال مؤمنون بحبهم لوطنهم وأن المساس بأمنه هو المساس ببيوتنا وأعراضنا وأرحامنا.
شاهد ذلك كله العدو والعالم أجمعه في أكتوبر 1973، وفي حرب الاستنزاف ، وفى العدوان الثلاثي ، ومن قبل ذلك فى العدواني الفرنسي والانجليزي على مصر.
الكل تصدي ، الكل وقف وقفة رجال ، رجال ضحوا بأرواحهم من أجل أن تحيا بلادهم حرة أبية.

ومن هنا إذا حاول أحد أن يتجرأ علينا أو يتطاول فليحسب لذلك ملايين المرات ، وليعلم أننا لن نستقبله بالورود ، بل سنقول له مرحبا بك في الجحيم متمثلين قوله تعالى (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون)

رابعتها: رهاننا الحقيقي على الوحدة واللحمة الوطنية ولم شمل الأسرة المصرية ، فلا فرق بين مسلم ومسيحي فالدين لله والوطن يسع الجميع ، فقد حاول بعض المغرضين الذين لا يريدون الخير لبلدنا الضرب على هذا الوتر وإثارة الفتن وافتعالها ، فتن طائفية ، لكن تفطن الأخيار لهذه الفتن ووأدوها في مهدها.
وعدونا يعلم ذلك جيدا أن مصرنا على قلب رجل واحد ، البيوت واحدة ، المأكل واحد المشرب واحد.

رأوا ذلك في السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد ، رأوا ذلك عندما شاهدوا رايات الهلال جنبا إلى جنب مع رايات الصلب كلاهما يدين دينا واحدا ألا وهو حب الوطن ، وقد جسدت الدراما المصرية ذلك جيدا في قصص نجيب محفوظ الروائية وغيرها من الأعمال الدرامية ، وكل ذلك لا يخفى على أحد.

خامستها: علاقاتنا الدبلوماسية بالدول الأوروبية ، ليست أوروبا وحدها بل كل دول العالم ، فقد سعى رئيسنا عبد الفتاح السيسي على توطيد علاقاتنا بالعالم أجمع ، سياسياً واقتصاديا وعلميا وتجاريا وآخرها عضوية دول البريكس لوضع نظام اقتصادي جديد للعالم.

بل نجحت الدبلوماسية المصرية في إبراز دور مصر في القضايا المفصلية التي تهم العالم كله ، خصوصا القضية الفلسطينية شغل العالم الشاغل ، ليس هذا وحسب بل باعتراف كل دول العالم بحنكة الساسة المصريين وأن مصر هي العرب فبدونها لا وجود للعرب ، باعتراف الدول العربية ذاتها.

سادستها: التنسيق الداخلي المؤسسي للدولة المصرية فلا انفصال بين هذه المؤسسات ، الكل يعمل تحت مظلة واحدة تحقيق الارتقاء بالوطن عن طريق تحقيق التنمية المستدامة.
كذلك التنسيق الخارجي عن طريق التمثيل الدبلوماسي بين سفارات مصر جميعا خارج البلاد وسفارات الدول الأجنبية داخل وطننا.
هكذا تقوم البلاد فلا أحد يعمل منفردا ، تؤاءم الدخل والخارج مع وجود قوة الردع ، القوة التي تجعل الداخل منسجما مع بعضه البعض ، وكذلك الخارج، قوة قواتنا المسلحة.

سابعتها:  المنهج الذي سلكته قيادتنا ، فالسبيل إلى تحقيق أمن واستقرار البلاد لا يكون بالتواكل وإنما بالعمل والجد والاجتهاد والكفاح.
وتحقيق فلسفية الثواب والعقاب ، من يجتهد في عمله يثاب ويكافأ ومن يتخاذل يعاقب ويتم ردعه تهذيبا وإصلاحا من أجل نفسه حتى يطرح الأنا واللامبالاة ، ومن أجل وطنه حتى يزدهر ويرتقي.
حفظ الله مصرنا وجيشنا وشرطتنا ومؤسساتنا.

طباعة شارك مصر المحروسة الجيش المصري محافظ شمال سيناء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر المحروسة الجيش المصري محافظ شمال سيناء الجیش المصری

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: الفتوى والعقل في عصر الرقمنة

في لحظة حضارية مشتبكة بين طغيان التقنية وارتباك الخطاب، جاءت مبادرة دار الإفتاء المصرية لتنظيم المؤتمر  الدولي العاشر للامانة العامة لدور و هيئات الافتاء في العالم بمثابة إعلان معرفي رصين عن انخراط المؤسسة الدينية الرسمية في واحد من أعمق النقاشات الإنسانية: سؤال الفتوى في زمن الذكاء الاصطناعي. 

فالذي يُطل على واقع الإفتاء من أعالي التحولات الرقمية، يدرك حجم التحدي: كيف نُبقي على روح الاجتهاد حيّة، وسط تقنيات تَعد بالاستغناء عن الإنسان ذاته؟ وكيف نحافظ على جوهر الفتوى، لا كمنتَج يُصدر، بل كحُكم يتخلق في رحم العقل الشرعي الرشيد، في زمن تُستبدل فيه السلطة المعرفية بمنصات وتطبيقات وخوارزميات؟

في هذا السياق، لم يكن انعقاد المؤتمر العاشر محض تكرار سنوي لفعالية مؤسسية، بل يمكن اعتباره لحظة انبثاق واعٍ لمفهوم جديد في التفكير الديني، تسعى فيه دار الإفتاء إلى إعادة تشكيل صورة المفتي لا بوصفه ناقلًا للحكم، بل بانيًا لقراره داخل بنية مركبة من المقاصد، والسياقات، وحكمة التنزيل. فالمبادرة لم تُركّز على أدوات الذكاء الاصطناعي بوصفها تهديدًا، بل كأفق وجب على المفتين الاقتراب منه، لا للتماهي معه، بل لترشيده، ومساءلته، بل وإعادة ضبط تمثلاته داخل منظومة الفعل الشرعي.

وفي قلب هذا الطموح، تبرز شخصية فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، لا بوصفه موظفًا على رأس مؤسسة فقهية كبرى، بل كعقل فقهي متمرّس يُدرك بوعي رفيع أن الاجتهاد المعاصر لا يمكن أن يبقى أسيرَ معجمٍ قديم، ولا أن يتخلى عن أخلاقياته أمام خوارزميات الحداثة السائلة. فالرجل – في خطاباته العلمية ومداخلاته الرفيعة – يُعيد الاعتبار لفكرة “العقل الإفتائي”، لا كتمرين بلاغي، بل كوظيفة حضارية تحرّر المفتي من أسر الحرفية وتضعه في مدارات الفهم الكلي، المتصل بمقاصد الشريعة، لا المفصول عنها بجمود اللفظ أو فوضى الذوق. ومن يمعن النظر في طريقة بناءه لمفهوم “المفتي الرشيد”، يدرك أنه لا يسعى لتدريب المفتي على التقنية كمهارة، بل لتجذيره في وعي توازنيّ يميّز بين ما تُنتجه الآلة من أجوبة صورية، وبين ما تستوجبه الفتوى من استبطان مقاصدي للواقع وتقدير سديد للحُكم بمناطه الكامل.

كان بإمكان دار الإفتاء أن تظل واقفة على تخوم النقاش، مترددة بين الإدانة أو الترقب، لكنها  قررت أن تُعلن انخراطها في عمق التحول، ولكن لا بصفتها تابعا مبهورًا، بل مرشدًا متبصّرًا. إنها ليست تُنتج فتوى رقمية، بل تُهذّب العقل الذي يصوغها، ولا تهدف إلى “رقمنة” المفتي، بل إلى عقلنة الفتوى في زمن الرقمنة. وهذا فارق جوهري.

ولعل هذا ما يجعل من هذه المبادرة نموذجًا لما يمكن تسميته بـ”فقه التدبير المعرفي”، حيث لا يُكتفى بالمحافظة على تراث الفتوى، بل يُعاد بناؤه من داخل الأسئلة التي يفرضها العصر. فالتحول الرقمي، في قراءة هذا المؤتمر، لا يُراد له أن يبتلع المجال الديني، بل أن يُستوعَب داخل مشروع إصلاحي أشمل يُعيد للفتوى بُعدها التأصيلي لا التنميطي، ويُعلي من دور المفتي لا كخازن للأقوال، بل كمُهندس للمآلات. وهنا تتجلّى عبقرية المؤتمر، لا في محاورة التقنية بوصفها خطرًا، بل في التعامل معها بوصفها حافزًا لتجديد منطق الإفتاء نفسه، ومساءلة بنيته ومفاهيمه وأدواته.

من هنا، فإن السؤال الذي طرحه المؤتمر لم يكن سؤالًا تقنيًا، بل سؤالًا أنطولوجيًا: ما معنى أن تُفتي في زمن تتقاطع فيه حدود الإنسان مع الذكاء الاصطناعي؟ وهل ما زال للمفتي أن يُنصت لنداء التكليف الأخلاقي، في زمن تتكاثر فيه المنصات وتتشظى فيه الأجوبة؟ بهذا المعنى، لا يُعد المؤتمر مجرد مناسبة معرفية، بل هو إعلان ميلاد جديد لنموذج المفتي الذي لا يتهيب العصر، بل يشتبك معه، حاملًا في قلبه أدوات التمييز، وموازين المقاصد، وضمير الفتوى الحي.

إنها مصر، إذًا، التي أرادت أن تقول للعالم الإسلامي: لسنا متفرجين على الثورة الرقمية، بل فاعلون فيها، نصوغ فيها صورة المفتي لا كظل لماضيه، ولا كصوت لتقنيته، بل كمَلَكَة عقلانية تربط الحكم بمناطه، والواقع بمقاصده، والفتوى بمستقبلها. وهل هذا إلا جوهر الفقه حين يكون وعيًا لا تكرارًا، وقيادة لا استتباعًا؟

طباعة شارك دار الإفتاء المصرية نظير محمد عياد دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • احمد موسي يعلق على انتشار الجيش الأمريكي في الشوارع
  • أنس الشريف ورفاقه.. حكاية طاقم الجزيرة الذي قتل أمام العالم
  • د. محمد بشاري يكتب: الفتوى والعقل في عصر الرقمنة
  • المستشار صالح يهنئ الجيش في ذكرى تأسيسه ويشيد برؤية 2030 للتحديث
  • عادل أحمد أفضل لاعب في مباراة مصر واليابان ببطولة العالم للناشئين
  • الحريري: سيبقى الجيش صمام الأمان في صون السلم الأهلي
  • بهاء الحريري: الجيش هو صمام الأمان
  • فصول جديدة.. ما الذي دار بين دفاعات الجيش السوداني وطاقم طائرة قبل تدميرها في نيالا؟
  • إبراهيم النجار يكتب: وسط حرب الإبادة والتجويع.. هل تعيد غزة ضبط بوصلة العالم؟!