د. عادل القليعي يكتب: جيشنا صمام أمننا وأماننا
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
فإنه لا يمكن لوطني مخلص شريف ، لا يمكن له ألا يحب جيش بلاده ، للجيش الذي تكون من فلذات أكباد أبناء هذا الوطن ، الجيش الذي لا يوجد بيت من بيوت مصر المحروسة إلا وفيه إما شهيد ، أو بطل شهد انتصارات هذا الجيش النظامي الباسل.
إن حب جيشنا الوطني عقيدة وإيمان متغلغل بداخلنا ، نعم بداخل هذا الشعب ، فإذا ما ذكر الجيش المصري فالجميع يقف منتبها ، وإذا ما خرج علينا قائدا لإلقاء بيان ، فالكل يصغي جيدا.
لقد طربت أذاننا بسماع تصريحاته اللواء محافظ شمال سيناء عندما وجه له أحد الصحفيين سؤالا عن هل ستكون هناك حرب مع إسرائيل ، جاءت رده مزلزلا ، وأعتقد أنه هز جميع أرجاء مستوطنات اليهود وأعاد إلى أذهانهم هزيمتهم النكراء في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م.
فجاء رده ، نحن علم أتم استعداد ، وجهوزينا على أتم جاهزية ، إذا فكر العدو أن يقترب من حدودنا فسيرونا صواعق من نار.
نعم تصريح أثلج صدورنا وأعتقد أنها رسالة صريحة الدلالة للعدو مفادها أن قفوا عند منتهاكم ، فمصر وحدودها وجيشها خط أحمر وتلك هي لغة الأقوياء.
فنحن سلم على من سالمنا ، نار وحمم بركانية على من عادانا.
إن هذا التصريح لم يأت من فراغ وإنما لجهود مضنية أعادت هيكلة الجيش المصري ، وأعادت ترتيب أوراقه في ظل قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة سعادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي قالها مدوية دون تردد ، ( من فعلها مرة على استعداد أن يفعلها مرات عديدة).
وهذا يجعلنا ككتاب نقرأ ونحلل المشهد برمته ، ونقول رأينا بمنتهى الشفافية والموضوعية والنزاهة.
ويمكننا أن نضع عدة نقاط مهمة سيتضح خلالها حجم المؤامرة التي دبرت لنا ولجيشنا العظيم.
أولتها: ظن ظن السوء من توهم أنه سيحدث لمصر ما حدث مع دول الجوار، سواء فلسطين ، أو العراق ، أو اليمن ، أو سوريا، أو ليبيا.
فقد حيكت ضدنا المؤامرات من الداخل ومن الخارج ونفذت ضدنا أجندات مشبوهة غرضها زعزعة أمننا الداخلي ، أطلقت الشائعات المريبة ، لعبت وضربت على وتر حساس ، الحاجة والعوز والحالة الاقتصادية ، فراحوا يشككون في كل منجز تم على أرض الواقع .
لكن هيهات هيهات ، ولا يفلح الساحر حيث أتى.
تصدى لهم الشعب صابرا محتسبا مدركا أن هذه أجندات مغرضة.
والنتيجة ظللنا صامدين واقفين على أقدامنا ، وعندما شاهدنا ما يحدث الآن لوطننا وأمتنا العربية أدركنا أن مع قادتنا الحق كل الحق .
فالمخطط الفاسد يريد التقسيم والتفتيت لأمتنا العربية ، لا يهمهم سوريا أو العراق أو اليمن أو السعودية أو ليبيا ، وإنما غرضهم رمانة ميزان الأمة العربية والإسلامية (مصر).
ولم ولن يحدث ذلك أبدا ، طالما كنا متحدين على قلب رجل واحد ، واعين مستنيرين، مغلقين الأبواب في وجه أى شائعة مغرضة.
متمثلين القول الفصل ، الكل سيرحل ولن يبقى إلا الوطن ، حصن حصين لنا ولأولادنا وقاطرة تنمية مستدامة لأحفادنا وللأجيال القادمة.
ثانيتها: بعد نظر قادتنا ورئيسنا إلى الخطر القادم الذي يدبر له ليلا ونهارا ، ومن ثم فطنوا إلى ضرورة تسليح الجيش بأحدث الأسلحة والمعدات القتالية ، ليست هذا وحسب بل أدرك قادة القوات المسلحة ومجلسها العسكري والمجلس الأعلى للحرب ، أنه ينبغي التركيز على جاهزية قواتنا.
نعم نحن مسالمون ودوما ما نسعى للسلام العادل والشامل الذي يعم العالم جميعا وبما فيه منطقتنا العربية والإسلامية ، لكن لابد للسلام من قوة ردع تحافظ عليه وتحمي بنوده المتفق عليها.
ومن هنا راح قادة الجيوش إلى إجراء المناورات القتالية على كآفة محاور القتال ، وجميع حدودنا من شرق البلاد إلى غربها ، من شمالها لجنوبها.
مناورات بالذخيرة الحية ، فرق مدربة على أحدث تدريب لمكافحة الإرهاب ، قوات خاصة ، صاعقة ، مظلات ، مدرعات ، دفاع جوي ، قوات بحرية ، قوات جوية ، فرق المشاة ، مدفعية بكل أنواعها ، حرب اليكترونية ، وحدات رادارية فلا شاردة ولا واردة في الجو إلا و يتم رصدها ، جهازين غاية فى الدقة المعلوماتية ، جهاز مخابرات عامة (الصقور )، يعملون ليل نهار لتأمين الأمن القومي للبلاد ، جهاز مخابرات حربية يرصد أي تحرك على الحدود.
سلاح مهندسين فائق الدقة والكفاءة فى المشروعات الهندسية العسكرية ، ومن إلتحق بالجيش المصري يعلم ذلك جيدا.
هذا ما هو ظاهر للعيان ، وما خفي كان أعظم ، فضلاً عن الطاقة البشرية والشحن المعنوي للجيوش قادة وأفرادا من سلاح الشئون المعنوية.
فضلا عن ذلك تصنيع بعض سلاحنا عن طريق المصانع الحربية.
ثالثتها: مبنية على النقطة سالفة الذكر ، مدي علم العدو بإمكانياتنا وبجاهزيتنا وبقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ضد أي عدوان خارجي ، وضد أي محاولة لزعزعة استقرارنا واستقرار أمننا الداخلي.
كذلك علم عدونا أن حدودنا مؤمنة تأمينا كاملا ، برجال مؤمنون بحبهم لوطنهم وأن المساس بأمنه هو المساس ببيوتنا وأعراضنا وأرحامنا.
شاهد ذلك كله العدو والعالم أجمعه في أكتوبر 1973، وفي حرب الاستنزاف ، وفى العدوان الثلاثي ، ومن قبل ذلك فى العدواني الفرنسي والانجليزي على مصر.
الكل تصدي ، الكل وقف وقفة رجال ، رجال ضحوا بأرواحهم من أجل أن تحيا بلادهم حرة أبية.
ومن هنا إذا حاول أحد أن يتجرأ علينا أو يتطاول فليحسب لذلك ملايين المرات ، وليعلم أننا لن نستقبله بالورود ، بل سنقول له مرحبا بك في الجحيم متمثلين قوله تعالى (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون)
رابعتها: رهاننا الحقيقي على الوحدة واللحمة الوطنية ولم شمل الأسرة المصرية ، فلا فرق بين مسلم ومسيحي فالدين لله والوطن يسع الجميع ، فقد حاول بعض المغرضين الذين لا يريدون الخير لبلدنا الضرب على هذا الوتر وإثارة الفتن وافتعالها ، فتن طائفية ، لكن تفطن الأخيار لهذه الفتن ووأدوها في مهدها.
وعدونا يعلم ذلك جيدا أن مصرنا على قلب رجل واحد ، البيوت واحدة ، المأكل واحد المشرب واحد.
رأوا ذلك في السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد ، رأوا ذلك عندما شاهدوا رايات الهلال جنبا إلى جنب مع رايات الصلب كلاهما يدين دينا واحدا ألا وهو حب الوطن ، وقد جسدت الدراما المصرية ذلك جيدا في قصص نجيب محفوظ الروائية وغيرها من الأعمال الدرامية ، وكل ذلك لا يخفى على أحد.
خامستها: علاقاتنا الدبلوماسية بالدول الأوروبية ، ليست أوروبا وحدها بل كل دول العالم ، فقد سعى رئيسنا عبد الفتاح السيسي على توطيد علاقاتنا بالعالم أجمع ، سياسياً واقتصاديا وعلميا وتجاريا وآخرها عضوية دول البريكس لوضع نظام اقتصادي جديد للعالم.
بل نجحت الدبلوماسية المصرية في إبراز دور مصر في القضايا المفصلية التي تهم العالم كله ، خصوصا القضية الفلسطينية شغل العالم الشاغل ، ليس هذا وحسب بل باعتراف كل دول العالم بحنكة الساسة المصريين وأن مصر هي العرب فبدونها لا وجود للعرب ، باعتراف الدول العربية ذاتها.
سادستها: التنسيق الداخلي المؤسسي للدولة المصرية فلا انفصال بين هذه المؤسسات ، الكل يعمل تحت مظلة واحدة تحقيق الارتقاء بالوطن عن طريق تحقيق التنمية المستدامة.
كذلك التنسيق الخارجي عن طريق التمثيل الدبلوماسي بين سفارات مصر جميعا خارج البلاد وسفارات الدول الأجنبية داخل وطننا.
هكذا تقوم البلاد فلا أحد يعمل منفردا ، تؤاءم الدخل والخارج مع وجود قوة الردع ، القوة التي تجعل الداخل منسجما مع بعضه البعض ، وكذلك الخارج، قوة قواتنا المسلحة.
سابعتها: المنهج الذي سلكته قيادتنا ، فالسبيل إلى تحقيق أمن واستقرار البلاد لا يكون بالتواكل وإنما بالعمل والجد والاجتهاد والكفاح.
وتحقيق فلسفية الثواب والعقاب ، من يجتهد في عمله يثاب ويكافأ ومن يتخاذل يعاقب ويتم ردعه تهذيبا وإصلاحا من أجل نفسه حتى يطرح الأنا واللامبالاة ، ومن أجل وطنه حتى يزدهر ويرتقي.
حفظ الله مصرنا وجيشنا وشرطتنا ومؤسساتنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر المحروسة الجيش المصري محافظ شمال سيناء الجیش المصری
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
لا بد أن نستثمر سواء في الاقتصاد أو في البشر أو في الوطن وفي التعليم وفي البنية الأساسية، وفي القوي الناعمة التي تمتلكها ( الثقافة المصرية ).
لا بد من أن نستثمر وأن نرفع شعار "الإستثمار هو الحل" الوحيد، والأكيد لتقدم الأمة ، ولا أكون مخطئا إذا قلت بأن الاستثمار في الأخلاق مهم جدا، وهذا يُدْخِلْ البيت والمدرسة والمسجد والكنيسة كمسئولية أساسية !!
فالأخلاق هي أساس تقدم المجتمع، ولعل مجتمع بلا أخلاق، وهو مجتمع بلا مستقبل، وقد تميز مجتمعنا المصري بكرم أخلاقه، وشَدَتْ بنا الأمم، وكنا ومازلنا أقل بلاد العالم ظهورا في سوق " قلة الأدب "، فنري من خلال الفضائيات ومن خلال الأعلام، أننا مازلنا نحتفظ بالحد المعقول من الأخلاق الحميدة، وإن شابنا في بعض الأحيان فساد أخلاقي، وذلك ناتج تغير في سياسات، وإنتقالنا من أسلوب سياسي إلى أسلوب أخر.. وإنفتاحنا علي كل "هواء العالم"، سواء مباشر أو مسجل أو منقول، والاستثمار له قواعد تكلمنا وتكلم غيرنا عن القواعد والأطر والمناخ الجاذب والمناخ الطارد !!
كل هذا معلوم، ومعروف ولكن المهم ماذا فعلنا لكي نستثمر ونجد من يستثمر معنا في بلادنا....
وضعنا قوانين، وقضينا علي معوقات، وقابلنا تحديات ومازلنا علي هذا الدرب... متخذين كل الوسائل وقوي الدفع للتقدم....
والمؤشرات التي تعطينا رؤية لما وصلنا إليه مُطَمِئْنَة وأن كانت تصف تحركنا الإيجابي بالبطء في بعض الأحيان إلا إنه إيجابي !!
ومن أهم المؤشرات ما صدر عن مؤسسة فيتش "أكد التقرير علي التصنيف الائتماني الحالي لمصر، مع تغيير التوقعات المستقبلية من " ثابتة " إلى " إيجابية " مما يشير إلى الأثر الإيجابي عالميا للإصلاح الاقتصادي والسياسي الحالي وقد تضمن التقرير تحليل للاقتصاد المصري وضحه كما يلي:
مظاهر القوة:
تحسن الإطار العام لصياغة السياسات الأمنيه، وزيادة معدل النمو الاقتصادي، وانخفاض معدل التضخم، ظهور بعض التحسن في الموقف الخارجي لميزان المدفوعات، وقيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي، بطرق إيجابيه مع العمل على خفض الديون الخارجية، لتقليل خدمة الدين الخارجي !!
مظاهر الضعف:
القلق بشأن عجز الموازنة العامة للدولة والدين العام، وضرورة العمل علي ضمان جودة قاعدة البيانات، الحاجة إلي تطوير فاعلية الجهاز المصرفي وخاصة فى تمويل قطاعات الصناعات والمشروعات الصغيرة، وتحديات سياسية وديموجرافية واجتماعية لا يمكن مواجهتها ألا من خلال زيادة معدلات النمو الاقتصادي، عدم قدره الحكومة علي استيعاب بعض الصدمات السياسية نتيجة زيادة حريات التعبير والديمقراطية !!
عدم وجود شفافيه فيما تتخذه الحكومه من سياسات الإقتصاد والتنسيق بين السياسات الماليه والنقدية.
وعلي الرغم من جودة المؤشرات الاقتصادية الكلية ظاهريا -ألا أن معدل النمو5% مازال متواضعا بالنسبة لمصر، وبحيث يشعر به رجل الشارع !!!من إحتياجات أساسيه للأسره، تلبيها القوات المسلحه للشعب، والحكومه ما زالت فى واد أخر بعيد عن منال الشعب !
[email protected]